13 December, 2010

سلطان حبّك

عن العشق، وخشية الذلّ بعد البوح.. وفضح الضعف .. كل ذلك برقة بالغة..

سلطان حبّك ذلّني،
ما ذلّني الكلام به نحكي لك..


ياللي غرامك عَلِّنِي،
ما تمِلّني، لو يوم جيت نشكي لك..


كنت الهوى تاعبني،
وطبع الخجل غالبني
وصعب عليّ، أحكي لك


بان الهوى، من يوم ما عرفتك،
وسمعت قلبي بالمحبّة ينادي.
آه .. اتمنيت روحي من المدينة،
من المدينة أنا خطفتك، ورحلت بيك بعيد..
بعيد .. بعيد.. وسط البوادي.


لكن كلامي غاب، وطبع الخجل غلّاب،
وصعب عليّ أحكي لك..


جسمي سهر ما نام،
سهرت معاه الروح
وعندي كثير كلام،
ما قدرت بيه نبوح..


نخفي هواك ونكتم،
طبع الخجل ما يرحم..
صعب عليّ، نحكي لك..


سلطان حبّك ذلّني،
ما ذلّني الكلام به نحكي لك..


ياللي غرامك عَلِّنِي،
ما تمِلّني، لو يوم جيت نشكي لك..


أمينة فاخت - سلطان حبّك

22 November, 2010

ادّعاء

The greatest obstacle to discovery is not ignorance - it is the illusion of knowledge.

Daniel J. Boorstin 

أكبر عائق أمام الاكتشافات، ليس الجهل، بل ادّعاء المعرفة.

25 October, 2010

وامرأتان

كنت أطالع قناة الفجر الفضائية مصادفة، وعرفتُ أنّها قد خصصت ساعتين من بثّها اليومي لبثّ برامجها باللغة الانجليزية من باب الردّ على الهجوم الذي حدث مؤخرًا، ووجدتُ أنّ الرّجل (ولن أقول الشيخ) بدأ في الحديث للمتحدثين بالانجليزية عن الدَيْن (القرض) ومأكودية كتابته وضرورة توفر الشهود، وهنا نظرت باهتمام لأسمع الحجّة التي سيقولها تبريرًا لجُرْم "رجل واحد وامرأتان"، وأرى كيف سيحسّن صورة الإسلام ويريهم الحجّة النيّرة التي تخرس أيّ واحد يفتح ملفّ المرأة مرة أخرى، فإذا به يستشهد بصورة من قناة السي إن إن بعنوان:"المرأة الحامل تفقد ذاكرتها" ويؤكد على كلام أصحاب الدراسة بأنّها:"هذه دراسة علمية مؤكدة!"، وبطريقة مثيرة للشفقة يناضل للتأكيد على أنّ هذه الدراسة العلمية التي تمت في القرن العشرين هي سبب نزول الآية قبل ما يقرب من ألف عام ونصف!!
أنتَ لم تملك أدلتك الخاصّة لتعرضها، تتحدث عن دينك الخاصّ الذي تريد الدفاع عنه بأدلّة لم يجلبها علماؤك ولا فسّرها عقلاء أهل بلدك!
التساؤل المباشر الذي سيسأله أي سامع لهذا الهراء: "ماذا بشأن غير الحامل؟ ومن لا يمكنها الإنجاب؟ ومن حملت مرة واحدة تتساوى بمن تنجب كثيرًا؟ ... إلخ"!

يقول الأفغاني"أفضل وسيلة لإقناع الغربيين بالإسلام، أن نقنعهم أولا بأننا لسنا مسلمين كما ينبغي"

من الأسئلة التي ألحّت عليّ كثيرًا، لماذا امرأتان ورجل للشهادة؟ لا أؤمن أبدًا بالإجابات الجاهزة، ولا أقول أنني توصلتُ للإجابة تمامًا، لكنني أحاول فكّ رموزها بطريقة أخرى، عقلانية، لا تجعلني أرثي لأحد الطرفين أو آتي على أحدهما. 

الشاهد من الآيات:"واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أنْ تضلّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دُعوا .. وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" آية الدَيْن، البقرة:282

دعوني أسأل أولا: من قال أن الحُكْم السابق يعمّم على كل أنواع الشهادة؟ ولماذا لم يتحدد الأمر في الديون/البيوع فقط كما ذُكِرَ في الآيات؟ ماذا عن حوادث السرقة والقتل والاغتصاب وبقية الجرائم التي تحتاج لشهادة؟ تساؤلاتي بناء على المقال الذي سأسرده لاحقًا هنا لابن القيّم الجوزية يفرّق بين "الشهادة" و"الرواية"، ويبيّن أنّ الكثير من المواقف مختلف فيها بشأن "العدد" أصلا.. إذن المسألة ليست (رجلان)/(رجل وامرأتان)، بل أصلا هل هناك تعدّد أم يُكْتَفى بشهادة واحد. وهو ما يجعلني أقتنع أكثر أنَّ مشكلتنا ليست أبدًا في الأحكام الفرعية التي نختلف بشأنها، بل في القرارات الكبيرة التي نتأخر كثيرًا عن اتخاذها أو نجبن عنها.

معاني الضلال:
في لسان العرب: "الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد؛ قال أَبو منصور: والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد. وقال: والأَصل في كلام العرب وجه آخر يقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه. قال ابن بري: قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال: يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه، وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك. تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته، وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته. وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه حفظُ الشيء. وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ؛ أَي في هلاك. والضَّلال النِّسْيان. وتَضْلِيل الرجل: أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال. وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار."
في القاموس المحيط: "وضَلَّ يَضِل، وتفتحُ الضادُ، ضَلالاً: ضاعَ، وماتَ، وصارَ تُراباً وعِظاماً، وخَفِيَ وغابَ. ويقال: هو ضُلُّ بنُ ضُلٍّ، بكسرِهما وضَمِّهِما: مُنْهَمِكٌ في الضَّلالِ، أو لا يُعْرَفُ أبوه، أو لا خَيْرَ فيه. وأضَلَّهُ: دَفَنَهُ وغَيَّبَهُ. ويقالُ للباطِلِ: ضُلَّ بتَضْلاَلٍ."

كُـلِّ هذه المعاني للضلال، لم يؤخذ منها سوى معنى واحد، يتحامل على المرأة بشكل أو آخر، فالذاكرة أمر متفاوت بشأنه بين الرجال والنساء، يختلف في النساء كما يختلف في الرّجال، ولا عجب أن يؤخذ التفسير الأقرب لعقلية مجتمع يفكّر في المرأة كمواطن من الدرجة الثانية بداهة.

ماذا لو أننا فهمنا خطأ كلّ هذا الوقت؟ وكان الضلال المعني في الآية هو تراجع إحداهما عن الشهادة نظرًا لخوفها من مواجهة المدّعَى عليه؟ أليست بهذا "تَضِلّ" عن الحق وتتراجع عن أداء حقّ النّاس في ظهور الحقيقة وتبيان الحقّ؟
ماذا لو أنّها جَبُنَت، وخشيت على نفسها وأبنائها من سطوة المدعى عليه (المشهود عليه) و"ضلّت"، هنا سيأتي دور شريكتها في المأساة، لتذكرها بحجم الكارثة التي فعلها الجاني، لتشدّ أزرها للحصول على الحقّ إن كان لهما، أو ردّه لمستحقيه إن كان لغيرهما. سـ"تذكّر" إحداهما الأخرى بفداحة سكوتها ومدى الظلم الذي يمكن أن يحدث إنْ ظلّت هي على "ضلالها".
في برنامج حماية الشهود بأمريكا، يظلّ الشهود تحت حماية الشرطة طيلة مدة الشهادة، وحتى تنتهي المحاكمة تمامًا، وفي حالات معيّنة، إن كان في شهادة الشهود خطرًا على حياتهم من الجناة أو أطرافهم، يتمّ تغيير أسماءهم وأماكن إقامتهم، وقد يظلّون تحت حماية الشرطة للأبد بهويّاتهم الجديدة.

هل يمكن لأي امرأة أن تتحمّل ضغطًا نفسيًا كهذا؟ إذا كانت معظم النساء (فيما رأيتُ) ترفض الاقتران برجل لا يملك وظيفة (ثابتة) فسترضى بالشهادة في محاكمة قد تصبح بعدها مهددة وأسرتها للأبد؟

هنا سيسأل سائل، ماذا عن الرجال؟ ألا يخشون أيضًا على حيواتهم ويتخوفون بشأن تهديد عوائلهم وهوياتهم؟ سأقول أنَّ معظم الرجال لا يتنازلون عن حقوقهم، ولا يتسامحون كالنّساء بهذا الشأن، خصوصًا لو كانت الحقوق ماديّة، وليسوا بحاجة لأن يذكّرهم أحد بأنّ حقوقهم ضائعة وعليهم أن ينالوها.

وأختم بما قاله محمد عبده "كل ما يُعاب على المسلمين ليس من الإسلام، وإنما هو شيء آخر سـمّـوه إسلامًا"..

يقول ابن القيّم في كتابه بدائع الفوائد:[الفرق بين الشهادة والرواية أنَّ الرواية يعم حكمها الراوي وغيره على ممر الأزمان، والشهادة تخص المشهود عليه وله ولا يتعداهما إلا بطريق التبعية المحضة. فإلزام المعين يتوقع منه العداوة وحق المنفعة والتهمة الموجبة للرد، فاحتيط لها بالعدد والذكورية وردت بالقرابة والعداوة وتطرق التهم، ولم يفعل مثل هذا في الرواية التي يعم حكمها ولا يخص، فلم يُشترط فيها عدد ولا ذكورية، بل اشترط فيها ما يكون مغلبًا على الظن صدق المخبر وهو العدالة المانعة من الكذب واليقظة المانعة من غلبة السهو والتخليط. ولما كان النساء ناقصات عقل ودين لم يكن من أهل الشهادة، فإذا دعت الحاجة إلى ذلك قويت المرأة بمثلها، لأنه حينئذ أبعد من سهوها وغلطها لتذكير صاحبتها لها، وأما اشتراط الحرية ففي غاية البعد ولا دليل عليه من كتاب ولا سنة ولا إجماع، وقد حكى أحمد عن أنس بن مالك أنه قال: ما علمت أحدًا رد شهادة العبد والله تعالى يقبل شهادته على الأمم يوم القيامة. فكيف لا يقبل شهادته على نظيره على المكلفين ويقبل شهادته على الرسول صلى الله عليه وسلم في الرواية فكيف لا يقبل على رجل في درهم ولا ينتقض هذا بالمرأة لأنها تقبل شهادتها مع مثلها لما ذكرناه، والمانع من قبول شهادتها وحدها منتف في العبد.
وعلى هذه القاعدة مسائل:
أحدها الإخبار عن رؤية هلال رمضان من اكتفى فيه بالواحد جعله رواية لعمومه للمكلفين، فهو كالأذان. ومن اشترط فيه العدد ألحقه بالشهادة لأنه لا يعم الأعصار ولا الأمصار، بل يخص تلك السنة وذلك المصر في أحد القولين وهذا ينتقض بالأذان نقضًا لا محيص عنه. وثانيها الإخبار بالنسب بالقافة فمن حيث أنه خبر جزئي عن شخص جزئي يخص ولا يعم جرى مجرى الشهادة، ومن جعله كالرواية غلط فلا مدخل لها هنا، بل الصواب، أن يقال من حيث هو منتصب للناس انتصابًا عامًا يستند قوله إلى أمر يختص به دونهم من الأدلة والعلامات جرى مجرى الحاكم. فقوله: حكم لا رواية.
ومن هذا الجرح للمحدث والشاهد هل يكتفى فيه بواحد إجراء له مجرى الحكم أو لا بد من اثنين؟ إجراء له مجرى الشهادة على الخلاف، وأما أن يجري مجرى الرواية فغير صحيح وأما للرواية والجرح. وإنما هو يجرحه باجتهاده لا بما يرويه عن غيره.
ومنها الترجمة للفتوى والخط والشهادة وغيرها. هل يشترط فيها التعدد؟ مبني على هذا ولكن بناؤه على الرواية والشهادة صحيح، ولا مدخل للحكم هنا.
ومنها التقويم للسلع من اشترط العدد رآه شهادة ومن لم يشترطه أجراه مجرى الحكم لا الرواية.
ومنها القاسم هل يشترط تعدده على هذه القاعدة والصحيح الاكتفاء بالواحد لقصة عبد الله بن رواحة.
ومنها تسبيح المصلي بالإمام هل يشترط أن يكون المسبح اثنين فيه قولان مبنيان على هذه القاعدة.
ومنها المخبر عن نجاسة الماء هل يشترط تعدده فيه قولان.
ومنها الخارص والصحيح في هذا كله الاكتفاء بالواحد كالمؤذن وكالمخبر بالقبلة، وأما تسبيح المأموم بإمامه ففيه نظر، وفيها المفتي يقبل واحدًا اتفاقًا.
ومنها الإخبار عن قدم العيب وحدوثه عند التنازع. والصحيح الاكتفاء فيه بالواحد كالتقويم والقائف. وقالت المالكية: لا بد من اثنين ثم تناقضوا. فقالوا: إذا لم يوجد مسلم قبل من أهل الذمة.]بدائع الفوائد-1.(متوفر بوكيبيديا)

