24 September, 2010

التفسير الشارح لما يحدث من فضائح

- لأ طبعًا ما يصحش تتنشر بالشكل دا! فين (مُحْسِن)؟
ذهب الموظف لينادي (محسن)، مصمم الجرافيك الألمعي، الذي يقوم بعمل السّحر الحلال ببرنامجه العجيب القادم من كوكب آخر.
قال له: الريّس عايزك!
تأفّف (مُحْسِن)، قال له: ما تعرفش عايزني في إيه؟
- في خبر كدا والزعيم الكبير مش واخد وضعه فيها، عايزينك تعدّلها قبل ما تتنشر مع الخبر.
- صورة إيه دي؟
- لما كانوا في اجتماع برا مع الزعماء.
- ويعني ما ينفعش تتحط زي ما هي؟
- لأ خالص طبعًا !
- وما تعرفش تعملها أنت دي؟ أنا كنت ناوي أمشي بدري النهاردة.
- للأسف لأ، أنت عارف آخري أخلي الصورة الألوان أبيض وأسود!
- يا عمّ ايه القرف دا بقى، والخبر دا حيتنشر امتى؟
- مش عارف، يا ريس أنت مبدع ومش حتاخد منك خمس دقائق على بعض!
- شفت المحلّ اللي فتح جديد تحت؟
- حمادة؟
- آه؟
- بيشكروا فيه.
- جامد جدًا ! لازم تجربه!
- باين إنك عامل مزاج!
- جدًا جدًا. استنى بس حروح أشوف عايزين مني إيه وآجي أكمل لك.
ثم قام (محسن) متثاقلا بعد أنْ حَشَرَ بقية السندويتش في فمه، ومسح يديه في بنطاله ظاهرهما وباطنهما، دخل على المدير مبتسمًا ابتسامة لزجة: صباح الفلّ يا بيه.
- صباح الخير يا فنّان، محتاجينك في حاجة سريعة لازم تعملها النهاردة قبل ما تمشي عشان تتنشر في عدد بكرة الصبح.
- تحت أمر سعادتك.
- الصورة كدا ما ينفعش تتنشر، عايزينك تعدلها بقى وأنت فاهم بقى.
- مالها الصورة يا باشا؟ زي الفلّ !
ينظر المدير إليه نظرة مندهشة، يشير بيده، يقول: أنت مش واخد بالك ولا إيه؟
- آه معلش معلش، أنا كان في بالي حاجة تانية! لأ طبعًا ما يصحش تتنشر كدا فعلا!
- لمساتك بقى يا فنان!
- أوامرك يا باشا، ساعة زمن وتكون على مكتب حضرتك.
- هو دا (محسن).
- ربنا يخليك يا باشا.
- ما تتأخرش عليّ.
- حاضر يا باشا، قبل ما تمشي حضرتك النهاردة حتشوفها جاهزة، حضرتك ماشي امتى؟
- أنا حروح مشوار وآجي تاني.
- اتفقنا.
- مامتك عاملة إيه صحيح؟
- كويسة يا باشا، ربنا يخليك لينا.
- طيب. أنا مش حمشي إلا لما أشوفك بقى.
- أكيد.
ويخرج (محسن) ساخطًا.
عندما أعلنوا عن وجود وظيفة شاغرة لمصمم رسومات، أخبره زميله (شريف) بأن يقدّم أوراقه، وأنّه سيضمن أنه سيقبل فيها فورًا لأنهم بحاجة لواحد، وفعلا لم تسأله اللجنة سوى إن كان يستطيع التعامل مع الفوتوشوب.
وبعد الظهر، كانت الصورة جاهزة.
وذهب (محسن) ليقابل المدير.
- ايه رأيك؟
- هايلة! طول عمري أقول عليك فنّان!
يبتسم بزهو. يقول: أنا حستأذن بقى يا فندم، أي خدمات؟
- لا لأ كثر خيرك قوي كدا النهاردة.
- مع ألف سلامة يا باشا.
- مع السلامة يا فنان.



23 September, 2010

!لا فيسبوك لا بكاء




ترجمة حرفية للجملة: No Facebook No Cry وهي جملة تعزية كما هو واضح !


