30 May, 2009

رغــي


إحساس بشع أن يكون لديك كلام كثير داخل رأسك لكنّك لا تستطيع أن تكتب شيئًا، تظنّ أن كل الكلام قد قيل من قبل، ماذا سأقول أجدد مما قيل؟ لن أجيء بغير ما ملئت به الصحف والمجلات والمدونات حتى !

طالما تمنيتُ أن أعيش في العصر الأموي، العباسي، أو حتى في عصور ما قبل الميلاد، لم أرغب أبدًا أن أجيء متأخرة كل هذا الوقت لأقول كلامًا معادًا وأسمع أشياء بشعة وأعيش في هكذا غابة. تخشى فيها الأنثى على نفسها من القريب قبل الغريب. من القريب التحكم ومن الغريب انتهاك الكرامة ووأد ما تبقّى لها من براءة. كيف أننّا رغم كلّ ادّعاء التطوّر والحضارة، لم نصل بعد لأسرار أنفسنا ولم نحسن التعامل مع أنفسنا ولا مع بعضنا بعد. كيف ندّعي الحضارة ونحن لا نستطيع التخلّص من العرق في الصيف؟ وندّعي تقدم صناعة العطور وأدوات التنظيف؟ أم أننا كالبدو الذين فجأة فتحوا أعينهم ليجدوا أنفسهم على أرائك وثيرة وأشياء راقية لكنّهم لا يعرفون كيفية استعمالها؟ لم نتخلص من كل التلوث الفكري والمادي رغم كل هذا التطور؟ كيف ندّعي الحضارة ونحن بعد أسرى لما سيقوله علينا الآخرون؟ نسبح بحمدهم ونلهج بذكرهم ولا نستطيع فعل شيء نريده نحن ؟ وكأننا جميعًا بأقنعة مجبرون على ارتدائها طيلة بقائنا أحياء لا نخلعها إلا عند الموت، لماذا لا نعيش فقط كما نحن؟ لا كما يُراد لنا أن نكون؟

كيف ندّعيها ونحن بعد لم نستطع - كما تقول أحلام مستغانمي- صناعة كبسولة ضد الشوق إلى من نحبّ تحوي صوته أو رائحته أو ملمسه؟ لن أؤمن بالحضارة حتى يصبح كلّ إنسان سعيدًا حقًا، آمنًا حقًا، ناجحًا حقًا.

لماذا خلق الله كل هذه الأضداد؟ كي نقول نحن، بضدّها تتميّز الأشياء ! ما الأجمل؟ أن تعيش مع شخص يختلف عنك تمامًا في كلّ شيء، تحترمه ويحترمك، يوجد بينكما لغة حوار وتفاهم ورقيّ في المعاملة، أم يكون هناك حبًا من أحد طرفي العلاقة، طرف يبذل نفسه ويبذل الغالي في سبيل من يعيش في عالم آخر؟ ربما باذلا نفسه كطرف أحادي في علاقة أخرى ! بدون تفكير ستختار الحلّ الأوّل. لكنْ هناك سؤال عليك أن تطرحه أولا، ما طبيعة هذه العلاقة؟ أن تعيش مع شخص ما، وأن يعيش فيك شخص ما، شيئان مختلفان تمام الاختلاف.

ما سأقوله تاليًا ليس بجديد، طقوس الدراسة العاديّة والاستعداد للامتحانات، والتي قيلت قبلي مئات، ربّما آلاف المرّات، الكثير من الأفكار العاجزة عن التحرر بسبب الوقت، وربما بسبب التكاسل، فها أنا أكتب وكان يمكنني استغلال الوقت للكتابة في أحدها، لكنني لم أفعل. اختاروا لنا الاثنين والخميس، كي يجعلوا الامتحان صيامًا مستحبًا عن كل ما نحب ! وامتهانًا واجبًا. أرجو أن يكون الأخير.

هناك شخص ما مصاب بالشيزوفرينيا على الأقل، يصرّ على محاولة استفزازي من خلال الرسائل القصيرة، فبعد وصلة من الطبطبة و"أنتِ جميلة جدًا ومحترمة" إلى " أنا أحبك كأختي ولا أريد أن أتزوجك" إلى " حسنًا أنا أريد أن أتزوجك ولن تجدي من هو أحسن منّي" وأخيرًا وصلة بأقذع السباب عندما طلبتُ منه بتهذيب أن يذهب للجحيم !

ربما يمرّ علينا الكثيرون من المرضى، وربّما لا، إن لم يكن في حياتك مرضى من قبل فلتحمد الله على ذلك، فإنّهم كالسوس الذي يحتاج إلى مبيد حشري، شيء كريه وحسب. لا أحتاج أن أعرف من هو. لكنني متأكدة أنه أحد المرضى، بالشيزوفرينيا على الأقل، الذين قابلتهم في حياتي.

وفقط ليس هناك جواب



life is too short too short to live in anger
can't stand these negative vibes
life is too short too short to live with danger
please help me god to survive


in my dreams god is talking to me
in my dreams i am down on my knees
in my dreams i am begging you please
let my soul rest in peace



29 May, 2009

اخـتـطـاف





مرق من أمامي

وقبل أن أدرك الذي اعتراني

اشترى الأمان منّي

وباعني لهفةً عليه..

بأبخس الأثمان..





نشرت لأول مرة عام
2007

26 May, 2009

من استغضب ولم يغضب




"من اُسْتُغْضِبَ ولم يغضب فهو حمار"


سمعتها مؤخرًا وذهلتُ،
بحثت قليلا في جوجل، وجدت أنها تنسب للإمام الشافعي، منسوبة لعمر بن الخطّاب أيضًا.. وخطأ وافتراء للرسول عليه السلام.. !

نعم .. إلى هذا الحدّ من الجهل وصلنا، ليس الكذب على الرسول فهو ليس بجديد، ومئات الأحاديث الضعيفة تؤكد ذلك، فلا أسهل من خداع الناس والضحك عليهم باختلاق بالأحاديث المغرّضة، والتي لا هدف لها سوى إخضاع الناس لمن ابتدعها، كثير من أحاديث ذمّ النساء والإنقاص من شأنهن، أحاديث فضائل الأعمال موضوعة ومكذوبة لأغراض سياسية في المقام الأوّل، وإلهاء الناس بشؤون دينية عبادية بحتة عن الانشغال بسياسة الدولة.

وإنما لأن هذا القول ببساطة منافي للعقل والمنطق وبعض أبسط أخلاق العرب والتي أكّدها الإسلام التي تحث على ضبط النفس وكظم الغيظ والحِلم و"لا تغضب.. لا تغضب" كما أوصى الرسول عليه السلام.! عدم مجادلة الحمقى "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"(الفرقان:63)

و كظم الغيظ، وعدم إظهار الغضب، ليس من باب الضعف وعدم القدرة على الانتقام، بل العكس."
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" (آل عمران:134).


لم يُذكر في السنة أن الرسول كان يغضب لنفسه أبدًا، وإنما كان يغضب أشد الغضب عندما تنتهك حرمات الله، والعرب طالما قدّروا الحليم وقالوا: اتقّ شرّ الحليم إذا غضب، وفي وصف الرجال ذكروا أنّ أسوأهم سريع الغضب بطيء الرضا، وأحسنهم خلقًا بطيء الغضب سريع الرضا، وفي وصف النساء كرهوا المرأة التي تنغص على زوجها، وفضّلوا" الودود .." وقال عليه السلام:"شرّ النّاس من اتقاه الناس خشية شرّه"، وقال عليه السلام لأحد الصحابة:"إنّ فيك خصلتين يحبّهما الله ورسوله، الحِلْم والأناة"..