23 October, 2010

الصلاة المسروقة - 1

كثيرًا كنتُ أتساءل، بعد أن تحوّل فعل الصلاة بالنسبة لي إلى حركات مؤداة على وجه الوجوب، عن المغزى الحقيقي وراءها، مللتُ الإجابات الجاهزة "صلة بين العبد وربّه" فالكثير من الأشياء تصلني بربّي أكثر مما تصلني به صلاتي، أنا أتصّل بربّي بمعاملة خلقه، وبصبري على أذاهم، وبمعاونة محتاج سهّلتُ له قضاء احتياجه. القرءان يصلني بربّي، التأمل في خلق ربي يصلني بربّي. أما الصلاة فحركات جاهزة أؤديها بتكاسل فظيع كي أضمن أنني لن أحترق في جهنّم فيما بعد !
وكأنني أرشو كتّاب أعمالي، وأغافلهم بصلاة لا أقبلها أنا لو كانت تؤدى إليّ، ولا أرضى أن أقوم بها أمام أحد، لأنّها لا تصحّ أن تُمارَس في العلن، لأنّها سيئة المنظر كامرأة لم تغسل أو تمشط شعرها ووجهها لأيام.
وكنت أرجو أن أجد إجابة لتساؤلاتي. لماذا يا ربّ تريدني أن أصلّي؟


وجاءتني الإجابة في كتاب. أخرجتني من الظلمات إلى النور،وقالت لي السبب الحقيقي للصلاة. والذي ربّما ترونه ساذجًا، أو سخيفًا. لكنّه كان سببًا كافيًا لأجرّب، وأتذوق طعمًا آخر لم أتذوقه من قبل.
وإنْ كانتِ المرأة تتخلص من الدم الفاسد شهريًا بالطمث، فإنّ الرجل والمرأة كلاهما يتخلصّان من الهواء الفاسد يوميًا بالصلاة.
انس للحظة كل ما تعلمته سابقًا من معان تقفز للذهن عند ذكر لفظ "الصلاة"، الفظها كأنّك تقولها لأول مرة في حياتك، وفكّر بها كأنك للتو عرفت اللغة وعليك أن تخترع معنى للكلمات، وإيّاك أن تقيم الصلاة قبل أن تصل للإجابة بنفسِك.


إن الدخول في الصلاة الإسلامية، ليس دخولا في غيبوبة، بل خروجًا متعمدًا من جميع حالات السهو والشرود، قوامه اليقظة الكاملة، التي يحققها المصلي، بالانتباه إلى انتظام أنفاسه، وتحديد مسارها لحظة بلحظة، وهي تجربة تتميز بإحكام السيطرة على العقل والجسم، وتهيئ للمصلي حالة نادرة من الطمأنينة، لا تلبث أن تحيل صلاته إلى متعة في حد ذاتها، وتعيده إليها مرة بعد مرة.


أداء هذه الحركات، يحتاج بالضرورة إلى إغلاق العينين، لأن قدرة المخ على تنظيم التنفس، تتوقف أساسًا على تعطيل جميع الحواس بقدر الإمكان. فالمصلي لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يرى، لكنه ليس غائبًا عن الوعي، وليس منجذبًا إلى عالم مجهول، بل حاضرًا مستيقظًا في هذا العالم ينظر إليه بعين ثاقبة، ويطيل إليه النظر، حتى يرى موضع الشعرة الفاصل بين الفجر والغسق.


إن المصلي المسلم لا ينجذب مثل الدرويش، ولا يرسل عقله إلى "المجهول". وليس هو المواطن المغمض العينين الذي يدخل الصلاة لكي يغيب في عالم غائب، لأنّ الصلاة الإسلامية نفسها لا يمكن أداؤها إلا بشروط اليقظة الكاملة.


وأترككم مع المقال كاملًا:


ثمة نوعان من الرياضة، أحدهما حرفة تقوم على زيادة حجم العضلات، لتوفير مزيد من قوة الدفع. وهي حرفة قديمة، أثبتت قدرتها على كسب المال والشهرة في كل العصور. لكنها ليست رياضة للجسد، بل نشاطا حرفيا على حسابه، لا يلبث أن يقود إلى التقاعد المبكر .
النوع الثاني من الرياضة لا يهدف إلى زيادة حجم العضلات، بل يهدف إلى إنعاش الجسم ككل، بتمرير كميات متزايدة من الهواء، عن طريق التنفس العميق. وهو أسلوب فعال جدا، يستطيع أن يضمن صحة الجسم والعقل، إلى مراحل متقدمة من العمر، وقد عرفه العرب في لغتهم الحديثة باسم ( اليوغا ) لكن كلمة اليوغا معناها بالعربي ( الصلاة).
فالتنفس العميق شرط يتطلب تحقيقه، أن تنتظم الأنفاس عينها في فترات محددة، ومحسوبة بالثواني، وهو مطلب يبدو هينًا، ولا علاقة له بالدين لكنه في الواقع مطلب كبير جدا، وشرط أساسي في أداة الصلاة.
مصدر هذا الارتباط، أن الأنفاس لا تنتظم أبدا، إلا إذا تخلى المخ عن جميع مشاغله الحياتية، وفرغ نفسه لتنظيم مرورها، لحظة بلحظة، في نسق دقيق، قادر على توجيه تيار الهواء بضغط متساو، في زمن متساو، من أسفل البطن إلى أعلى الصدر، وهي فترة من الانتباه الشديد، يقضيها المصلي ماثلا أمام سر الحياة الخارق، يشهد ميلاده المتجدد بين الأنفاس، ويرى الحي يخرج من الميت رأي العين.
دون انتظام الأنفاس، لا ينتبه المخ، ولا يستطيع المصلي أن يمنع عقله من الشرود ولا تصبح الصلاة مقابلة كاملة مع الله، لهذا السبب ، يقول القرآن عن الصلاة "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" البقرة :45
فالخشوع لا يتحقق بتمثيل دور الخاشع، وليس هو إغلاق العينين والتظاهر بالغياب عن العالم، ولا يمكن الدخول فيه عنوة بافتعال الهلوسة، كما يزعم الدراويش وليس ثمة سبيل واحد إليه سوى انتظام الانفاس؛ لأن الخشوع ليس حالة انجذاب إلى عالم آخر بل حالة يقظة في هذا العالم، تتطلب أن يخشع الجسد أولا، وتنتظم دقات القلب، لكي يتحقق السكون المطلوب للعقل الخاشع وإذا كان انتظام الأنفاس قد سقط الآن من بين شروط الصلاة الاسلامية فإن حركات هذه الصلاة نفسها، من التكبير الى السلام، شاهد في حد ذاتها، على أنها أوضاع موجهة أصلا لتنظيم التنفس.
فرفع اليدين للتكبير في أول الصلاة حركة موجهة لإفساح تجويف الصدر، أمام تيار الهواء خلال الشهيق، وهي افتتاحية الوضع الأول في الباب الذي تعرفه اليوغا تحت اسم (تادازانا) أي وضع النخلة.
والوقوف في الصلاة، وضع يتيح الضغط بجدار المعدة على تيار الهواء، لتمريره إل أعلى الصدر، وتعرفه اليوغا تحت اسم (سامس هيتي) التي تعني وضع الوقوف.
والانحناء للركوع وضع ينقل ضغط الهواء، من الصدر إلى جانبي الجسم، من أربع زوايا تختلف بمقدار اختلاف المسافة بين اليدين وبين القدمين، وتعرفه اليوغا تحت اسم (يوتانازانا) أي الركوع .
والسجود على الأرض، وضع يتيح تمرير الضغط إلى منطقة الظهر والكتفين، وله بابان في اليوغا، أحدهما سجود مواجهة الأرض، مثل الصلاة الإسلامية، والآخر سجود في مواجهة السماء، وهو الباب المعروف بـ (ابانزانا).
والجلوس بثني القدمين إلى الوراء، وضع تعرفه اليوغا باسم ( اللوتس المبسط)، وهو وضع يلائم جميع الأعمار، مهمته أن يحرر الساقين من وزن الجسم، ويتيح للمصلي وقتًا طويلا نسبيًا، لأداء صيغة التشهد.
والسلام في نهاية الصلاة، وضع يتيح نقل الضغط إلى أعلى نقطة في العمود الفقري، ويشد عضلات الرقبة، وهو وضع له أبواب متعددة في اليوغا، ينسب معظمها إلى معلم يدعى (ماتسياندرا).
إن حركات الصلاة الإسلامية، ليست رموزًا، بل أوضاعا يتخذها المصلي، لتمرير ضغط الهواء في جميع أنحاء جسده، بتوقيت الشهيق والزفير، في نسق محدد.
هذا التوقيت يحتاج إلى آله قياس دقيقة قادرة على حسابه بالثواني خلال أربع مراحل متداخلة:
المرحلة الأولى: تبدأ بالشهيق خلال الأنف، من أسفل البطن إلى أعلى الصدر، لمدة تتراوح بين 8 ثوان، و12 ثانية.
المرحلة الثانية: تبدأ بضغط الهواء من البطن وكتمه في تجويف الصدر ، لمدة تتراوح بين 4 ثوان، و60 ثانية.
المرحلة الثالثة: تبدأ بالزفير خلال الأنف، من أعلى الصدر إلى أسفل البطن لمدة تترواح بين 12 ثانية، و16 ثانية.
المرحلة الرابعة: تبدأ بالامتناع عن التنفس، وحفظ الجسد مفرغًا من الهواء، لمدة تتراوح بين 4 ثوان، و60 ثانية .
توقيت هذه المراحل، يتم في اليوغا بأن يعمد المصلي إلى العد بالأرقام، أو بتمرير حبات السبحة، لكنه يتم في الصلاة الإسلامية بقراءة القرآن، وهو اختلاف يتعدى طريقة قياس الوقت، إلى معنى الصلاة نفسها فالأرقام وحبات السبحة، لاتخاطب المصلي، ولا تستطيع بالتالي أن تقتحم وحدته، مما يجعل جلسة اليوغا تبدو مملة وطويلة بالنسبة للمبدتئين، أما قراءة آيات القرآن فإنها تحيل الصلاة الإسلامية إلى جلسة مبهجة مع صوت مؤنس جدًا.
فالمصلي المسلم، لا يشغل عقله بتوقيت التنفس لأنّ قراءة الآيات المتساوية، تعطيه زمنًا متساويًا من دون حاجة إلى العد. إنه لا يحسب الزمن بالأرقام بل بالكلمات ويكسب بذلك رفيقًا مؤنسًا في لحظة وحدته الحقيقة.
عند مدخل الصلاة يكبر المصلي رافعًا يديه، لإفساح تجويف الصدر ويبدأ الشهيق والزفير مع كلمتي (الله اكبر) وهما كلمتان ذاتا مخرجين مختلفين تغطيان فترة تمتد سحب الهواء مع كلمة (الله) إلى نهاية الزفير مع كلمة ( أكبر) ويتراوح زمنها بين 8 ثوان و32 ثانية أو أكثر، طبقًا لجهد المصلي، ومستوى تدربه.
ومن هذا المدخل، يواصل المصلي تنظيم أنفاسه وحساب زمنها بقراءة آيات، أو سور كاملة، من القرآن، حسب خطته في التنفس، فسورة الكوثر طولها ثلاث آيات وزمن تلاوتها 15 ثانية، لكن صورة البقرة طولها 286 آية، وقد يزيد زمن قراءتها عن نصف ساعة. بالإضافة إلى ذلك، جاء القرآن كله مقسمًا إلى آيات يمكن البدء بها من أي موقع مما يتيح للمصلي أن يدخل في جميع أبواب التنفس البسيطة والمركبة دون حاجة إلى العدّ.
في المرحلة الثانية، ينقل المصلي ضغط الهواء إلى جانبي الجسم، بإحناء الجذع إلى الأمام، ثم يستقيم رافعًا يديه، وينحني بجذعه إلى الوراء، مستكملا دورة الشهيق والزفير. وهي فترة تطول أو تقصر، لكنها لا تتكرر، لأن الصلاة لا تعتمد على تكرار الحركة مثل التمارين السويدية، بل تعتمد على إطالة زمن الحركة، وتطويع العضلات للاحتفاظ بوضع واحد أطول وقت ممكن. ولهذا السبب فإن المصلي لا يلهث ولا يلحق به الإعياء، كما يحدث لمن يؤدي التمارين السويدية، رغم أن عضلاته تتلقي في الواقع ضغطًا مساويًا.
في المرحلة الثالثة، يدخل المصلي في وضع السجود الذي يتيح تمرير الضغط إلى الظهر والكتفين، برفع القدمين عن الأرض، ويسند الجسم باليدين وأعلى الجبهة. وهو الوضع الوحيد الذي يسمح بإيصال ضغط الهواء إلى العمود الفقري ويحرر الساقين من وزن الجسم، ويطيل زمن السجود، بقدر ما يشاء المصلي، دون جهد عضلي مرهق.


