أعلم .. استنزفت كل الكلمات .. كما الدماء تمامًا في غزّة .. أكره أن أبدو كالنائحين النادبين .. لكنني حقًا لا أستطيع التركيز في الدراسة ..
أحتاج إلى سبب قوي يجعلني أترك التفكير فيما يحدث حولي .. واحتقار كلّ القوانين البشرية والمجتمعية التي أعيش فيها والبشر الذين يتحدثون في أشياء تافهة .. لأحشر بضع معلومات في رأسي
أحتاج إلى سبب أقوى يجعلني أترك كتابة هذا المقال لأجل دراسة بضع كلمات لن تحمي طفلا ولا امرأة مذعورة ولا شيخًا لا يستطيع الجري لينجو بحياته .. بما تبقّى من حياته بالأصح .. لأنه لا يستطيع أن يدخل في منافسة مع صاروخ !
ستقام المظاهرات .. وتنهض الحناجر العربية بأغنية " البطيخ العربي" .. أو " الكفتة العربية" أو "الجُبن العربي" أو أي شيء آخر عربي .. ونبكي قليلا أو كثيرًا .. وتعود حياتنا لما هي عليه
فلانة لن تتغير .. وفلان لن يتحمل المسؤولية .. وعلانة لن تترك عادتها السيئة في الإيقاع بين النّاس، وكثيرون لن يحاولوا النهوض بأنفسهم وتغيير أفكارهم كي يكونوا أشخاصًا أكثر إيجابية في حياتهم
أتوقع أن أصحو يومًا لأرى ما يحدث بغزة هنا .. لن أستغرب كثيرًا وقتها .. بل ربما سأشعر بالراحة أنني لن أموت كما جئت .. دون أيّ فائدة تذكر .. سأموت حينها شهيدة مدافعة عن الأرض والعرض
لكنني - رغم ذلك - لا أريد أن أرى في الواقع ما أراه في التلفاز .. ! أن أبحث في جيوب الجثث عن هوية أصحابها لأنها جثث بلا رأس، أو أحمل بين يديّ أحد أقاربي لأدفنه بيدي .. بل أريد أن أموت بسلام بين من أحب ..
كثيرًا ما تمنيتُ أن أعمل سائقة سيارة أجرة، سائقة تاكسي أتجول في أنحاء المدينة أُقِلّ أشخاصًا لا أعرفهم ولا يعرفونني، أعرف مرّة أين يعيشون ومع من يتنقلون .. رغم أنني ربما لا أراهم بعدها أبدًا..
فقط أقود السيارة وأستمع لمطربي المفضّل
إحدى متعي السريّة في الحياة، القيادة في شارع البحر، أو ركوب تاكسي يمشي صاحبه بسرعة أمام البحر، وكأنه يهرب من طوفان قادم ! والتحديق في الفراغ بينما لفحة الهواء البارد تصفعني بلطف ! .. أتمنى دائمًا ألا ينتهي الشارع أبدًا .. أو أنّ منزلي يقع في نهااااية الشارع .. حيث تطول المسافة المستقيمة أكثر ما يمكنها أن تطول !
لو أنّ الأمر بيدي .. لأقمتُ يومًا نفعل فيه ما لا نستطيع فعله باقي الأيام لأيّ سبب كان، من تريد أن تزور حبيبها في السّجن، من يريد أن يذهب ليرى طفلته الصغيرة ويخرج معها دون أن تقف طليقته في وجهه.. من يريد أن يمارس الغوص في أعماق البحر لكنّه لم يفعل لسبب أو لآخر..
من يريد أن يُغنّي، أو من تحب أن ترقص ليوم واحد .. نعود بعده إلى حياتنا كما هي .. هل ستتغير حياتنا ؟ هل سنولد مرّة أخرى؟ هل ستصاب أرواحنا بالبهجة، وكأننا قمنا من حلم جميل لكن تأثيره لم يزل من نفوسنا ؟
في المرة الوحيدة التي ذهبتُ فيها وحدي لتناول صحن السلاطة في ليتل سيزر قبل عدة أسابيع، كنتُ أريد بشدّة أن أهاتفه لأطلب منه أن يأتي معي، كنتُ على استعداد لأن أذهب إليه حيث يعمل وأعرض عليه الأمر.. لا أجد أحدًا يذهب معي، هل يمكنك المجيء؟ فقط نتحدث .. إن أردت أن تتحدث سأستمع .. أو أتحدث أنا وتستمتع .. لو أردت أن تتناول شيئًا ما .. هل لديك وقت؟
ليت الأمر بهذه السهولة .. بالطبع لم أفعل شيئًا .. هل هذا ما يطلقون عليه اسم العقل ؟ أم معامل الاحتكاك بالواقع !؟
الجميل أن بداية السنة الجديدة هي كعيد ميلاد لجميع الخلق تقريبًا .. حتى وإن كنت قد احتفلت بعيد مولدك توًا، فبدء سنة جديدة حكاية أخرى .. تقليب لأحداث صارت في سنة كاملة .. نتذكر ما يمكن أن يجلب لنا ابتسامة ونتجاهل ما قد ينذر بعواقب وخيمة ..
1430 – مجرد رقم يزيد في الأوراق ..جثث أكثر لإشباع بطن الأرض النهمة، حزن أكثر، دموع أكثر، ولا أحد يلتفت للعداد.. نحن فقط نقوم بالاستهلاك!
لستُ من المؤمنين أنّ العالَم سيغدو أفضل، أو أنّ الأوضاع ستتحسّن، وأنّنا يمكن أن نصحو يومًا، أو يصحو أحفاد هذا الجيل على مصر أكثر طهرًا وجمالا وسلامًا وأمْنًا .. وعلى وطن عربي نظيف من وحوش مستعرة تلتهم كل خيراته ولا تترك للشعوب سوى الفتات .. وكأنها تمنّ عليها ببقائهم في ملكيتهم الخاصّة ! أوعلى قطاع غزة لا تستطيع أن تفرّق بينه وبين دبيّ، أو تختفي مشاكل تسبقها كلمة لبنان ..
ولستُ من المؤمنين بأن لهذا السواد نهاية، وأنّنا نعيش كابوسًا يومًا ما ستصحو الأرض منه.. وأن تختفي الآلات التي تدّعي البشرية وتفتك ببشر يدّعون أنهم لاحول لهم ولا قوة ..
أنا أؤمن أننا من سيء إلى أسوأ .. وأخشى أن أرى أكثر
ولا أريد أن أرى أكثر
وأشعر أن: كل عام وأنتم بخير كلمة سمجة ثقيلة لا معنى لها .. كلمة من كثر ما استهلكت لم تعد تعبّر عن شيء، بل ربما لا تعني سوى كل شرّ، لأن الخير لو عمّ هذا العام فماذا نتبادل من كلمات في العام القادم ؟
أتعني "كل عام وأنتم بخير" شيئًا إلا أننا كنّا في شرّ؟
لأنّ الشيء المؤكد أن مدلولها أبدًا لا يبدو كدعوة استمرار لـ"خير" موجود فعلا !
تجد الإجابة: محمد وهبة (بكره الاسم دا جدًا بالمناسبة !) ، وانتِ ؟
بينما تسقط تمامًا أيّ اعتبارات أخرى لأي أشياء معك - أو عندك - فلا قيمة لشيء إن لم يكن عندك "فلانون وفلانات" لا "أشياء وأشياءات !" هكذا تقاس الحريم !
* * * *
- احنا جايين نشوف عنزتكم الكريمة
- اتفضلوا .. هاتوا العنزة
- ما شاء الله ما شاء الله .. نتكلم في التفاصيل بقى ؟
- الفاتحة ... شـيـل على بركة الله !
* * * *
عندما عرف والدها أنّها واقعة في حبّ أحدهم .. وبعد اجتماع ذكوري واحد بأبناء العمومة .. زُوِّجَتْ بأحد المتطوعين لإنقاذ سمعة العائلة من الفضيحة !
* * * *
بعد أن تزوجت، رفضت أن تنجب لأجل الحفاظ على صحتها الجسدية والنفسيّة .. اتهموها بالفاسقة .. والكافرة .. المخالفة لفطرة الله التي فطر عليها الخلق ..شكّكوا في أخلاقها وحرضوا زوجها ليؤدبها بالزواج عليها، لو أنّها قالت لهم أنّها لا تنجب هل كانت لتنجو من سياطهم ؟ بعد أن يئست من الجميع .. خلعت زوجها .. واختفت
وبعد سنوات قليلة
زاد عدد ذكور البلد واحدًا !
* * * *
بعد أن أظلمت في عينيها الدنيا تمامًا .. فوجئت بجليدها يذوب أمام نظرته .. أرادت أن تستمر شمسه في حياتها، لكنّ الشتاء حلّ أبكر من المعتاد، وعادت الغيوم من جديد..
* * * *
درجة الحرارة 12 درجة مئوية .. ورغم أنّ أطرافي يمكنها أن تقوم بتوفير ثلاجة الآن، إلا أن قلبي دافئ بوجودك
أن ترغب في شيء لم يفعله أحد من قبل يعني أنّك تطلب الحرام
بغض النظر عن حكم هذا الأمر، ففي الواقع وبما أنّ ما ترغب فيه ليس من " المتعارف " عليه فأنت تطلب ما ليس من حقك أن تطلبه
فليس من حقك أن تناقشه فضلا عن أن تسعى إليه
متأكدة أن الموضوع قد نوقش من قبل، ربما عند إيمان في مكان ما، سنّ الزواج الآن مرتفع، من الطبيعي أن تجد الشباب والفتيات أنهوا تعليمهم وظلوا دون زواج، بغض النظر إن كانت لم مصادر دخل خاصة بهم أم لا
لكن حديثي يتعلق بذوي الدخول منهم، والذين يصلون إلى مرحلة يختنقون فيها من تحكمات الأهل "في الرايحة والجاية"، والأسئلة الكثيرة التي - وإن كانت بنية الاهتمام - فإنها تأتي في أوقات غير ملائمة، أو أنها تكثر وكأننا إن لم نتزوج فإننا لا نستقلّ أبدًا !
وكأنّ الزواج هو صك النضج الوحيد للبقاء بعيدًا عن الشبهات، وكأنّ الزواج هو الباب الشرعيّ لفعل ما يحلو لك، أنتِ متزوجة يعني أنّكِ شخص مسؤول ولا يحق لأمك أن تقلق عليكِ - إلا إن تأخر إنجابك !- وتأتين لزيارة أهلك وقتما تحبين فأنت معذورة - وعندك بيتك اللي ملهية فيه- وكان الله في عونك
أمّا إن كنتِ تعملين وتريدين الاستقلال في السكن عن أهلك، لأنّك ليس بوسعك استقبال أصدقائك لظروف العائلة- وإن كان الأصدقاء كلهم من الفتيات ذوات الصوت المنخفض- وليس من حقك الخروج والدخول دون المرور بعدة نقاط ضريبية، لأنّ هناك أناس في المنزل أكبر منكِ عليكِ احترام وجودهم ورغبتهم في تملكك حتى آخر قطرة .. لمجرد أنهم عاقبوكِ بجلبك للحياة
لن أسقط نفس الأمر على الشباب، لأنهم لا يحتاجون لهذا الأمر، فهم يخرجون ما بدا لهم، ويجلبون أصدقاءهم فجأة كما يحبون، ويبيتون مع أصدقائهم بمباركة الأهل والمجتمع والوطن
*****
أنا أكره الإلحاح، أفضّل أن أحكي أنا كل شيء عوضًا عن أُسْأل كـ متهم، أحيانًا تستفزني الأسئلة بدرجة كبيرة، بينما قد تجدني أحكي كلّ شيء فجأة ودون سابق طلب !