أذكر أنّ رجلا جاء إلى عمر رضي الله عنه يشكو إليه خُلق زوجته، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها، وهو ساكت لا يرد عليها ، فانصرف الرجل قائلا :" إذا كان هذا حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكيف حالي ؟ فخرج عمر فرآه موليًا فناداه : ما حاجتك يا أخي ؟ فقال : يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك خُلق زوجتي واستطالتها علي، فسمعتُ زوجتك كذلك، فرجعتُ وقلتُ: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته ، فكيف حالي ؟ فقال عمر: تحملتها لحقوق لها علي، فإنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لأولادي، وليس ذلك بواجب عليها، وسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أتحملها لذلك. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي. قال : فتحملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة" انتهى


ولو بقيت أذكر القصص التي تدل على كذب هذا القول، فلن أنتهي ببساطة


ملاحِظْ :

1. قرأت في دراسة نفسية أنّ الشخصين عندما يتحاوران وهما غاضبين، فإنّ جزءًا مهما من العقل يكون مغيّبًا تمامًا، وتكون الأفعال وردود الأفعال ناتجة عن غريزة بحتة، غريزة الغضب، ويتساوى في ذلك الإنسان مع البهائم تمامًا.

2. حد يقدر يقول إن اللي في الصورة اللي فوق دي عاقلين ؟

3. ترى ما سيكون المشهد اللاحق ؟

can't wait to see !


24 May, 2009

عــســل مصفّى




نظرتك دوبتني


بتقول لي إنّي جواها


يا ترى دي حقيقة


ولا عيونك اللي شقية ؟



23 May, 2009

أين المصير؟


لا أذكر آخر مرة رأيتُ فيها وجهي كاملا، سليمًا، مللتُ من البثور التي تعيثُ فيه فسادًا، لا أدري لماذا يلحّ عليّ تشبيهها بقمل الرأس ! مع الفارق أنّها لا تزول بالنظافة أبدًا ! منذ المرحلة الثانوية بدأت رحلتي مع كريمات مضادة لحب الشباب، وما إلى هذه الأشياء، لم أترك شيئًا تقريبًا لم أجرّبه. الطبيعي والصناعي والطبّي. والنتيجة. أنني فعلا لا أذكر متى رأيتُ وجهي دون أيّة ذؤابات مترصدة بي في المرآة تجعلني أنظر بأسى، وأحوّل وجهة نظري إلى أيّ مكان آخر !

ما جعلني أتحدث عن هذا الأمر الآن بالتحديد أنّ الأمر وصل للذروة مؤخرًا، منذ عدة أشهر، وحتى بعد ممارسة الرياضة، لم يحدث أيّ تحسّن، وكنتُ أظن متوهمة أنها ستختفي بمجرد الانتظام في ممارسة التمرينات الرياضية. لكنني الآن عبارة عن بثور يمكنك بمزيد تركيز أن تلحظ وجهًا تحتها !

هل السبب هو أكواب الشاي والنسكافيه التي أستهلكها مؤخرًا ؟ لكنّ الأمر لم يبدأ مؤخرا فقط، هناك إشاعة تقول أنّ "البُنيّات" بما فيها الشوكولا ومحتويات الكافيين والكاكاو، وهذه الأشياء البنّي كلها ! تساعد على ظهور البثور، لكنّني متيقنة أنّ هناك وحش رابض أسفل بشرتي الدهنية لن يزول إلا بإزالة مصنع الزيت بأسفل جلدي ! عزائي أنّ البشرة الدهنية لا تشيـخ ولا تتجعد ! عندما عرفتُ هذه المعلومة مارستُ الارتياح ضد الخوف الأنثوي الطبيعي ضد التجاعيد ! وحش النساء الأوّل الذي تبدو أمامه البثور كالذباب على ظهر الفيل !

لم أكن في صغري راضية عن شكلي أبدًا، وحتى الثامنة عشرة تقريبًا، لم أكن أحبّني أبدًا، كنت دائمًا أحلم بالنموذج المثالي للجسد الجميل الرشيق، وأحاول أن أسعى له، وأفشل كثيرًا في الطريق وأكْـسَـلْ. موضوع إيمان الأخير، كيف تكونين سمراء وطموحة
جعلني أتوقف قليلا عند لحظات سابقة في حياتي دلّت على أن حريمنا لا رعاهم الله ولا بارك فيهم، لا يعجبهم العجب بالأصل، وليس شرطًا أن تكوني سمراء كي ينالك الاستهجان والحطّ من قدرك، فأنتِ في كلّ أحوالك سيئة، مالم تكوني ذكرًا !

أذكر أنّني طلبتُ من إحدى قريباتي وأنا صغيرة، ربما في الاعدادية، أن ترى إن كنتُ محسودة أم لا، وكانت تدّعي أنها تستطيع معرفة ذلك، بأن تمسح على ظهري وتتمتم ببعض الأدعية - كما تفعل - التي لم أسألها يومًا عنها، فقالت لي- وكانت في الخمسينات تقريبا، ربما أكثر-: على إيه يا حسرة ! لو أنّها قالتها لي الآن لسألتها عن مقصدها كي لا أفهمها كما فهمتها كما فهمتها حينها ! فهمتُ أنني غير جميلة ولا شيء بي جيّد يستحق أن أُحسَد عليه ! ربما لا يكون هذا مقصدها، لكنّ طريقتها في نطق الكلمة، ورغبتي الطفولية وقتها جعلتاني أريد تجربة الأمر وفقط لأصدم وأحزن أيامًا دون أن أقول لأحد! لم تكن هذه المرأة رشيقة ولا جميلة، ومنذ فترة رأيتها مريضة جدًا ولا تمشي دون عكّاز، وشعرت للحظة بالنشوة، وكأنني أقول لها: وعلى إيه يا حسرة؟ وأشعر وأنا أكتب الآن كأنني أعترف بسرّ شائن. ثم أقول. ليس ذنبي ! ولا ذنبي أيضًا أن يُقال لطفل: انت مش وِحِش ! هل يفترض به إذن أن يعود للمصنع الذي أَنْتَجَ فيه ذاتَه ليعيد إنتاج نفسَه كي يصبح جميلا ويرضى عنه الخَلْقْ ؟ كلا، ليس ذنبي، كما ليس ذنبها أيضًا.

ليس ذنب الموقد أنّ الذي يصنع القهوة أحول، أو أصمّ فلم ينتبه\ يستمع لزحف القهوة خارج الإناء فيتّسخ ! ليس ذنب الموقد أنّ من حوله أغبياء، وأنّ غباءهم ينضح عليه بالسوء ويؤذيه !

لا أذكر متى رضيتُ عن نفسي، ربما في الصف الثاني الثانوي، عندما اكتفيتُ من القراءة وبدأت في التطبيق، وبدأتُ بجدية معالجة ما لا يعجبني، متى اعتبرتُ أنّ شعري الغير ناعم ميزة لا عيبًا، يمكنني أن أجعله "كيرلي" دون جهد فأبدو كغجريّة، أو أمسده فيصبح ناعمًا كأنني ميريدث ذاتها ! باختلاف اللون طبعًا ! أقصّه أو أتركه طويلا، رغم أنّ النساء ما فتئن يقلن لي ألا أقصّ شعري، وألا أحاول أن أنقص وزني، لأنّ الرجال يحبون الشعر الطويل والجسم الممتلئ، وأقول لهم بإصرار فليذهبوا للجحيم - عدا البعض الذين أحترم- ، أنا أقصّه لأنني أحب الشعر القصير، وأريد أن أصبح نحيفة كي أرتدي ما أشاء، وأصبح رشيقة أمام نفسي !

ليستِ الفتيات السمراوات فقط هنّ اللاتي يتلقين الكلام السلبي في هذه البلاد، وكأنهم يعزّ عليهم أن حرّم الإسلام وأد الفتيات، فقاموا بوأد نفوسهنّ، وكأنّهم جميعًا أقسموا وتعهدوا عند كتابة وثيقة الزواج أن ينكّلوا بنفسيات البنات، وإشعارهنّ بالنقص من أيّ جهة. تخبرني صديقتي أنّها تحكي لأختها المتزوجة أنّها تنوي إكمال دراسات عليا، فتقول لها الأخيرة: دخلتِ في سكة العنوسة ! وأنا قال لي أحد أقربائي مرّة عندما قلتُ له أني سأكمل دراسات عليا، كفاية تعليم بقى ! ولم أسكت، قلتُ ماذا تريدني أن أفعل؟ أتزوج وأنجب وأموت؟ خلاص كلكم عملتوا كدا، أنا حغيّر بقى ! قال لي معك حق وسكت. ثم استطرد، بس دي سنة الحياة !