في المرحلة الرابعة، يجلس المصلي على عقبيه، في وضع اللوتس المبسط، لكي يحرك إصبعه بالتشهد. وهي حركة تهدف إلى تركيز الانتباه في بؤرة صغيرة محددة، واستثارة المخ لاكتشاف صدى هذه الحركة الخافتة في الجسم بأسره.


في آخر الصلاة، يستدير المصلي بعنقه، دون بقية جسده خلال مدة تغطي قوله (السلام عليكم ورحمة الله)، وتنتهي بوصول الذقن إلى خط متواز مع الكتف، والاحتفاظ بهذا الوضع، لبعض الوقت، مرة على اليمين، ومرة على اليسار.


أداء هذه الحركات، يحتاج بالضرورة إلى إغلاق العينين، لأن قدرة المخ على تنظيم التنفس، تتوقف أساسًا على تعطيل جميع الحواس بقدر الإمكان. فالمصلي لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يرى، لكنه ليس غائبًا عن الوعي، وليس منجذبًا إلى عالم مجهول، بل حاضرًا مستيقظًا في هذا العالم ينظر إليه بعين ثاقبة، ويطيل إليه النظر، حتى يرى موضع الشعرة الفاصل بين الفجر والغسق.
إن المصلي المسلم لا ينجذب مثل الدرويش، ولا يرسل عقله إلى "المجهول". وليس هو المواطن المغمض العينين الذي يدخل الصلاة لكي يغيب في عالم غائب، لأنّ الصلاة الإسلامية نفسها لا يمكن أداؤها إلا بشروط اليقظة الكاملة. وهي شروط حددها القرآن نصًّا، وبالتفصيل:
الأول: شرط الانتباه، لان شرود العقل علامة على فساد الصلاة "فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون" الماعون :4،5
الثاني: شرط النشاط، لأن كسل الجسد علامة على التظاهر بالدين من باب النفاق. "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" النساء:142. وفي التوبة :54 "ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى".
الثالث: شرط الوقوف في وضع الانتباه الكامل "وقوموا لله قانتين" البقرة : 238، فالقنوت هو إحكام الشد والسيطرة، ومنها كلمة "سقاء قنيت" أي لا يسيل منه الماء.
إن الدخول في الصلاة الإسلامية، ليس دخولا في غيبوبة، بل خروجًا متعمدًا من جميع حالات السهو والشرود، قوامه اليقظة الكاملة، التي يحققها المصلي، بالانتباه إلى انتظام أنفاسه، وتحديد مسارها لحظة بلحظة، وهي تجربة تتميز بإحكام السيطرة على العقل والجسم، وتهيئ للمصلي حالة نادرة من الطمأنينة، لا تلبث أن تحيل صلاته إلى متعة في حد ذاتها، وتعيده إليها مرة بعد مرة.
دون التنفس المنتظم، تصبح الصلاة غيابًا متعمدًا في عالم مسحور. فالمصلي الذي لا يسيطر على أنفاسه، لا يستطيع أن يمنع عقله من الشرود، وليس بوسعه أن يحقق هذا الهدف المستحيل، إلا بقدر ما يستطيع أن يهرب من ظله. إنه يغمض عينيه، ويجرب حظه في تركيز انتباهه، خلال صلاة صعبة، يقضيها في صراع مرهق مع عقل مشوش، يفاجئه من كل موقع ويشغله بكل فكرة طارئة ماعدا فكرة الصلاة. وهي حالة من الوهن العقلي الشديد، يفقد المخ خلالها سيطرته على الجهاز العصبي، ويتحول إلى مركز استقبال مروع يتلقي جميع الإشارات الصحيحة والوهمية، ويختزن أفكارًا مزورة دون أن يدري. وفي ظروف هذا "الخشوع" القسري، يتحول المخ إلى سلاح موجه لقتل المصلي . فيقوده علنًا إلى "عالم مجهول"، ويقنعه علنًا بأن "يغيب فيه". وهي جنازة كاملة بجميع طقوسها، لكن المصلي لا يكتشف أبدًا أن مخه قد دفنه حيًا.
لهذا السبب ، اختار القرآن أن يقول في الآية 4 من الماعون "فويل للمصلين".
فالعقل الغائب، لا يدرى الفكرة الحاضرة، ولا يستطيع أن يفهم الدين إلا في إطار عالمه المغيب. إنه لا يقف عند واقع الحي الذي يتنفس بل يجتازه إلى عالم "ما وراء الواقع"، ويدخل في "المجهول" متعمدًا أن يخلق لنفسه "منطقًا" خرافيًا مفضوحًا، يقوم علنًا على إنكار المنطق، وقد تكفل هذا العقل المسحور، بتفسير الدين تفسيرًا سحريًا، فغيبه علنا وراء "حجب الغيب" ودفنه حيا، بأن جعل الدين هو شكل الدين. إن الصلاة الإسلامية هي أشهر جنازة في عالم هذا العقل الغائب.


فالفقه الإسلامي لا يدخر وسعًا في شرح معاني الصلاة الدقيقة والخفية لكنه لا يرى معناها الظاهر للعين المجردة. وقد أجمع الفقهاء على أن حركات الصلاة منقولة مباشرة عن رسول الله شخصيًّا، لكنهم لم يكتشفوا أبدًا، لماذا اختار الرسول عليه الصلاة والسلام، هذه الحركات دون سواها، مما دعاهم إلى تفسيرها تفسيرًا بلاغيًّا بحتًا. فالوقوف في الصلاة هو (المثول بين يدي الله). والسجود هو (إبداء الخضوع له). وقراءة آيات القرآن (سنة مباركة). وهي تفسيرات بلاغية بحتة، لا تقول شيئًا علميًّا،مهما أطالت في الشرح، لأنها تقوم على فهم سحري لفكرة الصلاة.
والواقع أنّ الفقه الإسلامي. الذي يسمي نفسه "علمًا". لم يشهد طوال تاريخه تجربة علمية واحدة، لاختبار علاقة الخشوع بطريقة التنفس، واستكشاف المعني الكامن وراء حركات الصلاة. وهي تجربة، كان من شأنها أن تقود المصلي المسلم إلى موضوع الكنز.
فالصلاة الإسلامية هدية كبيرة من المعلم الكبير. إنها ليست طقوسًا كهنوتية بل نشاطًا دينيّا بقوم به الجسم والعقل معا، طبق خطة مدروسة علميّا، للمثول أمام سر الحياة الخارق وجهًا لوجه. وهي خطة معروضة للتجربة في عالم الناس الأحياء، وقادرة على إثبات صحتها بشهادة علنية منهم. واذا شاء الفقه أن يتكلم ذات مرة بلغة العلم، فلابد من أن يعيد صياغة مناهجه الفصيحة، ويعود من عالمه الغائب لكي يربط جسره الذي انقطع مع الواقع، ويسلم للناس صلاتهم المسروقة.


من كتاب: الإسلام في الأسر؛ لكاتبه الليبي: الصادق النيهوم

22 October, 2010

زاد


منصّة ثقافية جادة، لمن يعمل عقله ويناقش بهدوء كل ما كان يعتمل في النفس بسكون. موقع زاد يحوي المقالات التي تتحدث في عدة مجالات دينية، ثقافية، أدبية. 

ومدونة شباب زاد فكرة خلاقة لربط الشباب خلال مكان واحد، شباب يكتب أو يقتبس مما لفت نظره ووجد أنه يستحق أن يُقرَأ من قِبَل الآخرين.



تذكرون موضوع صبا الصوت الذي كتبتُ عنه أوّل العام؟


حسنًا؛


يبدو أنّهم أولاد عم.

