29 September, 2008

الثقافة والدين .. متابعة

قرأت هذه الأسئلة في موضوع الثقافة والدين، وأحببتُ أن أجيب عنها من وجهة نظري

هـل يجب على المثقف أن يكون على علم بأمور الدين؟ أو بتصحيح أدق؛ هل المعارف الدينية واجبة على المثقف؟

نعم .. لا يكون مثقفًا برأيي من يعرف أشياء كثيرة ليس من بينها دينه .. إن كان صاحب دين، إلا أن يكون بلا دين، هنا تكون معرفته الدينية تزيد في ثقافته ونقصانها لا يقدح في ثقافته.. يجب على المثقف في الحالتين أن يكسر ذلك التابو المحرّم بالحديث حول الدين، كي يعرف إجابة لتساؤلاته.


* هل كل مثقف.. متدين؟

لم تُعرف هذه الكلمة لمدة طويلة، ما معنى متديّن؟ ومن أدخل هذه الكلمة بالأساس؟ وما موقع هذه الجملة من الإعراب؟ أرفض هذا التقسيم لأتباع دين واحد..

وللإجابة على السؤال، فـ : لا .. ليس شرطًا أن يكون كلّ مثقف مـتـدين، ليس لأن الثقافة تتعارض مع الدين، بـل لأن الثقافة مصطلح أعمّ من أن ينحصر في الهويّة الدينية للشخص وإلا لما احتجنا لمصطلح الثقافة واستعضنا عنه بـالدين.

* ماالذي يشكله الدين بالنسبة للثقافة؟.. أو ما علاقة الدين بالثقافة؟

الدين -برأيي- جزء من الثقافة، يمكننا أن نقول أن ثقافتي عربية مثلا، ثم أفسّر الجزء الديني منها بأنها عربية إسلامية، أو عربية مسيحية، أو عربية يهودية حتى !

لكن العكس غير صحيح، كما لا يمكن أن تكون الثقافة = الدين أو العكس، إلا من يرى أن الدين يجب أن يكون المصدر الوحيد لقراءاته ومعرفته-لن أقول ثقافته-، فهذا أمر آخر ليس موضوع حديثي.


* كيف هي أحوال المثقفين اليوم بالدين؟.. وهل صار الدين بالنسبة للمثقفين عبارة عن المحاضرات والدروس المعروضة على الفضائيات والأناشيد والفيديو كليب الإسلامي؟

من ملاحظاتي العملية، في واقع حياتي اليومية، لم أجد سوى أقل القليل ممن يطلق عليهم مثقفون، يحملون فكرًا خاصًا هو عصارة قراءاتهم وتجاربهم، أيًا كانت.. وهناك ملاحظة مهمّة جدًا يجدر ذكرها هنا، الثقافة لا علاقة لها أبدًا بمستوى التعليم المتعارف عليه، فليس شرطًا أن يكون الجامعي مثقفًا وغيره ليس كذلك .. بل إننا في ظلّ هذا التعليم الذي لا يخفى على أحد كم هو سيء، يمكنني القول أن الجامعة تنتج للأسف أسوء الشباب اللا مثقف ، الذين لسان حالهم إنا وجدنا آباءنا على أمّة، وإنا على آثارهم مقتفون .. فيتحول الطلبة إلى قائفي آثار لمن قبلهم

المثقفون الذين رأيتهم استمدوا معرفتهم الدينية من الأصول، لا من المحاضرات والدروس الفضائية التي تعرض الآن.. وكل ما ذكر في السؤال لا يساوي الدين .. بل هو المصدر العام- والخاطئ أحيانًا - لمن يفضل الوجبات السريعة على أن يبحث عن الحقيقة بنفسه

وللحديث بقيّة .. إن وجدتُ ما يُضاف

27 September, 2008

منبهات


لطالما كنتُ أتعجب ممّن يخشون تناول الشاي والقهوة ليلا، أو بدءًا من العصر مثلا، بحجّة الأرق الذي يصيبهم بسببها .. صديقتي العزيزة عزمتها على كوب نسكافيه بعد عشاء أحد الأيام، فإذا بها تشكو لي فجرًا من عدم قدرتها على النوم رغم أنها تريد ذلك بشدّة


للأسف .. أيام الامتحانات عندما أشربُ القهوة بهذه النيّة، جلّ ما تفعله القهوة هو ألا تفعل بي شيئًا !


فقد أشرب القهوة أو النسكافيه وأنا في السرير قبل النوم مباشرة !


