31 May, 2008

حـلـم

أنا سعيدة اليوم

لأنني حلمتُ بك في الـفـجـر

كنتَ رقيقًا .. عـذبًا

كنتَ

مـخـتـلـفـًا عن ذلك الوجه اللا مبالي الذي تـُظـهِره

غـمرنِـي دفـئـك فلم أشأ الاسـتـيقـاظ أبدًا

خدعني الحلم

درجةَ أنني تصورتُ أن هاتفي سيرنّ لأجدك على الجهةِ الأخرى

ثم تذكرتُ

أنتَ لا تعرف رقم هاتفي

ولا تعرف عنوان منزلي

ولا تـعـرفـنـي



30 May, 2008

ســــــرد

رح طقّ .. رح جِـنّ - بتعطيش الجيم! - .. هذا هو شعوري الحالي ، وهاتان الكلمتان تعبّران فعليًا عن حالتي الحالية

فشلتُ منذ أمس في إيجاد تعريف للـ "سعادة" أو أن الواحد يكون مبسوط - غير إنه يأكل آيس كريم! -.. الامتحانات على وشك الانتهاء.. وأفكّر .. سيمضي الوقت على قراءة الروايات على الكمبيوتر .. وربما أكمل كتاب أنيس منصور "وداعًا أيها الملل" لأنه أعجبني جدًا .. من قبل كنتُ إن أعجبتُ بكتاب لا أدع شيئًا يفرّق بيني وبين إنهائه .. الآن ، كم من كتب مؤجلة كليًا أو جزئيًا

إذن أنا الآن أقوم بعمل مفيد .. وهو الدراسة، ماليس مضمونًا أن يستمرّ بهذا الاهتمام والحرص في العطلة ..!
كيف بداويك وأنا بدّي مين يداويني
لا الطبّ العـربي اتـعـلمته
ولا الطب الصيني
!
كيف بدي كون لجروحك
دوا وطبيب
وأنا يللي فيني مكفّيني

عادةً أحاول أن أخفف من ذنوبي يوم الجمعة ! أحاول ارتكاب أقلّ قدر ممكن من الـ " شِـمـالـيّـات !" أحاول كل جمعة الاستماع إلى القرءان وقراءة سورة الكهف .. لكنني اليوم بالكاد قرأت سورة الكهف ما بين "خبط ورقع" قبلها .. وها أنا أستمع لـ "خبط ورقع" تاني! وليس لي رغبة في عمل أيّ شيء سوى أن أكتب هنا حتى تنفكّ عقدة السّحر.. هل يمكن أن يكون السبب أني مستيقظة منذ منتصف ليل أمس؟ ربما لكنه ليس السبب الحقيقي .. رغم أنني مستعدة للنوم يومين متواصلين منذ اللحظة .. إلا أنني لا أشعر أنها تلك الرغبة القاتـلـة

قبيل العصر شاهدتُ جزءًا من حلقة أوبرا وينفري، استضافت رجلا انتحرت زوجته بسبب الاكتئاب .. رغم أنه لم يشخّص أبدًا أن لديها اكتئاب بل " الـشـقـيقـة" -ومعروف أن الشقيقة صداع على حد علمي ليس له علاج ناجع ونهائي .. وأنه نوع بشع إن لم يكن أبشع أنواع الصداع .. - وكان العلاج قائمًا أساسًا على علاج الشقيقة .. لكنّها ذات مساء وهو جالس معها في غرفتهما أرادته أن يخرج فطلبت منه أن يجلب لها كولا .. ولما عاد وجدها تسحب مسدسًا من خزانة السرير وتطلقه في فمها !

الزوج يبدو كالبناء المتماسك الذي إن مرّ عصفور على مسافة ميل أعلاه انهار ! صِعِب عليّ كثير .. صورتها متفائلة كثيرًا، وهو مصرّ - وهو أدرى- أنها ليست هي .. قال : أنه يسامحها .. استوقفتني العبارة .. واستوقفت أوبرا بعد ذلك وتساءلت فقال لأنني أعلم أنها ليست هي من فعل ذلك .. وأنها اختارت - تحت تأثير حالتها هذه- حلا دائمًا لمشكلة مؤقتة
.............
ذَكَر أنه في صباح اليوم التالي جمع الأطفال السـتّ - ثلاثة أبناءهما وثلاثة أبناءها- وكان هناك استشاريّ وواعظ وأخبروا الأطفال أن والدتهم انـتـحـرت
...............................

واحدة أخرى كانت ضيفة، زوجها كان كلّ ساعة وأخرى يقول أنه سينتحر .. وأنه يصف أدقّ تفاصيل ذلك .. درجة أنها كانت تخبئ ما كان يقوم بذكره في التفاصيل خشية أن "يتجنّ ويعملها الراجل!" .. - لا أدري لماذا قارنت بتهكّم في ثانية مابينه ومابين الذي يقول لزوجته كل ساعة وأخرى أنه سيتزوج عليها! أعتقد أنها ساعتها تتمنى أن تقتله بنفسها أو أنه ينتحر أرحم -ضحكة تهكمية!--.. رفض الزوج الذهاب للعلاج .. فأخذوه بالقوة .. قالت أنهم " اختطفوه" كي يذهب للـعلاج .. وأنه مكث شهرين في مشفى نفسّي عولج فيها بالصدمات الكهربية للمخّ
- ECT-
وذكروا في تقرير سريع كيف أن كيمياء المخّ تتغيّر فعلا بسبب الاكتئاب والآثار الناتجة عنه تكون "مـَرَضيّة" .. لأنّ مادتين من المواد التي تسبب تغير المزاج والتفاعل مع الحياة نفسها يقل إفرازها في الجسم بشكل خطير وهذه الجلسات تقوم بإعادة الاتزان لكيمياء المخ بإعادة إفراز هذه المواد بشكل متوازن، هذا العلاج لا يتمّ إلا في حالات الاكتئاب المتوسطّة - الشديدة .. المهمّ أن الزوج تحسّن بعد شهرين ونصف قضاهما في المشفى وكان موجودًا في البرنامج .. لاحظتُ أن نطقه ثقيل قليلًا، لكنني أرجعتُ ذلك لقلّة ما قال .. لأن زوجته كانت المتحدث الرئيس في القصّة لذلك لا أدري إن كان من بقايا أعراض المرض .. أجمل ما في الأمر أنّهما ألّفا كتابًا عليه صورة رقيقة لـهمـا