أيّة حياة هذه؟ وأيّة سنة هذه ؟ ومن الذي وضعها؟


ويا ليتهم ويا ليتهنّ بعد ذلك جلبوا لنا رجالا يعتمد عليهم، لا يرمون بكلّ شيء على المرأة حتى ينكسر ظهرها وتكون في النهاية مخطئة ومقصّرة ولا يحق لها أن تفتح فمها. يا ليتهم كانوا كرجال الجاهلية حتى ! كل ما تذكرتُ مقولة الرسول عليه السلام، وأنّ نصيحته الأخيرة قبل يلفظ أنفاسه: "استوصوا بالنساء خيرًا".. عرفتُ لماذا قال ذلك. وكأنه يعلم أنّ زمانًا بعده سيأتي، يدّعي الناس أنّهم يسيرون على نهجه، بينما كسروا كلّ القوارير، وما بقي من قوارير لم تُكسَر قالوا عنها أنّها بلا إحساس ولا دم، أو أنها جريئة و"عينها قوية" أو "بتفكّر" .. وكأن إعمال العقل جريمة لا تغتفر بالنسبة للمرأة ! وأنّ على كل النساء أن يشعرن شعورًا عميقًا داخليًا أنهنّ قاصرات وناقصات عقل ودين بالمعنى الذي يروق لأشباه الرجال أن يفهموه ويُقَهّموه لمن حولهم، ولو عرفوا مناسبة الحديث، ومكان وزمان إلقائه، لعرفوا أنّه مديح في حقّ النساء، لا إنقاصًا من شأنهنّ من أيّة وجه.


المقولة كانت يوم عيد، وكان الرسول عليه السلام مارًا على النساء، فسلّم عليهنّ، وقال لهنّ:"ما رأيتُ ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم منكنّ".. فإن كان من إنقاص لقدر أحد، فهو للرجل الحازم أنْ تُذْهِبَ لبّه امرأة !! ولمّا سألته النساء التوضيح، قال" أنّ نقصان الدين، أنّها تبقى أياما لا تصلي ولا تصوم، ونقصان العقل أنّ شهادتها تعدل نصف شهادة الرجل".. وليس كما هو مشهور عن بعض الـمتخلّفين أنّ معناه أن المرأة تفكّر بعاطفتها ولا تفكّر بعقلها !
- كان ناقص يقولوا بتفكر بصوباع رجلها الصغير ! - مثلا ! سأعذرهم لو قالوها !
فكبرت المرأة وهي تشعر بالخطأ إن فكّرت بعقلها دون عاطفتها ! يا إلهي انظروا كم هي قاسية القلب !


أذكر أنني قرأتُ في كتب الأدب العربي القديم، أنّ الشاعرة كانت تجلس في منتداها الأدبي الذي تعقده دوريًا، ويأتي الشعراء يتلون عليها قصائدهم، فتصحح لهذا وتعدّل لذاك، وكان الرجال يعتبرون الجارية - قبل انتهاء عهد الرقيق- رائعة وتستحق أن تشترى ولو اقترضوا لذلك، إذا كانت "بارعة في العلم والأدب"، أو "متكلّمة"، أو" تقول الشّعر"، "فصيحة".. لا يمنع هذا أنّ شعراء الجاهلية مدحوا في السمينة جدًا التي لا تكاد تستطيع الحركة لشدّة ثقل جسمها وترهّلها ! لكنّ شعراء ما بعد الإسلام كانوا يتغزلون في أجساد النساء الرشيقة كالغزلان ! ولا يمنع أنّهم كانوا يحبّون "التي تنشد الشّعر" أو "تعزف" أو ما كان يسمّى"القينات" ! وما يقابلهن هيفا ونانسي حاليًا ! مع الفارق الكبير جدًا بين الحضارتين !

أتساءل كيف قامت أمهات ذلك الزمان بتربية أبنائها وبناتها؟ كيف كان يتعامل الأب مع أبنائه؟ كيف كانوا يرتبطون ويتزوجون؟ كيف كانت المرأة الأرمل أو المطلقة لا تشعر بأنّها مذنبة، فتتزوج مرة أخرى بمن يفوق الأول مكانة وجاهًا، دون أيّة حساسيات شرقية، واعتبارات قشرية؟ كيف نشأت هند بنت عتبة؟

أتساءل أين ذهب أحفاد هؤلاء، الذين كانوا رجالا رجالا، وليسوا أشباه رجال؟

أتساءل، من الذي، في الواقع والحقيقة، يعيش في عصر الخيام؟ من الذي يحاصر رغبة شابين في أن يرتبطا لاعتبارات متخلفة مادية أو اجتماعية؟ من الذي يقول لامرأة كرهت زوجها وحياتها، ليس لكِ إلا منزلك، اصبري لأجل أطفالك، أيّة أطفال أسوياء يمكن أن ينشؤوا في بيت لا يحوي أبوين متحابين؟ إذا كان الأبوان المتحابين لا ينشأ أطفالهما أسوياء لمجرّد أنهما كذلك !!!! فما بالك بمن ليس كذلك ؟

أتساءل كثيرًا و ما من مجيب.

ذات مرّة قالت لي إحدى قريباتي تدعو لي، يارب يرزقك بواحد يبقى زي الخاتم باصبعك ! انفجرتُ فيها، وقلت لها لأ شكرًا عندي خواتم، أنا عايزة إنسان نتفاهم مع بعض ! ويبدو أن كلامي كان صعبًا عليها، فقالت: الله يرزقك بواحد تحبيه وتموتي فيه ويدوخك، ايه الدعوات المتنقية دي يا ربي !!

وعلى قد ما شفتهم بيربوا بناتهم ازاي! على قد ما عايزينهم يتزوجوا خواتم في الآخر !!!!!!!!!!!!!


إنا عككناكم ونريد أن نزيد عكّكّم عكًا !


يارب ارحمني وأسافر أعيش في الغرب - بلد الكفار والفسقة !!!!! - قبل ما مرارتي تنفقع، أقسم أنّني أعتقد أنّ الغرب لديهم رقيّ فكري - من النواحي التي أتحدث عنها تحديدًا - أكثر مما لدينا ! وأنّنا رغم الحضارة التي تبدو علينا، إلا أنّنا في الحقيقة ندّعيها، وأننا في الحقيقة نعيش في عصر خيام حقيقي أكثر من عصر الخيام التي كانت قبل ألف عام ونصف تقريبًا !


خلي حد ييجي يقول بقى الغرب اللي عاجبينك دول بيدوا مرتبات للستات أقل من الرجالة، وكلام من المحفوظ دا اللي بسمعه من اعدادي !


اللي بيحسد مصر بقى، بيحسدها على إيه يا حسرة ؟ - عشان أنا عايزة مصر تكبر وتتعقد أكثر ما هي متعقدة !!!-


وأخيرًا


أنا يا حبيبة مجهدٌ فوق السريرْ..
لا راحةٌ فوق السريرْ..
فخناجرٌ فوق السريرْ..
وقنابلُ فوق السريرْ..


فوق السرير جميع أسباب القلقْ
فوق السرير جميع حالات الأرقْ
لا شيءَ يذهب و حشتي
لا سورة الفرقان تذهب وحشتي
لا سورة الرحمن تذهب وحشتي
لا آلِ عمرانٍ و لا حتى الفلقْ..


