31 October, 2008

:)


بدأ الأمر عندما اتصّلتُ - للمرّة الأولى والأخيرة- بإذاعة الاسكندرية في أحد برامج "التوب مش فاكرة كام" الخاص باختيار أحد الأغاني من قِبَل المتصلين .. وكانت هي على الجهة الأخرى من الأثير تستمع إلى نفس الإذاعة

ورغم أننا كنّا معًا دراسيًا .. لكننا لم نتحدث، إلا بعد ذلك.. عندما سألتني: انتِ اللي كنتِ ع الإذاعة ؟ فُتِحَ بيننا حوار لم ينتهِ -والحمد لله- حتى الآن

أحيانًا .. أحيانًا كثيرة أقرب للـ 'دائمًا' .. نعجز عن التعبيـر عن مشاعرنا .. فنكتفي بالصمت

لأن الكلام لن يَفضحنا كما ينبغي لأعيننا أن تفعل ! ولا ينقل أحاسيسنا تمامًا كما هي حقيقةً

صديقتي

أشكركِ .. لوجودكِ بحياتي

لتحمّلكِ نزواتي

وجنوني

وأشكركِ لكونكِ أنتِ

ولوجودكِ حين أحتاج إليكِ

في عيد مولدكِ هذا

ما كبرتِ إلا في نظري

كلّ عام وأنتِ أنتِ

وأنتِ تحققين ما تريدين

وأكثر

وأنتِ بحياتي

وأنتِ بخير

ودمتِ صديقتي



صـديـقـتـك

29 October, 2008

هات مرارتك .. نفقعها لك

مدرّس مصري يضرب تلميذًا حتى الموت لأنه لم يحلّ الواجب !


لأن المدرس يعرف مصلحته أكثر من نفسه .. كما يعرف كل الكبار مصالح كل الصغار أكثر من أنفسهم !


لا يوجد لديّ مزيد حَكِي


في هذه الحالات .. تموتُ الكلماتُ حين تُقال

27 October, 2008

مكابرة قلب حزين


يهمك تعرف أوضاعي ..؟

أنا مستانس وطيب

أنا مثل البحــر تدري

يثور .. وتركــد أمواجــه

أبــد .. لا يزعجك حزني ..!

تأكد.. خاطري طيـب

حبيبــي ذاك هو طبعــي

أحب الحزن (وأحتاجــه) ..!

وتنشدنــي عن أوضاعــي ؟؟

أرد وأقـــــول : أنا طيب

مع إنــي صدق بغيابك

لا طيب ولا حاجة


لا أذكر من أين حصلت عليها.. لكنها تعبّر عنّي جدًا هذه الأيّام

26 October, 2008

هات مرارتك نفقعها لك

الإسلام القياسي

عن الرسائل التي لابد من إعادة إرسالها .. والصور التي تزلزل قلوب أعتى الكَفَرة
!!

وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ..

1. أحيانا بيكتبوا عناوين للرسائل تكون في حدّ ذاتها استخفاف بمحتوى الرسالة وعامل جذب فقط، لسة من شوية وصلتني من النوعية دي اسمها: "بنات بس" وبفتحها قلت أشوف حاجة حلوة بقى ! صعقت بجد

الخط كبيييييير، لا تنسيق ولا ترتيب ولا أي حاجة خالص !! وكلها أيْمَان مغلّظة و حسابات وعدّ وحاجات لا تدل على حُسْن ذوق من أيّ اتجاه!

2. في أول الرسائل تجد قسمًا مغلظًا لا يقوم به من يتزوجون ويطلّقون ويكتبون العقود الطويلة الأمد !! وفي نهاياتها عمليات رياضية سخيفة .. أيمسكون دفاتر الحسنات والسيئات عِوضًا عن المَلَكيْن؟

والله حبعت الرسالة لكل اللي عندي وانت حلفت وانت عارف اللي بيكذب بيروح النار وحاجات ابتدائي بجد مش بيعملوها

وفي موضة دلوقت تلاقي في نهاية الرسالة : ابعتها مرة واحدة بس !!

3. كله كوم وعندما يكون المحتوى عبارة عن أحاديث مكذذوووووووبة .. أحاديث قمّة في التخلّف، ولا يصح تسميتها أحاديث أصلا، لأنها "تخاريف" مكذوبة ومنسوبة للرسول عليه السلام


4. كلما كانت نسبة "الرعب" في الرسالة أكثر، كلما زادت شعبيتها، وكلما زادت الشعارات وعناوين الرسائل التي تنافس الجرائد الصفراء في عناوينها كلّما انتشرت أكثر !!