أعتقد أن كلّ من يعطس في أمريكا يقوم بتأليف كتاب عن كيفية الوقاية من العطس واختيار الـمنديل المناسب وكيف تدير وجهك كي لا تتسبب بعدوى لـشـريكـك .. كل مقابلة لأوبرا أو غيرها من البرامج اليوميّة .. لا تكاد تخلو من كتاب على الأقل .. ولأناس عاديّون يكتبون تجارب حياتهم

عـقـبـال كـتـابـي يـارب .. أهو أكون عملت حاجة مفيدة قبل ما أموت

If then

“If it’s True It’ll Last”

قالها لصديقته عندما أفـضـت له بخوفها من أن يفقدا بعضهما .. ويفـترقـا

وصَــــدَقْ

* Prom Night Movie


25 May, 2008

طـعـنـة



وهـل يَـطْـعَـنُ فـي الـظَّـهْـرِ إلا مـن كان بالأحـضـان سـَلـَفـًا؟


24 May, 2008

صـبـاحٌ لـلـهـذيـان .. وهـل وجِدَت الـصبـاحـات إلا لـذلـك؟

مـنـذ عـدة أيّام فـقـط كتبتُ موضوعًا ونيّتي أن أنعزل للدراسة في هذا الشهر الكريم المبارك أعاده الله علينا ونحن ناجحون ومتفوقون وكل شيء جيّد .. أعني ممتاز !


ولم أفعل ما انتويتُ، لأن شيطان الكتابة - أو ملاكها- زارني كثيرًا مؤخرًا ويلحّ عليّ باستمرار .. ولا يـقـتـل شيطاني استـعـاذتـي بـكـتـاب رجـيـم ولا ملاكي يذهبه استماعي لأغنية مـاجـنـة!


فأستعيذ بالله من كليهما .. لأجدني أفتح هذه الصفحة المسكونة بالـرغبة في الـبوح .. فلا أقوى على المقاومة .. وأنظر بأسى لاستسلامي السريع وضعفي أمام سطوة الحـرف فوق السطور


كان الله في عون كلّ من تسوّل له نفسه ببدء المذاكرة ممّن هو على هذه الشاكلة ..! يأتي وقت الطعام والقهوة والمسلسل المفضّل والاستحمام وقياس الملابس وربما صبغ الشعر أيضًا بمجرّد النيّة في البدء!

.....


لا أدري لماذا أشعر أنني أنهيتُ امتحاناتي وأنني حرّة ! هل لأن الامتحان مادّة أحبها ؟ أجّلتُ البدء ساعة بعد ساعة حتى انتهى اليوم ولم أفعل شيئًا يُذكر.. منذ كنت بالمدرسة وأنا على تلك الحال .. من قبل امتحان النحو والكمبيوتر واللغة الانجليزية، والآن امتحانات الكمبيوتر عمومًا .. !


على عكس امتحانات الرياضيات تمامًا .. تجدني – وأمثالي – نمشي بين الأقواس نحاذر أن نخرج من الجذور فيتشتت انتباهنا خارج دالتنا الأصلية .. نجلس مع الأوراق ننسى أنفسنا والآن لا أجلس إلا بالإكراه .. إنّها الـ مماطلة ؟ أم لأنني أريد أن أرشف ما أحبّ على مـهـل؟ كي لا ينتهي سريعًا ؟


ربما أيًا كان.

.....


أحد الأصدقاء أخبرني أنه جعل مدّونته مفتوحة له وحده مغلقة لمن سواه .. ما الفائدة أن تكتب لك وحدك دون أن يقرأك أحد؟ أعلم أن الأمر ليس بتلك الروعة عندما يقرؤك الجميع فيراك البعض صباحًا- أو قد لا ينتظرون -ليسألوك : ماذا كنت تعني بذلك ؟ أو: مابالك ؟ خيرًا ؟ لمجرّد أنك طرحت مقالا كتبته منذ سنين ربما !

ليس الأروع من ذلك أن تكتب لتكون قارئك الوحيد .. رغم أنني أصدّق على رأي ندى العشب إلا أنني أختلفُ معها قليلا .. كلما شعرتُ بتلك الرغبة في الـ " تنكّر" لكتابة ما يحلو لي .. عدتُ لأقول : فلأكتب فعلا ما يحلو لي ! لا يهمّ من يريد أن يفهم ماذا ما دامت الكتابة تريحني !

ليس إن اختطفوا حـبـيـبي بسبب ما أكتب

!

23 May, 2008

تـفـاؤل..تـشـاؤم

:قالوا

المتفائل إنسان يرى ضوءاً غير موجود .. والمتشائم أحمق يرى ضوءاً و لا يصدق

:وأرد

إذن المتفائل ... مـجـرّد أحـمـق آخـر

!

لـحـظـة تـأمـل

لماذا نضحك على أنفسنا؟!

لماذا نخدع أنفسنا فترةَ تطول أو تقصر دون أن نشعر أننا مخطئون في حق أنفسنا؟ وحق ذواتنا في أن نكون صادقين معها؟ مخلصين في فهم أنفسنا وفهم ما حولنا؟!

مثلًا...أحيانا لا نفهم محدّثنا بالصورة التي ينبغي، ونفسّر ما يقوله بشكل مغاير تمامًا لما كان يعنيه، وهنا تنغرس أول بذرة لعدم التفاهم، تنمو وتتغذى مع عدم الاستفسار من الشخص عمّا عناه!

وغالبًا عندما لا نسأله، يرجع ذلك إلى أننا نكون على ثقةٍ عالية بأنفسنا أننا نفهم جيدًا وهو يعني (كذا) بكلامه وليس غير (كذا) !

تحدث الكارثة بعد ذلك عندما نخسر أناسًا أحببناهم، أو على الأقل نضع أنفسنا- بأفعالنا وثقتنا هذه!- في مكانٍ بعيد خارج الحدود التي كنّا داخلها-وكنّا نرغب أن نبقى فيها- ! ونتساءل فيما بعد من أخرجنا من الدائرة ثم نبحث عن (الشمّاعة) التي سنعلّق عليها (خيبتنا) !

