22 December, 2008

فضفضة

أن ترغب في شيء لم يفعله أحد من قبل يعني أنّك تطلب الحرام

بغض النظر عن حكم هذا الأمر، ففي الواقع وبما أنّ ما ترغب فيه ليس من " المتعارف " عليه فأنت تطلب ما ليس من حقك أن تطلبه

فليس من حقك أن تناقشه فضلا عن أن تسعى إليه

متأكدة أن الموضوع قد نوقش من قبل، ربما عند إيمان في مكان ما، سنّ الزواج الآن مرتفع، من الطبيعي أن تجد الشباب والفتيات أنهوا تعليمهم وظلوا دون زواج، بغض النظر إن كانت لم مصادر دخل خاصة بهم أم لا

لكن حديثي يتعلق بذوي الدخول منهم، والذين يصلون إلى مرحلة يختنقون فيها من تحكمات الأهل "في الرايحة والجاية"، والأسئلة الكثيرة التي - وإن كانت بنية الاهتمام - فإنها تأتي في أوقات غير ملائمة، أو أنها تكثر وكأننا إن لم نتزوج فإننا لا نستقلّ أبدًا !

وكأنّ الزواج هو صك النضج الوحيد للبقاء بعيدًا عن الشبهات، وكأنّ الزواج هو الباب الشرعيّ لفعل ما يحلو لك، أنتِ متزوجة يعني أنّكِ شخص مسؤول ولا يحق لأمك أن تقلق عليكِ - إلا إن تأخر إنجابك !- وتأتين لزيارة أهلك وقتما تحبين فأنت معذورة - وعندك بيتك اللي ملهية فيه- وكان الله في عونك

أمّا إن كنتِ تعملين وتريدين الاستقلال في السكن عن أهلك، لأنّك ليس بوسعك استقبال أصدقائك لظروف العائلة- وإن كان الأصدقاء كلهم من الفتيات ذوات الصوت المنخفض- وليس من حقك الخروج والدخول دون المرور بعدة نقاط ضريبية، لأنّ هناك أناس في المنزل أكبر منكِ عليكِ احترام وجودهم ورغبتهم في تملكك حتى آخر قطرة .. لمجرد أنهم عاقبوكِ بجلبك للحياة

لن أسقط نفس الأمر على الشباب، لأنهم لا يحتاجون لهذا الأمر، فهم يخرجون ما بدا لهم، ويجلبون أصدقاءهم فجأة كما يحبون، ويبيتون مع أصدقائهم بمباركة الأهل والمجتمع والوطن

*****

أنا أكره الإلحاح، أفضّل أن أحكي أنا كل شيء عوضًا عن أُسْأل كـ متهم، أحيانًا تستفزني الأسئلة بدرجة كبيرة، بينما قد تجدني أحكي كلّ شيء فجأة ودون سابق طلب !

كلما فكرت في الأمر تذكرتُ جزء " الكهف " الذي قرأته في كتاب جون غراي "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"، كان يقول أن الرجال لا يحبون أن تسألهم نساؤهم كثيرا وتلحّ عليهم عندما يكونون في حالة من الصمت الاختناقي أو ما سماه " عندما يكون الرجل داخل كهفه، دعيه حتى يخرج" بهذا المعنى، لأنهم وقتها يعانون من مشكلة ما، وسوف يبوحون عندما يحتاجون لذلك، ودون إلحاح..

أتساءل: هل جون غراي مخطئ لأنني أيضا كذلك ؟ -بالتأكيد هناك أخريات!- أم أن العيب فيّ أنا؟


"عندما لم تعد تسألني بذلك الأسلوب المستفزّ، أصبحتُ أخبرها قبل خروجي أنني سأنتهي عند الساعة كذا، وأهاتفها قبل أن أعود إلى المنزل لأسألها إن كانت بحاجة لشيء أجلبه معي"

ماذا إن وصلتَ لمرحلة أنّك لا تسمع ما يحبون، ولا يسمعون ما تحب، أنت تحبهم لذلك لا تريد أن تخسرهم، وهم يحبونك ولا يفهمون ذلك، لذلك أنت ترى أنّ الحل أن تبتعد قليلا .. وهم يرون أنك تمزح

بينما كل تلك الأشياء الصغيرة تتراكم داخلك .. ولا تدري متى ستنفجر في وجهك، أو في وجوه الجميع!

أنت فقط تعلم أنّ هناك شيئًا ليس على ما يرام، وأنّك تكبر سريعًا .. وتتذكر قبل خمسة سنوات من حياتك كيف كنت، فلا تصدق أنها خمسة سنوات، تخيلوا أننا منذ بدء حرب العراق شارفنا على إنهاء السنة السادسة ..!

كلما تذكرتُ يوم الاحتلال، وأحسب عدد السنوات الفاصلة بيني الآن وبيني وأنا جالسة أمام الكمبيوتر في السعودية بعد منتصف الليل وأتحدث مع أحد الأصدقاء السعوديين عن هذا الأمر ..قبل أن يعلن الخبر بشكل رسمي

أذكر أنني عندما ذهبت للمدرسة بعدها كتبت في تاريخ الدفتر: اليوم الأول لاحتلال العراق .. وصديقتي السوريّة العزيزة تواطأت معي.. ونظل كذلك عدة أيام، حتى نسلّم الدفتر للمعلمة وتصححه ليعود الدفتر إلينا ونرى الدرجة المكتوبة: صفر وعلى التواريخ علامات استفهام !