ختام:

ياريت كل اللي توصل له رسائل من النوعية دي يبعت رد مناسب، قبل ما يمسحها، لو يعرف أن الحديث مكذوب ياريت يوضّح ذلك

لو كلنا مسحنا الرسائل من غير توضيح، مين حينشر الصح؟

25 October, 2008

اسـتـدراكـ

<<>>

استدراكـ لما تم استدراكه من قبل

وليس كلّ ضائعٍ

يُمكِنُ استدراكُه

كم أحبّ هذه القصيدة

وأؤمن عليها

<<>>


تَخَلًّفتُ عَنِّي.

كثيراً كثيراً تخلّفتُ عَنّي.

تَناهي التّباعُدُ بَيني وَبَيْني

إلى حَدِّ أنيّ

أُضِيءُ طريقي لِشَمسِ اليَقينِ

بِعَتْمةِ ظَنّي!

وأُطعِمُ نارَ الحقيقةِ

ماءَ التَّمنّي!



تَخلّفْتُ عَنّي

لأَنّي تَوقّفتُ أَبني

كِياني وَكَوْني

على كائِنٍ لَمْ يَكُنِّي!

وَإذ لاحَ أَنّي

بَنَيتُ السِّنينَ على هَدْمِ سِنّي

تَلَفَّتُ كي أَطلُبَ العُذْرَ مِنّي

فَما لاحَ مِنّي خَيالٌ لِعَيْني!



سَفَعْتُ وُجوهَ الصُّخورِ

بنارِ المعاني

فَلَمْ تُعْنَ يوماً بما كُنتُ أَعْني!

وألقَيْتُ بَذْرَ التّعاطُفِ

فوقَ الهَوانِ

فَلَمْ أَجْنِ إلاّ ثِمارَ التَّجني!

وأَحنيتُ عُمْري

لِتَعديلِ سَمْتِ الغَواني

فَلَمْ أَلقَ مِنهُنَّ غَيْرَ التَّثنّي!



أَمِنْ أَجْلِ هذي الغَياهِبِ

أَحرقتُ فَنّي؟

أَمِنْ أَجْلِ هذي الخَرائِبِ

هَدَّمتُ رُكني؟

أَمِنْ أَجْلِ هذي الدَّوابِ

التي تَحتفي بالعَذابِ

وتبكي بُكاءَ الثّكالي لموت الذِّئابِ

غَمَسْتُ بدمعِ المواساةِ لَحني؟!



إلهي أَعِنّي.

أَعِدْني إليَّ.. لَعَلَّ التّسامي

غَداةَ التئامي

سَيغفِرُ للرُّوحِ جُرْحَ التَّدَنّي.



أَعِدْني..

لَعَلّي بنَشْري أُكفِّرُ عن كُفْرِ دَفني.

وأَلقي بذاتي

بقايا حياتي

فأدنو إلي نَسمَةٍ لم أَذُقْها

وأحنو علي بَسْمةٍ لم تَذُقْني

وَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي.



سَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي.