وأحيانا نقع في حبّ وهمي، نزعم أنه حبًا رغم ألّا صلة بينه وبين الحبّ، ونخدع أنفسنا، ثم نتمادى في خداعها وتصديق ما ألّفناه ! كالذي يكذب كذبة ثم يصدّقها ثم يعيش فيها بعد ذلك ولا يستطيع التخلص منها !

ما السبب إذن في عدم وضوح الأمر من البداية؟

أننا رأينا أنفسنا أكبر من حدود إمكاناتها، وبدأنا نتعامل على هذا الأساس..؟ لم تتضح لدينا رؤية شاملة عمّا يناسبنا وما لا يناسبنا، لم نتصالح مع أنفسنا لنفهم احتياجاتها كما هي ؟ ومن فعل؟

20 May, 2008

! أن تكون في امتحانات أهون من أن تُعِدّ جوازة

عدتُ لتوّي من الـ "أتيليه" الذي يتمّ فيه تطريز فستان خِطْبَتي .. عدتُ كارهة لنـفـسـي ولـلـفـسـتان وللـخيّاطة وللخِطبة ولا مانع لـخطيبي أيضًا !

أخبرتها أن تجعل الأكمام واسعة وتغطي الكفّ وأطول .. وجدت العكس

والأدهى من ذلك .. تقول أنّ عليّ أن أرتدي ذلك الـحـديـد الذي ترتديه الفتيات المـسكـينات تحت فساتينهنّ !

لم أتحمّل كلامها وانفجرتُ فيها .. كان الأمر أكثر ممّا أستطيع التحمّل.. لماذا لا أرتدي بذلة رسمية وينتهي الأمر- كما سيفعل السيّد المصون- ؟

هـمّ عـريـض لأجـل بضعة ساعات ...

***

كـانت هذه مقدّمة لحوار طويل دار بيني وبين صديقتي عن الموضوع .. الفستان فستانها والحكاية حقيقية .. والأزمة أبديّة ومستمرّة استمرار الزيجات .. أو لنقل استمرار الخِطبات !

مـعـلوم أن القاعات في مـصـر مـخـتـلـطة .. ما يجعل إتمام الأمـر بالنسبة للفتيات المحجبات جحيمًا .. بدءًا من إيجاد موديل مناسب ومن ثمّ تغطيته ، ولاتكون النتيجة – أبدًا- كما هو مطلوب، وتتفلسف الخيّاطة دومًا بـ : أنا في السوق وعارفـة !! وكأنها تقوم بالتفصيل لنفسها !

الطرحة .. الفستان .. الحذاء .. الورد .. الماكياج .. الـقاعـة .. الـدي جـي ... يا إلـهـي .. !

أتابع تفاصيلها وأنذهـل .. من الذي جعل كل هذه الأشياءات أمرًا مقدّسًا لا ينبغي أن نحيد عنه ؟ قلتُ لها لذلك أخبرتكِ أن الأفضل أن تكون مثل تلك الحفلات منفصلة .. والفستان يكون جاهـز وعلى ذوقك ولا يحتاج لأية تعديلات .. لكن الأمر ليس بتلك السهولة ..

كان الله في عونها .. وعون كل من تمرّ بهذه التفاصيل الممّلة ! لا أتـخـيّل أن أجـد نـفـسي في هذه التـفاصـيـل يومـًا !

أتمنـى أن يقوموا باختراع بـذلـة يونيفورم موحّدة عِوضًا عن كـل هذه الـ تـحـابـيـكـ ..

سأتـركـ بابـ هـذا الموضوع مواربـًا .. لـربـما دخلتُ فيه مـرّة أخرى ..

19 May, 2008

مـا وراء الــبـحار .. حـلـم أم كـابـوس؟

كلما رأيت تداعي الأحوال في مصر، وذلك الشرخ الذي يتسع ويتسع في الجدار منذرًا بالويل، فكرت في أنانيتي الخاصة عندما لم أفكر في الهجرة للولايات المتحدة من أجل أولادي .. لقد عانى (كونتا كينتي) جد (أليكس هيلي) الكثير عندما تم اختطافه من سواحل غانا وحُمل في قاع سفينة إلى العالم الجديد، لكننا – لو فكرنا تفكيرًا جانبيًا – لوجدنا أنه كان يكافح كي ينعم أحفاده اليوم باستعمال الألفاظ البذيئة وشرب الكولا ورقص الراب في بروكلين .. يكفي أن أحد أحفاده صار هو الكاتب العظيم (أليكس هيلي) ..

لي صديق فعلها في هذه السن المتأخرة نسبيًا .. السن التي لا تسمح لك بأن تغسل الصحون أو تقف في محطة وقود، بينما تقضي الليل منكبًا على دراسة الطب .. لكني في النهاية أجد أنني بالفعل لا أحب نمط الحياة الأمريكي ولا أطيقه .. حياة رُسمت سلفًا بكل مراحلها وسوف تتحرك فيها كأنك قطار يتحرك على خط حديدي .. صحيح أنك في مصر قطار آخر يتحرك بجرار تالف على خط حديدي متآكل، لكن الحياة هنا في مصر ذات طعم ولون ورائحة ..الكثير منها في الواقع ..


لو أنني ولدت في نيويورك وكنت ذكرًا بروتسنتيًا أبيض WASP فإن حياتي مرسومة عبر محطات معروفة صرت أحفظها من قراءة المجلات الأمريكية ومشاهدة أفلامهم ..