24 September, 2010

التفسير الشارح لما يحدث من فضائح

- لأ طبعًا ما يصحش تتنشر بالشكل دا! فين (مُحْسِن)؟
ذهب الموظف لينادي (محسن)، مصمم الجرافيك الألمعي، الذي يقوم بعمل السّحر الحلال ببرنامجه العجيب القادم من كوكب آخر.
قال له: الريّس عايزك!
تأفّف (مُحْسِن)، قال له: ما تعرفش عايزني في إيه؟
- في خبر كدا والزعيم الكبير مش واخد وضعه فيها، عايزينك تعدّلها قبل ما تتنشر مع الخبر.
- صورة إيه دي؟
- لما كانوا في اجتماع برا مع الزعماء.
- ويعني ما ينفعش تتحط زي ما هي؟
- لأ خالص طبعًا !
- وما تعرفش تعملها أنت دي؟ أنا كنت ناوي أمشي بدري النهاردة.
- للأسف لأ، أنت عارف آخري أخلي الصورة الألوان أبيض وأسود!
- يا عمّ ايه القرف دا بقى، والخبر دا حيتنشر امتى؟
- مش عارف، يا ريس أنت مبدع ومش حتاخد منك خمس دقائق على بعض!
- شفت المحلّ اللي فتح جديد تحت؟
- حمادة؟
- آه؟
- بيشكروا فيه.
- جامد جدًا ! لازم تجربه!
- باين إنك عامل مزاج!
- جدًا جدًا. استنى بس حروح أشوف عايزين مني إيه وآجي أكمل لك.
ثم قام (محسن) متثاقلا بعد أنْ حَشَرَ بقية السندويتش في فمه، ومسح يديه في بنطاله ظاهرهما وباطنهما، دخل على المدير مبتسمًا ابتسامة لزجة: صباح الفلّ يا بيه.
- صباح الخير يا فنّان، محتاجينك في حاجة سريعة لازم تعملها النهاردة قبل ما تمشي عشان تتنشر في عدد بكرة الصبح.
- تحت أمر سعادتك.
- الصورة كدا ما ينفعش تتنشر، عايزينك تعدلها بقى وأنت فاهم بقى.
- مالها الصورة يا باشا؟ زي الفلّ !
ينظر المدير إليه نظرة مندهشة، يشير بيده، يقول: أنت مش واخد بالك ولا إيه؟
- آه معلش معلش، أنا كان في بالي حاجة تانية! لأ طبعًا ما يصحش تتنشر كدا فعلا!
- لمساتك بقى يا فنان!
- أوامرك يا باشا، ساعة زمن وتكون على مكتب حضرتك.
- هو دا (محسن).
- ربنا يخليك يا باشا.
- ما تتأخرش عليّ.
- حاضر يا باشا، قبل ما تمشي حضرتك النهاردة حتشوفها جاهزة، حضرتك ماشي امتى؟
- أنا حروح مشوار وآجي تاني.
- اتفقنا.
- مامتك عاملة إيه صحيح؟
- كويسة يا باشا، ربنا يخليك لينا.
- طيب. أنا مش حمشي إلا لما أشوفك بقى.
- أكيد.
ويخرج (محسن) ساخطًا.
عندما أعلنوا عن وجود وظيفة شاغرة لمصمم رسومات، أخبره زميله (شريف) بأن يقدّم أوراقه، وأنّه سيضمن أنه سيقبل فيها فورًا لأنهم بحاجة لواحد، وفعلا لم تسأله اللجنة سوى إن كان يستطيع التعامل مع الفوتوشوب.
وبعد الظهر، كانت الصورة جاهزة.
وذهب (محسن) ليقابل المدير.
- ايه رأيك؟
- هايلة! طول عمري أقول عليك فنّان!
يبتسم بزهو. يقول: أنا حستأذن بقى يا فندم، أي خدمات؟
- لا لأ كثر خيرك قوي كدا النهاردة.
- مع ألف سلامة يا باشا.
- مع السلامة يا فنان.



23 September, 2010

!لا فيسبوك لا بكاء




ترجمة حرفية للجملة: No Facebook No Cry وهي جملة تعزية كما هو واضح !


الفيسبوك واقع !


منذ عدة أيام كنت أسأل أختي، تخيلي الفيسبوك وقع، وأنتِ بالتأكيد لديكِ أصدقاء فيسبوكيين، تشاركينهم وتحبين الحوار معهم، لكن كلّ حواراتكم على الفيسبوك، ماذا ستفعلين إن اختفى الفيسبوك وليس لديك أيّ وسيلة تواصل أخرى بهم؟ ولم تحفظي بريدهم الالكتروني؟

قالت أنّها لا تتخيل ذلك!

أهو الفيسبوك واقع !

الآن أنا بحاجة لأيقونة Dislike ! 


وعن الإدمان [على ما الفيسبوك يرجع !]يمكنكم قراءة هل نحن سطحيون بالفعل؟

17 September, 2010

!فعلٌ ماضٍ مبنٍ على المصالحة


قال لي صديق عندما وجدني أصرّ بشدّة على رأيٍ ما، وعَرِفَ أنّنِي كنتُ من قبل أتبنّى عكسه تمامًا، أنّ عليّ أن أبحث عن الماضي، وأنّني إذا وجدتُ من يُصِرّ بشدة على الاعتراض على رأي ما، فإنّه كان من قبل متبنيًا له، لذلك ستجده الآن مصرًا على الرأي المعاكس.

كنتُ في الحقيقة أقف ضدّ نفسي سابقًا وكأنّها عدوّ لي، لذلك أصرّ بشدة وبدون نقاش. الغريب أنّ نقطة ما فيك تعرف أنّك ترفض ذلك لأنك كنت كذلك، لكنّك تغفل أنَّ كل ذلك التعصّب ناتج من إحساسك تجاه نفسِك في السابق أكثر منه تجاه الشيء ذاته!
تجاه "أنتَ" الماضي!

الذي جعلني أتذكّر هذا الكلام مقال الصديق فهد فتّش عن الماضي، المقال لم يتناول بالتحديد "هيئة" الماضي التي علينا أن نُفَتّش عنه، لكنّ الغالب على المقال يبدو أنّه الماضي الفِكري للفَرْد عمومًا، كيف كنّا نتبنّى أفكارًا دينية/حياتية معيّنة نتبرّأ منها الآن أو العكس!

الماضي الفِكْري، العاطفي، الديني، الشخصي .. ليس شرطًا أن يكون شيئًا سيئًا أيًا كانت أحداثه! لأنّك الآن ما أنت عليه الآن بسبب ما حدث لك من قبل! [قليل من الوفاء إذن!]. لو كنتَ الآن أفضل، فلماضيك فضل ولكنّ الفضل الأعظم لإرادتك التي عَدَلَتْ بك نحو الأفضل، لو أنّك في السابق أفضل، فالوِزر على إرادتك التي خذلتك في الطريق، لأنّك لم تُغذِّها جيّدًا!
 لو تركنا الماضي ليتحكّم في تصرفاتنا فقد ضَمِنّا خسران الحاضر والمستقبل.

لا مناص من تقبل ماضينا كما هو بكل ترحاب، ولايوجد طريقة صحية سوى أن نؤمن بأن شخصياتنا في الماضي تختلف عن أفكارنا، فمهما اختلفت أفكارنا ومهما تحولنا ذات اليمين وذات الشمال، إلا أن شخصياتنا جوهرناستظل المركب الوحيد الذي نشق به عباب الحياة، فعلام التنكر لها ولماضيها !؟ *

ما الفائدة من العيش بنيّة الانتقام من الدنيا لأجل ما حدث في الماضي؟ وما الذي سأجنيه بالبقاء في الماضي للأبد؟ بالضبط كما يقول الصديق كريم:

الكره والحب وجهان لعمله واحده..الراجل إللي عاوز يتحرر من شئ يعترف بيه و يبدأ طريق جديد من غير كره..لأن الكره حيفضل يشعل قلبك و حيأثر على حياتك وعلاقاتك. **
حسنًا، لأول وهلة قد يبدو أنّني أخطأت الاقتباس، لكنّ المكان صحيح تمامًا، رغم أنّ كريم قال ذلك في سياق حوار آخر تمامًا، إلا أنني أعنيه هنا تمامًا.
أيّهما أفضل، أن تعترف أنّ ماضيك ليس جيدًا، أن تنوي أن تنأى بمسارك عن كلّ ما يتعلق بذلك الماضي، وبكامل وعيك تعترف بهذا الماضي، لا بفخر، ولا بندم، وإنما فقط بتقرير جامد حيادي، بلا أيّة مشاعر انتقامية، هجومية، عدائية، ولا غرامية بالتأكيد!

أم البقاء ليل نهار في ندمٍ مفسدٍ لكلّ ما يمكن أن يكون في المستقبل؟ لكلّ جميل ومثمر محتمل مقابل ما يستحيل تغييره!

لا يبكي الشّجر عندما تسقط أوراقه بل يصنع أخرى، لا يتوقّف الورد عن إثمالنا بالعِطْر لأنَّ به شوكًا! رغم أنّ الشوك من حاضر الورد لا ماضيه.

ليست هذه فلسفة "وردية" ما ! لكنها واقعية بحتة، لمن يريد أن يُكمِل حياته دون أن يخسر مستقبله، لن تتخلّص من كل ذكرى من تركك أو كرهك إلا بإنزالهم منازل الأشخاص الذين لا تهتمّ لأمرهم، ولنْ تتوقّف أبدًا عن نسيان من تريد أن تنسى بكرهه! لأنّ الكراهية فعل تآكل القلب باستمرار لصالح الشخص المعني! لا يمكنك أن تكره شخصًا ما وتقول أريد أن أنساه، أنت بذلك تؤكد امتلاكه لقلبك! تمامًا كما شرح اقتباسي الأخير باختصار في سطر ونصف! لا يعني كذلك أنّني أدعو لترك الحقوق، أنا أتحدث عن الأمور النفسية، لا الحقوق التي تسعى لانتزاعها من مغتصبيك رغم أنوفهم!

لا حلّ في الماضي إذن سوى التصالح معه، لنعقد معه هدنة، سنعترف بوجوده، على الرحب والسَّعة، هناك ما سيسقط رغمًا عنّا بحُكْمِ الذّاكرة- وهذا يختلف من شخص لآخر-، وهناك ما سنتذكّره، فهو فِكْر آخر نختلف معه الآن بعقلانية وبنضج، وشخص مراهق علينا أن نتسامح معه، أو حتى مختلّ عقليًا يحاول التعقّل! كلّهم نفس الشخص. فعلام نخسر أنفسَنا وأرواحنا وشخصيّات أفضل يمكن أن نكونها لأجل ماض مبنٍ على الذاكرة؟




* * فيسبوك.

14 September, 2010

أنا الأخرى




كثيرًا ما تساءلتُ عن شخصيتي الحقيقية، أحيانًا أشعر أنّ هناك واحدة أخرى هاجعة تحت جلدي، وأنّها يومًا ما ستخرج للنّور! وأنّني كلّ هذا الوقت أقوم بتغذيتها كي تنمو وتصبح أكثر قوّة وصلابة لتخرج للحياة دون أيّ تردد! تمامًا وكأنّها لُبّ وكأنّني قشرة! وكأنني سريعًا ما سأتكسّر لتخرج هي بثقة!

تلك الأخرى القوية الواثقة التي أحبّها دون أن أراها، والتي لا أجد مشكلة أبدًا في أنْ (أتقشّر!) لتخرج هي، وأتنازل لأجل أن تظهر للحياة! الأخرى -التي أخشى ألا أتعرّف عليها أبدًا- تثير فيّ تساؤلا واحدًا، أخلاقيًا !

الأخرى لا أعرف ديانتها، ولا أخلاقها، ولا أيّ شيء عن مبادئها !!

فكّرتُ كثيرًا، ماذا لو شربت المسكرات؟ هل ستظهر؟

ماذا عن "الحشيش"؟

ماذا لو جرّبته؟

أليس من المعروف أنَّ المسكرات تُذهِبُ العقل؟ ويتصرّف الإنسان بعد ذلك طبقًا لما يوجد في لا وعيه؟ ويقوم بعمل ما يودّ عمله حقًا لكنّ عقله الواعي يمنعه من فعله؟

حسنًا، لا أنكر أنني تمنيتُ كثيرًا أن أقوم بفعل ذلك، رغم أنّني لم أقم بأي محاولة، لأنّه كانت هناك مشكلة عويصة، من ذلك الشخص الذي يمكن ائتمانه على سرّ كهذا؟ لا يوجد صديق على الإطلاق يمكن أن يؤتمن على فعلة كهذه !