فهل يحنّ عليّ وعلى أمثالي العلماء الأفاضل من بلاد الفرنجة ! ويقومون باختراع شيء بديل ؟
شيء أقوى؟



ترسل نسخة من الطلب
إلى شركة نسكافيه،
ونسخة أخرى إلى أشجار البنّ،



مرفق .. بعض الخلايا الرمادية لدماغي قبل وبعد تناول "ماج" النسكافيه
ومرفق إشعار بتجاوزي للسن القانونية للتناول !
ورجائي

25 September, 2008

بوح

صارحتني صديقتي اليوم، لعلمِك .. لو أنني كنتُ نجحت لما عملتُ معكِ في مشروع التخرّج

قالت لأن المركب ذات القبطانين محكومٌ عليها بالغرق

قلتُ لها: أنا مزاجيّة، ومتطرفة الهوى

ويحقّ لأيّ كان أن يفـرّ من جنوني،

إلا أن يفرّ إليه!

أنا أحبّ حقًا العمل الجماعي، جرّبته في مشروعات صغيرة فقط، لكنّني لم أجرّبه في أيّة أداء حقيقي، لا أعتقد أنه يحدث في مصر على أيّة حال..

المصريّون متخمون بذلك الشعور بالصوابيّة ! أنا الصواب والبقية هم الخطأ، يجب أن يأخذ الجميع برأيي، يكفي أن تركب تاكسيًا أو تجلس في مقهى كي تفهم ما أعني ..

ستجد أن الجميع ممارسون للسياسة وعلماء في الاقتصاء وخبراء في علم النفس ومتنبؤون بالأحوال الجويّة ورؤساء هيئات الإفتاء، وتجد الآراء متباينة واثقة، وكأنما قد جاء أصحابها فور إمضائهم على قراراتهم الوزاريّة

جرّب أن تسأل مصريّا عن شيء، أيّ شيء، وستسمع إجابة واثقة !

* * * *

ذات عـصْـر ونحن نتقاسم خيباتِنا، ونخرج أوجاعنا كي يتألم العالم معنا

- أنا بحاجة لسرير.. أحتاج أن أهرب من وجودي، أحيانًا .. أكتشف أنّ عليّ أن أستيقظ، لأنه لابدّ مما ليس منه بدّ، وأقوم لأمارس رياضة انتظار المساء .. كي أهرب إلى حيث عالم فسيح من الحريّة والقيود المتكسّرة

- وأنا بحاجة لحائط مبكى !

- أنا إذن بحاجة لسرير بجوار حائط مبكى .. لأن البكاء فعلٌ يحتاج للاختباء، يحتاج إلى وسادة تستقبل ماء الوجع دونما شكوى .. نحن لا نغسل بالدموع عيوننا فقط، بل تُغسل معها أتربة أرواحنا أيضًا

* * * *

كان الجوّ اليوم قاتمًا .. كل شيء أصـفـر، وبطعم الـتراب المملح !

- وكأن ذلك احتجاجًا لأنني اليوم مستثناة من الصائمين !

- فـقـر !

- أعتقد أنّ هناك علاقة قويّة بيني وبين قوى الطبيعة.


* * * *

- أنا أرتجف

- بردانة؟

- لأ مش بردانة

- حرّانة ؟

- لأ .. أنا أرتجف جسديًا لأنني نفسيًا انتهيتُ

- لو اتجننتِ لا تقولي أنني السبب

- اطمني خالص من الناحية دي، هو اللي بيتجنن بيفتكر مين اللي جننه؟


* * * *


وداعًا رمضان .. وداعًا وأنا لم أشـعـر أنني عشت فيك، أو أنّك عشت فيّ، وداعًا لوقتك الذي عبرني ولم يمرّ بي

وداعًا لكل أشيائك الصغيرة التي ترتبط بي

وكل أشيائك الكبيرة التي ترتبط بك

24 September, 2008

يقولون إني انتهيتْ

يقولون إني انتهيتْ

ولم يبق في مهجتي

سراجٌ ، ولم يبق زيتْ .

أمرّ على الورد ، ما همّه

ضحكتُ له أو بكيتْ ؟

وللورد في ناظري

وفي خاطري

صباحٌ محوتُ به وامّحيتْ.

أحبّ أنا ، كم أحبّ جمالي

وأعبد فيه ضلالي

فيا ما هديتُ به واهتديتْ .

ظمئتُ ، متى يا دمي ، يا شبابي

تقول ، ارتويتْ ؟

ظمئت إلى موعد

وقفتُ عليه غدي.

ظمئت لقلب فسيحٍ عميقِ

أفجّرهُ شعلاً في طريقي

وأخزنه في عروقي

وأتركه بين حيٍّ وميْتْ ،

ظمئتُ ، متى يا دمي يا شبابي

تقولُ ارتويتْ ؟

يقولون إني انتهيتْ

ولي الأرضُ إن لي زهوها ، ولي كبرُها

تجرحني راحتاها ويعبدني صدرُها

إذا شوكها عافني تخطّفني زهرُها.