عالم المراهقة: هذا هو عالم المدرسة الثانوية وقلة الأدب والتطاول على المعلمين لأن التعليم ممل Boring.. مشكلتي هي البلطجي (هانك) الذي يتربص بي لأنني نحيل وبنظارة وهناك نمش على وجهي، وهو يتعمد إهانتي وسكب اللبن على رأسي ساعة الطعام، ولا احد يتعاطف معي في مجتمع لا يرحم المهزومين سواء كانوا هنودًا حمرًا أو عربًا أو زملاءك في الصف . ثم يأتي موعد الحفل الراقص السنوي وانتخاب الـ Broom queen أو ملكة الحفل .. كيف أقنع فتاة بأن تصحبني للحفل ؟.. كيف يرضى أبي بالتخلي عن السيارة ؟.. في حفل كهذا سوف تفقد حسناء الصف (كارول آن) عذريتها، وهي ليست مشكلة لأن أباها كان سيصحبها للطبيب النفسي لو تأخر الأمر أكثر من هذا ، ولربما ظهرت في إحدى حلقات (أوبرا) لمناقشة مشكلتها ...

البيزبول لعبة مملة يستحيل فهمها .. ملعب يشبه الماسة وشخص يضرب الكرة بمضرب يستعملونه لقتل الزوجات كذلك، وهناك ثور يلبس درعًا على صدره يتلقفها بقفاز .. ثم يصرخ الكل : "اركضوا يا فتيان !" ونحرز نقطًا لا ادري على أي شيء، لكن البيزبول هو الطريقة الوحيدة لقبولك في مجتمع كهذا، وكي تحبك الكتاكيت Chicks .. هناك كرة القدم الأمريكية العجيبة التي تلبس فيها الدروع وتضرب عددًا من الثيران، ولا تلمس قدمك الكرة مرة واحدة .. بينما المدرب (رالف) يصرخ في وحشية: سوف نسحقهم يا شباب !

كلها ألعاب معقدة تختلف عما يلعبه العالم كله، وكلها تحتاج إلى إمكانيات وثراء .

الكلية: تقريبًا نفس روتين المدرسة الثانوية.. أضف لهذا الحفلات الصاخبة التي يشرب فيها الجميع البيرة Booze وتتعرى الفتيات تمامًا .. هذه هي الفترة التي سأجرب فيها المخدرات لأول مرة .. سأكون محظوظًا لو شاركت في احتفالات (ماردي جرا) التي تذكرك بأعياد (باخوس) الرومانية الماجنة..

بعد التخرج: أنا أعمل في شركة تنفيذية ما تمارس المنافسة قاطعة الرقاب مع شركات أخرى .. القميص قصير الكمين وربطة العنق والعروض على جهاز الكمبيوتر .. مغازلة زميلة العمل عند براد الماء .. العمل من التاسعة للخامسة والخوف المزمن من الطرد والجوع .. لو طردت سأقوم بتعبئة لوازمي في علبة كبيرة من الورق المقوى وأخرج من الباب يرافقني رجل الأمن ...ولسوف أصير سكيرًا...

الأسرة: حفل الزفاف والسيارة التي ربطوا بها علب طعام محفوظة فارغة تحدث قعقعة .. مشكلة زوجتي هي تقليل السعرات في الطعام بسبب الشحوم حول الخصر .. يجب أن أقلل من ولعي بشطائر الهامبرجر والجبن .. ابنتي (سو ألين) صارت الآن مراهقة وقحة تصر على أن ترافق الفتية للمرقص وتقول لي: "داد .. أنت ابن عاهرة وسافل وحقير .. أنا أكرهك".. تقولها وهي تهز شعرها الطويل ليغطي نصف وجهها ثم تندفع خارجة من الغرفة كنمر هائج

فأبتلع الإهانة .. لو صفعتها لشكتني للشرطة وقُبض علي .. لابد من الصبر حتى أحل مشكلة تعاطيها المخدرات ومشكلة الحمل في سن الخامسة عشرة .. أذهب أنا وزوجتي لحفلات الكوكتيل حيث أقف أمام الناس لأحكي لهم عن (أظرف شيء حدث لي في طريقي لهذا الحفل).. و (أفضل مطعم يمكن أن تتناول فيه شطائر التونة بالبطاطا المقلية).. ثم نعود للبيت لتطالبني زوجتي بالطلاق بلا سبب وتبدأ في حساب ما يناله كل منا من ممتلكاتي ..

ربما تنجب زوجتي – لو لم تطلقني - طفلاً مشوهًا له أربعة أنوف وثلاث آذان وذيل .. هنا أقرأ في الصحف عن معهد في أوهايو متخصص في الأطفال الذين لهم أربعة أنوف وثلاث آذان وذيل .. أذهب هناك لأقابل د. (سميث باركر) خبير الأطفال ذوي الأربعة أنوف والثلاث آذان والذيل الذي يقول لي: "أهم شيء أن نجعل طفلك لا يشعر بالاختلاف عن الآخرين"

هكذا يصير طفلي رسامًا وأستاذًا جامعيًا وبطلاً في كرة القدم ، ويظهر في حلقة من حلقات (أوبرا) حيث يبكي الجميع مع كثير من (الواو والأوه وماي جاش) ...

السياسة: سواء كنت ديمقراطيًا أو جمهوريًا فأنا مؤمن أن الفلسطينيين إرهابيون يحاولون أن يأخذوا من اليهود الطيبين أرضهم .. أؤمن بالقيم الأمريكية وطريقة حياتنا .. أؤمن بالديموكراسي وماي فيلو أمريكانز .. أدعو لهم بالنصر في العراق الذي لا أعرف أين هو ولا مشكلته بالضبط .. ولا يعنيني شيء من هذا .. أحترم بشدة – أو أتظاهر باحترام - اليهود والزنوج والشواذ جنسيًا حتى لو كنت أنتمي للحزب الجمهوري ..كنت أمقت الشيوعية واليوم أمقت الإسلام .. هؤلاء القوم الذين يعبدون القمر ويذبحون الأطفال قرابين من أجل إلههم الذي يسمونه (الله) .. ويرقصون عراة في موسم الحصاد ..

الحادث: ثم أسقط من على الجبل وأنا أمارس التزلج فيتهشم ظهري وأصاب بالشلل، لكني أصر على المقاومة .. وأروح أضرب كرة البيزبول في الحائط طيلة اليوم على سبيل التدريب .. هكذا أستعيد صحتي، وأكتب قصتي في كتاب اسمه (كيف قهرت الشلل) وهو الكتاب الذي يشتريه التلفزيون فورًا، من ثم أتمكن من شراء ذلك البيت الجميل الذي كنت احلم بشرائه في (بالتيمور)..