كلما فكرت في الأمر تذكرتُ جزء " الكهف " الذي قرأته في كتاب جون غراي "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"، كان يقول أن الرجال لا يحبون أن تسألهم نساؤهم كثيرا وتلحّ عليهم عندما يكونون في حالة من الصمت الاختناقي أو ما سماه " عندما يكون الرجل داخل كهفه، دعيه حتى يخرج" بهذا المعنى، لأنهم وقتها يعانون من مشكلة ما، وسوف يبوحون عندما يحتاجون لذلك، ودون إلحاح..
أتساءل: هل جون غراي مخطئ لأنني أيضا كذلك ؟ -بالتأكيد هناك أخريات!- أم أن العيب فيّ أنا؟
"عندما لم تعد تسألني بذلك الأسلوب المستفزّ، أصبحتُ أخبرها قبل خروجي أنني سأنتهي عند الساعة كذا، وأهاتفها قبل أن أعود إلى المنزل لأسألها إن كانت بحاجة لشيء أجلبه معي"
ماذا إن وصلتَ لمرحلة أنّك لا تسمع ما يحبون، ولا يسمعون ما تحب، أنت تحبهم لذلك لا تريد أن تخسرهم، وهم يحبونك ولا يفهمون ذلك، لذلك أنت ترى أنّ الحل أن تبتعد قليلا .. وهم يرون أنك تمزح
بينما كل تلك الأشياء الصغيرة تتراكم داخلك .. ولا تدري متى ستنفجر في وجهك، أو في وجوه الجميع!
أنت فقط تعلم أنّ هناك شيئًا ليس على ما يرام، وأنّك تكبر سريعًا .. وتتذكر قبل خمسة سنوات من حياتك كيف كنت، فلا تصدق أنها خمسة سنوات، تخيلوا أننا منذ بدء حرب العراق شارفنا على إنهاء السنة السادسة ..!
كلما تذكرتُ يوم الاحتلال، وأحسب عدد السنوات الفاصلة بيني الآن وبيني وأنا جالسة أمام الكمبيوتر في السعودية بعد منتصف الليل وأتحدث مع أحد الأصدقاء السعوديين عن هذا الأمر ..قبل أن يعلن الخبر بشكل رسمي
أذكر أنني عندما ذهبت للمدرسة بعدها كتبت في تاريخ الدفتر: اليوم الأول لاحتلال العراق .. وصديقتي السوريّة العزيزة تواطأت معي.. ونظل كذلك عدة أيام، حتى نسلّم الدفتر للمعلمة وتصححه ليعود الدفتر إلينا ونرى الدرجة المكتوبة: صفر وعلى التواريخ علامات استفهام !
فنمحوها بماحي الأقلام، لأننا عَرَبْ ونقدّر حق المعلّم كثيرًا .. ولأن الأوطان في القلوب ليست بين دفتي دفتر رياضيات !
كان هذا عام 2003
شهر مارس
يوم 20
*****
كلما قرأتُ عن مشاكل المتزوجين وسمعتُ منهم، كلّما زادت بهجتي تفاؤلا بالمستقبل المشرك، المشرك إشراكًا لا أدري كنه الشمس التي تسببه ! لذلك أهذي مؤخرًا بأنني سأتزوج من متزوج كي لا يعرف الملل طريقه إلينا ! ويظل هناك باب مفتوح للاشتياق دائمًا ! - فلتخبئ كل واحدة زوجها إذن !-
ولأنني غيورة جدًا .. فلن أكون الثانية، لأنني لن أطيق زواجه بعدي، لذلك أقول أنني لابدّ أن أكون الرابعة لأغلق العداد!
عندها قالت صديقتي: كدا إنتِ أوّل واحدة حيتعمل لك pop from stack !
هدمت نظريتي فوق رأسي بكلمتها !
لذلك .. أنا بحاجة لحلّ آخر لمعادلتي
*****
أخيرًا ..
إلى صديقي الذي أراد أن يقرأ لي عوضًا عن المقالات المقتبسة .. أهدي هذا المقال
والأصدقاء المذكورين في المقال، لو أنكم قرأتكم هذا يومًا وعرفتم أنني أنا ! .. سلّموا لي على أنفسكم وكونوا بخير
*****
توضيح لابدّ منه pop from the stack عندما نقوم بتخزين بيانات بطريقة: من يدخل أخيرًا يخرج أولا LIFO: Last In First Out Or FILO: First In Last Out
stack الكلمة تطلق على الـ"مكان" الذي يتم فيه حفظ بيانات من نفس النوع pop() الاسم البرمجي لعملية الحصول على البيانات بالترتيب العكسي الذي تم إدخالها به
أنا بنت نيسان شهر الكذب، وليس من عادة الأسماك أن تُصدِّق. غير أنّ لي نُبل الاعتراف بذلك، حتى إنني سمَّيت إحدى مجموعاتي "أكاذيب سمكة"، ولم أتردَّد في تنبيه القارئ بين جملتين، إلى احتمال أن يكون ما يقرأه في رواياتي، منسوجاً من "دانتيل الأكاذيب".
على الرغم من ذلك، كثيراً ما يرفض القارئ إمكانية أن يكون أمام نصّ مُخادع. وينوب عن زوجي في محاسبتي، كما نــاب الشعب الأميركي عن هيلاري في محاسبة بيل كلينتون.
أكبر حماقة تقترفها كاتبة، هي التبرؤ ممّا يُحيط كتاباتها من شُبهات، فليس واجباً أن تُدافع عن عِفَّــة الكتابة وبراءتها، ولا أن تُبرِّر مَزالِــق أبطالها ونزواتهم. فلا أحد سواها يدري أنّ الرواية هي، أيضاً، فــنّ إسناد أقوالك وأفعالك إلى الآخرين.
الكتابــة فعل إرباك واستدراج القارئ إلى كمين لغة ملغومة بالاحتمالات، وبذلك البوح الْمُشفّـر الذي تختفي خلفه المرأة الكاتبة.
شخصياً لا أثق ببراءة القارئ. لـــذا لا أقوم بجهد البحث له عن لغة معصومة تُشبهه، وأُشارك "بودلير" قوله: "أيها القارئ الْمُخادِع، أخــي.. يا شبيهي".
لماذا نحب كاتباً بالذات؟
لا لأنّه يُبهرنا بتفوقه علينا، بل لأنّه يُدهشنا بتشابهه معنا. لأنه يبوح لنا بخطاياه ومخاوفه وأسراره، التي ليست سوى أسرارنا. والتي لانملك شجاعة الاعتراف بها، حتى لهذا الكاتب نفسه. حدث مرّة أن جاءتني قارئــة، وفي حوزتها "فوضى الحَـوَاس"، وقد ملأت الكتاب تسطيراً وإشارات وهوامش، حتى بَـدَا مُنهَكَاً طاعناً في العمر. وعَبَثَاً حاولت أن أستعيره منها، لأعرف ماذا أحبَّت هذه القارئة في تلك الرواية بالتحديد، لكنها رفضت، واعترفت لي بأنّها تخاف إنْ تصفَّحته أن يَشي لي الكثير عنها. لم يُجدِ إقناعي لها بأنها تعرف عني ما يكفي ليكون لي أنا أيضاً حقّ التجسس عليها، ضحكت وأخفَت الكتاب. وقد سَبَق أن طلبتُ من نزار قبّاني يوماً، أن يبعث لي بنسخة "ذاكرة الجسد" التي في حوزته، لأطّلع عليها. بعدما قال لي ذات مرَّة إنّه وضع كثيراً من السطور تحت الجُمَل التي "كتبته فيها"، ما جعل أصدقاءه الذين أطلعهم على الرواية، ليُحثّهم على قراءتها، يَعجبُون من أمره.
ولكن نـــزار، رحمه اللّه، ضحك ولم يستجب لطلبي، ومازلت حتى اليوم. أنتظر فرصة لزيارة لندن، كي أطلب من ابنته هدبــــاء، إهدائي تلك النسخة، أو السماح لي بتصويرها، عساني أعرف بعض ما أخفاه عني نزار قارئاً. هذه الحادثة جعلتني أعتقد أنّ الكاتب نفسه، عندما يتحوّل إلى قارئ تنتابه أعراض الحياء إيّاها. ففي القراءة حميميَّة، لا تُعادلها إلاّ حميميَّة الكتابــة. لــــذا مثلاً، يُزعجنا ونحنُ نُطالِع كتاباً أو مجلّة، أن يقف أحد خلفنا ويبدأ في مُشاركتنا القراءة، لأنّه لحظتها يكون مُنهمِكاً في مُطالعتنا.
ولأننا اعتدنا ألاَّ نسأل الذين يقرأون لماذا يفعلون ذلك، يُقدِّر سُؤالنا الكتّاب، لماذا هم يكتبون، ففي إمكاني أن أُجيب مُستندة إلى قول "رولان بارت": "الكتابة هي فــن مَــزج الشهوات"، إنني أكتب لمتعة الإقامة في مَخدَع الكلمات. وأظنّ أنّ كثيراً من القارئات يُشبهنني، ويقرأنني لأنهنّ يُشاطرنني قدراً نسائياً لا يخلو من الْمُراوغَة الضرورية، ومن النِّفاق الْمُتوارث، الذي يبدأ من التفاصيل الْمُخادعة للحياة اليومية، وينتهي في مخدع "الشرعيّة". وفي كل مخدع، نحنُ نحتاج إلى مَكر الحَوَاس، ومَكيدة اللغة، لننجو من ورطــة الواقع. فهكذا أنقذت جدّتنا "شهرزاد" رأسها من الموت، عندما راحت في مَخدَع الكلمات، تكيد لـ"شهريار" باللغة ليلة بعد أُخرى. منذ ذلك الحين، أصبح للذاكرة النسائية حِيَــل إحداها الكتابة. وللرواية ذرائع إحداها "تبييض الأكاذيب"، كما يُبيِّض البعض الأموال غير المشروعة.
ومن هنا جــاء قول كاتبة فرنسية: "الروائي كذّاب يقول أشياء حقيقية"، وجاء قول غـــادة السمّان: "العمل الإبداعي كذب مُركَّب". لــــذا، لمزيد من الكذب، سأُواصل كتابة نصوص مُخادِعــة، قصد تبييض أحلام أشترك مع كثير من النساء في نهبها ســرّاً.. مــن الحيــــاة.
من الطبيعي أن يحتاج الشخص لتغيير جو من حين لآخر .. طبيعي أن تخرج مع أصدقائك عندما تحتاج إلى التحدث، أو قضاء بعض الوقت بعيدًا عن أيّة التزامات، نذهب إلى أيّ مطعم أو كافيه يحتوينا، رغم أن حديثنا غالبًا يكون حول الجامعة وأمورها وحول البرمجة والمواد الدراسية عمومًا !!
لكنّ الحديث يكون ممتعًا رغم ذلك ! والجلسة لا يملّ منها .. ولا تنتهي إلا لأنها يجب أن تنتهي ! عندما تبدأ الهواتف بالرنين، ونجد أنّنا مطلوبون لا لشيء إلا لأن هذا يكفي، أو أننا يجب أن نكون هناك .. وحسب
المهم .. أننا عندما قررنا ذلك يوم الأمس الأسبق، خسرت\خسرنا مكانًا كان من أفضل الأماكن عندي ..
ليتل سيزر محطة الرمل .. المكان الوسيع والسلطة المتاحة دائمًا تجعلني أفضّله في كلّ مرة نحتاج فيها للحديث .. إلى أن ضبطنا لديهم
bugs !!
ولأننا لسنا خبراء في هذا النوع من الـ "باجز" ولأننا في مكان حيث لا يجب أن يحدث هذا ! ناديت النادلة لأقول لها: إيه دا !
نظرت لي باستغراب نظرة تقول - ايه الدلع اللي انتِ فيه دا - !! ثم ذهبت لتنادي ندلا آخر (متعمَّدة) فيأتي ليقضي على الصرصار بمنديل ورقي، وبكلّ رقة يضغط على الحائط .. ثم يبتعد وهو يبحث في الأرض كمن فقد شيئًا ثمينًا
قبلها بثوانِ .. رأيتُ واحدًا على الجدار المقابل لي خلف أحد السياح مباشرة، تبادلت مع اثنين من الأصدقاء نظرات: هل رأيتما ما رأيتُ ؟ أجابا: نعم !