أنا يا حبيبة ملّني وقع الزمانْ
وملّني وقع الدقائق و الثوانْ
ملّني و مللتُهُ روتينُ ديكورِ المكانْ


أنا يا حبيبة ضائعٌ بين السطورْ..
بين الكلام أرى فراغْ
بين الفواصل لكنةٌ لا تستساغْ
كلماتنا في الحب أضحتْ عادةً
الحب أصبح عادةً
والجنسُ أصبحَ عادةً
للعُهرِ صرنا قادةً


قولي إذًا أين المصيرْ؟؟!!..
أين المصيرْ؟؟!!..


من قصيدة لـ : مروان زهير البطوش


22 May, 2009

خـدنـي مـعـكـ

خدني معك ... خدني بإيدك عالفرح

خدني معك ... عمطرح الـ ما فيه جرح

خدني معك ... باب القلب لما انفتح

خلاني حدك إنحني

خدني معك ... كل اللي من قبلك مضى

خدني معك ... وهم ومرق، حزن انقضى

خدني معك ... بدي معك عيش برضا

خدني على العمر الهني

انت ومعي ... بحبك أنا قد المدى

انت ومعي ... مابدي من بعدك حدا

انت ومعي ... قلبي اللي عالحب اهتدى

عايش معك أحلى دني

انت ومعي ... بشعر أنا بشمس الدفا

انت ومعي ... الخوف اللي ماليني اختفى

انت ومعي ... إيدك عطف، قلبك وفا

جنة بورود مزينة


شو بِنِي - لإبراهيم الحكمي

الكلمات حلوة
لكنّها تحتاج إلى صوت آخر



بِنِي: بــي

مرق : عَدّا

20 May, 2009

الـحـقـيـقـة

أن يتحوّل الخيال إلى حقيقة. يعني أن تتحوّل أنت من حالِم إلى عامِل. من شاعِر مجرّد يغزل الكلمات ويرسم اللوحات إلى إحصائي عليه أنْ يعرف أنّ النجاح والفشل احتمالان لا ثالث لهما، من ناسك مغرور متيقّن أن الله سيغفر له لأنّه يعبده بإخلاص، إلى مذنب مرتعد لا يعلم أيّ الطريقين يسلك، وكيف يمكنه أن يأخذ قرارًا في نهاية لم يبدأها، وكيف يُنْهي ما بدأ رغمًا عنه. ولا أيّ سبيل يسلك، وكلّ المسالك تحول دون اللوحة التي يريد الوصول إليها في خياله. كرسّام فَقَد، باستيقاظه من النوم، كلّ أدواته، وما زال عليه أن يُبْدِع.





كم أودّ لو أكون في منتهى الصراحة، ولكني لم أتخلّص من رغبة انتزاع الموافقة. كيف للمرء أن يجمع بين الوحشيّة والودّ، بين الاستهتار والمسؤوليّة؟ لم أعد أصدّق نفسي حين تدّعي أنها لا تعبأ بالبحث عن الإعجاب. كذباً أكذب. قد أخلط بين العدوانيّة والاستغناء، لكن العدوانيّة شكل آخر من أشكال استرعاء النظر، بل هي أشدّها أنانية. في الوقاحة عصيان، وفي العصيان فروسيّة، لكنهما هما أيضاً شكلان من أشكال إثبات الذات المسرحيّة

كلّنا أطفال أمام أوجاعنا، نفتقد من يحتوينا برقة ويَعِدنا بالخير القادم والبهجة التي تنتظرنا في الأيام التي تختبئ خلف الستار، يوحي لنا بذلك بكامل ثقة، حتى وإن كان الخطر يكمن خلف الباب، عليه ألا يخبرنا بذلك، بل يهدهدنا حتى ننام، فنتيقّن أنّه قادر على صنع المعجزات، تملأنا ابتسامة رضا راحلين عن أرض الحقيقة إلى دنيا أخرى تخضع لقوانين الطفل وحده، لكلّ طفل صانع المعجزات الخاصّ به.


أنْ تحاول تحقيق حلمك يعني أن تجيد الطهي فجأة دون قضاء الوقت الكافي كي تتعلّمه، فنحن أباطرة في أحلامنا! تماما كزبون المطعم الفاخر الذي يطلب فيجاب طلبه فورًا، فتجد كلّ ما تمنيتَ دون عناء على أكمل وجه وأبهى صورة، وإنْ لم يعجبه شيء رفع شكواه للمدير.. بينما في الحقيقة عليك أن تجيد خلط المقادير جيّدًا ومراقبة اللهب المشتعل بانتباه كيلا تفسد حيـاتـك ويغادرك الاشتهاء بعد حادث اصطدام مروّع بالواقع !


قد لا أفرح لفرحِ راشدٍ ولكنّي لا أستطيع أن أظلَّ غير مبالٍ أَمامَ وجعِ طفل، ومَن يتأثّر للطفل ويشعر بالرغبة في إنقاذه أو حمايته لا بدَّ أن تتدرّج به الشفقة إلى الانعطاف لا على الراشدين فحسب، بل على جميع الكائنات. أصفى ما في الإنسان الرقّة وأرفع ما في الرقّة عناقُها للآخر أكثر ممّا قد يعانق نفسه. الرقّة نافذة يدخل منها نسيم البهاء والخَلْق، نسيمُ الشعرِ والموسيقى، نسيمُ العطاء والفداء

الإنسان مسكين، مخلوق ليقلق، يموت دون أن يشبع من الحياة، يخطئ ويكذب، يَستغلّ ويُذِلّ، لكنه لا يستحقّ أن يقال له «تستاهل!». ولا أن يُعامَل كمائت. طبعاً هو مائت، ولكنه لا يستحقّ أن يعامَل كمائت. أو ليُعامل كمائت بمعنى استحقاقه الحبّ أكثر لأنّه مائت.






لم يعد هذا العصر يسمع موسيقى جميلة إلّا أحياناً في السينما. إمّا الضجيج وإمّا الفراغ. نسينا أن الأشياء إيقاعات. وتحت كلّ أشكال الموسيقى يندرج رمل الشاطئ بذهبه الرتيب ينتظر زيارات الموج.

موجةُ هدهدةٍ تداعب الرمل المسفوح على أَرَقِه. موجات غَزَل. موجات حنين إلى مجهول تنبثق من حيث لا يدري صاحبها كيف كانت ستظهر. سلِ الموسيقى، الموسيقى التي تُسلّمها كيانك بلا تَحفُّظ، التي تتمنى لو كان لك أكثر من كيان لتسلّمها إيّاه، سَلْها ما وراءها، تعرفْ ما وراءك. وحدها، هذه الشِعْر الغاسل، المتبادَل بلا كلمات، هذه الشِعْر المخلوق مع المخلوق في المهد، وحدها تملك الجواب


من قال أنّ على المرأة أن تتحرر لابدّ رجلٌ لم يقع في الحبّ أبدًا، أو ربما خانته حبيبته فأراد أن يحرّرها منه، أن يُحرر نفسَه المسكونة فيها، منها ! أنْ يخلّص قلبَه من قبضتها، وما آمنتْ بدعوتَه إلا امرأة عذراء الـقـلـب، لم تعرف معنى التحرر الحقيقي. لم تعرف أنّ الحريّة لا تكون دون جناحين. وأنّ قمّة التحرّر عندما تتّسق حركتيهما معًا، لا أن نقطع الطائر من منتصفه، ونقول أنّه حـرٌ الآن !
امرأة - بالتأكيد - لم تفهم معنى أن تسند رأسها إلى صدر حبيبها مغمضة العينين، لم تضمّه إلى صدرها حُرّةً من كلّ ما سوى سعادتهما.





كل عام وأنت في قلبي، كما أنتَ، أميرًا متوّجًا تتمناه عيناي كثيرًا ويعزّ عليّ فـقـده. يسألني قلبي بألم عن سرّ حبي لتعذيب نفسي، ولا أجد جوابًا، سوى أن أحبّك أكثر. وكأنني أعزيه في غيابك، اختلفوا حول الغياب. هل يكون أصعب إن كان هو الأصل، أم أنّه أقسى إنْ كان بعد وصال، فـلـكأنّني أخشى أن يُنْهِي بعض حضورك عذابًا بالفقد، ليبدأ عذابٌ بالحنين. ولستُ أعرف الصبر في شيمي وأخلاقي. فأبقى ما بين مدّ وجزر، أسابق الدنيا أحيانًا وتسابقني أحايين. وأخسر دائمًا في النهاية. وحدي أفقدك. وحدي أفتقدك. بقدر ما أحمل لك. وما سوف أحمل لك.





