26 February, 2011

Perfect Couples

مسلسل جديد أتابعه هذه الأيّام، يتحدث عن العلاقات بين الأزواج. صدر من المسلسل سبع حلقات في موسمه الأوّل..
من اسمه يمكنك معرفة ما يتحدث عنه المسلسل، الأبطال ثلاثة من الأزواج، تركّز القصة على ردّ فعل كلّ منهم بخصوص موقف/حدث معيّن، الفكرة العظمى التي يريدون إيصالها أنَّ التوافق بين الشخصين هو الذي يجعلهما "مثاليين" لبعضهما، أنّ كلّ قمة في طرف عليها أن توافق قاعًا في الطرف الآخر كي يتم تتلاحم الموجات بشكل مثالي. 
فبينما نرى "ديف" و"جوليا" ثنائيًا تبدو فيه المرأة بشخصية قويّة مستقلة عن زوجها تمامًا وإن كانت تحترمه وتحبّه، نجد أنّ الحبّ بينهما بطعم خال تمامًا من الفكرة القديمة عن رجل الكهف والمرأة المحتاجة لظلّ الرجل.. يكون "ريكس" و"لي" على العكس، فالمرأة تحبّ لعب دور الأنثى التي تترك لزوجها المهام البسيطة/الصعبة، الأمور التي تستطيع أن تقوم بها المرأة بنفسها لكنّها طبقًا لقوانين "عصر الكهف" -إن صحّ التعبير- لا تفعلها، بل تتركها له ويحبّ هو ذلك جدًا.. وأما الثنائي الأخير"فينس"وإيمي" فإنّ علاقتهما خاصّة لم تتعدّ مرحلة المراهقة بشكل ما، يخافان بنفس القدر! ولا يوجد بينهما "رجل كهف" !

من ناحية أخرى، "ريكس" و"لي" يمثّلان الزوج الأكثر تفاهمًا والأكثر انفتاحًا كلّ منهما على عالم الآخر، ففي أحد المواقف نجد "لي" تضبط زوجها ينظر إلى نهد امرأة، فتقول له:"إنّه مجرد نهد، انظر إليه ولا تجعله يؤثر عليك" .. ويفعل الزوج ذلك.. !

"فينس" و"إيمي" الزوجان المجنونان، بمناسبة وبدون مناسبة يقومان بإنهاء علاقتهما، ومن ثمّ الرجوع مرة أخرى، ثم ينهيانها وهكذا.. لا يمكن القول أنّه الحبّ العنيف لأنهما متوافقان غالبًا.. وما أن تحدث مشكلة حتى تتصاعد حدّة النبرات بينهما ويتفارقان ساعات ثمّ يعود أحدهما للآخر رافعًا رايات الاستسلام.
تبقى لنا "ديف" و"جوليا" الذين يمكن القول أنّهم زوج "عادي" جدًا.. يميلان للتعقّل في حواراتهما، ويأخذان الحياة بواقعية تليق بهما.
المسلسل مسلّ فعلا ..

24 February, 2011

يا خادم الحرمين .. أوامركم ليست طموحاتنا

انطلاقًا من كوننا جميعًا إخوة في الوطن العربي الكبير.. ولأنَّ مدونة الصديق "فهد الحازمي" "سم ون" تعرضت لهجوم إثر نشره للموضوع الأخير "يا خادم الحرمين .. أوامركم ليست طموحاتنا".. أنشر مقاله هنا..