يقولون إني انتهيتْ

ولي الأعصرُ

إذا جئت في بالها تسكرُ.

يقولون إني انتهيتْ

وفي كل دربِ

يُصفّق لي ألف قلبِ

ويضحك ظلٌ وبيتْ.

شربتُ ، كأنّي انتشيتْ ،

وقلتُ انجبِلْ

يا وجودي، وكنْ ما اشتهيتْ.


أدونيس

22 September, 2008

كـتـب * كـتـب


استجواب مررته لي العزيزة هوندا، وأشكرها لأنني أحب الحديث عن وحول الكتب، وإن ابتعدتُ مؤخرًا عن القراءات الأدبية وتوجهتُ للقراءة المتعلقة بدراستي، وأصبحتُ أتناول بين الحين والآخر متفرقات من على الانترنت

أول كتاب قرأته باستثناء القصص وكتب الأطفال؟

سؤال صعب، لأن ذاكرتي لا تعتبر أنّ لي ماضٍ كنتُ فيه طفلة ! وبالتالي صعب جدًا أن أتذكر أول كتاب جدّي قرأته

لكنني أتذكّر أن من أوائل الكتب التي قرأتها وأثّرت فيّ، كانت مجموعة كتب المنفلوطي، النظرات والعبرات، وكتاب للإمام عبد الرحمن الجوزي اسمه صيد الخاطر، وبحق أحببت الكتاب كثيرًا وأحببت الكاتب وشعرتُ أنه ورغم اختلاف الأزمنة إلا أنه كان منفتحًا، تعلمتُ منه أن أتأمل في الأشياء وأفكّر وأحلل


3 كتب تمتعت بها وأنصح بها الآخرين؟

لا أنكر أن كتاب "الرجال من المريخ، النساء من الزهرة" أحدها للكاتب جون غراي

كتاب " المخ المعجزة" لمؤلفته جين كاربير كتاب رائع ومفيد جدًا جدًا

كتاب للإمام محمد الغزالي "الغزو الثقافي يمتد في فراغنا" قمتُ بتحميل نسخة الكترونية مؤخرًا كي أقرؤه مرة أخرى، لكن لم يحدث نصيب حتى الآن

كتاب رائع جدًا، ستعرف بعدها كيف تقرأ دينك، وكيف تفهم دون تعصّب

رواية "ثلاثية غرناطة" لرضوى عاشور جميلة جدًا ومؤلمة وممتعة

وثلاثية أحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد"، "فوضى الحواس"، "عابر سرير"، أمتعتني كثيرًا

رواية " العطر" للروائي الألماني باتريك زوسكيند من أجمل الروايات التي صادفتني، أجمل ألف ألف مرة من الفيلم الذي لا يقارن بالرواية

Deception Point for Dan Brown

رواية أكثر من رائعة، لم تأخذ مني وقتًا - النسخة العربية طبعا !- وكانت مترجمة بشكل جيد جدًا، رواية سمحت لي بالتهامها إن صح التعبير !

ولمحبّي التأمل المقلوب ! كتاب أنيس منصور "وداعا أيها الملل" هو ما أنصحهم به

هل أكملت ثلاثة أم ليس بعد ؟


كتاب قرأته وتتمنى لو لم تفعل؟

ثلاثة في الواقع، أحدهما اسمه مرآة النساء تقريبًا، لا أذكر اسم الكاتب، هناك كتاب آخر للشافعي في هذا الموضوع، ليس هذا ما أتحدث عنه، الكاتب غير مشهور، أو لأن الكتاب لم يعجبني لم أشأ أن أعرف المزيد عنه

ممّا أذكره عن الكتاب، أن الكاتب كان يقول: لماذا تقوم المرأة بالتسبيح في الركوع أو السجود 3 مرات؟ أقل ما يجب عليها أن تفعل 10 مرات..

من باب أنها الخطيئة ذاتها تقريبا، لو كان اسمه "تحقير النساء" لجاز وصف محتواه بهذا الاسم، تمنيتُ أن أحرق الكتاب بعدما أنهيته

الثاني رواية "وردة" لصنع الله إبراهيم، لم أحبّها أبدًا

الكتاب الثالث رواية .. تمنيت لو لم أبتعها، هي أن تكون عباس العبد، ليست المستوى الأدبي الذي أحبه أبدًا أبدًا