الفيسبوك واقع !


منذ عدة أيام كنت أسأل أختي، تخيلي الفيسبوك وقع، وأنتِ بالتأكيد لديكِ أصدقاء فيسبوكيين، تشاركينهم وتحبين الحوار معهم، لكن كلّ حواراتكم على الفيسبوك، ماذا ستفعلين إن اختفى الفيسبوك وليس لديك أيّ وسيلة تواصل أخرى بهم؟ ولم تحفظي بريدهم الالكتروني؟

قالت أنّها لا تتخيل ذلك!

أهو الفيسبوك واقع !

الآن أنا بحاجة لأيقونة Dislike ! 


وعن الإدمان [على ما الفيسبوك يرجع !]يمكنكم قراءة هل نحن سطحيون بالفعل؟

17 September, 2010

!فعلٌ ماضٍ مبنٍ على المصالحة


قال لي صديق عندما وجدني أصرّ بشدّة على رأيٍ ما، وعَرِفَ أنّنِي كنتُ من قبل أتبنّى عكسه تمامًا، أنّ عليّ أن أبحث عن الماضي، وأنّني إذا وجدتُ من يُصِرّ بشدة على الاعتراض على رأي ما، فإنّه كان من قبل متبنيًا له، لذلك ستجده الآن مصرًا على الرأي المعاكس.

كنتُ في الحقيقة أقف ضدّ نفسي سابقًا وكأنّها عدوّ لي، لذلك أصرّ بشدة وبدون نقاش. الغريب أنّ نقطة ما فيك تعرف أنّك ترفض ذلك لأنك كنت كذلك، لكنّك تغفل أنَّ كل ذلك التعصّب ناتج من إحساسك تجاه نفسِك في السابق أكثر منه تجاه الشيء ذاته!
تجاه "أنتَ" الماضي!

الذي جعلني أتذكّر هذا الكلام مقال الصديق فهد فتّش عن الماضي، المقال لم يتناول بالتحديد "هيئة" الماضي التي علينا أن نُفَتّش عنه، لكنّ الغالب على المقال يبدو أنّه الماضي الفِكري للفَرْد عمومًا، كيف كنّا نتبنّى أفكارًا دينية/حياتية معيّنة نتبرّأ منها الآن أو العكس!

الماضي الفِكْري، العاطفي، الديني، الشخصي .. ليس شرطًا أن يكون شيئًا سيئًا أيًا كانت أحداثه! لأنّك الآن ما أنت عليه الآن بسبب ما حدث لك من قبل! [قليل من الوفاء إذن!]. لو كنتَ الآن أفضل، فلماضيك فضل ولكنّ الفضل الأعظم لإرادتك التي عَدَلَتْ بك نحو الأفضل، لو أنّك في السابق أفضل، فالوِزر على إرادتك التي خذلتك في الطريق، لأنّك لم تُغذِّها جيّدًا!
 لو تركنا الماضي ليتحكّم في تصرفاتنا فقد ضَمِنّا خسران الحاضر والمستقبل.

لا مناص من تقبل ماضينا كما هو بكل ترحاب، ولايوجد طريقة صحية سوى أن نؤمن بأن شخصياتنا في الماضي تختلف عن أفكارنا، فمهما اختلفت أفكارنا ومهما تحولنا ذات اليمين وذات الشمال، إلا أن شخصياتنا جوهرناستظل المركب الوحيد الذي نشق به عباب الحياة، فعلام التنكر لها ولماضيها !؟ *

ما الفائدة من العيش بنيّة الانتقام من الدنيا لأجل ما حدث في الماضي؟ وما الذي سأجنيه بالبقاء في الماضي للأبد؟ بالضبط كما يقول الصديق كريم:

الكره والحب وجهان لعمله واحده..الراجل إللي عاوز يتحرر من شئ يعترف بيه و يبدأ طريق جديد من غير كره..لأن الكره حيفضل يشعل قلبك و حيأثر على حياتك وعلاقاتك. **
حسنًا، لأول وهلة قد يبدو أنّني أخطأت الاقتباس، لكنّ المكان صحيح تمامًا، رغم أنّ كريم قال ذلك في سياق حوار آخر تمامًا، إلا أنني أعنيه هنا تمامًا.
أيّهما أفضل، أن تعترف أنّ ماضيك ليس جيدًا، أن تنوي أن تنأى بمسارك عن كلّ ما يتعلق بذلك الماضي، وبكامل وعيك تعترف بهذا الماضي، لا بفخر، ولا بندم، وإنما فقط بتقرير جامد حيادي، بلا أيّة مشاعر انتقامية، هجومية، عدائية، ولا غرامية بالتأكيد!

