24 April, 2018

دورة الهرمون الأنثوي

الهرمونات الأنثوية الأساسية هي كما يلي بترتيب الأهمية والتأثير: الاستروجين، البروجسترون، التيستوستيرون. قد يبدو صعبًا لو قلنا لكِ أنّ بإمكانك تقومي بعمل خريطة شهرية لهرموناتك، وبناء على ذلك ستقومين بمعرفة جسدك وكيف سيكون يومك!
.الهرمونات-الأنثوية
مثلا، عند اليوم الخامس من بدء الدورة الشهرية، ستلاحظين زيادة في حيويتك ورغبتك في العودة للتواصل الاجتماعي عما قبل، في اليوم العاشر – ما زال اليوم الأول هو يوم حدوث الدورة – حتى لو انقطع الطمث – ستكونين متكلمة وتريدين تجربة أشياء جديدة، في اليوم الثالث عشر، ستشعرين بالحنين والرومنسية، في اليوم الـثاني والعشرين ربما تنفتح شهيتك على الطعام مقابل الحذر أكثر في العلاقات، في اليوم السادس والعشرين ستلاحظين المخاطر قبل حدوثها.
كيف يمكن التنبؤ بالأفكار والمشاعر والسلوك من خلال معرفة الدورة الهرمونية؟
الأمر بسيط البحث أظهر أنّ هناك ثلاثة هرمونات أساسية تدير الدورة الشهرية الأنثوية، الاستروجين، التيستوستيرون، البروجسترون، وهذا ما يؤثر في كمية الطاقة، في الذاكرة، والمزاج والحياة العاطفية، الرغبة في الثرثرة من عدمها، الابتهاج وحتى الرغبة في التسوق والشراهة للأكل.
ولأن هذه الهرمونات تتبادل بعضها في نسبة الارتفاع والانخفاض فيما يشبه الموجات المتحدة في قالب واحد، بنموذج متكرر دورة بعد أخرى، شهرًا بعد شهر، يمكنك التنبؤ تماما بنسبة من الدقّة العلمية ما الذي يمكن أن يحدث لك كل يوم.
كنتيجة أخيرة، ستكونين قادرة على تخطيط حياتك بحيث تركزين على مواطن القوّة والضعف، مثلا: ستعرفين أيّ الأيام ستكونين نشيطة واجتماعية فيمكنك جدولة الحفلات والخروج مع الرفيقات، ستعرفين أيّ الأيام سيكون فيها تركيزك متقدًا وذاكرتك قوية فتقومين بعمل عرضك المهم في العمل أو الاجتماع مع مديرك للحديث عن ترقية أو طلب زيادة في مرتبك. ستعرفين متى تكونين عاطفية ويغلبك الحنين فتقومين بالخروج في موعد أو تتجنبي الرجال تماما! أنتِ أدرى بنفسك.
فيما يلي إرشاد للخارطة الهرمونية الشهرية للمرأة: (محتسب على دورة 28 يوما، تذكري أنّ النساء مختلفات)
الأسبوع 1 
(اليوم الأول في الدورة الشهرية وحتى اليوم السابع)
يرتفع الاستروجين
في خلال هذا الأسبوع يرتفع هرمون الاستروجين بالتدريج. فور انتهاء فترة الألم والإرهاق المصاحبة للدورة الشهرية، يكون الاستروجين وقتها في أعلى مستوى له، ستتحسن طاقتك ومزاجك، وستكونين متفائلة ونشطة وأكثر تركيزًا. سيجعلك أيضا في مزاج أفضل عاطفيا واجتماعيا. ارتفاع الاستروجين له علاقة طفيفة بمنع الشهية للطعام، وهذا يجعلك تأكلين أقلّ، فاعتمدي على الغذاء الصحّي خلال هذا الأسبوع والأسبوع التالي أيضًا. بشكل عام ستجدين نفسك أكثر فضولية ورغبة في الاكتشاف وعمل أشياء جديدة، فاستمتعي واخرجي من المنزل.
الأسبوع 2
(اليوم الثامن حتى اليوم الرابع عشر – وقت التبويض -)
يرتفع الاستروجين والتيستوستيرون حتى يصلا للقمة
الاستروجين يستمر في الارتفاع للأسبوع التاني، وترتفع معه كل الأشياء الإيجابية التي تحدثنا عنها، بالإضافة لذلك يجعلك هذه الهرمون واثقة في نفسك ومظهرك، وهذا منعكس من طبيعة عمل الهرمون الذي يقوم بتحسين البشرة ويؤثر في نضارتك، كما أنّه يعمل كمسكّن ألم طبيعي ومنشّط للدماغ.