كتب أقرأها حاليًا ؟

Pro ASP.NET 2.0 Website Programming

Pro ASP.NET in C#

وأكتفي أدبيًا في المرحلة الحالية بالمدونات والمواقع الأدبية

أريد أن أقرأ إجابات الأصدقاء

Ms.Marble

Some 01

بـقـايـا بـقـايـا

م.س

حـمـود ستـوديـو

رجـل مـؤجـل

الـــــــعـــــــــشـــــــــب

فــنــجــان قــهــوة قــرب الــنـافـذة



فهل كل ما يُريد المرء يدركه ؟


تحديث

أمرر الدعوة لــكريم أيضًا

ثـقـافـة الـخـوف، وأشياء أخرى

مـتـى بـدأت هـذه الـسـيـاسـة ؟ لم أؤمن أبدًا أنّها من الله .. سياسة العصا وثقافة الويل والثبور، عندما يكون الحافز أو المانع الأول لفعل أيّ عمل هو الخوف من العقاب، أو الخوف من السمعة السيئة

الدليل على أن الله لا يعاملنا بهذه السياسة .. أن آدم عليه السلام أكل من الشجرة، لو وضع الله في قلبه خوف العقاب لما أكل منها، صحيح أن جزاء ذلك كان الهبوط من الجنّة وسكون الأرض، لكنّني لن أقول أن ذلك كان كي تتابع الأحداث: آدم عليه السلام تاب وقَبِلَ الله توبته .. ومن ثمّ كان بدء البشريّة على الأرض.

بعد ذلك، وبعد ظهور الأديان، ومنذ نوح عليه السلام، لم يُجبِر نوح عليه السلام أحدًا أن ينضمّ إلى دينه، لم يوجد بعد عقاب "ما قبل الفعل"، إن كنتم تفهمون ما أعنيه.. والذي أراه عقابًا نفسيًا في حدّ ذاته !

الحريّة التامّة في اختيار التصرّف، ثمّ تحمّل النتائج - أيّا كانت- بعد ذلك، هذا ما نفتقد إليه بشدّة في حياتنا .. هذا ما أحتاج أن أراه، هذا ما أحاول ممارسته مع نفسي

ثقافة "العصا لمن عصى" تجدها في تربية الوالدين لأولادهما، يكون غالبًا خوف الناس، أو خوف العقاب.. أو حتى خوف العفريت!

لابدّ أن يوجد ما يُخشى منه .. وللأسف لم ينتج من هذه التربية سوى أناس يتخلقون بالـأخلاق خوفًا على السمعة، وفور ما يُسدل الستار تُمارَس جميع الموبقات " بحسب تعريف وحجم الموبقات من تربية لأخرى "، بالبلدي ناس تخاف ما تختشيش !!

الذي أعرفه أنّ المحرّك الأول للإنسان يجب أن يكون نابعًا من داخله، سواء كان الخير أو الشرّ !! لأن الذي يفعل الأشياء عن اقتناع هو الذي يكون فيما بعد عضوًا فعّالا في المجتمع، ما سوى ذلك يكونون كالقطيع، يسيرون معه حيث يسير ويقفون حيث يقف !

من أهمّ النقاط التي تعين الإنسان على إجابة سؤاله: ماذا أريد أن أكون؟ والتي يذكر أهميّتها المتخصصون في مواضيع التنمية البشرية، أن تحدّد هدفك، أيًا كان هدفك ..

من يحدد هدفه يصل إليه، الصين عندما حددت هدفها وصلت إلى ما وصلت إليه، بلا هدف لا يكون للإنسان قيمة، يكون كفرد آخر من القطيع لا فارق بينه وبين الأرض التي يسير عليها !

ومن لم يَزد على الحياة شيئًا كان عليها زائدًا، كما قال بعضهم، كثير ممن رأيتُ يطبقون هذه الجملة حرفيًا ويؤثرون حقًا في تاريخ البشرية، بزيادة تعداد سكّانه وحسب !

في الصيف الراهن، كنتُ ضمن الفريق الذي يساعد الطلبة خرّيجين الثانوية وأهاليهم في إكمال التنسيق، بعد أن أصبح كلّ شيء على الكمبيوتر، كان النظام سابقًا بالأوراق والزيارات المكتبية المملّة والـمتكررة.. الآن-منذ سنوات قليلة- أصبح كل شيء بعدة أزرار على الشبكة، من خلال تجربتي لم أدرِ على ماذا أتحسّر أم على من !

على الجهل الذي يغطي الأهالي قبل أن يقدح على أبناءهم ! أم على الطلبة المساكين الذين لا يعرفون ماذا يريدون أن يكونوا، ولا أيّ كلية يفضّلون، درجة أن بعضهم كان يطلب من المشرفين أن يملؤوا لهم رغباتهم بالكامل وكلّما سألناهم عن رغباتهم وجدنا اللا تعليق

أم على الخوف الذي رأيته في أم إحدى الطالبات حين تطلب مني أن أقوم بالعمل نيابة عنها لأنها - وتشير للفأرة ولوحة المفاتيح !- لا تعرف في هذه الأشياء ولم تتعامل معها قبلا !!