مباشرةً بعدها .. نظرت صديقتي خلفي، لتشير لوجود آخر .. قمتُ وناديت الأخت .. كما حكيتُ بالأعلى
بعد رحلة البحث الفاشلة ذهب الندل ولم يعد ! لكنني لن أعود للمكان أبدًا .. على جثة صراصير البلد بحالها !! قام أحد الأصدقاء ليقتله بحذائه لكنه فشل أيضًا !
واضح إنهم متغذيين في المطعم كويس !
تبادلنا المقاعد .. لأنني لن أستمتع بتناول الطعام وهناك صرصار قد يأتي ليشاركني لقمتي ! أو على الأقل أجده متجولا على جسدي دون حق !!
بعد قليل .. طلب صديق من الندل مناديل .. وبكل صفاقة سحب منديلا من الطاولة المجاورة وناوله إياه سائلا إن كان يريد المزيد؟ ولما أجاب: ياريت .. سحب آخر من ذات الطاولة بذات الـــــ ........ !!!!!!!!
ولم يتحدث أحد .. لم يتحرك أحد .. للأسف .. سقطوا من نظري تمامًا .. في الأماكن المحترمة .. أتوقع - منذ بدء الحكاية- أن يطلبوا منا تغيير الطاولة ويحملوا الصحون في المكان الآخر .. ثم يقوموا بإبادته إبادة شاملة
أو على أقل تقدير الاعتذار .. أو
كلا .. ولا اختيار من هذه
كنت أتوقع منذ البدء ألا أرى أيّة صراصير
ماذا حدث بعد ذلك؟ أكملنا طعامنا باستمتاع طبعًا ! وانقلب الموضوع تهريجًا على كلّ شيء ! هل يوجد مطعم آخر يقدّم إثارة أكثر لزبائنه من باج يقدَّم إلى ديباجرز ؟
مع إن الكول سلو تبعهم حلو، ومع إنّ المكان كان مريحًا لي جدًا .. ومع أنّه المكان الوحيد الذي ذهبتُ لأتناول صحنًا من السلطة وحيدة عندما لم أجد من يذهب معي
لكنني اعتزمتُ عدم دخوله مرة أخرى
الموضوع منتهي .. دي مسألة مبدأ
!!
ممكن لو عملوا زي مطعم كمبريج الموجود في الصورة، أفكّر أغيّر رأيي
من أجمل أقوال الإمام علي (كرَّم الله وجهه)، قوله: "أحبَّ مَن شئت فأنتَ فاقده", وهو يُذكِّرنا بقول آخر له: "لكلٍّ مُقبل إدبار وكلُّ مُدبرٍ كأن لم يكن", لكأنَّ علينا أن نعيش السعادة كلحظة مهدّدة، ونتهيّأ مع كل امتلاك.. لحتميّة الفقدان.. وكما يقوم نزار قبّاني بـ"تمارين" يوميّة في الحبّ، علينا أن نقوم يومياً بالتمرُّن على فاجعة فِراق أقرب الناس إلينا، كي نُحافظ على لياقتنا العشقيّة.. ونقوّي عضلة القلب، بالانقطاع فترة عن الذين نحبّهم.
وما أعنيه هنا، هو فراق الْمُحبين، وما يليه من آلام النهايات ذلك أن الأجمل كان لو استطعنا الاحتفاظ بجمالية البدايات.. لو أن الحب لم يمضِ بنا صوب خلافات وشجارات، واكتشافات تشوّه الحلم فينا، وتجعل الحُبّ الكبير يموت صغيراً.
وبرغم هذا، لا أُوافق محمود درويش، حين يقول "لا أُحبُّ مِنَ الحب سوى البدايات", فليست البدايات هي التي تصنع الحبّ، إنها ذلك الذهاب والإياب العشقي نحو الحب وداخله.. ذلك الكوكتيل العجيب من العواطف الْمُتداخلة الْمُتدافعة الْمُتناقضة، مدّاً وجزراً، صدّاً ووصلاً.. حبّاً وكراهية، التي تصنع أُسطورة الحب، وتُحبّب للمحبِّين عذابه وتقلّباته فـ"من ده وده.. الحبّ كده"، ولا مجال لقطف وروده من دون أن تُدمي يدك بل ثمَّة مَنْ عَلَشان الشوك اللِّي في الورد يحبّ الورد"، وهو نفسه الذي غنّى "مضناك جفاه مرقده وبكاهُ ورُحّم عوّده"، حتى جاء مَنْ يُزايد عليه في المازوشيّة العاطفية، مُعلناً من غرفة العناية الفائقة للعشَّاق "عش أنتَ إنِّي متُّ بعدك"، وقد كان موته السريريُّ متوقّعاً لدى كلّ محبِّي أغانيه، مذ أعلن في أغنية شهيرة أن "الحب من غير أمل أسمى معاني الحياة"، ما جعل من الموت حبّاً.. أجمل أنواع الميتات! وهـي طريقة شاذَّة في الحب، لا أتباع لها إلاَّ في العالم العربي، حيث لتشوّهات عاطفية يطول شرحها، عندما لا يجد الإنسان العربي حاكماً يتكفل بتنغيص حياته، وخنق أنفاسه، ورميه في غياهب السجون، يتولّى بنفسه أمر البحث عن حبيب طاغية جبّار، يُسلّمه روحه كي يفتك بها.. حُبّاً، بعد إدخاله إلى معسكرات الاعتقال العاطفي، وتعذيبه عشقاً حدّ الموت.
وبسبب هذا الواقع الذي انعكس على أغانينا، يصعب إحصاء الجرائم العاطفية في الأغاني العربية، التي كثيراً ما يُضاف إليها جريمة هتك المغني ذوق المستمعين، وثقب مسامعهم بعويله وفي حمّى تكاثُر الجمعيّات التي تظهر كل يوم باسم ضحايا الإرهاب، وضحايا الفيضانات، وضحايا البنايات المهدّدة بالانهيار، اقترح أحد القرّاء الجزائريين تشكيل جمعية ضحايا الحب من طرف واحد وأظن أن الموسيقار فريد الأطرش، كان يصلُح رئيساً شرفياً لها، لو أنه لم يكن ضحية فعلية من ضحاياها!
وخَطَــر لي أن أزيــد على اقتراح هذا القارئ، أن يكون لهذه الجمعيّة فرع في كلّ دولة عربية، وألاَّ يقتصر الانخراط فيها على العشَّاق وحدهم، بل يشمل أيضاً المواطنين العرب، الذين يعانون من أوطان لا تُبادلهم الحبّ، ولا يعنيها أن تسحق الحاجة هامتهم، أو تتقاذف المنافي أقدارهم.. في المقابل، أُطالب بإغلاق معسكرات الاعتقال العاطفيِّ، التي يقبع في زنزاناتها عشاق سُّذج، تصوّروا الحياة العاطفية بثوابت أزلية، وذهبوا ضحية هَوسهم بعبارة "إلى الأبد"، معتقدين أن كلَّ حبّ هو الحبُّ الكبير والأخير، فوقعوا في براثن حب مُسيَّج بالغيرة وأسلاك الشكوك الشائكة، ومُفخّخ بأجهزة الإنذار ونقاط التفتيش، غير مدركين أن الحب، رغم كونه امتهاناً للعبودية، هو تمرين يومي على الحرية أي على قدرتنا على الاستغناء عن الآخر، حتى لو اقتضى الأمر بقاءنا أحياناً عاطلين عن الحب.
نــــزار يرى عكس هذا حين يقول "أُريد أن أظلّ دائماً نحلة تلحس العسل عن أصابع قدميك.. حتى لا أبقى عاطلاً عن العمل!".
الْمُشكِلة في كون العشاق يسعدون بعذابهم، ولا أمل في إنقاذهم من استعباد الحبّ لهم!
في البرمجة حرف (و) في شرط ما .. وقبل ذلك في المنطق الرياضي، تعني أن هاء الغائب هذه لن تتحقق إلا بتحقق ما بعدها كلّه دون إسقاط شرط واحد !
نرمز لها بالرمز (&&) بدل الـ (و) في الكود وحينها يكون الشرط أقوى وتحقيقه أكثر صعوبة!
عندما آتي المنزل وقت الغداء-الطعام عمومًا- .... ويقال لي - كعادة المصريين في هذه المواقف- حماتك بتحبّك ! أردّ: وأنا بحب ابنها ! وأفكّر، هل يحبني هو أيضًا كما أفعل ؟
ثم أطرد التساؤل من تفكيري .. لأنني حينها أتذكر رغمًا عنّي المقولة المصرية السائدة والتي أكرهها تمامًا: خد اللي يحبك مش اللي تحبه ! مقولة بشعة أنانية بكل المقاييس وأتجرأ لأقول حقيرة جدًا وتدل على ثقافة الشعب وطريقة تفكيره الـ (أنا) جدًا ! بغض النظر عن افتتاحيتها التي تذكرك بواحد في سوق خضار وحينّقي كوسا مثلا ! مقولة تزايد على مشاعر إنسان لأجل أن يعيش آخر منعمًا هانئ البال وكأنه يجود على الآخر بأنه منحه نفسَه وقربه ! مجرّد الفكرة تثير غثياني!
تمامًا كالمثل النفاقي الشهير، كُلْ اللي يعجبك والبس اللي يعجب النّاس ! ما دام الأكل يصب في معدتك حيث لا يوجد جيران طالعين نازلين، ولا يوجد فلانة وعلّانة .. يبقى "أعمل اللي يعجبني"
بينما الملابس تظهر للجميع .. لابدّ أن أرتدي ما يعجب الناس كي يرضى عليك الله وترقد بسلام في قلوب الآخرين ! أو في عيونهم التي لا يسدّ فضولها سوى التراب !
أمثال لا تزيد المريض سوى مرضًا .. ومن لا يفهم غباءً وتبعيّة .. ولا عزاء للبقية
ذات مرّة وأنا عائدة من الجامعة وجدتُ عند المصعد إحدى الجارات تعرض على طفل أخرى شوكولا، فرفضتها- الأم- بحجة: عندنا فوق ! فقالت لها المانحة (وكنتُ أعرفها جيّدًا) : أنا لا أسأل إن كان عندكم أم لا .. وعَرَضَتْ مرة أخرى ..ورفضت .. فإذا بي أقول لـ"طنط" التي أعرفها: هاتِها لي أنا! في حد يقول لأ على شوكولا؟ أي حاجة ممكن تترفض إلا دي !
صورة أخرى من صور النفاق الاجتماعي .. أنا لديّ لذلك لن آخذ منكِ ! لست أقلّ منك ولا أحتاج عطيتك ! ألم أقل سابقًا أن بعض النساء يستحققن الحرق في محرقة جماعية على أفكارهنّ الغبيّة التي يتوارثنها ويورثنها، مفسدات أجيال متوالية دونما ذرة ضمير
المهم أنني كنتُ صائمة يومها وأعطيتُ لأمي الشوكولا بعد أن حكيتُ لها الحكاية ! لا أدري إن كانت طنط الأخرى قد أحرجت بتصرفها الطفولي - وهو ما أتمناه حقا !- أم أن مخّها أكبر\أصغر من أن يصل لهذه النقطة ولم تر سوى واحدة ملهوفة على قطعة الشوكولا عشان ما عندهم في البيت - يا حرام - !
ردًا على سؤالي في أول سطر ، قالت أختي: عندك كام بليون شخص في الكرة الأرضية
قلت لها: جبتِ التايهة يا بنت .. كيف فاتني ذلك ؟
كم أنا ضيّقة الأفق
تصبحون على مكالمة ممن تحبون
:)
تظهير (التحديث ظهرًا !)