حتى لو وُجِدتْ صديقة ما يمكنها أن تسترّ سرًّا كهذا، كيف سأواجهها بعد أن أعود لوعيي؟ هل ستحكي لي حقًا ما قلتُه وفعلتُه؟ هل نقوم بتصويري صوتًا وصورة؟ كان يمكنني أن أقوم بفعلها وحدي إذن دون حاجة لفضح سرّي أمام أحد! – ها أنا أفضح أفكاري أمام العالَم!- لكنّ الكتّاب(بافتراضي واحدة) ليس عليهم حرج!-

التساؤل الأعظم، ما الذي يمكنني فعله/قوله؟ لو فعلتها وحيدة فكلّ ما يمكنني فعله هو الهرطقة بكلام غير مفهوم، ماذا لو فعلتها في مكان به أشخاص؟ من هي تلك الأخرى التي ستظهر وتحرجني؟ - افترضتُ أنّها ستحرجني لأنّ الإنسان بلا عقل كائن مُحرِج فعلا!- لتتخيلوا ذلك، ألم تكونوا من قبل في حضرة أحد المختلّين عقليًا؟ لم تشاهدوا أبدًا أحدًا من ذوي الاحتياجات الخاصّة؟ الأمر محرِج لذوي العقول! أعني أنّ كونك دون "عقل" بالطبع، لا أعني المَرَض! فهل أختار بيدي أن أكون كائنًا غير عاقل، ولو لساعات - لأنّ الأمر لا ينتهي في دقيقتين!-؟

دعونا من التساؤل الديني، كنت أعلم أنّ هذا أوّل ما قد يطلقه البعض، وقد أكون خرجت من الملّة لديه الآن! لم أسأله لنفسي، أو ربّما سألته وتجاهلته، لأنّ التفكير في التجربة كان أولى لديّ من دحضها لأجل إجابة جاهزة لن تشفي غليلي.

الذي أجاب سؤلي أخيرًا، وجعلني أتذكّر كل هذا الكلام، مقال للصديقة سلمى هلالي، والتي أجرؤ أن أقول أنّها صديقة فِكْريّة، دون حتى أن تدري هيَ أيَّ شيء عن أمر صداقتنا هذه !

المهم، المقال يتحدث عن رأيها في كتاب "ما بعد اللا منتمي للكاتب كولن ولسن"، تقول:

تحدث أيضا عن تجربته مع المخدر... لم يكن مدمنا... و إنما جربه ليعيش تجربة "الإدراك"... كان هذا جزءا من ثقافة شباب الستينات و السبعينات في أوروبا كما يبدو... كان الفصل ظريفا و أعجبني...
المخدر أو المسكر قد يجعل الرؤية أوضح، إذ تسكن القشرة الخارجية أو القناع ليعود للأصل... ولكن الخطأ أنه محفز خارجي و ليس إدراكا نابعا من الذات... و لذلك انتقده ولسون

حينها وجدتُ إجابة سؤلي، وعرفتُ أنّ تجربتي، سواء كُتِبَ لها أن تكون أو لا، فإنَّها ستظلّ تجربة لسويعات معدودة، وأنَّني سأعود بعدها لأنا [الآنية] بعقلي وحياتي وذاكرتي، عدا بعض المشكلات التي ستحتاج لمعالجة بعد سويعات سكر وعربدة!!! والله أعلم شو كمان !!!

وأنّني [الحقيقية] التي ظهرت في تلك السويعات ستموت فور أن أعود لعقلي، لتعود أنا [الأحقّ]! أنا التي تتعامل بلا أي محفزّات خارجية ولا منبّهات لها وقت انتهاء صلاحية، أنا التي بكامل إرادتها وذاتها ومبادئها وأخلاقها، والتي أحبّها أكثر من تلك الهاجعة أسفل أظافري!

تقول سلمى عن المترجم:

اللطيف بالأمر أن المترجم "يوسف شرور" كان صديقا لولسن و قد تحدث أيضا عن تجربته مع المخدر بعد أن أقنعه ولسن بتجربته... و لكن النتيجة كانت مخيفة في حالته إذ أنه انتحر دون أن يشعر... و حينها ابتسمت من طرافة الموقف، فكيف يحدثنا و يكتب و هو منتحر ... و لكنه أكمل قوله أن مدبرة منزله قد شاهدته و أسعفته... كل هذا و هو غير واع...
لم يجد المترجم فائدة للحياة في لا وعيه/لا عقله فحاول الانتحار!

أعتقد أنّ الإجابة واضحة جدًا !

لو أنّني أريد أن يتمّ سلب عقلي، ربما عليّ أن أتزوج!
ـ

06 September, 2010

الذي لا يُحِبّ أحدًا




يقول أنسي الحاج: "توقّفْ عند من لا يحبّ أحدًا، ويحبّك. إذا استطعت، فلا تخذله. وإلّا فاركضْ ناجيًا بنفسك".


أولئك الجافّون الصلفون من وجهة نظر الآخرين، الذين يبدون كأقسى البشر، والذين يُقْسِم القاصّون في المجالس بالأحجار التي تُقِرُّ في صدورهم مكان قلوبهم، هم أفضل من يمكن الوقوع تحت وطأة عشقِهم. هم الجميلون الذين تقول عنهم أحلام:

" يسكنون أحلامنا النسائيّة، الذين يأتون ليبقوا.. و يطمئنوا.. و يمتّعوا.. و يذودوا. ليحموا و يحنوا و يسندوا.. الذين ينسحبون ليعودوا، و لا يتركون خلفهم عند الغياب كوابيس و لا جراحًا و لا ضغينة. فقط الحنين الهادر لحضورهم الآسر، و وعدًا غير معلن بعودتهم لإغرائنا كما المرّة الأولى. كم من مرّة سنقع في حبّهم بالدوار ذاته، باللهفة إيّاها. غير معنيّات برماد شعرهم و بزحف السنين على ملامحهم. ليشيخوا مطمئنّين. لا الزمن، لا المرض، لا الموت، سيقتلهم من قلوبنا نحن "النساء النساء". كيف لحياة واحدة أن تكفي لحبّ رجل واحد ؟ كيف لرجل واحد أن يتكرّر.. أن يتكاثر بعدد رجال الأرض."


الذين لا يتكررون إلا كلّ بضع أزمِنَةٍ ضوئية، ولا يحدث أن نلتقيهم إلا عندما نكون قد عزمنا أمرنا على الرحيل، فيأتون ليمنحونا أسبابًا للبقاء، يزيلون عن أرواحنا الرّان ويثلجون صدورًا صفّرتْ فيها الرياح الرملية طويلا.


الذين لا يعرفون منح أرواحهم إلا لشخصٍ واحد؛ لو كنتَ – بشكلٍ ما – محظوظًا كونك من أحبّوا، فإياك أن تهزأ بهم أو تخشى جانبهم، فهم دونك وأأمن بَشَرٍ عليك في وقتٍ تظنّ فيه العكس.


أولئك الذين لا يهوون التعرّف على النّاس، ولا يحبّون الاجتماعات الكثيرة، ولو حدث، فستجدهم في الزاوية حيث لا يعبأ بهم أحد، لو أنّك تعرفت على واحد منهم فتقرّب منه، ولو أنّه صاحبك أكثر فاعرف أنّك من الصفوة، وأنّ الخير، كلّ الخير، في البقاء بقربهم، والتلذذ بدفء حديثهم.


لو لم تقابل سوى من يحبّ جميع البشر، ويتملّق جميع البشر، ومن تجده في كلّ المناسبات متطفلا أكولا جهولا. فإنك سيء الحظّ حتمًا ! وعليك أنْ تنجو بنفسِك بعيدًا. كنْ أنتَ واحدًا من هؤلاء الجنود المجهولين، فـلتكن أنت أوّل من تَعْرِفْ!


ـ

02 September, 2010

! ق ر أ ~ قرأ

الصديق عصام قام بتوريطنا في أحد الاستجوابات، هذه الظاهرة ظلّت خامدة فترة طويلة في عالم المدوّنات
:D

على كلّ حال. لنر ما لدينا


من أرسل الدعوة؟

عصام حمود


ما هي كتب الطفولة التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟

ليس من محتوى الكتب ما هو عالق بذاكرتي بقدر ما أذكر أسماءها ! مجلة ماجد كل أربعاء كانت طقسًا مقدسًا، روايات مصرية للجيب بكلّ إصداراتها.


من أهم الكتاب الذين قرأت لهم؟

ديكارت، الغزالي، ابن القيم، عبد الرحمن الجوزي، أحمد خالد توفيق، محمد شحرور، أنسي الحاج، روضة الحاج، نزار قباني، جبران خليل جبران، الرافعي، المنفلوطي. هؤلاء من قفزت أسماؤهم لذاكرتي، لكنني متأكدة أنّ هناك المزيد.


من هو الكاتب الذي قررت أن لا تقرأ له مجددا؟

سأسرق إجابة عصام وأقول: أنه د. نبيل فاروق، وأضيف عليه أنيس منصور، عائض القرني.


من هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبدا وتتمنى قراءة كتبه؟

الروائي الروسي دويستوفسكي، العالم الفذ أينشتاين، كتاب مذكرات هتلر، نيتشه، العقاد (بدأت فعلا بكتاب كانت نصحت به هوندا)


ما هي قائمة كتبك المفضلة؟

صعب صعب .. كثيرة جدًا ويفضل ألا يكون هذا السؤال محددًا بوقت !

صيد الخاطر - عبد الرحمن الجوزي
تأملات في الفلسفة الأولى - ديكارت
اللاهوت العربي وأصول العنف الديني - يوسف زيدان
نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – محمد شحرور

رمل وزبد - جبران خليل جبران
عزازيل - يوسف زيدان
ظل الأفعى - يوسف زيدان
صحرائي الكبرى - إبراهيم الكوني
رسائل الأحزان - مصطفى صادق الرافعي


الكتب التي تقرؤها حاليا؟

التعالق*- أكبر لغز في الفيزياء تأليف أمير أكزيل وترجمة عنان الشهاوي عن المركز القومي للترجمة
حياة المسيح - عباس العقاد
التفكير فريضة إسلامية - عباس العقاد
حد الموسى** - سومرست موم

وينتظرني على الرفّ:
فلسفة العلم في القرن العشرين - يمنى طريف الخولي
تفسير القرءان - محمد عبده

في صحراء قاحلة أي الكتب تحمل معك؟

هممم.. في أحوال عادية سأجيب: سآخذ الكتب التي أقرأها لأكملها هناك، لكن لا أنكر أن إجابة عصام تؤثر عليّ حاليًا ! لذلك سأقول: أية رياح طيبة ستذهب بي هناك؟


إرسال الدعوة إلى أربع مدونين:

هوندا
سديم
مياسي
سم ون




*Entanglement
** The Razor's Edge



01 September, 2010

إلهام صباحي




صباح الخير يا عمري
صباح الحب والأفراح


أشوف الشمس بعيونك
أجيب الكرسي ‘الهزاز’
وأقول للحزن: يلا ارتاح !


وألمس ضحكتك ألوان
أقول للماضي: ما قصّرت
أردّ الباب
وأضَيِّعَ المفتاح !


صباح الخير
لَمَّا الكون
يصحى لأجل أنتَ فيه


صباح الخير
لمّا الليل
ينتظر في الدور
وأنت الأمنية اللي ليه


صباح الحبّ يا فَرَحي

صباح تأخّر أحلام
وسنين انتظرت أرجيه


صباح الخير
بوجودك
بسموّك
وبالحلى اللي فيك وأبيه..



على الهامش:
ناداني

28 August, 2010

أسطورة

تقول الأسطورة: "من يتمتع بلذة الحبّ يبقى خاليًا من الأصدقاء، ومن يلتقي بأصدقاء الأبدية تظلّ نفسُه هائمة لا تجد النّفْس التي خُلِقَتْ منها!