أم البقاء ليل نهار في ندمٍ مفسدٍ لكلّ ما يمكن أن يكون في المستقبل؟ لكلّ جميل ومثمر محتمل مقابل ما يستحيل تغييره!

لا يبكي الشّجر عندما تسقط أوراقه بل يصنع أخرى، لا يتوقّف الورد عن إثمالنا بالعِطْر لأنَّ به شوكًا! رغم أنّ الشوك من حاضر الورد لا ماضيه.

ليست هذه فلسفة "وردية" ما ! لكنها واقعية بحتة، لمن يريد أن يُكمِل حياته دون أن يخسر مستقبله، لن تتخلّص من كل ذكرى من تركك أو كرهك إلا بإنزالهم منازل الأشخاص الذين لا تهتمّ لأمرهم، ولنْ تتوقّف أبدًا عن نسيان من تريد أن تنسى بكرهه! لأنّ الكراهية فعل تآكل القلب باستمرار لصالح الشخص المعني! لا يمكنك أن تكره شخصًا ما وتقول أريد أن أنساه، أنت بذلك تؤكد امتلاكه لقلبك! تمامًا كما شرح اقتباسي الأخير باختصار في سطر ونصف! لا يعني كذلك أنّني أدعو لترك الحقوق، أنا أتحدث عن الأمور النفسية، لا الحقوق التي تسعى لانتزاعها من مغتصبيك رغم أنوفهم!

لا حلّ في الماضي إذن سوى التصالح معه، لنعقد معه هدنة، سنعترف بوجوده، على الرحب والسَّعة، هناك ما سيسقط رغمًا عنّا بحُكْمِ الذّاكرة- وهذا يختلف من شخص لآخر-، وهناك ما سنتذكّره، فهو فِكْر آخر نختلف معه الآن بعقلانية وبنضج، وشخص مراهق علينا أن نتسامح معه، أو حتى مختلّ عقليًا يحاول التعقّل! كلّهم نفس الشخص. فعلام نخسر أنفسَنا وأرواحنا وشخصيّات أفضل يمكن أن نكونها لأجل ماض مبنٍ على الذاكرة؟




* * فيسبوك.

14 September, 2010

أنا الأخرى




كثيرًا ما تساءلتُ عن شخصيتي الحقيقية، أحيانًا أشعر أنّ هناك واحدة أخرى هاجعة تحت جلدي، وأنّها يومًا ما ستخرج للنّور! وأنّني كلّ هذا الوقت أقوم بتغذيتها كي تنمو وتصبح أكثر قوّة وصلابة لتخرج للحياة دون أيّ تردد! تمامًا وكأنّها لُبّ وكأنّني قشرة! وكأنني سريعًا ما سأتكسّر لتخرج هي بثقة!

تلك الأخرى القوية الواثقة التي أحبّها دون أن أراها، والتي لا أجد مشكلة أبدًا في أنْ (أتقشّر!) لتخرج هي، وأتنازل لأجل أن تظهر للحياة! الأخرى -التي أخشى ألا أتعرّف عليها أبدًا- تثير فيّ تساؤلا واحدًا، أخلاقيًا !

الأخرى لا أعرف ديانتها، ولا أخلاقها، ولا أيّ شيء عن مبادئها !!