لأنه ليس كل من يقرأ هذا بعيدًا عمن يحب، دعوني أغيّر الديباجة لأنها غير دقيقة
استوقفني قول للكاتبة كارولين أهيم: "الحصول على دماغ يستطيع الكتابة، معناه الحصول على دماغ يعذبك", ولو أنها خبرت لعنة الحصول على دماغ عربي، لأدركت نعمة عذابها، ولقاست بمقياس ريختر للألم، فاجعة أن تكون كاتبة عربية في زمن كهذا.
ذلك أن الكاتب العربي يشهد اليوم تأبين أحلامه شيء ما يموت فيه، ويُشعره بخـواء النهايات ثمَّة عالم جميل ينتهي، وهو يستشعر ذلك، وينتظر مذهولاً حلول الكارثة زمـن انتهى بأحلامه ومثالياته ونضالاته.. وقضاياه المفلسة نشعر بخفّة الألم، لا خفّة من أزاح عن كاهله مشكلات حملها عمراً بكامله، بعدما عثر لها أخيراً عن حلول، وإنما خفة مَن تخلّص أخيراً من أوهامه.
سعادتنا تكمُن في فاجعة اكتشافنا، أنه لم يعد في إمكان أحد أن يبيعنا بعد الآن قضية جديدة، مقابل أن يسرق من عمر أبنائنا جيلاً أو جيلين آخرين فالشعارات الْمُعلَّبة، الجاهزة للاستهلاك التي عشنا عليها، انتهت مدّة صلاحيتها، وأصبحنا نعرف من أي "سوبرماركت" استوردها أولياء أمورنا، وكم تقاضى بعضهم، ومازال، مقابل تسميمنا ومنع نموّنا الطبيعي، واختراع حروب وكوارث لإبقائنا أذلاّء، فقراء، ومرعوبين.
لقد اختصر محمد الماغوط، نيابة عن كل المبدعين العرب، سيرته الحياتية في جملة واحدة: "ولدتُ مذعوراً.. وسأموت مذعوراً" فالمبدع العربي، مازال لا يشعر بالأمان في بلد عربي وإذا كان بعض الأنظمة يتردّد اليوم قبل سجن كاتب أو اغتياله، فليس هذا كرماً أو نُبلاً منه، وإنما لأن العالم تغيّر وأصبحت الجرائم في حق المبدعين لا تمرُّ بسرِّية، بل قد يُحاسبه عليها العالم المتحضّر، كلما جاءه مقدماً قرابين الولاء له، طالباً الانتساب إليه.
كيف في إمكان الكاتب العربي أن يكون ضمير الأمة ولسان حقّها، وهو منذور لمزاجية الحاكم وأُمية الرقيب وأهواء القارئ، الذي أصبح بدوره رقيباً يعمل لحسابه الشخصي، وقد يتكفل بإصدار فتوى تكفّرك أو تُخوّنك، محرّضاً الشارع عليك، فتخرج مظاهرات تطالب بسفك دمك وكسر قلمك، وتُدخلك القرن الواحد والعشرين من بوّابة المحاكم وغرف التحقيق والسجون؟ يقول برناردشو: "الوطن ليس هو فقط المكان الذي يعيش فيه الإنسان، بل هو المكان الذي تُكفل فيه كرامته وتُصان حقوقه"
وهي مقُولة تجعلنا نكتشف ما نُعانيه مِن يُتم أوطان لسنا مواطنين فيها فكيف نكون فيها كُتّاباً، ونحن نقيم في ضواحي الأدب وضواحي الحرية، خارجين لتوّنا مذعورين من زمن ثقافة الشارب العريض، والقصائد التي تُلمِّع حــذاء الحاكم، وتُبيِّض جرائم قُطّاع طُرق التاريخ، لنقع في فخّ العولمة.. فريسة للثقافات الْمُهيمنة ولطُغاة من نوع جديد، لا يأتونك على ظهر دبّابة، إنما يهدونك مع رغيف البنك الدولي.. مسدساً ذهبياً تطلق به النار على ماضيك؟ وقد قال أبو الطالب الدمستاني "إنْ أطلقت نيران مسدسك على الماضي، أطلق المستقبل نيران مدافعه عليك" ولا أدري كيف في إمكاننا إنقاذ المستقبل، دون أن نعي الواجب التأمُّلي للمبدع ودوره في حماية الهوية العربية، ذلك أن معركة الألفية الثالثة ستكون ثقافية في الدرجة الأُولى، وعلينا ألاَّ نكون مُغفلين ولا مُستغفَلين أمام هيمنة ثقافية، لا يمكن أن تكون بريئة.
إنَّ المبدع والمثقف العربي، هو آخــر صرح بقي واقفاً في وجه بعض حكّام، لا ينتظرون إلاَّ غفوة أو غفلة منه ليسلّمونا شعوباً وقبائل إلى الغرب، على طبق العولمة أو التطبيع وهذا المبدع العربي، الذي حدّد نفسه منذ أجيال "مبدع الضدّ"، قد يأتي يوم لا يجد فيه قضية عربية تستحق منه مشقّة النضال، ويومها سنبلغ عُمق الكارثة!
سأظلُّ أطالب بإغلاق معسكرات الاعتقال العاطفـيِّ، التي يقبع في زنزانتها عشّاق سُذّج، تصوّروا الحياة العاطفيّة بثوابت أزليّة، وذهبوا ضحيّة هَوَسِهِم بعبارة "إلى الأبــــد"، معتقدين أنّ كلَّ حُبٍّ هو الْحُبُّ الكبير والأخير، فوقعوا في براثن حبٍّ مُسيَّج بالغيرة وأسلاك الشكوك الشائكة، ومُفخّخ بأجهزة الإنذار ونقاط التفتيش، غير مُدركين أنّ الحُبّ، على الرغم من كونه امتهاناً للعبوديّــة، هو تمرين يوميّ على الحرّية، أي على قدرتنا على الاستغناء عن الآخر، حتى لو اقتضى الأمر بقاءنا أحياناً عاطلين عن الحبّ.
نزار قبّاني الذي قال في الحب الشيء وعكسه، لفرط ما عاش تطرّف الحبّ وتقلّباته، كتب يقول: "أريد أنْ أظلّ دائماً نحلة تلحس العسل عن أصابع قدميك، حتى لا أبقى عاطلاً عن العمل!". ثمَّة عشّاق لا أمل في إنقاذهم من العبوديّة. إنهم يصرُّون على العمل خَدَمَاً لدى مولاهم الحبّ، على الرغم من كونه طاعناً في التنكيل بِخَدَمِهِ!
هو الْحُــبّ.. وماركيز ينصحك: "لا تمت من دون أن تُجرِّب جَمَال حمل عبئه". تضحك، هو لا يدري أنّ حمولتك تلك، قصمت ظهر أيامك• في البدء، يحملك الحبُّ لفرط خفّتك، ولا أحد آنذاك يُنبِّهك بأن عليك أن تحمله بعد ذلك بقيّة عمرك.. في البدء، أنت فراشة.. كائن من غبار وطيش، تحملك بهجتك، ثمّ تنتهي دابّة تنوء بحمل خيباتها. يا حمّال الأسيّة "خُذ من الحب ما تشاء، وخذ بقدره من عذاب"، نصيحة من "عتّال عاطفيّ" أقعدته الذكريات!
***
* الفرح ثرثار. أمّا الحزن فلا تستطيع أن تقيم معه حواراً. إنه منغلق على نفسه كمحار. بلى.. في إمكانك إغاظة الحزن بالفرح. تكلّم ولو مع ورقة.
***
* كلّما رأيت من حولي نساءً في كامل انتظارهنّ، يشكون البطالة العاطفيّة، ورجالاً أعياهم الترقُّب لبرق ينذر بصاعقة عشقيّة، وقصّة حب "أبديّة"، حضرني قول جون كيندي: "لا تسأل ماذا يمكن لوطنك أن يفعل لك، بل ماذا عليك أن تفعل من أجله".
بالمنطق نفسه، على العاطلين عن الحبّ أن يسألوا ماذا عليهم أن يفعلوا من أجل الفوز به. فلا يمكن طلب الحب بالتكلفة الأقل. الحب إغداق، إنه يحتاج إلى سخاء عاطفيٍّ يتجاوز قدرة الناس العاديين على الإنفاق. لذا، الحبُّ فضّاح لِمَن دونه، لأنّه يُعرِّي البخلاء، حتى الذين يعتقدون أنهم أعطوا.. لمجرّد أنهم أنفقوا عليه!
***
*غادِر بيتك كل صباح، وكأنك على موعد مع الحب.
تهيأ له بما أُوتيت من أناقة• يحلو للحب أن يُباغتك في اللحظة التي تتوقّعها الأقل:
"وجدتها في وقت لم أُنادِها فيه فوق محطّة لم أنتظرها عليها في لحظة لم أتهيأ لقدومها في مكان لم أبحث فيه عنها في مساء لم أُعطِّره لاستقبالها في بقعة أرض لم تكن مهيأة لها".
رغم أنني لستُ من هواة تصديق الهراء الذي يُكتب عن هذه الأشياء، ولست من النوع الذي إذا اتفق أو اختلف مع محدثه للمرة الأولى بادر لسؤاله: انت برج كذا؟ لأن كذا لا يتوافق مع كذا .. وكل هذه الخرافات ..
إلا أنني أؤمن بعلم الأفلاك والأنجم .. لا أدري إن كانت تؤثر على الإنسان أم لا كدورة اكتمال القمر مثلا !
أؤمن أن اكتمال القمر يؤثر في البشر، وأن اكتماله يؤثر في مزاجياتهم وعقولهم !
قرأتُ هذا الكلام في كتاب" حول العالم " للكاتب فهد عامر الأحمدي .. -والبركة في جوجل!- كنتُ حينها في الصف الثاني الثانوي، عندما قرأتُ كتابه الذي يجمع أغرب وأعجب المعلومات في شتّى المجالات
هناك أشياء أرضى بالجزء المجهول فيها ولا أتساءل كثيرًا كيف حدثت .. مثلا .. أن يعرف أحد ما شيئًا لم أقله لأحد .. لا أبحث كثيرًا خلف ذلك ..
الإنسان هو أغرب مخلوق وجد على سطح الأرض ! "نحن اكتشفنا عالم الحيوان .. لكننا إذا فهمنا الإنسان، وقتها سنعرف الله" جملة قرأتها ..
عمومًا .. أعتقد أن الكثير من الأشياء المذكورة في وصف أصحاب البرج تنطبق عليّ، ورغم أنّ صديقتي العزيزة برج العقرب أيضًا .. ورغم انطباق كثير من الصفات العامّة عليها أيضًا .. إلا أننا نختلف في كثير من الأشياء..وليس كل من قابلتُ من هذا البرج اتفقت معهم، فكريًا أو روحيًا.. القضيّة إذن ليست مجرد برج !