النهاية: هذه هي سن سرطان القولون.. مشكلة التقدم في الرعاية الصحية هي أنك لا تموت بالتيفود ولا نوبة قلبية في سن الخمسين كما كان يحدث، بل تنتظر حتى سن الثمانين حين تقرر خلاياك أن تصاب بالجنون.. سأموت في المستشفى ويحرقون جثتي .. ثم يقف أولادي متظاهرين بالتأثر فوق قبري ويطوق أحدهم كتف أمه مواسيًا ويقول آخر: "وداعًا داد .. كنت عظيمًا ... "

أموت مطمئنًا لأن أولادي باقون من بعدي وسيمشون في نفس الدرب، ويحافظون على القيم الأمريكية .. قيم (علم النجوم اللامعة)



هذه هي حياتي لو نشأت في أمريكا أو هاجرت إليها .. وإنني لأسألك بكل صدق : متى عشت ؟.. متى اختلفت ؟... هل هذه هي الحياة التي من أجلها أغسل الأطباق، ,و أدرس الطب ليلاً، وأبحث عن فتاة أمريكية (مضروبة) تقبل الزواج مني وتمنحني الجنسية ؟.. بصراحة عندما أقارن بين حياة (ماي فلو أمريكانز) هذه وحياتنا الحالية بما فيها من فوضى وعشوائية وفقر ومرض و(شعبان عبد الرحيم) فإن شعبان يكسب بالتأكيد ..!

بقلم د.أحــمــد خــالــد تــوفــيــق

17 May, 2008

عــزاء

لم أستطع منع عَـبْرَتي هذه المرة .. رغم أنني لا أعرفها - هــديـــل - .. ولم أكن يومًا زائرة لـمـدونـتـها إلا بعدما انتشر خَبَر مرضِها وسقوطها طريحة غيبوبة مرّة
.....
إلا أنني الآن متأثرة جدًا بذهابها .. هل السبب هو حالة الوفاة التي حدثت مؤخرًا لجدّتي ؟ هل لأنه اقترب كثيرًا هذه المرّة فبكيت لأجل هديل؟ أم لأجل والدها؟
.....
أم أبكي حالنا؟ نبحث عن خط النور في عالم من العتمة دونما كــلل ؟ نعلم أننا سنــفــقــدهم .. ومع ذلك نـتـشـبـث بأمل نعلم أنه زائف.. نقنع أنفسنا أننا نرتشف حياتنا على مـهـــل، بينما تمتصّ هي طاقتنا مستمتعة بإلقائنا رفاتًا في قلب الوَحْشةِ والعتـمة؟
.....
والقـبور هـي الشـاهـد الأبـديّ .. ومحـرقة قتلاها .. دونما نار
.....
رحمكِ الله يا هـديـل وأسكنكِ الجنّة .. ورحـم جـمـيع أمـواتـنا .. ويرحمـنا الله عندما نصير لهـذا المصير
يــارب
إلا أن تكتب لي الموت بين يدي أحبّتي .. كما توفّي المصطفى عليه السلام بين ذراعي أحبّ الناس إليه .. وحوله أعزّ خلقك لقلبه
....
إنّـا لله وإنـّا إليه راجعون

14 May, 2008

مـرهـفـو الحـس يـمـتـنـعـون

لطالما - عكس السواد الأعظم من الطـلـبة - أحبـبـْتُ مادتي "التعبير" والـ"أدب والنصوص" .. رغم أنني كنتُ أكره كمية الحـفـظ التي لا يمكنك أن تعبّر عنها بفهمك في مادة النصوص.. إلا أنني كنتُ أستمتع بدراستها .. خاصّة أن المعلمات فيها كنّ جيّدات

ولم يكن يحلو لي قراءة بقيّة النصوص وحفظ ما ليس علينا من الشِّعر إلا أيام الامتحانات ! كنتُ أحفظها وبسرعة
غريبة .. على ما أظنّ أنه تطبيق للقاعدة الشهيرة 'كل ممنوع مرغوب' لا أكثر
!

لم أعرف أبدًا سبب ذلك .. لكنه حدث .. أما مادة التعبير .. فمنذ الصفوف الابتدائية وكتاباتي مختلفة عن رفيقاتي، أذكـر موضوعًا أعجب المعلمة درجة أن جعلتني أقرأه على الطالبات وأنا في الصف الخامس الابتدائي .. أذكر أن الموضوع كان يتحدث عن سفينة نوح عليه السلام مرورًا باستخدام الخشب والشجر .. لا أذكر تمامًا فحوى الموضوع لكنني أذكر تمامًا أنني كنتُ أحبّ الكتابة كثيرًا ... واللماضة الأدبية أكثر.. وكنتُ أحبّ الاستشهاد بما لم ندرسه .. وكنتُ دومًا ما أجد شيئًا لأتفلسف به!

فقط أكره عدم ضبط علامات الترقيم هنا ! .. فليس من المعقول كتابة علامات التعجب مسبقًا قبل أن أقوم بفعل التعجّب نفسه ! ولن أقوم بتنقيح ما كتبتُ .. هذه ليست متعة أبدًا أثناء الكتابة.. الأسهل بالنسبة للقارئ أن يقوم بترميز صفحته من اليمين لليسار ! الأمر كمن يقول لطاهٍ عاشق للطهي فجأة أثناء انهماكه في عمله .. لقد أنقصت كذا .. أو لم تفعل كذا .. المهم أن تكون النتيجة جيّدة .. فهمتم قصدي؟

اسألوا الطاهي إذن
!

بـدأ الـعـدّ الـتـنـازلـي؟ نـعـم فـعـل .. امتحاني الأول يوم الاثنين القادم ... مادتين من أبشع المواد التي قد تحضر امتحانهما يومًا .. رغم أنني لم أحضر الامتحان بعد .. وأرجو أن يكون جيّدًا وأن يمرّ على خير .. إلا أن دراسة هذه المادة غريبة جدًا .. في الدول المتقدّمة هناك ملخّص صغير بأهم القوانين والنظريات التي قد تستخدمها في أثناء حلّك .. أما نحن فالأسهل أن "نحفظها" عِوضًا عن تكليف الحكومة بضعة أوراق .. ليس المهم أن تعرف كيف تستخدمها .. المهم أن تـلفظها وحسب .!