فكّرتُ كثيرًا، ماذا لو شربت المسكرات؟ هل ستظهر؟

ماذا عن "الحشيش"؟

ماذا لو جرّبته؟

أليس من المعروف أنَّ المسكرات تُذهِبُ العقل؟ ويتصرّف الإنسان بعد ذلك طبقًا لما يوجد في لا وعيه؟ ويقوم بعمل ما يودّ عمله حقًا لكنّ عقله الواعي يمنعه من فعله؟

حسنًا، لا أنكر أنني تمنيتُ كثيرًا أن أقوم بفعل ذلك، رغم أنّني لم أقم بأي محاولة، لأنّه كانت هناك مشكلة عويصة، من ذلك الشخص الذي يمكن ائتمانه على سرّ كهذا؟ لا يوجد صديق على الإطلاق يمكن أن يؤتمن على فعلة كهذه !

حتى لو وُجِدتْ صديقة ما يمكنها أن تسترّ سرًّا كهذا، كيف سأواجهها بعد أن أعود لوعيي؟ هل ستحكي لي حقًا ما قلتُه وفعلتُه؟ هل نقوم بتصويري صوتًا وصورة؟ كان يمكنني أن أقوم بفعلها وحدي إذن دون حاجة لفضح سرّي أمام أحد! – ها أنا أفضح أفكاري أمام العالَم!- لكنّ الكتّاب(بافتراضي واحدة) ليس عليهم حرج!-

التساؤل الأعظم، ما الذي يمكنني فعله/قوله؟ لو فعلتها وحيدة فكلّ ما يمكنني فعله هو الهرطقة بكلام غير مفهوم، ماذا لو فعلتها في مكان به أشخاص؟ من هي تلك الأخرى التي ستظهر وتحرجني؟ - افترضتُ أنّها ستحرجني لأنّ الإنسان بلا عقل كائن مُحرِج فعلا!- لتتخيلوا ذلك، ألم تكونوا من قبل في حضرة أحد المختلّين عقليًا؟ لم تشاهدوا أبدًا أحدًا من ذوي الاحتياجات الخاصّة؟ الأمر محرِج لذوي العقول! أعني أنّ كونك دون "عقل" بالطبع، لا أعني المَرَض! فهل أختار بيدي أن أكون كائنًا غير عاقل، ولو لساعات - لأنّ الأمر لا ينتهي في دقيقتين!-؟

دعونا من التساؤل الديني، كنت أعلم أنّ هذا أوّل ما قد يطلقه البعض، وقد أكون خرجت من الملّة لديه الآن! لم أسأله لنفسي، أو ربّما سألته وتجاهلته، لأنّ التفكير في التجربة كان أولى لديّ من دحضها لأجل إجابة جاهزة لن تشفي غليلي.

الذي أجاب سؤلي أخيرًا، وجعلني أتذكّر كل هذا الكلام، مقال للصديقة سلمى هلالي، والتي أجرؤ أن أقول أنّها صديقة فِكْريّة، دون حتى أن تدري هيَ أيَّ شيء عن أمر صداقتنا هذه !

المهم، المقال يتحدث عن رأيها في كتاب "ما بعد اللا منتمي للكاتب كولن ولسن"، تقول:

تحدث أيضا عن تجربته مع المخدر... لم يكن مدمنا... و إنما جربه ليعيش تجربة "الإدراك"... كان هذا جزءا من ثقافة شباب الستينات و السبعينات في أوروبا كما يبدو... كان الفصل ظريفا و أعجبني...
المخدر أو المسكر قد يجعل الرؤية أوضح، إذ تسكن القشرة الخارجية أو القناع ليعود للأصل... ولكن الخطأ أنه محفز خارجي و ليس إدراكا نابعا من الذات... و لذلك انتقده ولسون

حينها وجدتُ إجابة سؤلي، وعرفتُ أنّ تجربتي، سواء كُتِبَ لها أن تكون أو لا، فإنَّها ستظلّ تجربة لسويعات معدودة، وأنَّني سأعود بعدها لأنا [الآنية] بعقلي وحياتي وذاكرتي، عدا بعض المشكلات التي ستحتاج لمعالجة بعد سويعات سكر وعربدة!!! والله أعلم شو كمان !!!