وأيًا كانت الحقيقة، فإنّها حتمًا بائسة




النصوص المقتبسة لأنسي الحاجّ


18 May, 2009

ذاكرة للنسيان

من المنام يخرج منام آخر: هل أنت في خير، أَعني هل أنت حيّ؟
كيف عرفت أنني كنتُ أضع الآن رأسي على ركبتيك وأنام ؟
- لأنك أيقظتني حينَ تحركتَ في بطني. أدركت أني تابوتك،
هل أنت حيَ ؟ هل تسمعني جيداً ؟
- هل يحدث ذلك كثيراً : أن يوقظني من المنام منام آخر
هو تفسير المنام ؟
- هاهو يحدث لي ولك .. هل أنت حيّ ؟
- تقريباً
- وهل أصابتك الشياطين بسوء ؟
- لا أعرف , ولكن في الوقت متسعاً للموت
-لا تمُت تماماً
- سأحاول
-لا تمت أبداً
-سأحاول
-قل لي : متى حدث ذلك ؟
أعني متى التقينا , متى افترقنا؟
- منذ ثلاثة عشر عاماً
- هل التقينا كثيراً ؟
- مرتين : مرة تحت المطر , ومرةً تحت المطر وفي المرة الثالثة لم نلتق .
سافرتُ . ونسيتكِ . وقبل قليل تذكرت , تذكرت أني نسيتكِ
كنتُ أحلم !
- وهذا ما يحدث لي .. كنتُ أحلم. ولقد حصلت على رقم هاتفك من صديقة سويدية
قابلتك في بيروت . أتمنى لك ليلة سعيدة , لاتنس أن تموت , ما زلت أريدك
وعندما حيا ثانية ,أُريدك أن تكلمني , ياللزمن ..
ثلاثة عشر عاماً . لا . لقد حدث ذلك الليلة
أتمنى ليلة سعيدة ...



الساعة الثالثة .. فجر محمول على النار . كابوس يأتي من البحر
ديوك معدنية .. دخان .. حديد يعدّ وليمة الحديد السيدّ !
وفجر يندلع في الحواس كلها قبل أن يظهر وهدير
يطردني من السرير ويرميني في هذا الممر الضيق
ولا أريد شيئاً , لا أتمنى شيئاً ولا أقدر على إدارة أعضائي
في هذا الاضطراب الشامل لاوقت للحيطة
ولا وقت للوقت , لو أعرف فقط لو أعرف كيف أُنظم
زحام هذا الموت المنصب لو أعرف كيف أُحررالصراخ
المحتقن في جسد لم يعد جسدي من فرط ما حاول أن ينجو في تتبع
فوضوي القذائف .. كفى .. كفى - همستُ لأعرف إن كان في وسعي
أن أفعل شيئاً يدلني عليّ .. !


ويشير إلى مكان الهاوية المفتوحة من جهات ست لا أستطيع أن استسلم
لهذا القدر ولا أستطيع أن أُقاومه
حديد يعوي فينبح له حديدٌ آخر ,
حُمى المعان هي نشيد هذا الفجر .


لو استراح هذا الجحيم خمس دقائق وليكن من بعيد ما هو بعد
خمس دقائق أكاد أقول : خمس دقائق فقط أعدّ خلالها عُدتي الوحيدة
ثم أتدبر موتي أو حياتي ,
خمس دقائق هل تكفي ؟ نعم .. تكفي لأتسرب من هذا الممر الضيق
المفتوح على غرفة النوم , المفتوح على غرفة المكتب ,
والمفتوح على حمام لا ماء فيه والمفتوح على المطبخ
الذي أتحفز لدخوله منذ ساعة ولا أستطيع .. لا أستطيع أبداً .



نمتُ قبل ساعتين .. وضعتُ قطعتي قُطنٍ في أُذنيّ ,
ونمت بعدما استمتعتُ إلى نشرة الأخبار الأخيرة ,
لم تقل إني ميت , معنى ذلك أنني حيّ ..
تفقدتُ أعضاء جسمي فوجدتها كاملة : عشر أصابع تحت
عشر أصابع فوق ..عينان .. أُذنان .. أنف طويل
اصبع في الوسط وأما القلب فانه لا يُرى ولا أجد ما يشير إليه
سوى قدرتي الخارقة على إحصاء أعضائي ومسدس
ملقى على أحد رفوف المكتبة .. مسدس أنيق , نظيف ,
لامع , وصغير الحجم بلا رصاص .. أهدوني مع المسدس علبة
رصاص لاأعرف أين خبأتها منذ عامين خوفاً من حماقة ,
خوفاً من فورة غضب طائشة , خوفاً من رصاصة طائشة
إذن أنا حيّ , وبتعبير أدق : أنـا موجـود ..



لا أحد يستمع إلى الرجاء المرفوع على الدخان : أُريد خمس دقائق , لأتمكن من وضع هذا الفجر أو حصتي منه، على قدميه ومن التأهب للدخول في هذا اليوم المولود من عويل , هل نحن في آب ؟ نعم نحن في آب وتحولت الحرب إلى حصار
أبحث في الراديو المتحول إلى يد ثالثة , عما يحدث الساعة فلا أجد شاهداً ولا خبراً
فالراديو نائم .

لم أعد أتساءل متى يتوقف عواء البحر الفولاذي أسكن على الطابق الثامن
في بناية تغري أي صياد بالاصابة , فما بالك بأسطول حربي يحّول البحر
إلى أحد مصادر جهنم ؟ واجهة البناية الشمالية كانت تُمتع سكانها بمشهد
ما لسقف البحر المتجعّد , لأنها واجهة من زجاج
والآن انقلبت إلى عراء المصرع , لماذا سكنتُ هنا ؟
ما هذا السؤال الأحمق !
فمنذ عشرسنين وأنا أسكن هنا ,
ولا اشكو من فضيحة الزجاج .


ولكن كيف أصل إلى المطبخ ؟
أريد رائحة القهوة ! لا أريد غير رائحة القهوة
ولا أُريد من الأيام كلها غير رائحة القهوة
رائحة القهوة لأتماسك .. لأقف على قدمي .. لأتحول من زاحف إلى كائن !
لأوقف حصتي من هذا الفجر على قدميها .. لنمضي معاً
أنا و .. هذا النهار، إلى الشارع بحثاً عن مكان آخر ..


كيف أذيع رائحة القهوة من خلاياي .. وقذائف البحر تنقض على واجهة المطبخ المطل
على البحر لتنشر رائحة البارود ومذاق العدم ؟
صرت أقيس المسافة الزمنية بين قذيفتين ثانية واحدة .. ثانية واحدة أقصر من المسافة
بين الزفير والشهيق , أقصر من المسافة بين دقتيّ قلب ..
ثانية واحدة لا تكفي لأن أقف أمام البوتوغاز الملاصق لواجهة الزجاج المطلة على البحر
ثانية واحدة لا تكفي لأن أفتح زجاجة الماء , ثانية واحدة لا تكفي لأن أصب الماء في الغلاية
ثانية واحدة لا تكفي لإشعال عود الثقاب .. ولكن ثانية واحدة تكفي لأن أحترق ...


أقفلتُ مفتاح الراديو لم أتساءل إن كان جدار الممر الضيق يقيني فعلاً مطر الصواريخ
ما يعنيني هو أن ثمة جداراً يحجب الهواء المنصهر إلى معدن يُصيب اللحم البشري
بشكل مباشر أو يتشظّى أو يخنق وفي وسع ستارة داكنة - في مثل هذه الحالات-
أن توفر غطاء الأمان الوهمي فالموت هو أن ترى الموت .