كُتِب على الدفء ألا يكون إلا من مصدر واحد، كما الشمس لأمّنا الأرض"



ظلّت تتردد الكلمات في ذهنها وهي تعبُر الطريق صباحًا، قالت لنفسها:" هراء.. هراء.." بالتأكيد هذا ليس صحيحًا، أنا لديّ أصدقاء رائعون، وسَأُزفّ إلى الرجل الذي أحبّ قريبًا. هذه الأساطير يكتبها أشخاص معقّدون يظنون أنّ تجاربهم الشخصية يمكن تعميمها على العالَم بأسره.



وللحظة شعرت بالكراهية تجاه غرور الكتّاب الذين يكون تأثير كلماتهم قويًا، للحظة شعرت بالحنق تجاه كلّ كتاب فضحها أمام نفسِها لأنّها شعرت أنّ الكاتب هتك أكثر أعماقها خصوصية قبل أن يخطّه ليقرأها العالَم! عادت للواقع تتقافز الخواطر في رأسِها، واحدة تقول: "ليتكِ لم تقرئي الكتاب"، وأخرى: "الآن ستفتعلين المشاكل مع خطيبك لتثبتي صحة ما قرأتِ" وثالثة: "بل ستخسرين أصدقاءك وتبقين طيلة العمر في دوامة الزوجة والأم لا تخرجين منها!".


ولأنّها محاسبة ناجحة، وتعلم جيدًا كيف تجمع البيانات وتحللها وتستنتج منها معلومات ملموسة يمكن الاتكاء عليها واتخاذ قرارات حرجة على أساسها، لم تكن سوى أسوأ فكرة هي الأكثر إقناعًا بعد تحليل سريع! قالت لنفسها:"بل سأخسر الاثنين بغبائي! سأخسر أصدقائي أولا لأنني أحب هيثم كثيرًا، ولأنني سأظنّ وقتها أنّ الزواج أكثر أبدية، ثم سأخسر هيثم لأنني سأفتقد أصدقائي وسأشعر أنّه المسؤول عن خسارتي إياهم!" ارتاحت للفكرة، وارتعدت!

لم تعد قادرة على التركيز في عملها، لكنّها أبَتْ أن تستسلم كي لا تَثبُت الفكرة! لن تسمح لهذه الأفكار بهدم حياتها!



بعد الظهر قابلت خطيبها في المطعم المفضّل لكلّ منهما. أخذت تتأمّله. كم هو حنون ومهتمّ، يتصرف بطفولية غريبة في أوقات غير مناسبة، لكنه عيب تافه. من قال أننا نتخلى عن احتياجات الأطفال بمجرّد أن نكبر؟ نفضت رأسها بقوّة.


- معايا؟


- قل لي صحيح هو أنت بتصدق الأساطير؟

- أساطير إيه؟

- أساطير الآلهة اليونانية مثلا. أو أي أسطورة أخرى تشعر لوهلة أنّها حكاية من جَدّة فانتازية ما قادمة من عالم فانتازيا!

- أنا يا رفيقتي في هذه الأشياء لا أصدق ولا أكذب. أنا أقرأها من باب التسلية والمعرفة، قد تكون أحداثًا حقيقية فعلا في الماضي، حدثت بشكل ما، وقد تكون حكايات. كألف ليلة وليلة مثلا، قد تكون قصة حقيقية مؤرخة، وقد تكون حكاية جميلة كتبها أديب واسع الخيال! المهمّ ألا أدع كونها حقيقة أو باطلا يشغلني عن حياتي الحقيقية التي أعيشها أنا!


ابتسمَت لملاحظته، هو ذكي أيضًا، ويعرف كيف يقرؤها حتى عندما تحاول أن تغلق ضفّتي كتابها كي لا تزعج من حولها!


همست له في عذوبة: أنت رائع!

- ألا ترين أنّ الوقت متأخر قليلا لاكتشاف ذلك؟


- ما رأيك أن نقوم بعمل رحلة قبل زواجنا؟ نوع من "توديع العزوبية"، ولنذهب جميعًا لمكان ما في مدينة أخرى، بدلا من أنْ يأخذك أصدقاؤك، ويأخذني أصدقائي كلّ على حدة؟

- تريدين أن تبرهني شيئًا ما؟

- نعم وَ لا.

- لا مشكلة. لكنْ؛ شيء واحد أريده منكِ.

- تمّ !

- أريدك أن تتذكّري أنّ المفرد منها "سَطْر" و"أسطورة"، وأنّ جمعها "أساطير" و" سُطور" لا أكثر!

- أنتَ أسطورتي الحقيقية يا هيثم.


ـ

25 August, 2010

!قوة الآن

لا أصدّق أنني بدأت فعليًا قراءة كتاب "قوة الآن"* مترجمًا، للكاتب "ايكهارت تول" الذي بقي جالسًا لمدة عامين على مقعد في المتنزه بعدما وصل لحالة من الاستنارة الروحية، وعلى حدّ قوله، أصبح بلا مأوى ولا عمل ولا عائلة لكنّه حصل على الكنز الذي أصبحت الناس تسأله من أين لك هذا، نريد مثله!

يدور الكتاب حول مفهومين أساسيين؛
الأول: التحذير من "أنت" المزيّف، الذي يريد شلّ سعادتك بطرق قد لا تفهمها أنت نفسك. وغالبًا هو عقلك، والتفكير المشتت، حسبما فهمتُ.

الثاني: الأخذ بيدك للطريق الصحيح للاستنارة الداخلية، عن طريق تحرير نفسك من العبودية التي استحوذت على إدراكك وعقلك!

نوع من التنمية البشرية الـ "مجرّد" إن صحّ التعبير، تعوّدنا أن تكون "أيًا كان اسمها" معنونة دائمًا بـ"حدد هدفك"، "ابن مستقبلك"، "تعرّف على قوة عقلك الباطن".. وهكذا.

لا أنكر أنّ القراءة في هذا المجال أفادتني سابقًا، لكنْ أنْ يصل الأمر لـ: "كلما خلقت ثغرة في عقلك سينمو ويقوى نور وعيك" وَ "أكثرية العلماء ليسوا مبدعين، ليس بسبب عدم معرفتهم كيف يفكرون ولكنْ بسبب عدم معرفتهم وقف التفكير!". فإنني لا أجد ردًا سوى: حسنًا؛ دعني أفكّر بالأمر!

أقول أنّه لا يستطيع القارئ الذي لم يقرأ قبلا عن العقل الباطن، ولا يعرف التفكير المجرّد ولا شيئًا عن الفلسفة أن يفهم ما يتحدث عنه الكاتب، وإما سيجده محض هراء، أو أنّه سيجده معجزًا!

يقول أنّ الألم الجسدي يحبّ البقاء والخلود، وأنّه يتغذى عليك عبر أشكاله المختلفة، غضب، كراهية، حسرة، حزن، دراما عاطفية، عنف، وحتى المرض!

وأنّك إن استسلمت مرة فإنك تريده أكثر، تصبح كالمدمن. رغم أنّك تطالِب – ظاهريًا – التخلّص من الألم، لكنّك لا تفعل – فعليًا – أيّ شيء حيال ذلك !

أما لو كنت واعيًا فإنّ طلب المزيد من الألم سيكون خطًا أحمر لن تسمح لنفسك بالوصول إليه [حسنًا هذا أفضل تعبير استطعتُ الوصول إليه لأنني أفهم ما يتحدث عنه الرجل] لكنّه يقوله بطريقة أخرى، بصراحة، لا تعجبني!
أجمل ما في الكتاب، هو أنّه يقوم بالتركيز على الحاضر، ويشرح كثيرًا لماذا علينا ألا نفكّر في الماضي، ولا ما حدث فيه، ولا القلق كثيرًا بشأن المستقبل، لا من وجهة نظر تقاعسية (كما قد يبدو لأول وهلة)، ولكنْ من وجهة نظر أنّ كل الأحداث التي تأخذ حيّزًا في حياتك تحدث الآن! ما حدث لك في الماضي وقت أن حدث كان "آنيًا" وقتها، إن صح التعبير، وما سيحدث لك في المستقبل سيحدث لك في "آن" المستقبل! لذلك. عِـش اللحظة. ماذا تريد أن تفعل الآن؟ الآن أنت موجود تمامًا. وجودًا كاملا.

العجيب، أن الكثير من الكتاب كتبوا الكثير عن هذا الأمر من وجهات نظر تعقّلية أو لمعالجة الألم أو تناسي الأحداث السيئة وغيرها.

أخيرًا، لم أستطع إكمال الكتاب للنهاية! رغم أنني استمتعت بما قرأتُ، أو بالأحرى، بما أردتُ أن أفهم مما هو مكتوب، فيما عدا أنّ هناك مواضع مررتُ بها تحتاج لمراجعة النسخة الانجليزية لمعرفة ما يتحدث عنه الرجل فعلا، وفيما عدا أنّه أهان الزّمن بشكل مريب وغير علمي- بالنسبة لما وصل له علمي !- على الأقل أينشتاين قال أنّه نسبي، الزّمن بالنسبة لك الآن يختلف عنه عنك وأنت مسافرٌ في الفضاء**؛ يمكن أنْ يساعدك الكتاب لتحاول معالجة طريقة تعاملك مع الماضي، لو أنّ لديك مشكلات كثيرة هناك!
ـ


"The Power Of Now"*

ـ ** يقول أحدهم بعد أن طُلِبَ منه شرح نظرية النسبية في جملة: لو أنّ امرأة شابة جلست على حجرك لمدة ساعة فإنها ستمرّ عليك كدقيقة، بينما لو جلست عجوز شمطاء لمدة دقيقة فإنك ستشعر أنّها دهرًا !! وعندما سمع أينشتاين ذلك الشرح، قال بأنّه أفضل شرح سمعه لنظريته!


22 August, 2010

سنّة الحياة

ليه العيال هم اللي المفروض يجلبوا السعادة للمرء؟
لا تقل لي: سنة الحياة!
مفيش حاجة اسمها سنّة الحياة!
معلش يعني!



سنن الكون هي الأشياء التي ليس للإنسان يد فيها. دوران الأرض حول نفسِها وحول الشمس، حدوث الليل والنهار هي سنن كونية لا يختلف عليها اثنان. يمكن مجازًا أن نقول أنّ حصولها "سنّة الحياة!" بمعنى أنّ الحياة بمعناها التي نعرفها ستختلف تمامًا لو أنّ أحد هذه الأشياء اختلف، أو اختلّ. بينما الخِلفَة مش سنة حياة!
إلا لو كانت الحياة بالنسبة لمن يتحدث هي ذلك الكون الضيّق، الذي لا يتعدى زوج وأطفال فقط! فتكون هذه "سنة الحياة" بالنسبة إليه، لأنّ نظرته لا تتعدى ذلك! لا يعرف معنى الكون كما خلقه الله! وإنما يعرف كون الحياة بزاوية ضيّقة للغاية!

هل هي عادة إذن؟
لا أدري.

ربما هو احتياج لأحد ما نلقّنه من البدء أشياء نريد له أن يتعلّمها منا نحن. وكأننا نمنحه – بالإضافة لأموالنا كي لا تذهب لغرباء!- إكسيرنا الخاصّ للنجاة من الدنيا المتعبة، خلاصة حكمتنا وعصارة أفكارنا، ناسين، أو متناسين أننا من جئنا بهم في المقام الأوّل!

هل هو شيء نفعله لأنه من الصعب إجادة الأشياء التي تحتاج لدراسة؟ الزواج والإنجاب لا يحتاجان لدراسة! يكفي أن تولد ذكرًا أو أنثى، وأن تنمو باطّراد الزمن، ويمكنك شغل منصب مدير تنفيذي ورئيس مجلس إدارة مرة واحدة!