لكن هناك جانب سلبي واحد لارتفاع هرمون الاستروجين عليكِ الانتباه له وهو القلق. لا تقلقي. فقد عرفتِ السبب الآن.
الهرمون الآخر المؤثر في هذا الأسبوع هو التيستوستيرون، سيرتفع في نهاية الأسبوع وستكونين أكثر انفعالية وجرأة وتنافسية، سترتفع رغبتك الجنسية كذلك وسيكون الوصول للنشوة سهلا.
.
الأسبوع 3
اليوم 15 وحتى 22 (يبدأ بعد انتهاء الإباضة ويستمر لمدة ثمانية أيام)
البروجسترون يرتفع، الاستروجين والتيستوستيرون ينخفضا لمنتصف الأسبوع، ثم يرتفع الاستروجين ثانية
في النصف الأول من الأسبوع الثالث تبدأ أعراض ما قبل الدورة الشهرية، ربما عدم القدرة على التحمل، الضعف العام والمزاج السلبي، وهذا مصاحب لانخفاض الاستروجين الشديد (يحدث هذا مرتين في الشهر)، – شاهدي الصورة أعلاه – لحسن الحظ، في النصف الثاني من الأسبوع الثالث يبدأ مستوى الاستروجين في الارتفاع مرة أخرى لتتوقف الأعراض التي تسبب لكِ الضيق فيتحسن مزاجك.
هناك هرمون آخر مهم يرتفع خلال الأسبوع الثالث وهو البروجسترون، وهو يؤثر في طاقتك قليلا ويجعلك تميلين للنوم والهدوء والميل للوحدة والحذر، ربما ترتفع شهيتك أكثر للسكريات أو الأملاح والأكل الدسم، وتقلّ رغبتك في الجنس، إذا كنتِ حساسة لهذا الهرمون فسيؤثر عليكِ أكثر وستشعرين بالحزن بدون سبب، البروجستيرون يؤثر قليلا أيضا في تركيزك ورغبتك في الحوار أصلا.
.
الأسبوع الرابع
 الأيام الـستة الأخيرة في دورتك (الأسبوع الذي يسبق الطمث مباشرة)
ينخفض الاستروجين والبروجستيرون
حين ينخفض الاستروجين خلال هذا الأسبوع الذي يسبق الطمث، سيؤثر ذلك على المزاج والحزن والألم في العضلات، الأرق، الصداع، الضعف العام وأعراض ما قبل الطمث التي تخبرها كل فتاة وهي أدرى بنفسها. ليست كل امرأة تختبر نفس الأعراض بنفس الدرجة، هناك من تكون الآلام طفيفة بالنسبة لها وهناك من تكون آلامها حادّة، بل وربما اختلفت درجة الألم من شهر لآخر، غالبًا يعتمد ذلك على نوعية غذائك طيلة الشهر، الضغوط التي تتعرضين لها، الأدوية إن وجدت، والتمارين الرياضية، وحساسية الجسد تجاه هرمون بعينه.
لكن، هذه ليست أخبارًا سيئة، في الواقع ستعود الرغبة الجنسية هذا الأسبوع، ولكنها ليست بسبب الهرمونات، يعتقد الباحثون أنّ السبب هو أنّ نهايات الأعصاب تكون أكثر حساسية كنتيجة لتجهّز الجسد لمرحلة الطمث.
خبر جيد آخر: من السلوكيات العلاجية أن تدللي نفسك هذا الأسبوع وتتساهلين معها، لماذا؟ لأنّه مع انخفاض الاستروجين، يتم استنزاف الدماغ لتعويض ذلك بكيماويات تعادل المزاج، وذلك مرهق له، فإذا شعرت بطاقة سلبية اعرفي أنّ ذلك لأن جسدك يحاول إسعادك، خذي حماما دافئا، شاهدي فيلما ممتعا، اخرجي في نزهة، استمتعي، كلّ هذه الأشياء الصغيرة ستمنحك الطاقة الإيجابية التي تساعد دماغك على إفراز الكيماويات اللازمة لإسعادك مرة أخرى وجعلك أكثر هدوءًا وتفاؤلا؛ وذلك حتى الدورة الشهرية المقبلة :)

إذا كنتِ في لبنان، يمكنك من هنا حجز استشارة مع طبيبة نساء وتوليد.

وسلامات.

هذا المقال مترجم بتصرّف