أحمد مطر

24 October, 2008

يا ضنايا يا ابني...انت متهرش؟ نهى رشدي مفترية بصحيح

بقلم: نوارة


صباح الخير، معلش انتوا عارفين بعد لفة ع الريدر بيبقى شكلي كدهو
المهم بعد اللفة لقيت ان المدونين اليومين دول اغلبهم مالهمش سيرة الا نهى رشدي، معظم الناس فرحانة بيها، وفيه كام مدون قرر انه يصعب عليه شريف اللي اخد تلات سنين ويوجد له اعذار ومبررات، وح نعتبرها مصادفة انهم رجالة
بادئ ذي بدء احب اوضح اني عارفة كويس اعذار ومبررات شريف والاسباب اللي دفعته وبتدفع غيره لجريمة التحرش او اسمها القانوني هتك العرض يا مصريين يا بتوع الشرف واحلى من الشرف مافيش يا آه يا آه
واعذاره لا ليها دعوة بالكبت الجنسي، ولا بلبس الستات
ثانيا انا فعلا صعبان عليا شريف وغير شريف بسبب اعذاره ومبرراته وعشان كده فرحانة له انه اتسجن
وانا مش شايفة ان نهى انتقمت منه انا شايفة انها بتعمل لمصلحته وبتربيه عشان تعمل منه راجل حيث ان امه ما عرفتش تعمل الحكاية دي
اما بخصوص رأي بعض المدونين في ان المسألة اتقسمت كأنها صراع ما بين ستات ورجالة فالحقيقة الكلام ده مثير للغثيان فعلا
يا جدعان هو احنا ما بقاش عندنا نخوة وللا ايه؟ ده حتى شرف البنت زي عود الكبريت
افففففففففف لا مش قادرة اتكلم بطريقة ح اجوزك هنومة يا قناوي يابني اكتر من كده
طيب
طول عمر الرجالة في حوض البحر المتوسط بيعاكسوا الستات، في سوريا بيبرموا شناباتهم، واغلب الظن ان الهدف ورا كل الشنبات اللي في سوريا دي انها تتبرم للستات بس، ماهو انا شخصيا لما رحت ما لقيتلهاش اي استعمالات تانية برغم انتشارها كالنار في الهشيم، في ليبيا والمغرب بيلعبوا حواجبهم، اه والله العظيم لسة في الزمن ده حد بيلعب حواجبه، في فرنسا يعدي جنبك ويقول: ماجنيفيك، في ايطاليا يعمل لك فضيحة في وسط الشارع ويفتح زوره: سنيورة بللاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا، في لبنان هم سايحين على روحهم على طول اول ما يشوف واحدة ست انشالله قد جدته يتحول ويفضل يسمبس ويصوصو ويتنهد ويتنحنح ويسبل ويبربش، حتى لو لسة خارج من كنيسة وللا جامع هو بيعتبر ده واجب وطني ويمكن معتقد انه بياخد ثواب، وفي مصر كانوا...كانوا..بيحبوا يبتكروا ويقولوا جمل طويل ما تلحقيش تسمعي بقيتها: هو القمر نزل م السما امتى...وانا اقول ياربي القمر راح فـ....(خلاص انتي مشيتي وهو لسة بيتكلم) ولو سايقة عربية ييجي جنبك: العجلة يا انسة العجلة..انت: مالها؟ بتنقط ثكر وعثل.. الا انت بتمليها في انهي منحل وللا...(الاشارة فتحت وانت مشيتي وبرضه هو لسة بيتكلم) احنا شعب رغاي بطبعنا.
لكن لما واحد يمسك ست من صدرها ويسحلها على الارض ده اسمه معاكسة؟ ده له اي علاقة بالجنس من قريب او من بعيد وللا ده واحد عايز يذل واحدة؟
لما ميت واحد يجروا ورا واحدة ويهبشوا فيها لحد ما يقلعوها هدومها ويقعدوا يضحكوا ويسيبوها ويجروا ورا واحدة تانية
ده شبه ايه؟ ده شبه اي حاجة لها علاقة بالكبت الجنسي؟ وللا ده عامل زي الماتشات الرومانية ما بين الاسد والعبد؟ او شبه عملية سحل هيباتيا عالمة الرياضيات، ماحدش يقول لي ان الناس اللي سلخت جلد هيباتيا وسحلتها في شوارع اسكندرية كانت بتتحرش بيها، ولا حد شرح جسمها بالاصداف عشان هي مزة وانما عشان هي عالمة رياضيات وفلك وهم كانوا شايفينها ساحرة شريرة
لما واحدة تبقى ماشية، وراجل ماشي وراها يقول لها: يا شـ*** كـ*** أمك ويروح تافف عليها
ده له اي علاقة من قريب او بعيد بالجنس؟ معلش اسمحوا لي لو اي راجل في الدنيا دي فاهم ان ده الجنس فورا يتوجه إلى معالج نفسي عشان يحطه في اقرب مصحة يمكن يعرف يلحقه قبل ما يتجوز ويتورط في جريمة
اذن دي جريمة عنف، بس مش عنف عادي، ده عنف مصحوب بالرغبة في كسر العين والاذلال، بالظبط زي جريمة اسلام نبيه في حق عماد الكبير، ماحدش توقع ابدا ان اسلام نبيه كان معجب بعماد ومش طايله مثلا! ولا انه شاذ جنسيا، كلنا كنا عارفين ان اسلام نبيه كان بيقهر عماد وعايز يذله ويكسر نفسه