أمس الأربعاء سعد الجميع بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بالعافية والسلامة من رحلة علاجية طويلة.. وقد صادف تاريخ عودته مع قيام الثورات العربية الشعبية بما أعاد فتح الملف الإصلاحي داخل وطننا.. فالجميع توقع أن يعود أبو متعب بحزمة (مفاجآت) إصلاحية ينير بها مستقبل الوطن لأن الجميع يؤمن أن الملك عبد الله هو الأقدر على طرح هذه الإصلاحات خصوصاً في وقت حساس كهذا..
كانت طبيعة النقاشات في تويتر (#SaudiMataleb) تتركز حول توقعاتنا عما سيصدر من قرارات بعد عودة الملك ، وكنت ضمن من توقعوا انفراجاً في باب الإصلاحات الداخلية في البلد ، كما وصلت لدرجة من الحسم إلى أن القرارات ستكون جذرية هذه المرة ولن تعالج المظاهر بشكل سطحي. توقعت هذا لأسباب كثيرة منها أن هذه اللحظة هي لحظة تاريخية ونادرة في تاريخ الشعوب العربية وهناك رغبة شديدة لاستلهامها وانتقالها من بلد لبلد أو تحولها لفزاعة تسرع من الإصلاحات الجذرية فيمكن من خلال هذه الإصلاحات المرتقبة تجنب هذه العاصفة وتحقيق المطالب، والسبب الثاني هو اتجاه البلد إلى نقطة تتفاقم فيها الملفات الشائكة يوماً بعد يوم ولاندري كيف ستكون نهايتها، فعلى سبيل المثال نشر البنك السعودي الفرنسي قبل أيام تقريراً يؤكد فيه مأزق العمالة في السعودية، وكانت النسب والأرقام مخيفة بحق، حيث كل المؤشرات تدل دلالة واضحة على اتجاه الأزمة للتفاقم والتصعيد.. دعك من العودة المرتقبة لعشرات الآلاف من الطلاب المبتعثين بشهادات محترمة وما ستسببه من  مزيد ترهل في سوق العمل، وبالتالي مزيد من البطالة، إضافة إلى ملف أزمة العقارات والإسكان وغيرها من المشاكل والمعاناة التي تمس كل بيت سعودي. والسبب الثالث هو أن أي إصلاحات سياسية في هذا الوقت سيكون لها قاعدة شعبية واسعة مؤيدة خصوصا من الشباب -تأثراً بالثورات المجاورة- وسيكون هذا محفزاً قوياً وحجة حاسمة لبعض الأجنحة الإصلاحية داخل مؤسسة صناعة القرار. والسبب الرابع هو الضغوط الدولية والتي بلا شك تحث على الإسراع في عملية الإصلاحات الداخلية تجنباً للاحتقان المستقبلي. والسبب الخامس هو المستقبل السياسي الغامض داخل مؤسسة الحكم، الأمر الذي لا يخفى على مواطن والذي يجعل من مطالب الإصلاح أكثر حتمية… إلى غيرها من الأسباب الكثيرة..
ولكن سرعان ما تلاشت كل تلك الآمال لكي أُصاب بالإحباط الشديد جراء ما شاهدته من قرارات، حيث أنها -وعلى الرغم من كونها لم تحتو على قرار إصلاحي واحد – لم تعالج ملفي البطالة والإسكان بتلك الفعالية التي تقتلع المشكلة، ومن الواضح أن الأزمة ستتفاقم في الأيام القادمة.
ولكن.. الجديد في هذه المرة، هو حجم رفض الشباب لهذه (المكرمات) وإجماعهم على بعدها عن طموحاتهم، وصادف هذا الرفض خروج خطابين حصلت على شعبية واسعة في الشبكات الاجتماعية ، الخطاب الأول هو (نحو دولة الحقوق والمؤسسات) والذي وقعت عليه مجموعة كبيرة من الشخصيات الوجيهة والشابة في المجتمع، وأما الخطاب الثاني فكان خطاب شباب ٢٣ فبراير – كما يحلو لهم ان يسموه – وقد كان متواضعاً (جداً) مقارنة بالخطاب الأول.
لايمكن تفسير شعبية الخطابين بين الشباب وتأييدها، إلا بأنها فعلاً مست الآمال المنتظرة وجسدتها، وهذا الشيء هو ما يغيب على مؤسسة صناعة القرار. حيث ما زال صناع القرار في بلادي يعتقدون أن هذه المطالب هي مطالب نخبوية فقط، وأن الشعب إما انه لايؤمن بها، أو أنه أجبن من الإعلان عن إيمانه بها، أو أنه “ما عندك أحد” من الأساس و “كلن يطرد ورا لقمة عيشه” ولا همه إصلاح ولا رأي.. او أي اعتقاد آخر.
هناك فجوة حقيقية بين من يصنعون القرارات وبين الشباب السعودي، سواء كانت فجوة عُمرية أو فجوة في الفهم. فالفجوة العمرية تبدو واسعة جداً بمقارنة بتلك التي كانت في أول مجلس وزراء سعودي حيث كان مجلس شبابي بمعنى الكلمة، والفجوة في الفهم تبدو واضحة جداً من خلال لغة القرارات الملكية التي اعتادت على النمط القديم وهو ضخ المليارات تلو المليارات ليكون الشعب سعيداً ويعيش رغيداً بدون أن يطالب بحقوقه المشروعة.