وعلى اللعنات الخفيّة التي تظهر من حين لآخر من بعض الأهالي: ماله الورق ما احنا كنّا كويسين !

ألا لعنة الله على الظالمين

موضوع ذو علاقة:
أمّة مرعوبة

21 September, 2008

السبب: لأنني صغير

لعلك تذكر أننا جميعاً عندما نسير على شاطئ البحر، فإننا ننحني ونلتقط حجراً ونرمي به البحر.. لماذا؟

لأن البحر وموجه واتساعه وعمقه يجعلنا نشعر بأننا صغار.. وفي نفس الوقت، لأننا على الشاطئ، فنحن آمنون منه.. ولذلك نعبر ـ لا شعورياً ـ عن خوفنا بأن نلتقط حجراً ونرميه به.. ويكون في ذلك شعور بالارتياح لأننا ضربنا البحر، ولم يستطع البحر أن يفعل بنا شيئاً!

ولكننا لم نقاوم هذه الرغبة في أن نرميه بحجر! ولا أزال أذكر يوم سافرت من طوكيو إلى لوس أنجليس عبر جزر هاواي والمحيط الهادئ.. أول شيء فعلته عندما هبطت من الطائرة أن أسرعت إلى داخل سيارة.. إلى الفندق.. إلى غرفتي.. ونزلت بسرعة.. الآن أتذكر بوضوح ماذا فعلت ولماذا سرت في الشارع ومن دون تفكير أحسست بالإرهاق فاخترت سيارة كاديلاك.. وجلست على رفرفها ولم ألاحظ أنه مبلل بالزيت والشحم.

أما سبب الجلوس وبهذه السرعة ومن دون التفات إلى قذارة السيارة، فهو شعور مفاجئ بالتعب، وسبب هذا الشعور هو إحساس بأنني صغير والمدينة كبيرة، وإنني ضئيل جداً في هذه المدينة الواسعة والدولة الغنية القوية.. ومن دون شعور مني رحت أدق بيدي على أبوابها، ولم يكن هناك أي سبب لذلك.. إلا شعوري بأنني صغير ضئيل وشعرت بالضياع في هذا البلد الكبير الواسع الجميل، الذي لا يدري بي ولا ما الذي في دماغي ولا أحلامي ولا خيالي ولا مخاوفي.. وطبيعي ألا يشعر، وألا يشعر أي أحد.. ولكني أستجيب لما في داخلي من شعور بالضياع وعدم التوازن.

شيء عجيب أن انحني على الأرض، وأجد عوداً من الحديد أمسكه في يدي وأتوكأ عليه.. مع أنه لا داعي لذلك.

ولكن المعنى هو: إنه في مواجهة الكبير والضخم والقوي والشاسع، يشعر الإنسان بعدم الأمان فيحاول أن يتساند على الجدران ويتوكأ على أعمدة النور.

شيء من ذلك يحدث لكل الوافدين من الريف إلى القاهرة.. وهذه هي أول نقطة ضعف ينقض عليها الشطار الإرهابيون الذين يتصيدون الأعوان من الخائفين والجائعين البائسين.

أنيس منصور

20 September, 2008

عـن ألـيكـسا

درجة الحرارة في الخارج 20 درجة مئوية

هناك لسعة برد جميلة

تلك التي تدخل لتبرّد القلب

الجو خارق الروعة

فائـق الجمال

الجو اسكندراني

17 September, 2008

هـراءاتـي

romance

ألا يمكن أن أستيقظ يومًا لأجدك بجواري ؟

أن تكون صباحي قبل أن يطلع الصباح ؟

فالمقدمات

تقتل بهجة الأشياء

لأن أجمل مافي الأمر فجأته..

أن نكون - فجأة – معًا..

دونما طويل إعداد ..

دعني أعترف ..

أن الحياة أضافت الكثير من الملل لأروقتنا، لم نعد نمارس الأشياء كما نحب أن نفعل، أنا أقبّلك وقتما أريد في روايتي، بينما عليّ في الحقيقة أن أنتظر خروج الجميع من صالونك، كي أستطيع أن أنعم بالدفء بين ذراعيك..


تبدو مرتبكًا .. قلقًا من أن يرانا أحد نمارس عشقًا ممنوعًا، لا يمكن أن تكون هذه حياة سليمة .. لابد كي نكون معًا ألا نذهب سويًا، وإلا فـضِح أمرنا.. علينا أن نذهب كالمجرمين .. كلصوص يسرقون ما ليس لهم ..