هناك تعبير واقعي ودقيق ... ذكره أحد الدكاترة الأعزاء ومنذها ونحن نتداوله بيننا،" انتو بـ تـ طـ ر شـ و ا في الامتحانات ".. هذا ما يفعله الطلبة في مصر .. أستمعُ لمدرّس أخي يقول له بمنتهى الثقة .. مادمت حافظ القانون والنتيجة المفروض ضمنت الدرجة .. هل من الجدير بالذكر أنها مادة الهندسة؟

مش حتفرق كثير
!

هذا بالضبط هو التعبير المناسب .. وهذا ما نقوم بفعله تمامًا هذه الأيّام .. نقوم بابتلاع قدر ما نستطيع من المعلومات كي نـطـ ... في الامتحان

!

كم أكون مرتاحة نفسيًا في الامتحان الذي لا يختبر ذاكرتي بقدر ما يختبر ذكائي، فالأول أخشى أن أنسى فيه شيئًا فتطير معه البقيّة حيث لا أستطيع التحليق .. بينما الآخر يقبع بين يديك .. إذا فهمت قواعد اللعبة ستستطيع بسهولة أن تكسب المباراة .. أمّا حفظ القوانين فللمعلّق وليس للّاعب .. لكنه هنا للّاعب :( وللّاعب فقط -ذلك الطالب المسكين- في أحد الامتحانات السابقة صدمنا الدكتور بامتحان مختلف تمامًا عن امتحاناته طوال عدة أعوام سابقة، أذكر أننا كنّا نتدرّب مع المعيد على حلّ أسئلة الامتحانات السابقة في السكاشن، فلمّا دخلتُ اللجنة ورأيتُ الأسئلة كدت أموت من الضحك وأنا أتذكّر ما فعلناه وما بذلناه من جهد .. انقسم النّاس يومها .. فريق ميّت من الضحك، كان الأسلوب مجنونًا، لكنّه ذلك الجنون المحبّب، لن يفهمني أبدًا إلا من يفكّر بطريقتي هذه.. فريق آخر منهار بالبكاء .. وفريق أخير خرج فورًا بعدما رأى الامتحان .. يحضرني الآن وبشدّة تشبيه من لم يجد الوعاء وقد قام بتجهيز نفسه تمامًا لـكي يـــ ..

لقد حذرتكم .. وقلتُ أنّ على مرهفي الحسّ الامتناع عن هذا البوست

!

فليذهبوا الآن فما زلنا في نفس السيرة!

أذكر أننا أولّما درسنا موضوع الــ

functions

في البرمجة، الــ

methods

بلغة أكثر رقيًّا

كان الدكتور يـقول كلّ مرة، الـ (*) دي حـ(**) إيه ؟ وكان يقولها بالعربي تبعها "حترجّع" إيه؟

*function

**return

وكانــت المحاضرات كـلها "تــ .. " ولا مؤاخذة! .. ربما أقوم بغسيل هذه التدوينة لاحقًا وتشحيمها !.. إن زكمت أنفي! وأعتذر مؤخرًا لمن حدثت له أيّة تقلصات شعورية .. أكره أن أكون بهذا السوء..لكني أحتاج فعلا لفضفضة مثل هذه .. ربما بعد انتهاء الامتحانات أقوم بنقع المكان كلّه في مطهّر ومنظّف

ولهذا نقوم بالتعبير عن هذا الفعل بألفاظ برمجية * حتى لا نقول ألفاظ غير لائقة، وجاري البحث عن لفظ مناسب في الدوت نــت

*.. pop .. printf..cout !

مش كان زماني كتبت مذكرات د. كوثر، أفيد وأكثر نظافة؟

سؤال أخير .. من الذي ألغى مادة التعبير في الكلية؟ وماذا لو كتبتُ للدكتور قصيدة في ورقة الإجابة؟

05 May, 2008

شـ ـ ـ ـ هــ ـ ـ ـ ر

loop
today less than monthforward
today++
power--
end loop
return (hope)

بودّي أن أترك كلّ شيء وأبحر مع د.كوثر في عالمها الخاص..لكنني سأؤجل ذلك لشهر قادم وال ش!=د
نداء الواجب أقوى


بعد شهر تمامًا يطلق سراحي

دعواتكم

تحديث
يبدو أن الصفحة تحمل ضغينة ضد كودي، فقد بدأ العبث مع
html
تبع الصفحة ، بينما أعدّل فيه
لذلك
خلينا شغالين بـ
Algorithms
أحسن
.....
تـ حـ د يـ ثـ

ذوقي السَمْعي غريب جدًا هذه الأيّام .. وحالتي صـعـبـة .. لـكـنْ عـلـى رأي أحـمـد .. أحاول إقناع نفسي أن كلّ شيء على ما يرام .. وسوف يكون كذلـك.. وما أنا إلا مجرّد "مهيّسة" كـبـيـرة!
.....

03 May, 2008

10/90

مما أعجبني من بريدي
قــــاعــــدة 10/90
للكاتب المعروف : ســتــيــفن كـوفــي

اكتشف قاعدة 10/90
سوف تغير حياتك (أو على الأقل ردود أفعالك تجاه الأحداث من حولك)

ما هي القاعدة ؟
10%
من أحداث حياتك خارجة عن إراداتك.
90%
من أحداث حياتك تعتمد على ردود أفعالك
!

ماذا يعني ذلك؟
يعني أن 10% لا إرادة لنا أو سيطرة عليه. نحن لا نستطيع أن نمنع على سبيل المثال:- 'تعطل السيارة' أو 'تأخر الطائرة' من وصولها في الموعد المحدد وما يترتب على ذلك من إرباك لبرامجنا.
10% من الأحداث أو المواقف زمامها ليس بأيدينا ولكن نحن من يتحكم في تحديد 90% الأخرى.
كيف يكون ذلك؟ الجواب: بردود أفعالنا المترتبة على الأحداث.