أريد رائحة القهوة , أريد خمس دقائق .. اريد هدنة لمدة خمس دقائق من أجل القهوة !
لم يعد لي من مطلب شخصي غير إعداد فنجان القهوة
بهذا الهوس حددّت مهمتي وهدفي توثبت حواسي كلها في نداء واحد واشرأبت عطشي
نحو غاية واحدة : القهوة .
والقهوة لمن أدمنها مثلي هي مفتاحُ النهار
والقهوة لمن يعرفها مثلي هي أن تصنعها بيديك , لا أن تأتيك على طبق
لأن حامل الطبق هو حامل الكلام.


والقهوة الأولى يفسدها الكلام الأول لأنها عذراء الصباح الصامت
الفجرُ أعني فجري نقيض الكلام ورائحة القهوة تتشرب الأصوات
ولو كانت تحية رقيقة مثل " صباح الخير " وتفسد ...



لذا , فإن القهوة هي هذا الصمت الصباحي الباكر المتأني
والوحيد الذي تقف فيه وحدك مع ماء تختاره بكسل وعزلة
في سلام مبتكر مع النفس والأشياء وتسكبه على مهل
وعلى مهل في إناء نحاسي صغير داكن وسري اللمعان أفر مائل إلى البني ,
ثم تضعه على نار خفيفة آه لو كانت نار الحطب ...


ابتعد قليلاً عن النار الخفيفة لتطل على شارع ينهض للبحث عن خبزه منذ تورط القرد بالنزول
عن الشجرة وبالسير على قدمين , شارع محمول على عربات الخضار والفواكه
وأصوات الباعة المتميزة بركاكة المدائح وتحويل السلعة إلى نعت للسعر ,
واستنشق هواء قادماً من برودة الليل ثم عُد إلى النار الخفيفة -
آه لو كانت نار الحطب - وراقب بمودة وتؤدة علاقة العنصرين :
النار التي تتلون بالأخضر والأزرق
والماء الذي يتجعد ويتنفس حبيبات صغيرة بيضاء تتحول إلى جلد ناعم ,
ثم تكبر .. تكبر على مهل لتنتفخ فقاعات تتسع وتتسع بوتيرة أسرع وتنكسر !
تنتفخ وتنكسر عطشى لالتهام ملعقتين من السكر الخشن الذي ما ان يداخلها
حتى تهدأ بعد فحيح شحيح لتعود بعد هنيهة إلى صراخ الدوائر المشرئبة
إلى مادة أخرى هي البُن الصارخ،
ديكاً من الرائحة والذكورة الشرقية ...


أبعد الإناء عن النار الخفيفة لتجري حوار اليد الطاهرة من رائحة التبغ
والحبر مع أولى إبداعاتها مع إبداع أول سيحدد لك منذ هذه الهنيهة,
مذاق نهارك وقوس حظك , سيحدد لك إن كان عليك أن تعمل أم تجتنب
العلاقة مع أحد طيلة هذا اليوم فإن ما سينتج عن هذه الحركة الأولى وعن
إيقاعها وعما يحركها من عالم النوم الناهض من اليوم السابق وعما
يكشف من غموض نفسك سيكون هوية يومك الجديد .

لأن القهوة , فنجان القهوة الأول هي مرآة اليد
واليد التي تصنع القهوة تشيع نوعية النفس التي تحركها وهكذا ...
فالقهوة هي القراءةُ العلنية لكتاب النفس المفتوح .. والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار


ما زال الفجر الرصاصي يتقدم من جهة البحر على اصوات لم أعرفها من قبل ,
البحر برمته محشوّ في قذائف طائشة
البحر يبدل طبيعته البحرية ويتمعدن
أللموت كل هذه الأسماء ؟ قلنا : سنخرج , فلماذا ينصب هذا المطر الأحمر -الأسود - الرمادي
على من سيخرج وعلى من سيقى من بشر وشجر وحجر ؟
قلنا : سنخرج قالوا : من البحر ؟ قلنا : من البحر ,
فلماذا يسلحون الموج والزبد بهذه المدافع ؟
ألكي نعالج الخطى نحو البحر ؟
عليهم أن يفكوا الحصار عن البحر أولاً .. عليهم أن يخلوا الطريق الأخير
لخيط دمنـا الأخير , وما دام الأمر كذلك
وهو كذلك ... فلن نخرج ... إذن، سأُعدّ القهــوة ..



الشاعر الراحل
محمود درويش
من كتاب ذاكرة للنسيان
عن منتدى الساخر


15 May, 2009

أشياء


أكتب لكم عن المحبة أنها التقبّل و المحاولة و ليستِ الهروب و الإنكار.. فتذكروا أنكم إن أعطيتموها قلبكم إيماناً و تسليماً تأتيكم و تحيا فيكم إلى أن تنطفئ شموع حياتكم...

أكتب لكم عن الصداقة أنها التضحية والواجب.. إنها العائلة التى ننتمى إليها بناء على رغباتنا واختيارنا.. إنها الرابط الذى لا ينفك حتى الموت.. لا تذوب.. إنها الصمود فى وجه كل شئ و مواجهة كل شئ مشاركة... ليست مجاراة الصديق في خطئه، بل محاربته إن لزم الأمر ليعود معك للصواب.. إنها التضحية لأننا في عهد الصداقة ننتمى لعائلة أكبر تضمننا سويًا

أكتب لكم عن الأسرة أنها دافئة، و إن لم تكن كذلك فهى كاذبة ملفقة..

و أن العدل لا درجات له ...

و أن الحق لا لبس فيه...

و أن كل من لم يعمل بذلك يلفق أسبابًا و درجات كاذبة.

تمت


وأنا أقول لكم كم صدَقَتْ

فــلــســفــة ريــاضــيــة

نظرية الإحصاء

Theory of Statistics

اختبار صحّة الفرضيات

Test Of Hypothesis

يتعلق موضوع اختبار الفرضيات بشكل رئيسي عندما نريد اختبار شيء ما نريد تغييره، آلة أو مجموعة من الآلات ما في مصنع ما نعتقد بأنّها السبب في ضرر ما في المنتج، فنجري اختبارًا إحصائيًا يُسمّى "اختبار الفرضيات".. والتي نضع فيه الوضع القديم "الحل القديم" في وضع مقارنة مع الوضع الجديد "الحل الجديد"، وبناء على النتيجة في النهاية، يمكننا أن نقرر إذا كنّا سنقوم بالتغيير أم لا. تكون الإجابة بالنفي أو الإثبات عادةً... النفي معناه رفض الحل القديمThe Null hypothesis وقبول الحلّ الجديد، والعكس بالعكس.


لو قلنا نعم، فإننا نقوم بقبول الفرضية المعطاة وأخذها كحلّ

Accept Null Hypothesis

وهو الافتراض الأصلي لنا، أي أن الوضع لن يتغير، وبالنسبة للمثال أعلاه، فإن المشكلة ليست في الآلة أو الآلات التي تمّ عليها الاختبار، فربّما هو خطأ من العاملين، أو من المواد الأولية التي تعطى للآلات!

وعلى العكس، لو كانت الإجابة بلا، فإننا نرفض الفرضية المعطاة..

Reject Null Hypothesis

بغض النظر وجدنا الحل الصحيح أم لم نفعل، فنحن نقول أن هذه الآلات هي سبب المشكلة. تعاملوا إذن مع الموقف.

مثال آخر على ذلك .
لدينا عدد معيّن من أعراض مرض ما، لنقل 3 أعراض معيّنة أ، ب وجـ.. الفرضية التي نريد نفيها أو إثباتها أننا إن وجدنا أ، ب وَجـ من الأعراض في شخص ما فإنه يعاني من المرض..


نقوم بعملية حسابية..تختلف درجة تعقيدها من مسألة لأخرى...نقبل في نهايتها هذا الفرض أو نرفضه..