أعتقد أن المهمة المشروعة حاليا هي توضيح عمق هذه الفجوة أولا، ثم ردمها…  حتى نبين لهم أننا فعلاً شباب مختلف تماماً عما يتصورون، يتحدث لغة مختلفة تماماً عما يعتقدون، لايريد المكرمات، ولايريد الهبات، بل يريد الإصلاحات الداخلية، ويريد المشاركة الفعلية، ويريد المساهمة في البناء.
كلنا يعرف أن القرارات التي سمعناها بالأمس -خصوصاً المتعلقة بالبطالة والإسكان- ستفقد فاعليتها لسبب واحد، هو أن المنظومة نفسها سوف تعيد إنتاج الفساد وأللا فاعلية، وسوف تبدد هذه الثروات يميناً وشمالاً بغض النظر عن مدى (نزاهة) القائمين عليها. فلا يمكن إذن أن نبدأ بإصلاح حقيقي وجذري إلا بإصلاح المنظومة نفسها وإعادة ترتيبها بما جرت عليه أمم الأرض التي سبقتنا في ذلك، ولسنا بدعاً منهم.
ولذلك.. يجب وابتداءً من اليوم، أن نصطحب هذه المطالب معنا، ونعلنها في كل مكان حتى تكون شعاراً لنا، ونرفع بها أصواتنا حتى يسمعنا من حولنا :
1. أن يكون مجلس الشورى منتخباً بكامل أعضائه، و أن تكون له الصلاحية الكاملة في سنّ الأنظمة و الرقابة على الجهات التنفيذية بما في ذلك الرقابة على المال العام، و له حق مساءلة رئيس الوزراء و وزرائه.
2. فصل رئاسة الوزراء عن الملك على أن يحظى رئيس مجلس الوزراء و وزارته بتزكية الملك وبثقة مجلس الشورى.
3. العمل على إصلاح القضاء وتطويره ومنحه الاستقلالية التامة، وزيادة عدد القضاة بما يتناسب مع ارتفاع عدد السكان وما يترتب على ذلك من كثرة القضايا.
4. محاربةُ الفساد المالي و الإداري بكل صرامة و منع استغلال النفوذ أياً كان مصدره و مقاومة الإثراء غير المشروع و تفعيلُ هيئة مكافحة الفساد لتقوم بواجبها في الكشف عن الفساد و مساءلةُ من يقع منه ذلك و إحالته إلى القضاء.
5. الإسراع بحلّ مشكلات الشباب و وضع الحلول الجذرية للقضاء على البطالة و توفير المساكن لتتحقق لهم بذلك الحياة الكريمة.
6. تشجيع إنشاء مؤسسات المجتمع المدني و النقابات و إزالة كافة العوائق التنظيمية التي تحول دون قيامها.
7. إطلاق حرية التعبير المسؤولة وفتح باب المشاركة العامة وإبداء الرأي، وتعديل أنظمة المطبوعات ولوائح النشر.
8. المبادرة إلى الإفراج عن مساجين الرأي و عن كل من انتهت محكوميته أو لم يصدر بحقه حكم قضائي دون تأخير. و تفعيل ” الأنظمة العدلية” بما فيها ” نظام الإجراءات الجزائية” و التزام الأجهزة الأمنية و “المباحث العامة” بتلك الأنظمة في الايقاف و التحقيق و السجن و المحاكمة و تمكين السجناء من اختيار محامين للدفاع عنهم و تيسير الاتصال بهم و محاكمتهم محاكمة علنية حسب ما نصت عليه تلك الأنظمة.
..
مع توفر هذه المطالب، سوف نضمن أن قرارات كالتي أصدرت اليوم ستكون نقلة نوعية في الحياة المعيشية لكل مواطن، وسنضمن تماماً أن تصل كل هللة، إلى المستحقين من غير يد طائشة تلعب بها ذات اليمين وذات الشمال -كما هو حاصل من قديم الزمن وسيحصل مع هذه القرارات-..
ومع توفر هذه المطالب كذلك سوف نضمن أن البيئة مناسبة للبدء الفوري في حل مشكلة البطالة التي تؤرق كل مسؤول.. وحل مشكلة الإسكان.. وجميع المشاكل التي أرقتنا لسنوات طويلة..
ومع توفر هذه المطالب كذلك سوف ندرك أننا لن نحتاج لإرسال البعثات إلى الخارج لأن تعليمنا سيكون قوياً ومحفزاً للإبداع وجامعاتنا ستكون قادرة على تخريج الكفاءات والقوى البشرية التي ستلج السوق العاملة بكل عزم واقتدار..
ومع توفر هذه المطالب كذلك سوف يشعر كل مواطن وأجنبي -مهما كان عادياً- بكرامته داخل بلده مادام أنه قادر على محاكمة كل من يهينه سواء كان مواطناً أو مسؤولاً وسيأخذ حقه منه حسب ما تقتضيه العدالة..
ومع توفر هذه المطالب كذلك ستضمن المرأة عيشة كريمة تحترم كيانها و وجودها وتضمن لها ممارسة حقوقها المقررة بدون تعسف ولا وصاية..
وأخيراً لعلكم تلاحظون أن المطالب أعلاه نفسها المطالب الواردة في خطاب (نحو دولة حقوق ومؤسسات) ، وفي الواقع فإن الأربعة نقاط الأولى تحمل مضامين ما يسمى بالملكية الدستورية -المصطلح الذي يجب أن نحفظه جيداً- … وأنا أثق ثقة تامة أن صانع القرار يدرك هذه المطالب ولكنه بعد لم يدرك شعبيتها بين الشباب … شباب الانترنت!