دعنا نوضح ذلك بمثال
أنت تتناول وجبه الإفطار مع عائلتك وحركت ابنتك فنجان القهوة بالخطأ وسقط على قميص العمل. طبعاً لم يكن لديك إرادة لمنع ما حدث ..

النتائج المترتبة:
تقوم بتوبيخ ابنتك لإسقاطها فنجان القهوة على قميصك ثم تنفجر الصغيرة بكاء وتلتفت إلى زوجتك وتنتقدها لوضع الفنجان قرب حافة الطاولة يتبع ذلك مجادلة حادة ثم تندفع أنت إلى السلم صاعداً لتغيير ملابسك وبعدها تنزل فتجد أن ابنتك قد تأخرت عن موعد حافلة المدرسة بسبب بكائها وتأخرها في تناول الإفطار وزوجتك يجب أن تذهب فوراً لعملها وبالتالي تضطر إلى توصيل ابنتك إلى المدرسة وتنطلق بسرعة بسيارتك متجاوزاً الحد الأقصى للسرعة بك 30 أو 40 ميل في الساعة وبعد 15 دقيقة من التأخير وغرامة سرعة قدرها 60 دولار تصل إلى مدرسة أبنتك ثم تنزل هي من السيارة دون أن تسمع منها عبارة 'مع السلامة'.
يوم بدايته تعيسة وتوالت الأحداث بنفس الطريقة ثم تعود إلى المنزل وتجد زوجتك وأبنتك في حالة انقباض شديد منك.
لماذا ؟ ... لأنك لم تحسن رده فعلك مع ما حدث في الصباح!

لماذا كان يومك تعيس؟
أ‌) هل السبب فنجان القهوة؟
ب) هل السبب خطأ أبنتك ؟
ج) هل السبب ضابط المرور؟
د‌) هل أنت السبب ؟
الجواب (د)

الواقع أنه لم يكن لديك إرادة لمنع سقوط فنجان القهوة ولكن السبب يكمن في رده فعلك في الخمس ثواني التي تلتها.

الآتي التصرف الذي كان ممكنا ومستحسنا حدوثه:
بللت القهوة ملابسك وابنتك على وشك البكاء فتبادر بلطف بقولك لا بأس 'يا عسل' وأرجو أن تكوني أكثر حذراً في المستقبل. بعدها تجذب منشفه وتسرع إلى الأعلى وبعد تغيير ملابسك وحمل حقيبة العمل تنزل وتطل من خلال النافذة لتشاهد طفلتك وهي تركب الحافلة المدرسية وتلتفت باتجاهك وتلوح بيدها مودعة. تصل إلى عملك متأخر 5 دقائق وتحيي الموظفين بابتهاج ويعلق مديرك على أن يومك مشرقاً.

هل لاحظت الفرق؟... لماذا ؟
السبب في كيفية تفاعلك أو رده فعلك تجاه الحدث.
أنت في الحقيقة لا تستطيع أن تتحكم في 10% من الأحداث ولكن الباقي 90% يعتمد على ردود أفعالك.

هذه طرق لكيفية تطبيق قاعدة 10/90% :-
عندما يقول لك أو يصفك شخص بعبارات سلبية لا تكون كالأسفنج تمتص. دع الهجوم ينساب مثل الماء في الوعاء. لا يجب أن تترك الفرصة للتعليقات السلبية أن تؤثر فيك. تفاعل معها بحنكه ولا تجعلها تفسد يومك.

ربما يترتب على رده الفعل الخاطئة أن تفقد صديق أو وظيفة أو أن تشعر بالضغط النفسي .. الخ.

كيف يجب أن تكون رده فعلك عندما يحبسك عن الحركة اختناق مروري؟
هل تفقد أعصابك؟ هل تضرب بعنف مقود السيارة ؟ هل تشتم؟ هل ارتفع ضغط الدم عندك؟ هل تفكر أن تصدم الذي أمامك؟
من يهتم نتيجة لتأخر وصولك عن العمل 10 ثواني؟ لماذا تجعل أزمة المرور تنغص يومك؟
تذكر قاعدة 10/90 وبالتالي لا تجعل هذه المواقف يقلقك.
قيل لك أنك فصلت من وظيفتك. لماذا يستفزك الحدث ويفقدك النوم؟ الأزمة لها حل. وجه وقتك وطاقتك التي يمكن أن يبددها القلق للسعي والبحث عن فرصة عمل أخرى.

الطائرة تأخرت وسوف يُربك ذلك برنامجك. لماذا تصب غضبك وإحباطك على مأمور الخطوط ؟ وهل له إرادة فيما حدث ؟
استثمر الموقف في القراءة أو التعرف على بعض المسافرين معك. لماذا تتوتر وتجعل الموقف أكثر صعوبة ؟
الآن عرفت قاعدة 10/90. طبقها وسوف تدهشك نتائجها ولن تخسر شيئاً.
قاعدة 10/90 عظيمة ونتائجها لا تصدق وقليل منا يعرفها ويطبقها.
ملايين من البشر يعانون من ضغوط لا داعي لها ومحن ومشاكل وبعضهم يصابون بنوبات قلبية. نحن جميعاً يجب أن نعرف ونطبق قاعدة 10/90.
إلى هنا انتهت الرسالة
....
..
.
لا أذكر أنني تنبّهتُ لتحليل موضوع ردود الأفعال هذا وبهذا الوضوح إلا بعدما قرأتُ هذه الرسالة، أعجبتني جدًا لأنني أحب القراءة في مواضيع التنمية البشرية وعلم النفس عمومًا
أذكر كيف أثّر في كتاب الرجال من المريخ .. النساء من الزهرة-جون غراي، كيف تكسب الأصدقاء - دايل كارنجي، ما لا نعلّمه لأولادنا-عدد من الأخصائيين العرب !
قرأتها منذ سنوات عدّة لكنني على يقين أنها تفيدني دون حتى أن أدرك ذلك.. على كل حال، جرّبتُ ما جاء في الرسالة أعلاه مع أختي الصغرى .. فعَلَتْ شيئًا يستوجب التوبيخ، فجئتُ بها وسألتها : لم فعلتِ ذلك ؟ بلهجة شديدة .. معالم وجهها كانت تتحول إلى :( فاستطردتُ : لا تفعلي ذلك مرّة أخرى .. وأراقب ملامحها تتبدل إلى :) و لسانها : حاضر.. ! وانتهى الأمر
كان من الممكن أن أحتدّ أكثر..أن أبكيها..أؤلمها..فتكون كل التبعات المترتبة نتيجة ردّة فعلي أنا
حينها أدركتُ معنى الرسالة الحقيقي ... ربما عرفه عقلي الباطن في السابق لكنني الآن لمسته ماديًّا
.....
والعلم نور برضه
!