وأنّني [الحقيقية] التي ظهرت في تلك السويعات ستموت فور أن أعود لعقلي، لتعود أنا [الأحقّ]! أنا التي تتعامل بلا أي محفزّات خارجية ولا منبّهات لها وقت انتهاء صلاحية، أنا التي بكامل إرادتها وذاتها ومبادئها وأخلاقها، والتي أحبّها أكثر من تلك الهاجعة أسفل أظافري!

تقول سلمى عن المترجم:

اللطيف بالأمر أن المترجم "يوسف شرور" كان صديقا لولسن و قد تحدث أيضا عن تجربته مع المخدر بعد أن أقنعه ولسن بتجربته... و لكن النتيجة كانت مخيفة في حالته إذ أنه انتحر دون أن يشعر... و حينها ابتسمت من طرافة الموقف، فكيف يحدثنا و يكتب و هو منتحر ... و لكنه أكمل قوله أن مدبرة منزله قد شاهدته و أسعفته... كل هذا و هو غير واع...
لم يجد المترجم فائدة للحياة في لا وعيه/لا عقله فحاول الانتحار!

أعتقد أنّ الإجابة واضحة جدًا !

لو أنّني أريد أن يتمّ سلب عقلي، ربما عليّ أن أتزوج!
ـ

06 September, 2010

الذي لا يُحِبّ أحدًا




يقول أنسي الحاج: "توقّفْ عند من لا يحبّ أحدًا، ويحبّك. إذا استطعت، فلا تخذله. وإلّا فاركضْ ناجيًا بنفسك".


أولئك الجافّون الصلفون من وجهة نظر الآخرين، الذين يبدون كأقسى البشر، والذين يُقْسِم القاصّون في المجالس بالأحجار التي تُقِرُّ في صدورهم مكان قلوبهم، هم أفضل من يمكن الوقوع تحت وطأة عشقِهم. هم الجميلون الذين تقول عنهم أحلام:

" يسكنون أحلامنا النسائيّة، الذين يأتون ليبقوا.. و يطمئنوا.. و يمتّعوا.. و يذودوا. ليحموا و يحنوا و يسندوا.. الذين ينسحبون ليعودوا، و لا يتركون خلفهم عند الغياب كوابيس و لا جراحًا و لا ضغينة. فقط الحنين الهادر لحضورهم الآسر، و وعدًا غير معلن بعودتهم لإغرائنا كما المرّة الأولى. كم من مرّة سنقع في حبّهم بالدوار ذاته، باللهفة إيّاها. غير معنيّات برماد شعرهم و بزحف السنين على ملامحهم. ليشيخوا مطمئنّين. لا الزمن، لا المرض، لا الموت، سيقتلهم من قلوبنا نحن "النساء النساء". كيف لحياة واحدة أن تكفي لحبّ رجل واحد ؟ كيف لرجل واحد أن يتكرّر.. أن يتكاثر بعدد رجال الأرض."


الذين لا يتكررون إلا كلّ بضع أزمِنَةٍ ضوئية، ولا يحدث أن نلتقيهم إلا عندما نكون قد عزمنا أمرنا على الرحيل، فيأتون ليمنحونا أسبابًا للبقاء، يزيلون عن أرواحنا الرّان ويثلجون صدورًا صفّرتْ فيها الرياح الرملية طويلا.


الذين لا يعرفون منح أرواحهم إلا لشخصٍ واحد؛ لو كنتَ – بشكلٍ ما – محظوظًا كونك من أحبّوا، فإياك أن تهزأ بهم أو تخشى جانبهم، فهم دونك وأأمن بَشَرٍ عليك في وقتٍ تظنّ فيه العكس.


أولئك الذين لا يهوون التعرّف على النّاس، ولا يحبّون الاجتماعات الكثيرة، ولو حدث، فستجدهم في الزاوية حيث لا يعبأ بهم أحد، لو أنّك تعرفت على واحد منهم فتقرّب منه، ولو أنّه صاحبك أكثر فاعرف أنّك من الصفوة، وأنّ الخير، كلّ الخير، في البقاء بقربهم، والتلذذ بدفء حديثهم.


لو لم تقابل سوى من يحبّ جميع البشر، ويتملّق جميع البشر، ومن تجده في كلّ المناسبات متطفلا أكولا جهولا. فإنك سيء الحظّ حتمًا ! وعليك أنْ تنجو بنفسِك بعيدًا. كنْ أنتَ واحدًا من هؤلاء الجنود المجهولين، فـلتكن أنت أوّل من تَعْرِفْ!