19 February, 2011

عن الجَمال


يغمرنا الجمال بحدود ما يستطيع. متدفّق لكنّه لا يتدفّق لظامئ واحد. ولو أراد أن يوهَب لمالك واحد لما استطاع. إنّه أسيرُ إشعاعه كما أنت أسير جدرانك. جوعك إليه أعظم من ولائه لك. انعطافه عليك يظلّ يتماوج بين نعمة وحسرة. الجمال الخالي من تناوب هذين الوجهين جمالٌ مشبوه. الحبّ الخالي من ألم الطمع بالمزيد، حبٌّ صغير.
الكاتدرائيّات والتماثيل الضخمة والقصور المنيفة ونجوم الفلك وصَخَب البحر وشسوع الغابات، جمالٌ يَسْحَق. يمكن أن يصبح مصدر إلهام، لكنّه نادراً ما يؤاخي ويصير صديقاً حميماً، ونادراً أكثر أن يغدو حبيباً. الجمال الحبيب يركّعك وهو يعتذر. يُخشّعك ويخشع معك. يبعث فيك الانسحار به ورغبة حمايته.
الجمال الحبيب يرعشك كعصفور في العاصفة، وهو نفسه عصفورٌ في العاصفة.
■ ■ ■
بين جمال يؤنّب ضميرك وآخر يُعفيك من ضميرك، أيّهما تختار؟
■ ■ ■
تتمنّى لو لم تصادف جمالاً يسكنك. لكنتَ حافظتَ على قسوة ظافرة. لما كان تسرّب إليك الضوء الذي يجوّع إلى مستحيله. لما كنت تَعلّقتَ بما يُدمِّر فيك ما كان فيك يُدمِّر. ملاكُ الإنقاذ لطالما استبطن غزاةَ احتلال.
■ ■ ■
يشرق الجمال من وراء حجاب. ظهوره يفاجئ كالهديّة، والمفاجأة الغامرة محبوبة دائماً. بعض الجمال يزداد رونقاً عندما يطلّ من مخبئه، كالقمر من الغيم، لكن الجمال السافر كذلك محجَّبٌ بنوع مختلف من النقاب هو نوره. كلّما نظرتَ إلى وجه جميل شعرتَ بأنّك الآن شرعتَ في رؤيته. تأمّلْ تَعجُّبَ الجميل لكلامك وأنت تتغنّى به. يخاف الجميل أن تملّه، أن يكون إعجابك كذباً أو انخداعاً، لأنّه لا يثق بسرّه. الجميل الحقّ معقّد بنقصه وباحثٌ بلا قرار عن الكمال. وهذا يَضاعف تأثيره. الجمال مَلِكٌ غير هانئ على عرشه، وهذا يضاعف تعلّقنا به.