سـامـي الحـاج حـرّ

منذ قليل فقط عرفتُ أن سامي الحاج مصوّر قناة الجزيرة قد أطلق سراحه بحمد الله من سجن جوانتانامو بعد أكثر من ست سنوات من الاعتقال
...
عودًا حميدًا سامي الحاج
...
عساها آخر الأحزان
...
العقبى لبقية أفراد الأمّة

02 May, 2008

الـعُـرس الـعـربـي

مما أعجبني من بريدي
.....
نزار قبّاني
....
سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ
وفرحنا.. ورقصنا..
وتباركنا بتوقيعِ سلامِ الجبناءْ
لم يعد يرعبنا شيءٌ..
ولا يخجلنا شيءٌ
فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ...

سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا..
دونَ أن نهتزَّ.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
ودخلنا في زمانِ الهرولهْ..
ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ
وركضنا.. ولهثنا
وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ..

جوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً
ورمَوا في آخرِ الصومِ إلينا..
بصلهْ...

سقطتْ غرناطةٌ
للمرّةِ الخمسينَ – من أيدي العربْ.
سقطَ التاريخُ من أيدي العربْ.
سقطتْ أعمدةُ الروحِ، وأفخاذُ القبيلهْ.
سقطتْ كلُّ مواويلِ البطولهْ.
سقطتْ إشبيليهْ..
سقطتْ أنطاكيهْ..
سقطتْ حطّينُ من غيرِ قتالٍ..
سقطتْ عموريَهْ..
سقطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجلٍ ينقذُ الرمزَ السماويَّ
ولا ثمَّ رجولهْ..
----
---

لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..
سرقوا الأبوابَ، والحيطانَ، والزوجاتِ، والأولادَ،
والزيتونَ، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.
سرقوا عيسى بنَ مريمْ
وهوَ ما زالَ رضيعاً..
سرقوا ذاكرةَ الليمون..
والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..
وقناديلَ الجوامعْ

تركوا علبةَ سردينٍ بأيدينا
تسمّى "غزّة"
عظمةً يابسةً تُدعى "أريحا"
فندقاً يدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ ولا أعمدةٍ..
تركونا جسداً دونَ عظامٍ
ويداً دونَ أصابعْ...

بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وطناً أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..
وطناً نبلعهُ من دون ماءٍ
كحبوبِ الأسبرينْ!!

لم يعدْ ثمةَ أطلالٌ لكي نبكي عليها.
كيفَ تبكي أمةٌ
سرقوا منها المدامعْ؟

بعدَ خمسينَ سنهْ..
نجلسُ الآنَ على الأرضِ الخرابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلابْ!!

بعدَ خمسينَ سنهْ
ما وجدنا وطناً نسكنهُ إلا السرابْ..
ليسَ صُلحاً، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخلَ كالخنجرِ فينا..
إنهُ فعلُ اغتصابْ!!..

ما تفيدُ الهرولهْ؟
ما تفيدُ الهرولهْ؟
عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حياً
كفتيلِ القنبلهْ..
لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..
خردلهْ!!..

كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..
ووجدنا فجأةً أنفسنا.. في مزبلهْ!!

من تُرى يسألهم عن سلامِ الجبناءْ؟
لا سلامِ الأقوياءِ القادرينْ.
من تُرى يسألهم عن سلامِ البيعِ بالتقسيطِ..؟
والتأجيرِ بالتقسيطِ.. والصفقاتِ..
والتجّارِ والمستثمرينْ؟
وتُرى يسألهم عن سلامِ الميتينْ؟
أسكتوا الشارعَ.. واغتالوا جميعَ الأسئلهْ..
وجميعَ السائلينْ...

... وتزوّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
وأخذناها إلى شهرِ العسلْ..
وسكِرنا ورقصنا..
واستعَدنا كلَّ ما نحفظُ من شعرِ الغزلْ..
ثمَّ أنجبنا، لسوءِ الحظِّ، أولاداً معاقينَ
لهم شكلُ الضفادعْ..
وتشرّدنا على أرصفةِ الحزنِ،
فلا من بلدٍ نحضنهُ..
أو من ولدْ!!

لم يكُن في العرسِ رقصٌ عربيٌّ
أو طعامٌ عربيٌّ
أو غناءٌ عربيٌّ
أو حياءٌ عربيٌّ
فلقد غابَ عن الزفّةِ أولادُ البلدْ..

كانَ نصفُ المهرِ بالدولارِ..
كانَ الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..
كانتْ أجرةُ المأذونِ بالدولارِ..
والكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..
وغطاءُ العرسِ، والأزهارُ، والشمعُ،
وموسيقى المارينزْ..
كلُّها قد صنعتْ في أمريكا!!

وانتهى العرسُ..
ولم تحضرْ فلسطينُ الفرحْ.
بلْ رأت صورتها مبثوثةً عبرَ كلِّ الأقنيهْ..
ورأتْ دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..
نحوَ شيكاغو.. وجيرسي.. وميامي..
وهيَ مثلَ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
ليسَ هذا العرسُ عرسي..
ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..
ليسَ هذا العارُ عاري..
أبداً.. يا أمريكا..
أبداً.. يا أمريكا..
أبداً.. يا أمريكا..

01 May, 2008

بـلا عـُقـَـدٍ

بغض النظر عن أن الشمع لا يؤكل، وأن السياق سيكون "ألبق !*" لو كانت "كالشهد" ..

لكن الكلّ يغطّي على عيب البعض


بعيدًا عن بلاد القهر والكبت
بعيدًا عن مدينتنا
التي شبعت من الموت..سوف تجديني

.....

* هل تصحّ عوضًا عن أكثر لباقة؟