مثال آخر..
لدينا العديد من أنواع الأعطال التي تصيب الغوّاصات، مقابل عدد كبير من ‘ الماركات’ إن صحّ التعبير للغواصّات، فرضنا أن نوع العطل يعتمد على ‘ ماركة’ الغواصة، ونريد نتيجة تخبرنا بصحة هذا الفرض.


وواحد أخير..
لو فرضنا أن توزيع البيانات
Observationsالتي لدينا تتبع التوزيع الطبيعي Normal Distribution سنقوم بحسابات معيّنة على هذه البيانات نعرفُ منها في النهاية إن كانت البيانات فعلا تتبع التوزيع الطبيعي أم لا.. لو كانت الإجابة بالنفي لن نعرف التوزيع الذي تتبعه إلا بحسابات أخرى..


وعلى وجه العموم .. يوجد نوعان من الخطأ يمكن أن يحدث أثناء حل هذا النوع من المسائل، واحد منها ليس شديد الخطورة، بل وربما نعتبر وجوده صديقًا لنا !


النوع الآخر أكثر بشاعة.. ويعتبر كارثة إحصائية..
يوضح الرسم البياني مساحة الخطئين بالنسبة لحجم بيانات موزّعة توزيعًا طبيعيًا..



متى يحدث النوع الأول من الخطأ؟ -
Type I error-

يحدث عندما تكون الفرضيَة صحيحة ومع ذلك أرفضها – لسبب من الأسباب- ربما يكون خطأ حسابيًا أو غيره..

النوع الثاني – والأبشع – ؟ - Type II error-

يحدث عندما تكون الفرضيّة خاطئة ومع ذلك أقبلها.. لأي سبب من الأسباب.

حسنًا..ما علاقة هذا كله بالفلسفة ؟
ربما لأنني أمسيتُ من عشّاق الرياضة، بما فيها فرع الإحصاء طبعًا فإنني أقوم بإسقاط ما أدرس -أقرأ- في الرياضة أحيانًا على حياتي الواقعية..


وجدتُ أن موضوع الأخطاء فعلا ينطبق على قراراتنا التي نتخذها / لانتخذها في حياتنا.. مابين قرار سليم لم نأخذه، وقرار غير سليم اتخذناه..


القرار السليم الذي نتركه تضيع منا بسببه فرصة رائعة..لكننا نعيش بعد ذلك لنلاقي العديد من الفرص، وقد – في مرة من المرّات- نتخذ القرار السليم حينها..


القرار الغير السليم الذي نتخّذه .. نكون حينها وكأننا قررنا تعاستنا بأيدينا.. كما الكلمات.. كلمة جميلة لم تقلها.. أنت تندم.. كانت ستدخل السرور على أحدهم، أو كان يحتاجها بينما بخلت بها، تبحث عن أقرب فرصة للتعويض، وتتنفس الصعداء.

بينما الكلمة الجارحة التي قلتَها؟ مهما ندمتَ.. مهما اعتذرتَ.. هل تستطيع أن تلغي تأثيرها؟ وإن حدث.. ألن تلعن تسرّعك ألف مرة عندما تتذكر الموقف؟

هل نتوقف عن اتخاذ القرارات إذن؟

كيف نعرف أن هذا القرار صحيح أم لا؟

ربما يكون هذا في طيّات رياضيات قادمة !

وإلى فلسفةٍ أخرى.

13 May, 2009

لا تأخذني على محمل الجـدّ




لا تأخذني دائمًا على محمل الجـدّ،

مهما كـبـرنا،

يظلّ ذلك الطفل مخبأ فينا،

وكم يجعلنا نبدو سخيفين إنْ ظَهَرَ في وقتٍ

هو للكبار فقط.

عندما تراني أخرى،

غير تلك التي تعرف،

عندما أقول أشياءَ لا ينبغي أن تُقال،

لا تأخذني على محمَل الجدّ،

إذا صرختُ بوجهك،

واحتدّ منطقي،

وقطّبتُ جبيني،

فاعلم أنّني مُشْبَعَةٌ بالفزع،

وأنّنِي أفتقدك بقدر خوفي،

وأنّ ما أحتاجه

دفء جوارك الآمن.

عندما أتشبثّ بذراعيك بعبث طفوليّ،

وأخالفك كلّ كلمة تقولها،

وأطلب منك كلّ الأشياء التي لا أريدها،

فإنّ المرأة داخلي ترتجف بَـرْدًا،

وتريدك أنت.

أنْ تفهمها،

وأنْ تأخذها، جدًا، على محمل الحبّ


07 May, 2009

! وسيفشلون

التفّ حولها الأطباء والممرضون كي ينقذوها من مرضها الخطير، والذي بات خطرًا على حياتها، كما يقول الأطباء. هناك شيء ما في دمها. لذلك سوف يجرون عمليّة لتغيير دمها بالكامل، بعد أن تأكدوا أنّ ذلك الشيء يسري في كلّ خليّة فيه. أفسحوا لها غرفة خاصّة في المشفى الكبير، وأهابوا بكبار أطباء المشفى أن يستعدوا لإجراء العملية دون خسائر. واجتمع من تبقى من أهلها يصّلون لأجل أن يشفي الله ابنتهم من مصابها. لم تصلح كل محاولاتهم السابقة لتنقية دمائها. ولم تصلح محاولاتها للحياة. مرّة بعد مرّة تفقد قواها وإذا بها محمولة إلى المنزل. والسبب، في كلّ مرة، نوبة إغماء حار في سببها الأطبّاء كثيرًا. حتى وصلوا بالصدفة إلى طبيب كبير جدًا في السنّ. أحد الناجين من الحرب الأخيرة، والتي تم فيها تصفية معظم البشر، وتحويل من تبقى منهم إلى آلات. عرف تشخيص مرضها بسهولة، قال لأقربائها: ابنتكم عاشقة. وتعجبوا. ماذا تعني يا طبيب؟

قال بتأثّر شديد وانفعال: بعد الحرب لم يعد أحد يصاب بهذه الأشياء. يا إلهي كلّ هذه الأشياء اختفت. نظر إلى العيون الحائرة أمامه، قال: سأشرح لكم. أصبح النّاس يتزوجون كي ينجبوا. وينجبوا كي يثبتوا فحولتهم وأنوثتهن على حدّ سواء. آه لن تفهموا. هل كانت ضمن تنظيم ما جعلها لا تصاب بما أصاب البقيّة؟

أخبرهم أنّ الحبّ كان لابدّ أن يجمع القلوب والألفةُ الأرواحَ قبل أن تجتمع الأجساد. وأنّ المحبّين لا يكتفون بالحديث الآلي. ولا يروي ظمأهم سوى لقاء العيون واحتواء الأكُفّ وتطابق الضلوع. وكانوا يبحثون تحقيق الرغبة في الاختفاء داخل أحضان الحبيب للأبد. وأنّهم، كانوا يرفضون أن يفصل الأطباء الأجهزة الطبية عن المريض مهما كان لأنّ مجرّد بقاءه حيًا يمنحهم شعورًا آخر كان يُطلق عليه الأمل. وهو تطلعهم إلى شفائه ورجوعه إليهم. ليس كما الآن. إن تعطلت أجهزة أحدهم قاموا فورًا بفصله من الحياة إجبارًا. ليجلبوا غيره بمواصفات أفضل.

وسألها عن عشيقها فقالت بوهن أنّه قُتِل في الحرب بين ذراعيها ومات على صدرها. وحَكَتْ لهم عنه كثيرًا. وكيف أنّها لا تقوى على البقاء على قيد الحياة دون وجوده على قيد الحضور القريب. وغفت. بينما كانوا يتطلّعون إلى دموعها بذهول. لم تفعلها أمامهم من قبل. لم تبكِ أمامهم من قبل. مدّ أحد أقربائها يده يمسح بعض دمعها بتعجّب، ويتأمله طويلا، وبتلقائية تذوقه. وجده مالحًا. سأل الطبيب بقلق آلي. فطمأنه ألا يخاف. ألقى نظرة على الفتاة البائسة التي غفت باكية. أخبرهم أنّ الحزن كان أحد المشاعر النبيلة التي كانت موجودة قبل الحرب. وكان من الطبيعي أن يحزن الشخص عندما يفقد الأشخاص الذين يحتلّون مكانة خاصّة لديه. وأن يبكي عندما يتذكرهم. ويفتقدهم.