أنسي الحاج

15 February, 2011

انـطـفاء



يقول إبراهيم الكوني:" الخيانة: هي ما لاتغفره المرأة للرجل؛ والإهانة: هي ما لا يغفره الرجل للرجل"*

وأقول: الخيانة تُطفئ الإنسان.
الخيانة هي ما لا تغفره المرأة للمرأة، والخيانة هي ما لا يغفره الرجل للمرأة.

تأثير الخيانة أشبه بإلقاء المرء في تجربة لا نهائية للعبة السفينة التي كنّا نلعبها في الملاهي ونحن صغار، شعوره يكون أشبه بما نشعر به في أثناء هبوط السفينة أو صعودها، قلوبنا تسقط في أمعائنا عندما تهبط، وأرواحنا يتم انتشالها أثناء الصعود، في الأحوال العادية تكون اللعبة ممتعة، شعور الغثيان مؤقت، ونعرف أنّ ذلك الشعور سيختفي بمجرّد استمرار اللعبة في الحركة ومن ثمّ توقّفها أخيرًا لنتحدث عن ذلك بحماس للرّفاق!

في الخيانة يصبح الشّعور أكثر غورًا، شعور الغثيان أكثر قُرْبًا ووضوحًا، دوّار الحقيقة أشدّ إيلامًا ومع الوقت يصبح أكثر التصاقًا، تظنّ أنّك في أسوأ الأحوال ستتقيّأ لتعود أجهزتك إلى عملها الطبيعي، تتمنى وقتها لو وجدت العامِل الذي تقول له أن يُوقِفَ اللعب، تصيح في طيفه الذي لا يسمعك: "يكفي، لا أريد اللعب، سئمتُ مزاحك السخيف" لتتأكد لك الحقيقة/الخيانة أكثر، وتعرف في عقلك البعيد، أنّ آخر زيارة لك لمدينة الملاهي كانت منذ عقود، تحاول التذكّر هل كانت مع إخوتك الصغار كانت أم مع أبناء أخيك الذي طلب منك برجاء أن تأخذ أطفاله لكي يستطيع الخروج مع زوجته في ذكرى زواجهما؟ تتوقف لحظات لتتذكر ملابسات الرحلة، تمضي الكثير من الوقت في محاولة تذكّر تفاصيل لا تعنيك في شيء لعلّك تخفف عن نفسك هول ما تحْمِل، ثمّ ترحل عنك الذاكرة لتجد أنّك كما أنت، عفوًا، لتجد أنّك كما أصبحت، لا تعود تعرف شكلك ولا شكله قبل الخيانة، كيف كانت علاقتكما؟ كيف كنتما سعداء؟ هل حقًا كانت هناك لحظات حلوة؟ وتستفزّك الذاكرة أكثر لكي ترمي بوجهك بعْضَ الجَمَال الذي يقضي قُبْحَ توقيته على البقيّة الباقية من عقلك.

لتسقط أخيرًا فريسة للأدوية المضادة للاكتئاب.