من مشاهير هذا البرج .. ويكفي واحد منهم فقط ! فيروز، ماري أنطوانيت، ماري كوري، مارتن لوثر، ثيودور روزفلت، الأمير تشارلز ، بيل جيتس، بيلي صانداي، سالي فيلد، روبرت كنيدي، روك هدسون، كلود مونيه، فيفيان لي، بابلو بيكاسو ، ريتشارد بيرتون، ديلان توماس، إنديرا غاندي، جريس كيلي
من طريف ما قرأت مؤخرًا
هو .. برج مائي هي .. برج هوائي الاتنين مع بعض .. حياتهم زعابيب ومطره وانفلونزا طول العمر ---- هو .. برج ترابي هي .. برج ناري الاتنين مع بعض .. حياتهم قزاز هيتكسّر ويتفتفت على دماغهم ودماغ اللي يعرفهم ---- هو .. برج ناري هي .. برج مائي الاتنين مع بعض .. حياتهم ميّه مغليه وتسلخات وصباحو وحوحه ---- هو .. برج هوائي هي .. برج ترابي الاتنين مع بعض .. حياتهم عَفَرَه وجو ملبّش وحوادث نتيجة عدم الرؤيه ---- هو .. برج ناري هي .. برج هوائي الاتنين مع بعض .. حياتهم نار مشعلله ومِشَعوطه وحد ينادي المطافي ---- هو .. برج مائي هي .. برج ترابي الاتنين مع بعض .. حياتهم مطيّنه بطين ونهارو زروطه ---- الاستنتاج النهائي
إنها لضرورة قصوى في هذا الزمن الشائه، أن يتحصن الإنسان بوعي سياسي وعقائدي يحميه من الضياع، وعي تتأكد فيه هويته ويتكثف شعوره بالانتماء، ومن المؤكد أن أجدر من يتحصن بهذا الوعي السياسي العقائدي هم أصحاب القلم الذين ينطلقون في أداء دورهم النضالي من جبهة الفن والفكر والشعر. فلابد لهؤلاء من اتخاذ موقف من الحياة، وموقع ينطلق منه سلوكهم وأفكارهم وأعمالهم الأدبية. فمثل هذا الموقع ومثل هذا الموقف يضيئان لهم الطريق ويمنحانهم عناصر رؤياهم، ومن خلالهما تنبثق مضامين إنجازاتهم الفكرية والفنية والأدبية.
-غيرة- أغــار من الأشياء التي يصنع حضوركَ عيدها كلّ يوم لأنها على بساطتها تملك حقّ مُقاربتك وعلى قرابتي بك لا أملك سوى حقّ اشتياقك ما نفع عيد لا ينفضح فيه الحبُّ بكَ؟ أخاف وشاية فتنتك بجبن أُنثى لن أُعايدك أُفضّل مكر الاحتفاء بأشيائك ككل عيد سأكتفي بمعايدة مكتبك..
مقعد سيارتك طاولة سفرتك مناشف حمّامك شفرة حلاقتك شراشف نومك أريكة صالونك منفضة تركت عليها رماد غليونك ربطة عنق خلعتها لتوّك قميص معلّق على مشجب تردّدك صابونة مازالت عليها رغوة استحمامك فنجان ارتشفت فيه قهوتك الصباحيّة جرائد مثنية صفحاتها.. حسب اهتمامك ثياب رياضية علِق بها عرقك حذاء انتعلته منذ ثلاث سنوات لعشائنا الأوّل..
-طلب-
لاأتوقع منك بطاقة مثلك لا يكتب لي.. بل يكتبني ابعث لي إذن عباءتك لتعايدني عنك.. ابعث لي صوتك.. خبث ابتسامتك مكيدة رائحتك.. لتنوب عنك
شعرتُ أنّ كلمتها في مكانها المناسب .. لا نحتفل به لأنه كبير ! تمامًا كأن يكون من العيب أن تأكل مصاصّة لأنك كبير!
نحن نحتفل أقلّ كلما كبرنا .. والأشياء التي تفرحنا تصبح بطعم مختلف، أشياء يراها آخرون شديدة العاديّة ! أو شديدة الإملال !
من قال أن كلّ النفوس يمكن أن تهيّأ لنفس الفرح ؟ أو لذات الحزن؟
العيد .. محاولة لتهيئة جميع القلوب للفرح، لكنّها تفشل مع القلوب المهمومة، أو العقول المشغولة بأمور أخرى
العيد ليس يومًا في السنة أتهيأ له بملابس جديدة، ولا بصلاة أصليها فأشعر بالسعادة العارمة فجأة.. فرحتي في فؤادي، وعيدي يوم تتجدد روحي ونفسي .. لا يوم أرتدي ملابس جديدة .. على رأي فيروز: أنا مابدّي أعراس، أنا كان بدّي الحب
فاليوم الذي أرى فيه حبيبي عيد
اليوم الذي أقضيه مع أصدقائي عيد
اليوم الذي أتقدم فيه علميًا أو عمليًا عيد
اليوم الذي أستفيد فيه معلومة جديدة، أو أفهم شيئًا لم أكن أعرفه .. عيد
وبالتأكيد .. عيد الأعياد .. سيكون اليوم الذي أدخل فيه جنّة الآخرة !
كثرتْ أعيادي إذن فهل من مستعير ؟
هامش .. غير مهمّش ! شكري لـحنا السكران .. لأنّ الأغنيات التي يذيّل بها مواضيعه تبهجني هي عيد بحد ذاته !
ناديتُ بائعَ الروبابيكيا أعطيتُه كُتُبًا لم أعد أقرأها وأوراقًا اهترأتْ بي وقلبًا .. ذاب ألمًا وبقايا عقلٍ مفتّت..
قال: يا سيدتي، أراكِ منحتِني كلّك قلتُ: وهكذا نمنح أنفسنا للنهايات التي تَعِدُ بإعادة تكويننا من جديد.. أين لي –إذن- بأخرى من أشيائي؟ أريد كُتُبًا لا تحتوي آلامنا .. ولا تُثير اشمئزازي حواراتها أريد أوراقًا خلقت لأسجّل عليها سعادتي وعقلا يفكّر في كلّ النور حوله..
أريدُ وطنًا يحتوي فزعي
بكى البائع..الشاري وقال: اعذريني سيدتي فهذا الحبيب مشغول.. هذا ما ألملم بقاياه منذ ورثت المهنة عن جدّي !
طالما تردّدت في الاعتراف بأحلامي السريّة، خشية أن تهاجمني الحركات النسويّة. وحدي ناضلت كي يعيدني حبّك إلى عصور العبودية، وسرت في مظاهرة ضد حقوق المرأة، مطالبة بمرسوم يفرض على النساء الحجاب، ووضع البرقع في حضرة الأغراب، ويعلن حظر التجول على أي امرأة عاشقة، خارج الدورة الدموية لحبيبها.
***
قبلك حققت حلم الأُخريات، واليوم، لا مطلب لي غير تحقيق حلمي في البقاء عصفورة سجينة في قفص صدرك، وإبقاء دقات قلبي تحت أجهزة تنصّتك، وشرفات حياتي مفتوحة على رجال تحرّيك. رجل مثلك؟ يا لروعة رجل مثلك، شغله الشاغل إحكام قيودي، وشدّ الأصفاد حول معصم قدري. أين تجد الوقت بربّك.. كي تكون مولاهم.. وسجّاني؟ امرأة مثلي؟ يالسعادة امرأة مثلي، كانت تتسوق في مخازن الضجر الأنثوي، وما عاد حلمها الاقتناء.. بل القِنانة، مذ أرغمتها على البحث عن هذه الكلمة في قاموس العبودية. وإذا بها تكتشف نزعاتك الإقطاعيّة في الحبّ. فقد كنت من السادة الذين لا يقبلون بغير امتلاك الأرض.. ومن عليها. كانت قبلك تتبضّع ثياباً نسائية.. عطوراً وزينة.. وكتباً عن الحرية. فكيف غدت أمنيتها أن تكون بدلة من بدلاتك.. ربطة من ربطات عنقك.. أو حتى حزام بنطلون في خزانة ثيابك. شاهدت على التلفزيون الأسرى المحررين، لم أفهم لماذا يبكون ابتهاجاً بالحريّة، ووحدي أبكي كلّما هدّدتني بإطلاق سراحي. ولماذا، كلّما تظاهرت بنسيان مفتاح زنزانتي داخل قفل الباب، عُدت لتجدني قابعة في ركن من قلبك. وكلّما سمعتُ بالمطالبة بتحقيق يكشف مصير المفقودين، خفتُ أن يتم اكتشافي وأنا مختفية، منذ سنوات، في أدغال صدرك. وكلّما بلغني أن مفاوضات تجرى لعقد صفقة تبادل أسرى برفات ضحايا الحروب، خفت أن تكون رفات حبّنا هي الثمن المقابل لحرّيتي، فرجوتك أن ترفض صفقة مهينة إلى هذا الحد.. ورحت أعدّ عليك مزايا الاعتقال العاطفي.. علني أغدو عميدة الأسرى العرب في معتقلات الحب.
جميلةٌ هي ابتسامتُك لي لا تُلقِ بها بعيدًا عن وجهي افتتح بها يومك، وغدي ثم افعل ما تشاء !
ابق هنا .. معي.. عندما أترجّل من أرجوحتي أريد أن أراك .. كما أراك الآن.. أنا أحلّق بعيدًا لكن عيناي عليك.. وفؤادي بين ضلوعك يشاطرك ضجيج الانتظار.. تعلم أنني أكره الانتظار لذلك .. ألهو بالمراجيح حتّى تأتي..
عندما أترجّل من أرجوحتي أريد أن أراك ..
احملني برفق.. لأنّني جُرِحتُ في غيابك لم يحذّرني أحد .. فوقعتُ وتمنّيتُ وجودك لأسقط على ذراعيك فتكونَ جُرْحيَ الأوّل !
عندما أترجّل من أرجوحتي أريد أن أراك ..
أن أجوب برفقتك طرقات المدينة وأركض بجوارك على شاطئ البحر وأسبقك .. أو تسبقني.. المهمّ أن الفائز سينال قُبلتَه التي اتفقنا عليها !
وسنبني قصرًا من الطّين ثم نضحك كثيرًا من سُخْفِ تصرّفنا ونرتدي مرّة أخرى أقنعة الكِبار وندخل إلى قاعةِ الواقع على وعدٍ بزيارة أخرى لمتحفِنا الخفيّ المليء بالسخافات والعشق المعتّق..