ألم يوضع بعد قانون لحماية العاشقين؟


أرأيت كيف أن حياتي بين الأوراق تبدو أسهل كثيرًا ؟ وأجمل وأشهى من تلك الحياة التي نعيشها على الأرض؟ هل عرفت لماذا فضّلتُ أن أختبئ في ورقي ؟

أنا لم أهجرك ..

على العكس ..

هكذا فقط يمكنني أن أحبّك كما ينبغي!

15 September, 2008

عندما يكون لسان العرب..قـــاموسًاااااااااا

وأنا أبحث عن (مُـعْـجَـم) لسان العرب لابن منظور في جوجل، تعثّرت بموضوع في أحد المنتديات: قااااااااموس لسان العرب .. لولا أن اللطم حرام وعادة جاهلية لقمتُ به !!

ربما -عوضا عن ذلك- يفيد في هذه الحالات شد الشعر قهرًا ؟ *
- تقوم أيقونة ياهو بالتنفيس عنّي كثيرًا بالنيابة-

لا أدري لماذا لا يحبّ العرب لغتهم الأم، تجدهم يتشدقون ببعض الكلمات اللقيطة من لغات أخرى، بينما لا يحدث هذا الأمر مع غير العرب !

رأيتُ في منتدى انجليزي الأمريكان والإنجليز البريطانيين يتقاذفون الكلام بقسوة كلّ مدعيّا أن "لهجته" أفضل وأن لهجة الآخر "كذا وكذا "، - هذا ولغتهم واحدة !- بينما نحن العرب
اتفقنا جميعًا على نبذ لهجاتنا جميعها .. واللجوء اللغوي لأي لغة أخرى ولو كانت لغة السي !!

نعم، بعد دراسة البرمجة تجد نفسك تلقائيًا ابتعدت عن كل لغات البشر وبدأت تتحدث بالأكواد !!

هل اللغة العربية صعبة إلى هذا الحد ؟ كلّ علم - وهذه بديهة- بـحـر لا قرار له عندما تتعمّق فيه، أنا هنا لا أتحدث عن معاني كلمات المعلّقات الجاهلية مثلا ! ولا أتحدث عن أيام العرب في الجاهلية .. أبدًا .. كل ما أعنيه هو المستوى العادي من المعرفة في اللغة الأم

يتقدم الشاب أو الفتاة بمنتهى الثقة لعمل ما، أو يكتب في الــ ـسي في الخاص به
"الأوراق التي يكتب فيها مؤهلاته ويقدمها للجهة التي يريد العمل لديها"واختصارها
"C.V"

ويكتب أنه ممتاز في الانجليزية، أو يتقن الفرنسية بطلاقة، ولغته الأم العربية لا يعرف منها قاعدتين على بعضهما !

للأسف الآسف أن حساسيتي تجاه هذا الأمر أقوى من أن تكون أمرًا إراديًا أتحكم فيه، لدرجة أنني كنتُ عندما أستمع من قبل إلى خطيب مثلا أو شخص يتحدث في ندوة أو محاضرة ويخطئ نحويًا .. تجدني لا إراديًا "بعتُ قضيته"، وتركتُ المحاضرة لو كنتُ في المنزل، أو تجدني انشغلتُ بأي شيء آخر لو كنت في مكان الإلقاء..بعد أن يملأني شعور بالامتعاض والاشمئزاز .. خصوصًا عندما تتكرر الأخطاء وبنفس الكلمات .. شعور بشع

في قراءة القرآن يزيد الأمر لديّ درجات، فلابد أن تكون مخارج الحروف صحيحة كي أستطيع إكمال استماعي لمن أستمع له، ولابدّ أن يطبّق أحكام التجويد صحيحة كي لا يخسرني !

قبل عدة أيّام في صلاة القيام، فوجئتُ بالصوت وطريقة التلاوة، وكأنما أقف خلف طفل في الابتدائية يقرأ من مصحف ويقوم بالتهجئة !! لم أستطع أن أكمل وفررتُ بأذني قبل أن أموت بالحسرة أو السكتة .. أو كليهما !
-تمنيتُ لحظتها إتاحة الإمامة للنساء كحالات إنقاذ!-

اليوم في صلاة العشاء فوجئتُ بصوت مماثل، أنهيتُ الصلاة على مضض، كنت أفكّر في الفرار لكنني لم أفعل، لو كان أبو الأسود الدؤلي هنا وسمعه لمات غمّا، ولو سمعه سيبويه لنسي العربية كلّها وعاد لقواعده الفارسيّة بقلب موجوع .. مفجوع كفاجعتي في صلاتي اليوم، الحروف مخارجها مضروبة مضروبة، ظ = ذ = ز ، ومن كرمه الفائق لا يترك الجيم معطشة .. بل يُشرِبها ويطعمها..