العجيب أنّ هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي تمنح البهجة نتركها تمرّ دون أن نعيشها، نظنّ أن الأشياء الكبيرة فقط عليها أن تمنحنا السعادة الأكبر. لكنّ هذا لا يحدث. وفي كلّ مرة نظنّ أن يوم خطبة صديقتنا الصدوق، زواج صديق، أو وقوعنا في الحبّ لأول مرة سيكون شيئًا كبيرًا، أو أي شيء "كبير" بفهومنا سيكون يومًا "مميزًا" و"لا نتخيله" يجيء هذا اليوم ليصفعنا بسخرية قائلا: هع! يا لكم من بلهاء! أيّة طعم كنتم تريدون أن تتذوقوا؟


مؤخرًا مررتُ بتجربة روحية مميزة جدًا. تعلّمتُ كيف يمكن لنا أن نشعر بالسعادة الحقيقية من أشياء صغيرة نمرّ بها/تمرّ بنا. عليك فقط أنْ تكون مستعدًا لذلك. لا يمكنك أنْ تنتظر أنْ يُسعِدك الآخرون أبدًا! ولو أنّ بعضهم يُرسَل إليك من وقتٍ لآخر لأجل أن يطرق نوافذك، ويأخذ بيديك إلى مكان ساحر. ويتركك. فلا تنشغل عن روعة المكان بأنْ تنظر للخلف. وتضيّع تلك الفرصة، لأنّها لن تتكرر!



ما الرابط بين بداية المقال ونهايته؟

ربما.."بعض الموسيقى والكلمات الملحنّة جيّدًا قد يكون كلّ ما تحتاج إليه حاليًا" !ـ
: )

18 August, 2010

امرأة من أقصى المدينة - إيما شاه

امرأة من أقصى المدينة - إيما شاه

صنَعَتْ يومي اليوم !

- -

رجلٌ من أقصى سفرٍ،
وامرأة من ماء.


رجلٌ من سفرٍ،
وامرأة من أقصى ...


رجلٌ،
وامرأة من أقصى سفرٍ ...


لا تحملنا لغة
ننظر، وجهي، في وجهكِ في وجه الساعة
ننتظر الحفلة أن تُنهِي لغة الرقص لنبدأ لغةً أخرى
لا تحملنا لغة.

نصعدُ فوق الموسيقا، ننسى أنّا نصعدُ فينا،
ننسى أنّا نخلُقُ لغةً،
كلّ منا يعرفها،
حسب مجازات الصدفة،
أو حسب جواز اليقين.


هذه الصخرة أعرفها،
هذا الجدول حين قرأتُ عليه الشّعْر،
بكى،
بــ ـكــ ــى ...
بــ ـكــ ــى ...
بــ ـكــ ــى ...
بــ ـكــ ــى ...


ثمّة ظلّ يلحقني في كلّ مدينةٍ
لا أقصد ظلّي الظِلَّ!
أو ظلّي الساكنَ
أو ظلّي الخائف!
حين يكون هو السائرُ وأنا ظِلٌ في ظلّه!!

فرحٌ أسود ظلانّا،
بقميصٍ أسود ظلانا،
شيء أسود ...
...
...
...


ليس لديّ سرير،
أفترش الأرض وتفرش رغبتها في أرض أخرى!
أفتح شبّاكًا
- تفتح شُبّاكًا!-
وشبابيك مدائننا مطفأة!
والنّاس..
والنّاس..
والنّاس..
والنّاس..

كانت تَدخُن وجهًا أسمرَ في رئتين،
كان الأسمر في رئتيه مقابر ناس.

والنّاس.
شُباكًا. شُباكًا.
شُباكًا.

هنا على الفيسبوك

10 August, 2010

الخيميائي - حينما يكون الفرق حرفًا

سنين طويلة وحلمي أن أكون نحيلة جدًا كعارضات الأزياء لكنني يومًا لم أواصل ما يجعلني كذلك، دومًا كنت أتوقف عند مرحلة ما أقل، وأقول لنفسي: "كدا كويس". حتى إذا ما زاد وزني مجددًا وأفقت على بضعة كيلوات زائدة انتفضت لأعود من جديد لذات المرحلة التي أقول عندها: "كدا كويس!".

عرفتُ الآن أنني طيلة الوقت كنتُ أخشى إن تحقّق الحُلُم ألا أجد حُلُمًا أعيش عليه!! تخيلوا لو أصبحتُ نحيلة ولم أجد أنّ الأمر كان يستحق أن يصبح حُلُمًا. وتكون حياتي مقرفة رغم أنني نحيلة!!! هل كنت أتخيّل أنني بمجرد أن أصبح نحيلة وأرتدي مقاسًا أصغر سأجد السعادة وراحة البال؟ تقول لي أختي -النحيلة-: على فكرة النُحْفْ عادي يعني! أنتِ مكبرة الموضوع!

هذه تمامًا هي النقطة ! أنا مكبّرة الموضوع! لأنّ الأحلام التي نريد تحقيقها بقوّة تبدو لنا كبيرة جدًا لدرجة أن نخشى لمسها. قلتُ لمن كان خطيبي يومًا: لن أتزوج قبل أن أنحف! ربما كان هذا سببًا لانتهاء العلاقة !

في جلسة سابقة مع صديقاتي، أسألهنّ عفويًا: لو أنني أصبحتُ نحيلة وأصبح الجو باردًا، ماذا تظنن ستكون شكوتي؟

وأجابتني صديقة مشاكسة أحبّها: ستطلبين العريس بقى !

طبعًا كانت تمزح، لأنّها تعرف جيّدًا أنّ وزني لا يشكّل مشكلة للآخرين، بعض الناس يظنون أنني أذهب للجيم أو لدكتورة التغذية لأنني أريد زيادة وزني!! هو عقدتي الخاصة جدًا وصورة الجسد الذي أريد أن أكون عليه. هي مشكلتي التي لم يستطع أحد أن يقنعني بعكسها. حتى صديقاتي الممتلئات الراضيات لم أستطع أن أفهمهنّ. أقول بالتأكيد هذه اختلافات أحلام. ربما حلمها الذي يوازي حلمي أنّها تريد أن تتزوج! أو تنجب. أو أيّ شيء آخر!

بالضبط كما كان الشيخ صاحب محل الكريستال لا يريد أن يذهب للحج بمكة كي يبقى حيًا على هذا الأمل، ماذا لو ذهب وحجّ وعاد؟ كيف يحيا؟ على أيّ صورة تغفو عيناه عندما يريد الهرب من روتين الأكل والملبس والمشرب والنوم اليومي المعتاد الممل؟

لابدّ لي من حُلُم جديد إذن. حُلُم آخر أحيا لأجل أن أحققه.

الخيميائي رواية لباولو كويلو، ثاني رواية أقرؤها له بعد 11 دقيقة. أسلوبه مميز كالعادة مع أنني أقرأها مترجمة لكنني أشعر به يخاطبني تمامًا. الرواية جاءت في وقتها تمامًا لدرجة تجعلني أشكّ شكًا لذيذًا في أنّ الملك *ملكي صادق ملك سالِم*(أحد الأبطال) قد جعلني أبتاع الرواية أمس بالتحديد لأقرأها اليوم بالتحديد لأجل أنْ تفسح لي في روحي متسعًا من الرّضا والفهم.

يقول أحد الحكماء شخوص الرواية:" إنّ سر السعادة هو أن ترى كلّ روائع العالَم دون أن تسكب قطرات الزيت من الملعقة"

يمكن أن أضع بين القوسين السابقين أي اقتباس محمّدي أو قرءاني أو أي قول مأثور آخر عن الاعتدال!

لا تجعل شيئًا يأخذ مكان بقية الأشياء!

وهذا صعب جدًا كأن تسير حاملا ملعقة بها قطرات من الزيت، وفي ذات الوقت عليك أن تنتبه لكل الجَمال بالعالَم، وتتجنب التعثّر فيما قد يعيقك أيضًا!

وقد يكون كنزك الذي رحلت للبحث عنه هو رحلتك ذاتها! من يدري؟

ما تعززه القصة أن على المرء أن يعيش حياته الآنية، لا عليه بالماضي ولا المستقبل. في كل مرة تلومنّ الدنيا وتنزوي غاضبًا منها أنت الخاسر الأعظم. لن تكون حيًا كما تريد. وإنّما روحًا بائسة تنفر منها كل الأراوح. لا تدع حلمك الكبير يفلت منك أبدًا لأنّه الشيء الوحيد الذي سيوصلك للطريق الذي ترضى عنه تمامًا، و"لكي تعثر على الكنز عليك أن تتبع العلامات، فالله قد هيّأ لكل امرئ طريقًا ليسلكه، وعليك فقط أن تحسن قراءة العلامات التي تركها الله لك في الطريق".

كما لا تنس أنّ "ثمّة لغة كونية يفهمها كل شخص" فلا تقلق بشأن اللغات كثيرًا!

لا أدري لماذا تأتي مقالاتي عن الكتب التي أقرأها مشخصنة جدًا لدرجة أنني لا أتكلم عن تفاصيل وأحداث الرواية بقدر ما أتحدث عن تأثيرها عليّ !!

على أيّة حال هذه ملاحظة جديرة بالذكر.

الرواية تستحق أن تأخذ من وقتك سويعات

08 August, 2010

ذكروني ألا آتي مرة أخرى

لم أستخرج بطاقة شخصية حتى الآن لأنني لم أشعر أنني في حاجة لبطاقة شخصية فجواز السفر يغني عنها تمامًا.

جواز السفر انتهى وبحاجة لتجديد. وأنا أريده جاهزًا لأنني أوقن أنني سأعود إلى وطني الحقيقي يومًا ما وأريد أن تكون أوراقي كلها جاهزة حين يأتي ذلك اليوم. وطني الحقيقي الذي لا أعرفه بعد. والذي أوقن تمامًا أنني سأذهب إليه لأقضي باقي عمري فيه.

ذهبت اليوم لعمل بطاقة شخصية، وعندما نظر الرجل إلى شهادة الكليّة، قال لي: بالانجليزي ! مينفعش لازم واحدة عربي ! قلت له: ماهي دي كمان عليها ختم الكلية!! قال لي: لأ لازم العربي. ثم نظر للاستمارة: كاتبة تاريخ ميلادك بالانجليزي ليه؟ فكرت: أقول له إن دي هي الأرقام العربي وإن المعروف لدينا أنه عربي ما هي إلا الكتابة الهندية والانجليزية؟ قلت بصوت خفيض وأنا أدعو سرًا ألا يسمعه - لأجل تخليص نيتي وكي لا أكون كاتمة للعلم ! -: دا العربي. لم يعقب وأظنّه لم يسمعها والحمد لله. أفكر بسعادة: هوووف أخيرًا سأذهب الآن للبيت أجلب النسخة العربي خلينا ننتهي من هالقصّة !

يكمل النظر في الأوراق: جواز سفرك منتهي ! فين بطاقتك القديمة؟ قلت له: دي أول مرة أعمل واحدة.

- لازم تجيبي وليّ أمرك !

قلت له: طيب معلش سؤال: هو ينفع أجدد جواز السفر من غير البطاقة.

رد: لأ.

قلت له: شكرًا جزيلا. أنا فخورة جدًا إني مصرية !

يا أولاد المحروسة !! أناااااااااااا اللي عمري قارب على إغلاق ربع قرن كامل وتعديت سنّ الرشد بسنوات يريد وليّ أمري؟؟
أنا المسموح لي بشرب الخمر ! وعمل ما أشاء تمامًا مطلوب مني أن يصدّق ولي أمري على أنني أنا أنا؟

من جاء بي هنا؟

06 August, 2010

رمضان، حرية وفضفضة

من المهم أن تكون لك بعض المقدسات، ولكنّ الأهم أن تكون حرًا، هذا لا يناقض ذاك، أن تكون حرًا بمعنى أن تختار مقدساتك بنفسك لأنّها تستحق التقديس أولا، ولأنك مارست حريتك في اختيارها ثانيًا

جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد*

بشكل مجرّد قد تبدو العبارة مناقضة لما قلت أعلاه، أن تتوقف عن عبادة س لتعبد ص كيف بالله أكون حرًا؟

الفكرة كلها في أنّ س وص مختلفان تمامًا، أحدهما يحجر حريّتك والآخر يحفزك لممارستها !