* كتاب "الناموس".
* * هذا لا يعني نفي وجود جُمْلة من الأشياء تسبب الانطفاء لكليهما أيضًا، لكنني أقوم بالاستطراد على جملة الكوني.

13 February, 2011

بنكهة القرفة


قال شيئًا أضحكني ثم همس:"ضحكتك كصوت سكر يذوب".. استرق عقلي بعض ثوان استغلّتها عيناي بتأمّل ربطة عنقه يحاول سماع صوت السكّر الذائب.. يضحك، هو يعرف لأنّه ذكيّ. هو يعرف ويستطيع قراءتي مغلقة الشفتين. حان دوري لأتأملّه ضاحكًا، يرتشف الماء. تختفي الضحكة. يبقى الوجه باسمًا جذّابًا يُمْلِي عليّ خبرًا يقينًا أنّني لا أريد لهذه السهرة أن تنتهي. لا أريد أنْ أفقِدَ هذه الضحكة أبدًا. وأعرف أنّني – بكامل وعيي- أخَبِّئُ عقلي في مكمنه، وأنّني ألفّ الآن قلبي حوله ربطةَ عنقٍ أنيقة.

طالما كنتُ امرأة تضع عقلها وراء قلبِها، تنغمس بقلبها في الحبّ ككعكة بنكهة القرفة بِفي عاشق.. تضع ملامحها بين يَدَيْ الحبيب، وتدسّ أضلعها في جيبه.

تقابله باللهفة وحدها، تخاطبه بالجنون فحسب، تُمهِلُ عقلها في حقيبة يدها وتُهْمِلْها، تسمحُ له متأففة بالخروج مساءً حين تختلي بها نفسُها كَرْهًا. تحاول فرض قيودها كحكومة استبدادية وتتوعده باعتقال إن هو فكّر في إثارة الشغب.

تتركه يئنّ ..

حتى تتكسر فسيفساءات الأضلع من فراغات طوقٍ مثقوب، وتلوّح اليدين الحبيبتين عن ملامحها بعيدًا.

تهرع حينها آسفة، تجرجر أذيال خيبتها، تقدّم كل العهود لمقاطعة كل أنواع الكعك خاصّة ذلك الذي يحمل نكهة القرفة.

تفجؤني بالسؤال: "لِمَ كلّ هذه الحقائب؟ لم أر في حياتي امرأة تملك كل هذا العدد من حقائب اليد!"
 
وأقول لك:"كم هي نفيسة رشوة العقل"
 
ولا أدع لك فرصةً لتجادلني، ستفهم بينما أرشف شفتيك أنّني امرأة مهووسة بحقائب اليد لا أكثر، وأتأكّد أنّنَا بخير، لأنّني لم أزل بَعْدُ أملك قدرتي لقطع حوارٍ لا أحبّ مناوراته معك.
تخبرني بعدها أنّك لا تستطيع تفهّم سرّ رغبة الأنثى في احتفاظها بأسرارها الأنثوية أحيانًا حتى عمّن تحب. وأُخبِرُك، بينما ندخلُ صالة الرّقص، أنّني لا أستطيع تفهّم سرّ رغبتك في الرَّقص في ليلةٍ لم أحضر فيها حقيبة يدي!

11 February, 2011

مـصـر التي في خاطري وفي دمي

مصر التي في خاطري وفي دمي، لم أعرفها قبل 25 يناير.. كنتُ أحلم - ككافة الشباب المصري - بالخروج من هذه البلد والعيش في بلاد الأحلام، كنا نقول "أي داهية برا مصر" .. وكأنّ الجذام الملتصق بهذه البلاد يكفي لرغبتنا في الفرار لأية مكان فقط لأجل أقلّ قدر من الصحّة.
الآن فقط لمستُ مِصْرَ في خاطري وفي دمي.
بلا كثر كلام.. 

مبروك لكل المصريين.. لكل العرب.. لكل الأحرار في العالم.


وعسى القادم أجمل.. بالاجتهاد والعمل والنية الصادقة.

وسقط الطاغية