تطلّعوا إلى الطبيب وعلى وجوههم تبدو محاولات فاشلة لفهم ما يقول، وكأنّه يحكي قصصًا خياليّة. جاءت إحدى الممرضات فجأة بعين لامعة بالدمع. همست للطبيب العجوز ببضع كلمات. فاستأذن على عجل. مرّر يده على جبين الفتاة الراقدة على السرير الأبيض. همس في أذنها بخفوت شديد لم يسمعه أحد: لو أنّ الأمر بيدي لحميتك. لكنني مُطارَد يا ابنتي. لا تدعيهم يُبدّلوا دَمَكِ. لا تسمحي لهم بذلك. اعشقيه حتى النخاع. أو ارحلي إليه.


تمت


06 May, 2009

البطاقة


هل فكرت فى إغلاق مدونتك؟ والسبب؟
لأ. أتعجب ممن يكتبون موضوعًا عن إغلاقهم للمدونات الخاصة بهم، وكأنهم سيغلقون قناة السي إن إن مثلا !
أنا فقط أكتب حين يتاح الوقت، أو حين يوجد ما يقال.


أسوأ مدونة ؟
كل مدوّنة متخصصة لمهاجمة شيء ما. أكره جدًا هذه الأماكن العنصرية التي يكرّس أصحابها طاقاتهم في ممارسة التخلّف الجاهلي.



بتعمل ايه فى وقت فراغك؟
أكتب. أقرأ. أو أتفرج على فيلم، أو أتسكّع مع الأصدقاء بلا هدف.




أكثر 6 حاجات بتكرههم؟
سوى النفاق والجُبن والبُخل واللامسؤولية والندالة والوقاحة؟

أنا، أحيانًا !



أكثر 6 حاجات بتحبهم؟
بعد حبيبي وأصدقائي والاسكندرية والبحر والساليزون والمشروبات الباردة في الصيف وكاكاو الكليّة في الشتاء ؟

الحريّة والحب والصدق




أجمل كلمة قيلت فى وصف مدونتك؟
المدوّن سووو عندما قال أنه بقي عدة ساعات يقرأ في مدونتي وأنهى فيها عدة أكواب من النسكافيه. ليس لأني أحب النسكافيه فقط ! لكن كون كتاباتي متعلقة به شيء جميل!




الشغل بالنسبه لك؟
لا أجد أروع من قول تولستوي
The happiness of men consists in life. And life is in labor.


الانترنت بالنسبه لك؟
حياتي، وتواصلي مع من أحبّ. ومصدر لمعرفة الجديد. وشغلي فيما بعد إذا أراد الله
لكنّه لا يغني عن الحياة الحقيقية.أبدًا


* الساليزون: المعجنات المالحة على اختلافها، الكلمة أصلها فرنسي معناها مملّح، على ما أذكر


05 May, 2009

شــعــر




الشِّعرُ فينا كآياتٍ نُرتِّلُها
من مُحكَمِ النبضِ في أسمى فضاءاتي

الشِّعرُ يمنحُني حضناً ألوذُ بهِ
إن تاهتْ الدَّربُ أو غَمَّتْ مساءاتي

هذا هو الشِّعرُ في روحي ليُشعلَها
وجداً لحُـبِّي لكي تزهو سماواتي

هذا هو الشِّعرُ عند الحُزنِ اشربُهُ
خمراً حلالاً لكي تحلو عذاباتي

هذا هو الشِّعرُ، هذا الحُبُّ، ذا دمُنا
حُبلى عروقُ شعوري في كريَّاتي

يا أنتِ ، يا أنتِ.ـ إنَّ الصَّمتَ جلبَبَها
والحُبُّ جلبَبَني ـ هيَّا اسكُني ذاتي



عقيل اللواتي


02 May, 2009

اكرهيني




يا حبيبتي الوحيدة. اكرهيني كرهًا ينسيكِ غيري. كرهًا يجعلني فلكك الذي تدورين فيه، وحوله، وله. ويجعلك كوكبي المضيء الذي لا أحيا دونَ دفئه. اكرهيني فإنّ النساء إذا فاض عشقهن حدّ الـموت كَرِهن.. فاكرهيني إلى الحدّ الذي يبكيكِ عندما تذكرينني، أو ترين اسمي في الطريق. شوقًا إليّ.


أو إلى الحد الذي يجعلكِ تأتينَ إليّ زائرةً بعد منتصف الأرق، تزيحينني من طريقك وتدخلين دون إذن، وكأنّك تعلمين أنني لا أستقبل غيرك. وأنّ منزلي وقلبي مرهونان لكِ طيلة حياتي. تأتين طالبةً الغفو بين ذراعيّ، تغرقين في النوم فورًا، وتموئين منزعجة إن تركتُكِ لحظة. وفي الصباح، تحدثينني بثقة وطلاقة، تحكين لي الحكايات، بعضها عنكِ وبعضها عن أشياء أخرى. وأتطلّع إليكِ مأخوذًا. كيف تكونين ناسيةً ما كنتِه في المساء؟ أم أنّك تتصنّعين القوة؟ ألا تعرفين جيّدًا، كما أعلم تمامًا، أنّكِ ستكررين ذلك الليلة؟


أو، إلى الحدّ الذي يجعلك تطلبينني في الهاتف لتسمعي صوتي، فإذا سمعتِه قلتِ لي: أنا أكرهك. وأسألك ببراءة: هل تبكين؟ فتغلقين دون كلمة زائدة. حين تفعلين ذلك، أزداد يقينًا أنّ سكّين الشوق الباردة تذبحكِ على مهل. وأنّ الحنين يعتصرك إليّ. وأنّ جُملتِكِ ستصبح: كم أحبّك، بينما تغمرين وجهي بالقُبَل.


اكرهيني لأعرفُ يقينًا أنّكِ تذوبين بي عشقًا لم يسبق لكِ قبلي ولن. فالمرأة قد تحبّ كثيرًا، لكنّها تكره مرّة واحدة.

اكرهيني لأثبتَ لكِ أنّك محقّة بكراهيتك، فنحن لا نحب النساء اللاتي يحببننا قدر ما نحبّ اللاتي يكرهننا ! اكرهيني يا عزيزتي كي أنتزع أقصى حبّك من أعماق قلبك كما أنزع شرشفكِ الورديّ، ذلك الذي أحبّه كثيرًا. وأسْكِنَكِ داخلي للأبد.



إمضاء: عاشق


01 May, 2009

أن أكون في كلِّ التراويح.. روحَك


ما طلبتُ من اللّهِ
في ليلةِ القدر
سوى أن تكون قَدَري وستري
سقفي وجُدران عُمري
وحلالي ساعةَ الحشرِ

**

يا وسيمَ التُّقَى
أَتَّقي بالصلاةِ حُسنكْ
وبالدعاءِ ألتمسُ قُربكْ
أُلامسُ بالسجودِ سجاداً
عليه ركعتَ طويلاً
عساني أُوافق وجهك

**

مباركةٌ قدماك
بكَ تتباهَى المساجد
وبقامتك تستوي الصفوف
هناك في غربة الإيمان
حيثُ على حذر
يُرفع الأذان

**

ما أسعدني بك
مُتربِّعاً على عرش البهاء
مُترفِّعاً.. مُتمنعاً عصيَّ الانحناء
مُقبلاً على الحبّ كناسك
كأنّ مهري صلاتُك

**

يا لكثرتكْ
كازدحام المؤمن بالذكرِ
في شهر الصيام
مزدحمٌ قلبي بكْ

**

كيف لــي
أن أكون في كلّ التراويح روحَكْ
كي في قيامك وسجودك
تدعُو ألاَّ أكون لغيرك.



أحـلام مستغانمي