ـ

02 September, 2010

! ق ر أ ~ قرأ

الصديق عصام قام بتوريطنا في أحد الاستجوابات، هذه الظاهرة ظلّت خامدة فترة طويلة في عالم المدوّنات
:D

على كلّ حال. لنر ما لدينا


من أرسل الدعوة؟

عصام حمود


ما هي كتب الطفولة التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟

ليس من محتوى الكتب ما هو عالق بذاكرتي بقدر ما أذكر أسماءها ! مجلة ماجد كل أربعاء كانت طقسًا مقدسًا، روايات مصرية للجيب بكلّ إصداراتها.


من أهم الكتاب الذين قرأت لهم؟

ديكارت، الغزالي، ابن القيم، عبد الرحمن الجوزي، أحمد خالد توفيق، محمد شحرور، أنسي الحاج، روضة الحاج، نزار قباني، جبران خليل جبران، الرافعي، المنفلوطي. هؤلاء من قفزت أسماؤهم لذاكرتي، لكنني متأكدة أنّ هناك المزيد.


من هو الكاتب الذي قررت أن لا تقرأ له مجددا؟

سأسرق إجابة عصام وأقول: أنه د. نبيل فاروق، وأضيف عليه أنيس منصور، عائض القرني.


من هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبدا وتتمنى قراءة كتبه؟

الروائي الروسي دويستوفسكي، العالم الفذ أينشتاين، كتاب مذكرات هتلر، نيتشه، العقاد (بدأت فعلا بكتاب كانت نصحت به هوندا)


ما هي قائمة كتبك المفضلة؟

صعب صعب .. كثيرة جدًا ويفضل ألا يكون هذا السؤال محددًا بوقت !

صيد الخاطر - عبد الرحمن الجوزي
تأملات في الفلسفة الأولى - ديكارت
اللاهوت العربي وأصول العنف الديني - يوسف زيدان
نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – محمد شحرور

رمل وزبد - جبران خليل جبران
عزازيل - يوسف زيدان
ظل الأفعى - يوسف زيدان
صحرائي الكبرى - إبراهيم الكوني
رسائل الأحزان - مصطفى صادق الرافعي


الكتب التي تقرؤها حاليا؟

التعالق*- أكبر لغز في الفيزياء تأليف أمير أكزيل وترجمة عنان الشهاوي عن المركز القومي للترجمة
حياة المسيح - عباس العقاد
التفكير فريضة إسلامية - عباس العقاد
حد الموسى** - سومرست موم

وينتظرني على الرفّ:
فلسفة العلم في القرن العشرين - يمنى طريف الخولي
تفسير القرءان - محمد عبده

في صحراء قاحلة أي الكتب تحمل معك؟

هممم.. في أحوال عادية سأجيب: سآخذ الكتب التي أقرأها لأكملها هناك، لكن لا أنكر أن إجابة عصام تؤثر عليّ حاليًا ! لذلك سأقول: أية رياح طيبة ستذهب بي هناك؟


إرسال الدعوة إلى أربع مدونين:

هوندا
سديم
مياسي
سم ون




*Entanglement
** The Razor's Edge



01 September, 2010

إلهام صباحي




صباح الخير يا عمري
صباح الحب والأفراح


أشوف الشمس بعيونك
أجيب الكرسي ‘الهزاز’
وأقول للحزن: يلا ارتاح !


وألمس ضحكتك ألوان
أقول للماضي: ما قصّرت
أردّ الباب
وأضَيِّعَ المفتاح !


صباح الخير
لَمَّا الكون
يصحى لأجل أنتَ فيه


صباح الخير
لمّا الليل
ينتظر في الدور
وأنت الأمنية اللي ليه


صباح الحبّ يا فَرَحي

صباح تأخّر أحلام
وسنين انتظرت أرجيه


صباح الخير
بوجودك
بسموّك
وبالحلى اللي فيك وأبيه..



على الهامش:
ناداني