عندما أترجّل من أرجوحتي أريدك..بكل ما فيك.. لن أسألك..لماذا وأين ولن أفتعل شجارًا كباقي النساء كي تراضيني بقبلة بل سأفتعل قصيدة لا يُشبِعُ وَجْدُها.. سوى أغنية نغزل ألحانها معًا
كلّما رُحـــت أُوضّب حقيبتي لأيِّ وجهة كانت، تذكّرت نصيحة أندريه جيد: “لا تُهيئ أفراحك”، وخفت إن أنا وضعت في حقيبتي أجمل ثيابي، توقُّعاً لمواعيد جميلة، وأوقات عذبــة، قد تهديني إياها الحياة، أن يتسلّى القَدر بمعاكستي، وأشقى برؤية ثيابي مُعلَّقة أمامي في الخزانة، فيتضاعف حزني وأنا أجمعها من جديد في الحقيبة إيّاها من دون أن تكون قد كُوفِئَت على انتظارها في خزائن الصبر النسائي، بشهقة فرحة اللقاء••
و”الرقص على قدميـ(ـه)”، حسب قول نــزار قباني•
مع الوقت، تعلّمت أن أفكَّ شفرة الأقدار العشقية، فأُسافر بحقيبة شبه فارغة، وبأحلام ورديّة مدسوسة في جيوبها السرّية، حتى لا يراها جمركيّ القدر فيحجزها في إحدى نقاط تفتيش العشّاق على الخرائط العربية• بتلك الثياب العادية التي لا تشي بأي نوايا انقلابية، اعتدت أن أُراوغ الحياة بما أُتقنه من أدوار تهويميّة تستدعي من الحبّ بعض الرأفـــة، فيهديني وأنا في دور “سندريللا” أكثر هداياه سخاءً•
ذلك أنّ الحـبَّ يحبُّ المعجزات• ولأنّ فيه الكثير من صفات الطُّغاة•• فهو مثل صدّام (حسب شهادة طبيبه )“يُبالغ إذا وهب، ويُبالغ إذا غضب، ويُبالغ إذا عاقب”• وكالطُّغاة الذين نكسر خوفنا منهم، بإطلاق النكات عليهم، نحاول تصديق نكتة أنّ الحب ليس هاجسنا، مُنكرين، ونحنُ نحجز مقعداً في رحلة، أن يكون ضمن أولويات سفرنا، أو أن يكون له وجود بين الحاجات التي ينبغي التصريح بها• يقول جــان جـاك روسو: “المرأة التي تدَّعي أنها تهزأ بالحبّ، شأنها شأن الطفل الذي يُغني ليلاً كي يطرد الخوف عنه”• من دون أن أذهب حدّ الاستخفاف بالحبّ، أدَّعي أنني لا آخذه مأخذ الجدّ•
في الواقع، أبرمت ما يشبه مُعاهدة مُباغتة بيني وبين الحبّ، وأن يكون مفاجأة أو “مفاجعة”• فهو كالحرب خدعة• لــذا، أزعــم أنني لا أنتظر من الحب شيئاً، ولا أحتاط من ترسانته، ولا ممّا أراه منهمكاً في إعداده لي، حسب ما يصلني منه من إشارات “واعـــدة”، واثقة تماماً بأنّ أقصر طريق إلى الحب، لا تقودك إليه نظراتك المفتوحة تماماً باتِّساع صحون “الدِّش” لالتقاط كلّ الذبذبات من حولك، بل في إغماض عينيك وترك قلبك يسير بك•• حافياً نحو قدرك العشقيّ• أنتَ لن تبلغ الحب إلاّ لحظة اصطدامك به، كأعمى لا عصا له•
وربما من هذا العَمَـى العاطفي الذي يحجب الرؤيــــة على العشّاق، جــاء ذلك القول الساخــر “أعمــى يقــود عميـــاء إلى حفـرة الزواج”• ذلك أنّه في بعض الحالات، لا جدوى من تنبيه العشّاق إلى تفادي تلك المطبّات التي يصعب النهوض منها•
ثــمَّ، ماذا في إمكان عاشق أن يفعل إذا كان “الحب أعمى”، بشهادة العلماء الذين، بعد بحث جاد، قام به فريق من الباحثين، توصَّلوا إلى ما يؤكِّد عَمَى الْمُحب• فالمناطق الدماغيّة المسؤولة عن التقويمات السلبية والتفكير النقدي، تتوقف عن العمل عند التطلُّع إلى صورة مَن نحبّ• ومن هذه النظرة تُولدُ الكارثة التي يتفنن في عواقبها الشعراء• وبسبب “الأخطــــار” التي تترتَّب عليها، أقامت محطة “بي•بي•سي”، بمناسبة عيد العشّاق، مهرجاناً سمَّته “مهرجان أخطار الحب”، استعرضت فيه كلَّ “البــــلاوي” والنكبـــات، التي تترتَّــب على ذلك الإحساس الجــارف، من إفلاس وانتحار وفضيحة وجنون.
لو أستطيع نسبت هذا الحبّ لي وهذا اللّيل المحروس بالنباح يؤرّخ سفراً لمثواي قبل الأخير حين تندلع القريحة بالنص كالنهار المباح وحين تجرحنا اللمحات وحين تغوص في روعنا عميقاً…عميقاً حتى السفر فلو أستطيع نسبت هذا الجرح لي لكنّ قلبي على قمر
طوبى لمن يبكي من كلّ حواسّه وطوبى لي إن أطلت ليلك تنهيدةً أخرى وصمتاً يحتضر على مهل وسحاب وطوبى لك إن أحكمت وثاق قلبِ يعشق عبوديته ولا يلوذ بالفرار فلو أستطيع قشّرت لك الكلمات قبلةً قبلةً وسرقت لك من ريح البلاد الصدى لو أستطيع نسبت هذا الصدى لي ولكنّ قلبي على قمر
كيف لي أن أكتب قصيدةً لا تنتهي عن شوقِ يأنف كمستبدِ أن ينتهي وأنا قليل القناعة بعينين مفتوحتين على آخرهما وأول حزني.. لو يكفر القلب..! شاهراً نبضه نبوءةً تصقل الشرر وزفرةً تنجب سفاحاً موضعاً ليسقط عليه المطر فلو أستطيع نسبت هذا الشرّ لي ولكنّ قلبي على قمر
أكان لي الاعتماد على غرائزي لأرمي بقلبي كما يرمي طفلُ بسنّ الشرّ على عين الشمس الحامية فقد لا يساورني يقينُ يعيد ترسيم الحدود مابين شكّي وشفير الهاوية فلو أستطيع نسبت هذا القلب ـ علامتي الفارقة ـ لي ولكنّ قلبي على قمر
واقعيُ يعرّض بأحلامه ويشتهي قبلةً حرّى في الوداع السريع ولا يجد في شعرها غير حتفه ! وقافيةِ تتلو نشيداً على غيمةِ فارّة وسرابِ يتوسّد حفنة ماءِ إذا ما شحّ الربيع فلو أستطيع نسيت هذا المجاز لي لكنّ قلبي على قمر
عساي أحصي مرّات لقائنا عند منتصف الحلم وراء الليل والأنظار لأمضي إلى حتف الأوقات ذاتها واثقاً كالنار من صواب قلبي من يأسي حين تمسّد يأسي بكفيها وتطلقه كحمامةِ مأسورة لللريح فيرّن سرّي جرساً للبعيد.. على ماذا سنعثر بعد النهر؟! فعساي أحبك عساي ولكنّ قلبي على قمر
لا أحد مجبر على إكمال هذا الموضوع المأساوي، ولا أحتاج إلى ردود من نوعية تشعرني أن المعلّق بحال أفضل من حالة آدم قبل أن يأكل من الشجرة !
حالة غريبة من النوم تنتابني كلما أردتُ البدء في أمر ما بشكل جدّي، مقولة كاظم الساهر "صفعتُ وجهي" أحتاج إليها بصيغة المضارع، سأجنّ .. أصبحتُ قليلة الصبر للغاية وأقلّ تصرف أخرق من الآخرين يذهب بي للجحيم دون مساحة لحجز تذكرة
دراسة ولا أريد ممارستها، ربما الكودنج "التكويد كما أحب أن أعرّبها!" هي ما أنفّس فيه غضبي من آن لأخر، لكنّها أيضًا لم تصل لحال إتمام المطلوب مني، حتى الذهاب للكليّة أصبح ثقيلا كالصخر على قلبي، بينما كان ذلك من أحبّ الأشياء لي في الماضي
لم أعد أريد حضور محاضرات، ماذا يحدث لو تجاهلت السكاشن؟
هناك شعور غبي يأتيني في كلّ امتحان .. أتذكره منذ الآن وأشعر بالقرف مقدمًا، وهو "أنني أريد أن أخرج من هنا بأسرع وقت ممكن".. أتخيل جميع الطلبة يكتبون قدر ما يستطيعون كي يحصلوا على أعلى الدرجات، أو حتى بالكاد كي ينجحوا ..
وأتساءل بمرارة عن جدوى كلّ ذلك .. ودائمًا أخرج من الامتحانات مبكرًا لدرجة تثير الاستغراب .. وأجيبهم بأنني أكتب ما لديّ وأمشي فورًا .. أنا مثلكم أمارس هذا القيء الجماعي .. لكنني أفتقر إلى اصطناعه .. حتى عندما أريد أن أنقص وزني عدة كيلوجرامات، أفكر في القيء الإجباري بعد تناول الطعام، لكنها أبدًا لم تتعد كونها فكرة .. قد أمارس الرياضة أو أمتنع عن الأكل لكنني أبدًا لا أحب الإكراه..
إحداهنّ تصاب بالذعر إن ظهر جزء ما من رقبتي، بينما تنشر كلاما فاسدًا يصيب النفوس أكثر مما تفعله البوصة المربّعة الظاهرة منّي ..
النساء-مع عدم التعميم- كائنات تستحق الحرق بلا شفقة.. ينشرن الأقاويل ويغرين الرجال ويسئن تربية الأطفال فينشأ مجتمع تافه وشباب ضالّ مائع لا هدف له ولا ملّة
والرجال أيضا - مع عدم التعميم- كائنات تستحق الإعدام رميا بالرصاص ! لأنهم يمارسون كل الشرور، ويدّعون أنهم برآء .. والمصيبة أنّ النساء يصدقن ذلك
فتردّ: الحمد لله .. فيزفرون سعادةً واطمئنانًا وكأنّك قلتَ لتوّك ما سيجعلهم يستمرّون على قيد الحياة، وكأنّ " حمدك الله " قد قام بحلّ كل مشاكلهم وعقدهم وزاد من رصيدهم!!
هل جرّبت أن تقول مرّة .. لستُ بخير ؟ أو: زفت ! مثلا !!
ماذا كان ردّهم ؟
جميل .. هل بدا لك أن عالمهم انهار؟ فيما هم في الواقع -فقط- فضوليين لأن يعرفوا مابك .. وما أن يعرفوا .. ستجد أنك أصبحت غارقًا في نصائح ليس لها أوّل من آخر كي تتخلص من اكتئابك !! لأنّك تكون قد صفعتهم بتغييرك للسيمفونية التي يقومون بعزفها يوميًا دونما تركيز أو تفكير ..
فتعرف أنت كيف تردّ على أمثال هؤلاء في المرّات القادمة؟
:الحمد لله
والتي تضمن لك - ولهم - الدخول مباشرة في ما بعد : كيف حالك ؟ من عبارات قد تُقال دونما إضاعة للوقت في أمطار ناصحة !
قال أنيس منصور في كتابه" وداعًا أيها الملل" شيئا ظريفا عن هذا الأمر، أنّ معظم العبارات التي نتداولها صباح مساء أصبحت روتينًا مملّا جدًا حتى نحن لا نعي ذلك- قد تأتي صباحًا بعد أزمة مع والديك أو خلاف حاد مع أحدهم ثم يقال لك: كيف حالك فتردّ بتلقائية: الحمد لله-*، أودّ اقتباس كلامه لكنّ الكتاب ليس في الجوار .. ولو كان في الجوار فلستُ بحال رائعة من العطاء والتفاني لأنقل منه ما قال.. لكنّ الأمر يستحق لذلك يمكنكم تصفّح الكتاب من هنا ..
ذات مرة قال لي صديق: الاكتئاب شيء جميل ... ومنذها، وبعد حوار فلسفي، وأنا أنظر للاكتئاب نظرة إيجابية .. !
أضفتُ إلى نظرتي تلك الكثير من تحليلاتي الشخصيّة بعد ذلك .. مثلا .. أن ترى الكثير من تفاهة الشباب في مكان ما، وترى عقولا فارغة وفِكْر مضمحلّ فتكتئب، يجب أن تكون سعيدًا باكتئابك هذا لأنك لست مثلهم، ولأن هذا الاكتئاب ناجم عن شعور صحّي بالحزن على حال الشباب .. إذن الاكتئاب جميل وصحّي !
أن تهتمّ بشخص، وتقول لأصدقائك أنك تحبّه، فيما أنت في أعماقك لا تعرف إن كنتَ تحبّه حقًا، وإن كان يحبّك أم لا، وإن كان قربك منه سيزيد من تعلّقك به، وكيف تتخيل شكل علاقتكما بعد انتهاء مدّة زمنية معيّنة .. ولا تستطيع أن تجيب على أيّ سؤال مما سبق .. فتكتئب
فهذا اكتئاب صحّي جدًا .. وجميل، لأن هناك ردود أفعال غريبة وعديدة للحصول على إجابات لأسئلتنا .. لكننا نريد أصدقها وأشرفها ..- وهو الأصعب- لذلك نكتئب !
أن تكتئب عندما ترى أشخاصًا معدَمين أو تسمع أخبارًا عربية .. هذا يعني أنّك ما زلتَ تشعر، وأنّك لم تصبح بعد جثّة حيّة لا تشعر ولا يرمش لها جفن لما يحدث ..
أن تكتئب فتمسك بالقلم وتكتب نصًا رائعًا لم تتصور يومًا أن تكتب مثله، الكاتب قد يُخرِج في نصوصه أضعاف ما يشعر به لأن الكتابة ليست مجرّد فعل، بل هي اسم تفضيل لصيغة مبالغة لفعل يمزج ما بين ما حدث فعلا للكاتب و\أو لغيره مما رأى أو سمع أو أوحى له خياله أثناء حالة نفسيّة معيّنة ..