الإدغام والإخفاء انقلبا بقدرة قادر إلى إظهار بيّن ذهب بما تبقى من عقلي، والإقلاب انقلب على رأسي وحدي، هذا غير القلقلة التي ابتلعها من باب الـضرب في الميّت حرام !

صلى بنا القيام آخر، لذلك لم أفـرّ .. الأدهى والأمرّ من ذلك، أن تخبرني صديقتي أن هذا هو من يُصلّي بالناس طوال العام !!!!! كان منظري كذلك الفاغرًا فاه في المسنجر !! لو أنني أصلّي جماعة طوال العام حتمًا لم أكن لأعيش لألحق رمضان !!

كيف يسمحون لأمثال هؤلاء أن يُصَلّوا بالناس؟؟

لن أتحدث عن الذين يسمحون لبعض الأصوات -والتي تدعو لسدّ الأذن- بالأذان للصلاة أوالإقامة لها !!

لأن الأمر لا يتعدى الدقيقة تقريبًا !! لكن أن يكون الأمر صلاة كاملة .. فهذا كثير .. أكثر مما يمكن

من الطريف .. بما أنّ كلّ شيء لا يُعمل إلا بفتوى ! قرأت في الرسائل التي تنتشر على الإيميل سؤالا حائرًا: ماحكم اتباع الأئمة الذين أصواتهم "جمال "؟ .. اتفقنا ألا داع للّطم !!

فالسؤال يحتاج لمراجع لغوي أصلا مما يدعوك لأن تقرأ الإجابة وأنت بحالة مغص مستعصية .. أعتقد أن السؤال يجب أن يكون: لماذا نترك بعض الأصوات دون أن نسحب أصحابها من خلف المايكروفون بالقوّة؟

أو: ما حكم تعلّم اللغة العربية لغير العرب؟ وهل يجوز أن تتعلم المرأة اللغة العربية؟ أم لأن اللغة مؤنث يجب على الرجال أن ينفصلوا عنها؟


* لأن قاموس في الغالب تطلق على الكتب التي تترجم بين لغتين، بينما المعجم يطلق على كتب الشرح للّغة الواحدة .. فمعنى كلمة "معجم" أصلا أنه إزالة لـ"عجم" الكلمة أي صعوبتها وذلك بشرحها

المهم أنني لم أجد الكتاب بعد

14 September, 2008

جـمـعـة .. غـيـر!

911

لفت نظري برنامج خواطر الذي يقوم بتقديمه أحمد الشقيري على قناة الرسالة، يأتي البرنامج بعد السادسة بقليل كل يوم، فهو يناقش بعض القضايا الحيوية التي تلامس العصر، أحب تلك النوعية من البرامج الخفيفة المفيدة، والتي تثير فيك علامة استفهام لم تُثَر من قبل !

ذات حلقة، كان يـنـتـقـد كثرة الأرقام التي تعدها الدول للطوارئ، سواء في السعودية أو غيرها، الطريف أنهم - في الجزء الاستبياني- يسأل بعض المواطنين السعوديين في الشارع عن رقم الطوارئ، أكثر من واحد أجاب بتلقائية، وسرعة، وبديهة
ناين وان وان
!!

على أيّة حال ليس هذا موضوعنا، أرقام الطوارئ في السعودية كثيرة بالفعل ومالم تحفظها وتفرّق بينها فأنت في مأزق حقيقي، 998 و997 و999، يختلف رقم الإسعاف عن رقم المطافئ عن رقم الشرطة -ليست على الترتيب- !

في مصر نفس المشكلة، أذكر أن الإسعاف 123، لا أدري عن الباقي !!

يتساءل المذيع مع بعض الذين يتساءلون، ماذا لو حدثت حادثة واحتار المتصل بمن سوف يتصل ؟
وأقول أنا، لو حدث حريق لا سمح الله، فهل سيتصل بالمطافئ أولا لتطفئ الحريق أم يبدأ بالإسعاف لينقذ المصابين؟
أعتقد أن البدء بالإسعاف أولى في هذه الحالة، لأخذ الحيطة إن انتشرت النيران في المنزل المجاور أيضًا !

ويتساءل أيضًا .. لماذا لا يكون رقم الطوارئ كما في أمريكا موحدًا ؟ تتصل بهم فيسألونك ما المشكلة؟ ثم يحددون هم من فرق الإنقاذ عليها أن تتحرك لموضع الحدث؟


جـمـعـة .. غــيــر !

