23 December, 2011

كثير ظَنّ



"يا أيّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظَنِّ، إنَّ بعض الظنِّ إثم – الحجرات:12"


يـا أيّها الذين آمنوا بالله خالقًا للنفوس، وحده عارفًا خفاياها، بالعقل الذي يجعلك تعرف بداهة اختلاف الظروف والأنواء والنوايا، بالعِلْم الحديث؛ وأنَّ الظنون - والسيء منها بالتحديد - يُشْغِل الإنسان عن الكثير من الانتفاع الذي قد يمكن تحصيله بدلا من تبنّي ظنون ليست لها صحّة، ويدفعه للانحباس في عالَم من صُنْعِ خيالِه- والذي يصبح خيالا مريضًا مؤذيًا إن استفحلت به مساحات الظَنّ-؛ أيها المؤمنون بأنَّ للإنسان قلب، أريحوا قلوبكم من الظنون السيئة، اقطعوا بعض الظن باللامبالاة، أو بالتساؤل، أو بالفضول الإيجابي الذي يدفع للمعرفة الحقيقية، واجتنبوا كثيره.


"كثيرًا من الظن" وليس كلّ الظنّ، لأنه كما أنّ بعض الظنّ إثم، فإنّ بعضه صحّي ومطلوب، لكن ذلك الظن الصحي مطلوبٌ تجاهه رد فعل صحّي، كالتحقق منه، لأنّ المعرفة نور، والمعرفة ليست فقط أن تعرف المعلومة، بل أن تتعرف على أبعادها.


أمّا الظنون التي لا يمكن التحقق منها، فليس لها إلا حلّ من اثنين، إمّا أن تستسلم لها فتكون تعسًا، مع نفسك، ومع الأشخاص الواقعين تحت ظنّك؛ أو تتخطاها وتترك أسبابها فتكون حرًا.

13 December, 2011

باقي من الزمن نصف يوم

قال صلى الله عليه وسلم "بُعِثْتُ أنا والسَّاعة كهاتين.. وضمّ السبابة والوسطى".


قال تعالى: "وإنَّ يومًا عند ربِّك كألفِ سَنَةٍ ممّا تعدّون"


* * *
أريد منك أن تضمّ سبابة يدك إلى وسطاها مفرودتين، وتضمّ باقي الأصابع، فعلتُ ذلك لتفاجئني تجربة فكرية "Thought experiment"

بدأ العام 1433 بالقياس الهجري قبل أقل من شهر، وبحسب الآية أعلاه، فإنه يوم وأقل بقليل من نصف يوم، فهل تكون القيامة بعد انتهاء اليومين كاملة؟ باعتبار أنّ كل إصبع يُعَدّ يومًا؟

ثم جاءتني هذا الفكرة المُعارِضة، عندما أقول أنا وصديقتي كهذين، وأضم إصبعين إلى بعضهما، فإنّني أشير إلى كلّ واحدة منّا بإصبع، أنا وصديقتي.

وبالقياس، فإنّ الساعة إصبع، وبعث الرسول إصبع .. والسؤال هو: هل تكون الساعة بعد انتهاء اليومين؟ أم أنّها في المسافة الفارقة بينهما؟

هل تكون الساعة بعد يومين كاملين؟ أم قبل ذلك؟

وكأي تجربة فكرية، لا يشترط أن يكون لهذه الأسئلة أهميّة أو تطبيق في أرض الواقع أصلا، وقد يستحيل معرفة الإجابة عن أي سؤال خلال التجربة، لكنّ الهدف هو المحاولة للوصول لتوابع الإجابة عن هذا السؤال.

وهذه تجربة فكرية قيد الفِكْر.