فنمحوها بماحي الأقلام، لأننا عَرَبْ ونقدّر حق المعلّم كثيرًا .. ولأن الأوطان في القلوب ليست بين دفتي دفتر رياضيات !

كان هذا عام 2003

شهر مارس

يوم 20

*****

كلما قرأتُ عن مشاكل المتزوجين وسمعتُ منهم، كلّما زادت بهجتي تفاؤلا بالمستقبل المشرك، المشرك إشراكًا لا أدري كنه الشمس التي تسببه ! لذلك أهذي مؤخرًا بأنني سأتزوج من متزوج كي لا يعرف الملل طريقه إلينا ! ويظل هناك باب مفتوح للاشتياق دائمًا ! - فلتخبئ كل واحدة زوجها إذن !-

ولأنني غيورة جدًا .. فلن أكون الثانية، لأنني لن أطيق زواجه بعدي، لذلك أقول أنني لابدّ أن أكون الرابعة لأغلق العداد!

عندها قالت صديقتي:
كدا إنتِ أوّل واحدة حيتعمل لك
pop
from stack !

هدمت نظريتي فوق رأسي بكلمتها !

لذلك .. أنا بحاجة لحلّ آخر لمعادلتي

*****

أخيرًا ..

إلى صديقي الذي أراد أن يقرأ لي عوضًا عن المقالات المقتبسة .. أهدي هذا المقال

والأصدقاء المذكورين في المقال، لو أنكم قرأتكم هذا يومًا وعرفتم أنني أنا ! .. سلّموا لي على أنفسكم وكونوا بخير

*****

توضيح لابدّ منه
pop from the stack
عندما نقوم بتخزين بيانات بطريقة: من يدخل أخيرًا يخرج أولا
LIFO: Last In First Out
Or
FILO: First In Last Out

stack
الكلمة تطلق على الـ"مكان" الذي يتم فيه حفظ بيانات من نفس النوع
pop()
الاسم البرمجي لعملية الحصول على البيانات بالترتيب العكسي الذي تم إدخالها به

3 comments:

ابن المليونير said...

من كام سنة كنت عايز أستقل بحياتى و كان رد امى قبل أبى قاطع
"لأ مينفعش ، لما تتجوز أبقى استقل براحتك انت ومراتك"
"طب نفرض انى متجوزتش هفضل كدة عايش معاكم"
"طيب انت اية اللى يمنعك يا ابنى ما احنا حالنا ميسور و الحمد لله"ه
"يا ستى الموضوع مش جوازة والسلام ، لكل شئ تحت السموات وقت يا أمى ،حاليا انا شايف ان فى بنات كتير مناسبة بس أنا اللى مش مناسب لأى واحدة ، محتاج اشتغل على نفسي شوية ، و دة مش هينفع فى وسط الحماية الاسرية بتاعتكم دى"ه

حقيقى بيكيدنى قوي التحكم الأبوى دة و القيود الأسرية اللى احنا دايما مربوطين بيها و يمكن دة سبب وكستنا كشباب ، اننا مش بنعتمد على نفسنا طول فترة وجودنا مع اهلنا بعكس الشباب الاجنبى اللى تلاقيه بعد سن18سنة إستقل بحياته و بالتالى شخصيته نضجت اكتر و إحتك بالحياة إحتكاك مباشر و بقى قادر على تحمل اى مسئولية توكل له، إنما فى بلادنا العزيزة تلاقى الواحد مننا عدى الثلاثين و لسه قاعد مع امه و ابوه!!!

فإذا كان الوضع كدة مع الشباب ، فما بالك بالبنات اللى عايزين يستقلوا-ودة من حقهم- ،دة طبعاً ضرب من الخيال فى بلدنا ، بنت تستقل طب إزاى؟؟ ، على طول تيجى الافكار اللى زى الزفت فى دماغ الناس و كأن الاهل هما اللى حامينها من الغلط ، مش عارفين ان اللى عايز يعمل حاجة هيعملها حتى لو حبسوه بين اربع حيطان، وإن الضابط الأخلاقى هو ضابط داخلى قبل ما يكون خارجى

77Math. said...

أتفق معك أن مصيبة المصائب إن العيال بيفضلوا عيال طالما ما اتزوجوا .. بجد حاجة في منتهى التخلف

مين من الأديان قال كدا؟ زمان قادوا الجيوش وسافروا وكتبوا وعملوا كل حاجة وهم شباب .. وإذا ما تركونا نعيش في شبابنا عمرنا ما حنعيش بعد كدا


كلما تقدمنا كلما تخلفنا !

وعلى فكرة لما تقول الغرب بيعملوا كذا، يقولوا لك: عشان كدا عندهم الأسر غير مترابطة إلخ هذا الهراء

على أساس أن الأسر عندنا ملائكة بأجنحة !
والمجتمع يحتاج لجائزة في الترابط الاجتماعي !!

بنضحك على نفسنا كثير .. بنضحك على نفسنا جدا ونصدق

ومعك حق .. أدمغة الناس تفترض الأسوأ حتى يثبت العكس

وبجد من مشاهدتي، الخبر السيء أسرع في التصديق من الخبر الجيد، لما تقول خبر سيء فورا تحصل ردة الفعل

أما الخبر الجيد فيحتاج لتأكيد وشهود وبجد والله ؟ امتى ؟ ازاي؟

M. Amin said...

طويل أوي الموضوع دة
و بما اني لازم اختلف معاكي دايما
فلازم آخد وقت شوية

اتمنى ان اعود للتعليق يوما

إن أسعفتني الذاكرة

:D