في هذه الحلقة، قام بأمر مختلف تمامًا .. في أحد المساجد - نسيتُ للأسف اسمي المسجد والإمام- اتفق مع إمام المسجد، ولحسن حظه أن وجد واحدًا ! وفي السعودية ! أن يقوموا باستخدام شاشات العرض "الداتا شو" لإبراز بعض الصور والفيديو التي تساعد على إيصال المعلومات التي يذكرها في خطبة الجمعة .. !

ويتحدث عن لزوم تغيير الخطاب الديني في صلاة الجمعة، وكيف أنه يجب أن يكون ملامسًا لحياة الناس، لا أن يأتي المصلون لكي يستمعوا لأشياء خيالية بعيدة كل البعد عن واقع يعيشونه قبل وبعد الصلاة، فتكون الخطبة كشيء لابد منه - أو كشيء لا لزوم له- !!

صحيح أن الأمر استغرق وقتًا كي يشرح للإمام طريقة استخدام اللابتوب لإبراز الصور التي يريد في الوقت المناسب، لكنني وجدتُ التأثير على وجوه الحضور من خلال الصور القليلة التي نشروها، أعتقد أن عدد المتثائبين أو الذين لايجدون ما يفعلونه سيقل مع استخدام تقنية كهذه في المساجد ..

ويعترض على المعترضين - مسبقًا- فيقول أن الكهرباء والميكروفون والإضاءات وغيرها لم تكن على عهد الرسول عليه السلام فعليهم أن يلغوها أيضًا إن قاموا برفض فكرة الاستعانة بالـجهاز لهذا السبب !!

وبكل تأكيد فقد أيّد هذه الفكرة كل من سألوهم بعد انتهاء الصلاة من شباب وأطفال وكبار

بعيدًا عن كل هذا، وليس خروجًا عن الموضوع، تحكي لي صديقتي عن خطيب جمعة يقول للمصلّين أن سبب المشكلات الزوجية والخناقات البيتية وانعدام الخيرات ومنع البركات هو أن الزوجة تسكب الماء الساخن في البلاعات فتؤذي إخواننا من الجانّ، لذلك لا نجد في حياتنا سوى المشكلات !

وحتى لحظتي هذه لا أستطيع أن أتخيّل شخص نصف متعلّم يقول هذا الكلام، لكن .. من يسمع ويقرأ ويشاهد يجب عليه ألا يندهش وإن سمع ألعن من ذلك !

نحن نتحدث عن إدخال التقنية في المساجد، وهذا ما يزال في عصر"كتكووووووت! وأسيادنااااا"

الحمد لله على نعمة العقل !

لحظة تأمل

الرجل يحب امرأة، يتزوج غيرها، في النهاية يشفق عليها..المرأة تحبّ رجلا، تتزوج آخر، في النهاية تحبّه..

وعجبي!!

وجـهـات نـظـر

قلت: أنا أحب .. لكنه متزوج


قالت المصرية: يخرب بييييييييييييتك حتخربي بيتهم .. حرام عليكِ .. الوليّة ذنبها إيه والعيال ذنبهم إيه تخطفي منهم الراجل .. أكيد أكيد اتهبلتِ .. أنا لازم أشوف لك كبير يشكمك!


قالت أخرى: إيّاكِ أن تخبري أحدًا بذلك .. ولا حتى نفسك !


قالت الخليجية: بسيطة مش هو متزوج واحدة بس قبلك ؟


وقالت الأمريكية: يمكن أن تتواعدا في الخفاء إن كان يحبّك .!


وقالت الانجليزية-من الريف الانجليزي-: أوه لا يمكنكِ ذلك .. أخبري زوجك وليخبر هو زوجته ليتفاهما على الانفصال قبل أن تفعلا أيّ شيء!

11 September, 2008

عــامــان

أنهيتُ كتاب عصام حمود "عامان"، الكتاب يحتوي على مجموعة مقالات متفرقة انتقاها من مدّونته خلال عامين من الكتابة والنشر ..

المقالات متنوعة، كنتُ أطمع في أن تحتوي أعمالا أدبية، لكنها احتوت بعض الأعمال الفنيّة من أعمال المؤلف، يكفي أن المقالات كلّها عبارة عن عمل أدبي رائع من وجهة نظري.

فقد زرتُ الجزائر وعشتُ فيها وتجوّلتُ في حيّ عصام ! وعرفتُ جيرانهم ! وجلستُ معه في غرفته ورأيتُ مكتبته !

بعد أن أنهيتُ الكتاب تأكدت لديّ معلومة .. هي أن الوطن العربي كلّه يتقاسم المأساة..بكل تفاصيلها .. تختلف اللهجات والوجوه .. ونتشارك في الوجدان والألم.

أردتُ أن أقدّم لعصام تحيّة.. وبانتظار مزيد من الإبداع.

يمكن تحميل الكتاب من هنا