الحرية حرية فكر، حرية تعبير، وحرية ممارسة

وهذا غير متاح لك بعبادة العباد. بمتابعة ما سوف يقوله عنك العباد

سُئل سقراط لماذا اختير أحكم حكماء اليونان؟فقال:"ربما لأنني الرجل الوحيد الذي يعرف أنه لا يعرف".
وقال أيضا:"نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر".


لا يمكنك أن تتوصل للحقيقة إذا لم تسمح لنفسك بالتفكير، الحقيقة المناسبة لك قد تختلف عن الحقيقة المناسبة لغيرك فلا تلومنّ إلا نفسك إذا مشيت خلف أحد فركب الموج وسقطت أنتَ في القاع !

كُن حرًا.

حسنًا، بعد هذه المقدّمة المزخرفة أريد أن أفضفض قليلا. لا يمكن أن أنكر أن الوقت الذي يسبق رمضان يثير بي كثير من الشجن، الشعب المصري يهتم بالأكل عمومًا، ويأتي قبيل رمضان ليهتم به أكثر من أي وقت مضى، هناك طقوس محفوظة تمامًا لكنني لم أستطع فهمها يومًا ! تناقضات تضرب فهم أحد أركان الدين في مقتل بين ما يفترض أن يكون وما يكون فعلا !

لكنني اعتدت ذلك، هذا العام لن تسري سوى قواعد مروري أنا. سأبني شوارعي الخاصة وإشارات مروري الخاصة وأضع فيها من أشاء من ضباط ليحكموا الازدحام ويمنعوا المتطفلين !

كل عام وأنتم كما تريدون، لا كما يُراد لكم

16 July, 2010

العلم نور


نرددها كثيرًا دون أن نعيها. يقولها الأطفال والكِبار. لكنّ القليل فقط هم من يبحثون عن العلم ويريدون فعلا أن يعرفوا أكثر. السواد الأعظم ينتظر أن تجيئه المعرفة بفرصة ما لا يسببها إجهاد البحث أو تعب الاشتياق لمعرفة الحقيقة. أو يراها عبئًا لا جدوى لحمله طالما بإمكاننا ذلك!. كان لديّ صديقة في المرحلة الثانوية ترفض معرفة أي معلومة دينية بحجّة:"لأنني عرفت فسيكون عليّ التنفيذ، بينما أنا هكذا لا أعرف". يعني كانت تخشى من إثم ارتكاب عكس ما تعلم، فاختارت أن تجهل كلّ ذلك. ربما كانت طفلة خائفة وحسب.

سلمى هلالي في موقعها تزيح الكثير من الأغطية عن أشياء كنا نعرفها بداهة منذ زمن من خلال مقالاتها، وتتحدث عن كتب ثرية فعلا. هنا جانب من أهمّ ما لفت نظري فيما قرأت حتى الآن.

* * *

1. الفرق بين الكافر والجاهل

نقول كافر على كلّ من يخالفنا الاعتقاد، الديني تحديدًا، دون أن نفتح المعجم العربي على كلمة "كَفَر" لنعرف معنى آخر واحد لهذه الكلمة، والتي تعني أيضًا: زارع، وكفّر، والتي تعني غطى أو ستر.

هناك فرق كبير بين من عرف الحقيقة ثم أنكرها، وبين من لم يعرفها بعد ويتأكد من أنها هي الحقيقة.

* * *

2. ناقصات عقل ودين.. إن شئن!

هذه الحديث بالذات من جوامع الكلم و من أروع ما قاله رسول الله لنقاط الضعف في كل من طبيعة الذكر و الأنثى

* * *

3. أنا "أنا" إذن أنا موجود

عندما لا تكون على طبيعتك بسبب تواجدك مع أشخاص يتصرفون بأسلوب معين ولا تستطيع إلا أن تكون واحدًا آخر طالما وجدت معهم أنت تفقد جزءًا منك، أنت غير موجود تمامًا، عندما يطلب منك المجتمع أن تكون شخصًا آخر طيلة حياتك، فسوف تموت دون أن توجد!
وحده من يصرّ على وجودِه يوجَد.

* * *
4. أثر العرف في فهم النصوص

الذين يرفضون حاليا بعض النصوص القاطعة الثبوت أو يؤولونها تأويلات لا تتناسب و اللغة العربية و لا مقاصد التشريع و يلوون أعناق النصوص لأنها لا تتناسب و رؤياهم الحالية عن المرأة لا يختلفون كثيرا عن كثيرين سبقوهم أولوها تأويلات غريبة عجيبة و أنكروا بعض النصوص لأنها لم تتفق مع ما يرونه من ضرورة التضييق على المرأة... الأمر سيان (و طرفي التناسب يلتقيان) إذ كلاهما يأتي للنص بأفكار مسبقة يريد استخراج ما يثبتها بأي طريقة بدل أن يعمل على التفكير بالنص نفسه و تدبره و دراسته ابتداء و الاستخراج منه... يعني أنهم يجعلون النص تابعا لفكرتهم لا العكس...

* * *

يمكنك أن تخسر الأشخاص لأنهم يختلفون معك في طريقة التفكير، هم لا يستطيعون أن يتقبلوا طريقة تفكيرك، حتى لو لم يتعد ما تقوله مجرد الكلام، يمكنك أن تخسر أصدقاءك بسبب تفكيرك ومهما حاولت أن تقنعهم أنّه مجرد"كلام" وأنّ الفعل شيء آخر، فإن البعض يعتبر أنّ الكلام هو أول خطوات الفعل.

هذا ما قاله بوضوح أبو بكر في كتابه، وضرب لذلك مثلا برجل يكره العنصرية، ويتحدث مع أصدقائه عن نبذها ومحاربتها بشتى الوسائل، بينما عندما تقع ابنته في حب رجل أسود فإنه تثور ثائرته ويرفض عقله تقبّل هذه الحقيقة. لأنّ الأمر تعدّى الأفكار إلى الفعل الملموس. هنا لم تتحول الأفكار لأفعال قطّ. لأن الاعتقاد المترسخ في ذهنه كان أقوى من أيّ كلام.
ليت الناس يفهمون ذلك. ويعرفون أنّه لا حدود للتفكير، لا حدود للعقل البشري بالنسبة للبشر. كل الاختراعات الثورية تمّت عندما بدأ البشر فعلا تحويل الكلام إلى فعل.

هناك فرق كبير بين أفكارك ومعتقداتك.

مثلا أنت لو كنتَ مسؤولا عن طفل. ولم تخبره بالممنوعات التي عليه أن يتجنبها، فإنّ الإمكانيات المتاحة لا محدودة بالنسبة له. سوف يفعل أيّ شيء. أيّ شيء على الإطلاق - بالنسبة لطريقة رؤيته للأشياء !-

بينما هناك الكثير جدًا من الأشياء التي يستحيل له أن يصل إليها وأنت تعرفها جيدًا كشخص ناضج مسؤول عنه، تعرف أنّه لن يحاول البحث في الدرج العالي عنه، تعرف أنه لن يحاول أن يفتح باب الفرن لأنه لم يرك يومًا تفعل ذلك، ولن يطال علبة الكبريت لأنك أخفيتها بعيدًا، لن يقوم بتشغيل غسالة الصحون ولا الملابس لأنّك فصلت القابس، ولن يطلب رقم هاتف أحد بعينه ليقول له أنّك تحدثت عنه في غيابه!

ربما يقوم باللعب في المياه، وقلب الطعام، تكسير الأشياء وإخراج جميع ما بداخل الدواليب، ربما يحاول فتح باب المنزل للخروج واكتشاف العالَم. وقد يفعل ذلك لو كان أكبر قليلا.

نحن كبشر خلق الله لنا عقولا، لا يمكن أن يكون قد خلقها لنا ثم يجرّم علينا أن نفكّر بها ولو وصل بنا تفكيرنا إلى ما يصل. طالما نحن لم نقم بتحويل أفكارنا هذه إلى أفعال أو نقوم بتحريض أحد على تحويلها إلى أفعال. أعتقد أنّ ما نفعله هو استعمال لهذه الأداة لا أكثر.
ـ

11 July, 2010

شاي

لا أتخيل كيف يستمتع ثلاثة أرباع الشعب المصري بشرب الشاي، ماء مغلي وبعض الأعشاب التي تدميه رغمًا عنه.. ليرتشفه المرء بهدوء قاتل محترف ! لا أذكر أنني كنت من معجبي الشاي أبدًا.

عندما لا يتوفر الحليب لديّ لعمل كوب النسكافيه، أقوم بعمل شاي بالحليب، شاي خفيف جدًا.. أدمي الماء المغلي قليلًا ثم أضيف الحليب لأعتذر له .. وأرشفه على وعد أن ألاحظ نسبة الحليب في المنزل لأجعله متوفّرًا قبل انتهائه

النسكافيه هو ما يسعدني. في مرحلة إعداده أشعر وكأنني أعدّ نفسي للسعادة. أو أنني أهيّئ السعادة لتزورني !

القهوة السوداء تثير بي حنينًا موجعًا لماضٍ أحبه كثيرًا .. القهوة التركي الغامقة جدًا، كم هي مخلصة. نفس الرائحة التي كانت هناك عندما كنا نجلس سويًا نتناول البيتزا والكيك ونتحدث عن الأطفال والرجال والأردن .. نفس الرائحة الآن، أنت وحدك، تؤنس وحدتك برشفها ببطء، وتقنع ذاتك أنّ الرائحة يومًا ستلفّ جلسة قادمة كبلسم على روحك.


القهوة مخلصة. والنسكافيه سعادة. والشاي.. لم يخلق لي

09 July, 2010

وعجبي


الرجال الذين لم تلعب بعقولهم الثقافة السائدة بأنّ المرأة القوية تهدد سلطتهم، يعجبون بها، يحبونها، يحبون أن تكون حياتهما معًا مبنية على التنافس (لا النديّة، هناك فرق)، ولا يهتمون كثيرًا بأن يكونوا هم الفائزين، لأنّهم يستمتعون برفقة النساء الواثقات. ويعلمون أنّ الفوز مرة والخسارة أخرى من قوانين اللعبة !


هؤلاء الرجال يعلمون جيّدًا أنّ غيرهنّ سيتعاملن معهم بالحيلة والمكر كتعويض مباشر لحالة الضعف والمسْكَنَة التي يتظاهرن بها أمامهم.

بينما أولئك الذين غزت عقولهم ثقافة الخوف من المرأة التي تعرف أكثر من اللازم، دون تحديد واضح لما هو لازم لمعرفة ما هو (أكثر) منه، يستمتعون ببسط سيطرتهم على المرأة. ورؤيتها أقل منهم في كلّ شيء، ذلك يشفي بدواخلهم إحساسًا دفينًا بالنقص لا يعرفون (ولا أعرف) كنهه.

يريدون أن يشعروا أنّهم الأفضل، الأعلى، الأقوى، في المطلق، دون أن يعرفوا أنّهم بذلك الفريق الخاسر تمامًا. لأنّ النساء يردن لهم أن يكونوا كذلك، فتكون وظيفتهنّ أن ينلن ما أردنه عن طريق إيهامهم بأنهنّ تمامًا كما أرادوا لهنّ !

وشاهد المهزلة.