إذن الاكتئاب شيء جميل !
قِسْ على ذلك الكثير من الأمثلة في حياتنا، والتي يكون الاكتئاب فيها أجمل ما يحدث لنا ! منها أنّ الاكتئاب يمكن أن يكون حلا للملل .. كيف ذلك ؟
لو أصابك الملل من أمر ما، أو من علاقة ما، فيمكنك خلال فترة اكتئابك أن تعالج نفسك وأن تقوم بالخروج من حالتك هذه .. بالتركيز على ما دفعك في البدء لفعل أمر ما، أو ما دفعك للدخول في علاقة بهذا الشخص بالأساس .. فستجد نفسك مذهولا بتغيير حالتك واكتشاف عدّة حلول للخروج من حالة الملل التي أصابتك ..
بينما لولا الاكتئاب، لظلّ الأمر:مللا .. سنعترف بأننا تحت طائلته وننكر أن له حلّا .. ولن نحاول أن نفعل أيّ شيء لمحاربته، وهكذا نقوم بتدمير حياتنا بأيدينا !
قالت لي أمي أنّ الدكتور قال أنّ على أختي أن تجري عمليّة لاستئصال اللوزتين
قلتُ لها: إحداهنّ أزالت مصرانها والأخرى ستزيل لوزتيها ، فقالت لي : اسكتي لا تبشّري على نفسك !
قلتُ لها: اطمئني جدًا .. عقلي قد أزيل منذ زمن ..
هكذا نصبح متعادلات !!
****
هل نفكّر بقلوبنا ونحبّ بعقولنا؟
لماذا يقولون عنّي العاقلة؟ أنا لستُ العاقلة هنا !
ذات زيارة قال خالي: أكثر ما يعجبني فيكِ أنّكِ تأخذين كلّ شيء ببساطة ولا تفكّرين في شيء .. اختفت ابتسامتي وقلتُ له: "كن متأكدًا من أنني أكثر الجالسين تفكيرًا، في كلّ شيء"
يا للأسى كم ننخدع بالمظاهر .. هذا لا يعني على أيّة حال أنني الأعقل.. كثرة التفكير تدعو للجنون على أيّة حال، برأيي
واليوم أحد زملائي في الكليّة قال لي أنني معقّدة نفسيًا !
لأنني، وبعد أكثر من ساعة من انتظارنا للدكتور، وقد كان ضرب لنا موعدًا لمحاضرة إضافية، طلبتُ أن نتّخذ ردّة فعل تجاه الأمر، ونذهب لنسأله إن كان سيعطينا محاضرة أم لا، لم يتحمّس سوى زميل واحد فقط .. البقيّة ما بين صامت لا يتحدث، وما بين: ما احنا كدا كدا قاعدين .. (طيب قاعدين بس ممكن أعمل حاجة تانية، مش لازم أقعد في انتظار، قاعدين عن قاعدين تفرق، ولا إيه؟) .. انتظري يمكن ييجي .. والأكثرية لم أجد منهم سوى كل سلبيّة وصمت واستعداد للبقاء في "طابور" الانتظار..
مصريين بحق .. وبضمير صادق مخلص وحقيقي
****
شخصيًا وروحيا ونفسيًا لا أتواصل إلا مع صديقتي، الله يخليها لي، تفهمني، وأنا أحب أن أمضي وقتي مع من يفهمني
لا أحب أن أشرح نفسي، هناك أشياء لا يمكن شرحها، هناك أشياء تفقد معناها لو قيلت
منذ يومين فجأة قالت لي تنزلي تتمشي؟ قلتُ لها: قومي البسي وحكلمك لما أجهز .. فكّرْت .. قد أشتري نظارة جديدة وحذاء .. نزلتُ .. كشفتُ على نظري وهو شيء كان لابدّ من فعله منذ أكثر من سنة !!وعدتُ للمنزل بعزازيل ليوسف زيدان وسفر للمخزنجي !!
****
هناك أشخاص تكون طوال جلوسك معهم تبرّر لهم ذاتك وتشرح لهم قصدك وتبيّن لهم ماذا عنيت بما قلت ! أشخاص لا أحب أن أجلس معهم طالما لم توجد ضرورة ... بالمقابل هناك أشخاص تقول ما تريد أمامهم وأنت تعلم يقينًا أنهم فهموك، وبعمق
فهموك كأنهم أنت .. وقد يصل الأمر إلى أن يفهموك دون أن تكمل حديثك ..
أو قد يكون الأمر من الدرجة الأولى .. فتُفهَم من نظرتك، قمّة الروعة أن تجد من يقرأك دون أن يستغلّ ذلك للوصول لشيء محدد خلالك، أن تجد من يقرأك ويكتب فيك القصائد ويغزل داخلك قصصًا من السعادة، دون استغلال لذاتك وروحك لأقصى حد لتحقيق مآرب بغيضة، ومن ثمّ وكأنه لا يعرفك ..
بكفي إن لم تخرج من الدنيا سوى بصديق أو حبيب يفهمك دون أن تحكي .. كل أصدقائي الذين يعلمون تمامًا حين يقرؤون هذا أنّني أعنيهم
بارككم الله
وإلى اللصّ الذي مَلَكَ عقلي الذي أحبّ به، أو قلبي الذي أفكّر به ..
بدأت رحلتي مع المسلسل منذ عدة أشهر، تقترب من السنة، رغم وجود عدة مسلسلات أخرى تتطابق مع هذا في الفكرة إلا أنّ هذا المسلسل بالذات وأبطاله نجحوا بامتياز في جذبي لمتابعة حلقاتهم حتى نهاية الموسم
البطلة الأولى .. مريديث .. خرّيجة جامعة هارفرد، وابنة لطبيبة محترفة مصابة بالزهايمر وتسكن في إحدى دور الرعاية .. تحب دكتور شيبرد .. الذي جاء من مدينته بعد أن هجر زوجته لأنها خانته مع صديقه الحميم .. ويحبّها الدكتور .. حبّهما من نوع خاصّ .. ذلك الشغف الذي يستطيع تحويل الصخر إلى رمال بغضون نظرة .. تعود زوجة الدكتور بعد فترة نادمة، ولأنها طبيبة أطفال محترفة ومتخصصة، تبقى وتوقّع عقدًا مع المشفى، تعبّر لزوجها عن ندمها ورغبتها في أن يعودا لبعض، وتتوقف العلاقة الخاصة بين مريديث والطبيب، وعندما يخيّر بينهما، يختار زوجته .. بحجّة : إنها زوجتي ! (شي إز ماي وايف !)
رغم أنّه قلبًا وقالبًا ملكٌ لمريديث، حبّه الحقيقي، لكن .. من قال أن الإنسان يريد تغيير روتين حياته؟ ولو لأجل سعادته الخاصّة ؟
أو ربما هروبًا من تحويل هذه السعادة إلى روتين آخر مملّ؟ فنفضّل البقاء قيد روتين مستقرّ وشغف خفيّ، على أن يتحوّل الحلم الجميل إلى واقع بغيض؟
ربّما .. ما حدث بعد ذلك .. أن تعرّفت مريديث .. على طبيب بيطري كان يعالج الكلب الذي مات مؤخرًا بسبب سرطان العظم، ويبدو أن الطبيب يحبّها ..
مريديث هي الشخصية الرئيسة في المسلسل تقريبًا .. رغم أن ذلك لا يعني أبدًا ظهورها أكثر .. إلا من خلال الحِكَم - أو ما يبدو كذلك- التي تقولها وكأنها مذكّرات ، أو تعليق على الحياة .. والمواقف
مريديث .. تمثّل بكل بساطة .. الشابّة التي تعشق عملها، وتقدس أصدقاءها .. وبالعكس .. عملها يعطيها رضًا ذاتيًا، عندما تعالج من يحتاج أو ترسم الطمأنينة على وجوه من يفتقدها..
وكذلك أصدقاءها .. مجموعة من الأطباء يعملون في المشفى ذاته .. رجال ونساء .. بغضّ النظر عن تجاوزاتهم الجسدية، تمثّل الصداقة كما يجب لها أن تكون...
جريز أناتومي .. مسلسل يعجبني !
ما الذي ذكّرني بهم؟
يوم الاثنين القادم، التاسعة مساء بداية موسم جديد على إم بي سي الرابعة
الانسان بطبعه عنده كرامة وهي عندها كرامة بس الست تتساب كده وحاسة انها لوحدها لحد ما تضطر تذل نفسها كأن مالهاش بلد ولا اهل، كأن مالهاش سفارة دي لو كانت من الكونغو كانوا اهتموا بيها اكتر من كده تتساب وتحس انها لوحدها لدرجة انها تقول انا مستعدة اذل نفسي بس ارحموا جوزي؟ يبقى دي مسئولية مين؟ مين اللي يوصل اي انسان في الدنيا انه يحس انه لوحده، وهم اصلا اخدوا كل اللي حيلتهم، لو كان حيلتها فلوس كانت قالت خدوا الهدوم اللي عليا وطلعوه، دلوقت ما حيلتهاش غير كرامتها ومستعدة تتبرع بيها، ومستعدة تشحت الرحمة، ايه اللي يوصلها لكده؟ مين اللي يوصلها لكده؟ خلاص مافيش بني ادمين في الدنيا؟ لسة فيه بني ادمين في الدنيا، انشالله بيعبدوا النار، بس بني ادمين وواحدة تقول لي: هي ماقالتش ابوس رجل الملك هي قالت ابوس رجل الريس! وهي تبوس رجلين اي حد ليه؟ ليه تحس انها لوحدها للدرجة دي؟ ليه تحس انها قليلة الحيلة ومش عارفة تعمل ايه غير انها تذل نفسها؟ معاها الحق ومش لاقية حد يساندها ليه؟ ومجبرة تتذل للمعتدي ويوصل بيها الامر انها ييجي في بالها اصلا الفكرة يعني محسن السكري ارتكب جريمة في الامارات وبيتحاكم هنا عشان هو مواطن مصري انا بقى مش ح ابرأ الدكتور، ولا ح اقول ملفقينها له، خلينا نقول ان الدكتور مجرم اثيم وقاتل لئيم وانه فعلا عمل كل اللي بيقولوا عليه واكتر مش له ام بلد يتحاكم فيها؟ بلاش يتحاكم فيها، مش له بلد فيها هيئة قضائية يبقى لها ممثلين اثناء محاكمته؟ بقى ده لو كان خواجة كان اتساب كده؟
احنا من حقنا على الاقل اذا ما كانش ح يتحاكم عندنا زي محسن السكري يبقى نتدخل في التحقيق وناس تمثلنا، من حقنا نضمن سير التحقيق صح
ده اولا
ثانيا
1500 جلدة؟ احنا فين هنا؟ عمل حاجة يتحاكم وفقا للقانون بتاع الناس العاقلة
1500 جلدة دول ايه؟ بتوع ايه؟
لو في السعودية بيدعوا انهم بيحكموا بالشريعة الاسلامية اقصى اعداد الجلد 100 وبيبقى بجريد النخل على الهدوم وبيتم فحص المحكوم عليه ولو ثبت انه مريض (ولو حتى كان عنده برد شديد شوية) وما يستحملش الجلد بيتلغي عقوبة الجلد وبينفذوا فيه حاجة كده شبه التوبيخ والتقريع قدام الناس بس عشان يشعر بغلطه
ثم ان الجلد عمره ما كان مصاحب للسجن يا اما سجن يا اما جلد، انما جلد وسجن؟ دول ناقص يقولوا للمأمور بتاع السجن: كل يوم عضه في دراعه وشده من مناخيره
ده بالنسبة للشريعة الاسلامية
لو مش شريعة اسلامية، ايه 1500 جلدة دول؟ تبع ايه؟ انهي قانون ده غير قانون ابو لهب وابي بن خلف؟ طب هو عمل ايه؟ صبأ عن دين أبائه؟ انا حالا ح اقعد اكتب الجواب ونبعته لاي حتة في الدنيا، ولازم نضغط على الحكومة المصرية انها تطالب بوقف الحكم واعادة التحقيق ويبقى فيه ممثلين للمصريين يتابعوا سير التحقيق ده هشام طلعت كان متهم وطلعوا له قرار من النائب العام بحظر النشر عشان مشاعره ما تتجرحش لو عايزين فلوس نلم من بعض وندفع لهم اللي هم عايزينه، فيه مواطنة سعودية تضررت، نلم من بعض ونبعتها تتعالج في اي حتة في العالم على حسابنا، وييجي هنا يتحاكم عندنا، هو احنا يعني ما عندناش قانون؟ انشالله نعيش عمرنا كله ندفع تعويض للسعودية، بس يعني ايه 1500 جلدة، ومعلش يعني الدكتور حمدي السيد اللي بيقول للدكاترة ماحدش يسافر بقى السعودية ياسلاااااااااااااام على اساس ان الدكاترة هنا سايبين القصور والفلل وبيحبوا الغربة والشحططة كنوع من انواع التنزه والترفيه؟ يعني اي دكتور مصري لو اخد في مصر ربع اللي بياخده في السعودية ما ح يتنيل يقعد ومش ح يعتب برة البلد ولا المرمطة وتسويد الوش عند الناس، تدوهم 200 جنيه وتقولوا لهم ما تخروجوش برة البلد، يعني بجد حالة الطبيب المصري حالة مزرية جدا، هو نفسه مش فاهم هو ايه؟ المفروض انه مركزه الاجتماعي: طبيب، ومهيته تحت خط الفقر والست تتجوز دكتور وفي الاخر تلاقي نفسها بتبوس الجدم كأنها متجوزة القن مسرور ده ايه الغلب ده ياربي؟ هو احنا انكتب علينا الغلب؟ كاتبين معاه عقد؟
كلما قرأت شيئا جميلا، أو باغتتني نسمة أخاذة، أو علا صوت وردة " في يوم وليلا "، أو قلبت مواجع البريد أو توغلت في شوارع الريان العتيقة ، أو نبشت شما: ألعنك في سري بحرقة هكذا:
إحدى عشرة دقيقة رواية لـ باولو كويلو تستند على أحداث حقيقية تمامًا
مـاريـا .. بطلة القصة، تنشأ في أسرة فقيرة مكونة من أب وأم فقط ! تتذوق معنى الحب لأول مرة تجاه زميلها في المدرسة والذي كان رفيقًا لها في طريق الذهاب إلى المدرسة، هذه العشر دقائق فقط كانت الأجمل بالنسبة لها على مدار العام.
جَبُنَتْ لأول مرة، عندما طلب منها مرّة قلمًا ولم تُعِرْه اهتمامًا، عرفت بعدها كيف يمكن أن تضيع الفُرَص في الحياة .. وكيف كان عليها أن تستغلّ الفرصة لتتحدث إليه وتعرفه
بعد عطلة نهاية العام .. عادت إلى المدرسة وكلّها أمل للقياه .. لكنّهم قالوا لها أنّه ذهب بعيدًا !
عندئذ أدركت ماريا أن ليس هناك ما يمنع من أن نفقد بعض الأشياء إلى الأبد ، وعلمت أيضًا أن هناك مكانًا يدعى " بعيدًا " وأنّ العالم واسع ومدينتها صغيرة. وأنّ الكائنات الأهم يؤول بها الأمر إلى الرحيل دومًا.
ماريا .. فتاة مختلفة .. تنظر إلى الأشياء بمنظور مختلف .. فتاة بفلسفة حياتية مختلفة .. تسافر لأنها تحب المغامرة .. وتمارس الفجور لأجل المال، رغم وجود فرص العمل المختلفة، لكنّها تختار هذه المهنة وتقوم بفلسفة حكايتها،( أو بحكاية فلسفتها ) عن الحب والجنس ..
تقول ماريا:
تحت تأثير الشغف، نتوقف عن الطعام والنوم والعمل وتكف حمائم السلام عن التحليق فوقنا. ثمة ناس كثيرون يخافون من الشغف، لأنه يدمر فى طريقه كل ما يتعلق بالماضي
وأثناء حوارها مع حبيبها .. الرسام الذي تقابله مصادفة ! - لأنّ الحب لا يأتي إلا مصادفة .. ولا نكتشف أننا قد عشقنا حتى النخاع إلا فجأة !- يحكي لها حبيبها:
كان الماركيز دو ساد يقول أن التجارب الأهم التى يختبرها فى حياته هى تلك التى يبلغ فيها المرء آخر المطاف. وهي التي تعلمنا لأنها تستنفذ منا كامل طاقتنا. إن رب العمل الذى يهين موظفا، أو الرجل الذى يهين زوجته، هما على درجة عالية من الجبن، أو يسعيان للانتقام من الحياة. إنّ مثل هؤلاء الناس لم يجرؤوا يومًا على النظر إلى أعماق أنفسهم.
لم يسعوا ليعرفوا من أين تأتى الرغبة فى التحرر من الوحش الكامن في داخلهم، ولا ليدركوا أن الجنس والألم والحب تمثل للإنسان تجارب قصوى. وحده الذى يعرف إقامة الحدود يعرف معنى الحياة. ليست البقية إلا مضيعة للوقت وتكرارًا للمسار نفسه. نشيخ ونموت دون أن نعرف ماذا كنا نفعل على هذه البسيطة.
ومن الجمل التي أعجبتني جدًا ..
ليس ضرورياً أن نعرف شياطيننا لكي نلقى الله.
يقول أيضًا – باولو- :
عما قريب سينهون دروسهم، ويبدأ ما يرون أنه " الحياة الحقيقية " العمل، الزواج، الأطفال، الرتابة، المرارة، الشيخوخة، الشعور الهائل بالخسارة، الحرمان، المرض، العجز، التبعية، الوحدة، وأخيرًا الموت.
ما الذي يجعلنا نقع في الحبّ ؟ ونستعد للتضحية بكلّ شيء في سبيل البقاء بجوار من نحبّ ؟ قبل يومين شاهدتُ فيلم The Women .. تقول فيه "سيلفي" لصديقتها في لقاء لهما بعد فترة من الخصام: نحن في القرن الواحد والعشرين، من حقّنا أن نناضل من أجل الحفاظ على من نحبّ، الأشخاص الجيدون قليلون جدًا .. تقولها وهي تبكي .. شيء بهذا المعنى .. لا يمكنك أن تتخلى عن حب كبير لأسباب صغيرة..
عودة لماريا...
كانت تبحث فى هذه اللحظة عن سبب وجودها، أو بالأحرى عن هذه التضحية المجنونة بالنفس التي تمنح من خلالها قلوبنا دون أن نطلب شيئا بالمقابل.
حبيبها .. كان مجنونًا.. فيلسوفًا.. مختلفًا، مثلها ..
ظل ينظر إلى المرأة الجميلة الواقفة أمامه، والتي ترتدي الأسود الخفر، المرأة التي التقاها مصادفة مع أنه رآها من قبل فى حانة ليلية، فأدرك أنها صعبة المراس. كانت تسأله إن كان يرغب فيها، وهو يرغب فيها كثيرًا، أكثر مما تستطيع أن تتصور. لكنه لا يرغب في نهديها أو جسدها، بل في رفقتها. كان يكفيه أن يضمها بين ذراعيه، وهو يتأمل النار بصمت، أو يشرب النبيذ، أو يدخن سيجارة أو اثنتين.
وعن حريّة الحب .. كيف تفكّر ماريا ؟ و كم هي محقّة !
رغبت فى أن تقول له أنها تحبه. لكنها لم تفعل، لأن هذا قادر على إفساد كل شئ، وعلى إخافة الرجل الذي تحبه. كما خشيت عليه من أن يقول لها أنه يحبها هو أيضاً. لم تكن ماريا تريد ذلك، إنّ حرية حبها تتمثل في ألا تطلب شيئا من حبيبها، وألا تحفل بما ينتظرها.
وعن الألم .. قال حبيبها مرّة ..
كلنا بشر، وجميعنا يرافقنا الإحساس بالذنب منذ ولادتنا، نخاف عندما نشعر أن السعادة باتت فى متناول أيدينا. ويداهمنا الموت ونحن لا نزال نرغب فى أن نعاقب الآخرين، لأننا نشعر أننا عاجزون باستمرار، مظلومون، تعساء. أليس تكفير المرء عن خطاياه. وقدرته على معاقبة الخطاه. أمرًا لذيذًا؟ أجل، هذا رائع.
ويقول:
عانيتِ الألم البارحة، واكتشفت أنه يقودك إلى اللذة. وعانيته اليوم وشعرتِ أنك وجدت السلام. لذا أقول لك، لا تتعوديه، إنه مخدّر خطير ندمته. إنه يواكبنا في حياتنا اليومية وفي عذابنا الخفي، في استسلامنا وفي انهيار أحلامنا، لكننا نحمل الحب مسؤولية الألم على الدوام. الألم مخيف عندما يكشف عن وجهه الحقيقى، لكنه ساحر عندما يكون تعبيرًا عن التضحية أو التخلي عن الذات أو الجبن. يستطيع الكائن البشرى أن يتجنب الألم، كما يستطيع أن يجعله ملاذه الأمين، ويسعى لأن يجعله جزءًا من حياته.
وتقول:
ثمة أشياء لا يمكن تقاسمها مع أحد، وتبقى ملكنا وحدنا، وهي سر حريتنا، يجب ألا نخاف من المحيطات التي اخترنا الغوص فيها بكامل إرادتنا، لأن الخوف يفسد اللعبة كلها، والإنسان يواجه الجحيم مرات عدة ليدرك هذه الحقيقة. لنحب بعضنا بعضًا، لكن لنتخل عن سعينا المتداول لامتلاك بعضنا لبعض.
وتقول:
أجل، أحبك كما لم أحب رجلا من قبل. ولهذا السبب بالضبط أرحل. لو بقيت لصار حلمي واقعا بليدًا، وتحول حبي إلى رغبة في امتلاك حياتك ... أي أنني أتخلي عن كل هذه الأشياء التي تحول الحب إلى عبودية، الإبقاء على الحلم هو أفضل أمنية لدي، يجب أن تعتني بكل لحظة سعادة حصلنا عليها من بلد زرناه، أو هبة وهبتها الحياة لنا.
ولنر فلسفتها .. بعد أن سافر لها حبيبها ليقابلها في المطار .. لأنه اكتشف أيضًا أنه عاشق ! وتكتشف هي أنّه فعل كما في الأفلام .. رغم أنّها لم تتخيل أبدًا أن تنتهي قصّة حبها نهاية "كالأفلام!"..
لا تعرف إن كان ذلك يكلفنا أم لا، ولا تريد أن تفكر فى أي " سحر " لأن هذا آخر همّ لديها، تعرف فقط أنها التقت هذا الرجل، وأنهما مارسا الحب للمرة الأولى منذ ساعات، وأنّه قدمها لأصدقائه الليلة الفائتة، وتعرف أيضًا أنّه تردد إلى الحانة الليلة حيث كانت تعمل، وأنّه تزوج مرتين. وأنه ليس منزهًا عن كل عيب. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، صار لديها المال لتشتري مزرعة، وهي لا تزال فى مقتبل العمر. أمامها المستقبل، وخلفها تجربة كبيرة فى الحياة وإحساس قوي بالاستقلالية. رغم كل ذلك، فإن القدر يختار عنها وبإمكانها المجازفة من جديد..
لماذا أكتب عن هذه الرواية ؟ هل لأنني شعرتُ أن ماريا تشبهني؟
ربما .. في كثرة تساؤلاتها .. وتحليلاتها اللا نهائية .. لكنّ نهايتها أسعد بالتأكيد.!