ليه بقى؟ دي قصة تانية بخصوص اسلام انا ما اعرفوش ولا اعرف تاريخه النفسي ولا اللي مر بيه في طفولته
لكن اللي اعرفه كويس، ان شريف، والشباب اللي زي شريف منين ما يمشوا بيتوقفوا في لجنة وبيتقال لهم من احقر امين شرطة: بطاقتك يالا...شمر وريني دراعاتك...انت بتبجح يا لا؟ بتبجح يا...امك يا ابن الـ... يا .....؟ (كل الالفاظ اللي هو بيقولها بدوره في عملية التحرش)
وزي ما تيجي تيجي بقى، شلوت...قفا...بونية (كلها حاجات شبه اللي هو بيعمله في التحرش الجنسي)
وشريف واللي زي شريف بيبقوا واقفين زي القطط السيامي، لا القطط السيامي شقية، ولا زي اي قطة في الدنيا القطة بتخربش، حتى الفار اهو بيقرقض، مش عارفة بيبقوا عاملين زي ايه؟ بيبقوا عاملين زي ولا حاجة، زي خرقة مالهاش كرامة ولا احساس
هو بيبقى واقف زي الخرقة، بس هو مش خرقة، هو انسان وله كرامة واحساس، والذل اللي بيشربه ليل نهار بيتغرس جواه ومش بيقدر يتعايش معاه لان الانسان كريم ولازم يفضل كريم عشان يعرف يعيش
طاقة الذل اللي بيشيلها فوق قدرته على الاحتمال
قوم بدل ما يقف زي الراجل، زي الراجل، ويقول للي بيذله ما تعملش معايا كده، مش ح اقول بقى يروح يشتكي ويعمل زي ما عماد الكبير عمل، لان الناس ح تقول لي ده راجل مستواه التعليمي ما يأهلوش انه يروح يشتكي، على اساس ان عماد الكبير معاه دكتوراه في الاقتصاد الدولي من اوكسفورد يعني. بس خلينا نتحدت بالصاعيدي. هو ماشي بروح امه بمطواة وللا جنزير، بدل ما يطلعهم على الغلابة في الشارع ما يطلعها على اي حد ينتهك كرامته والارزاق على الله
يعني هم راحوا فين الصعايدة اللي كانوا بيطخوا اي كلب يمد ايده على شنباته؟ احنا كنا فاكرين ان بعد قضية عماد الكبير الناس ح تتشجع انها تطالب بحقها في الكرامة احسن من كده، بس رجع ابوك عند اخوك والناس اتعاملت مع قضية عماد على انها حالة استثنائية مش عارفة ليه؟
اممممممممممممم معذور، اصله خايف، اصله بيجري على كوم لحم، اصل الامين ح يلبسه قضية
قووووووم يمشي من قدام الامين بعد ما يتذل كل الذل اللي خلقه ربنا في الدنيا ويستضعف له اي كائن ماشي في الشارع ويفرغ فيه الذل اللي هو شافه، اضعف كائن ماشي في الشارع بعد الاطفال هم الستات
اذا ربنا وفقه وعرف يعمل حاجة في عيل (نسبة التحرش واغتصاب الاطفال زادت في الفترة الاخيرة بشدة خاصة في الصعيد! دي تقارير المركز القومي للامومة والطفولة) يبقى خير وبركة، بس ده مش متاح قوي، مش متاح انك تتحرش بعيل في الشارع وتجري والناس تضحك، لان دي حاجة، لحد دلوقت، ما بتضحكش، وما بتصنفكش على انك دكر هايج، وماحدش لحد دلوقت لقى لها تبريرات، ولا حد يعرف يرمي اللوم على العيل بوصفه هو اللي اثارك، ثم ان هتك عرض الاطفال ح يعمل لك سمعة انك بتاع عيال، ودي سمعة وحشة، لكن هتك عرض الستات ح يعمل سمعة انك هايج، لا مؤاخذة، ودي سمعة يتمناها اي راجل مصري، خصوصا لو ما كانش هايج ولا حاجة
نصيحة لوجه الله: والنبي اللي بيرغي ويحاول يأكد في حاجة كتير بيبقى باين لاي عيلة عندها خمس سنين انها مش فيه فبلاش تخلي شكلك وحش يعني
اذن التحرش بالنساء في الشارع جريمة عنف تنفيسية مرتبطة بالقهر ومالهاش علاقة بالجنس
طيب موضوع اللبس عشان نخلص منه ولاخر مرة:
لو بنت مش لابسة حجاب (حتى لو لابسة جلابية بلدي) يتقال لها مش شايفة اللي انت لابساه؟
لو محجبة يتقال لها: ده حجاب ده؟ بس لمجرد انها لابسة الوان لايقة على بعض
لو منقبة تبقى حاجة من الاتنين: يا اما راجل متخفي وعايز يسرق كل الناس اللي ماشية في الشارع يا اما على رأي مينا: يقولوا عليها دي مشيها بطال ومتخفية ورا النقاب
وعليه فكل انواع الملابس مستحلة في الشارع المصري
لانه تااااااااااااااااااني الموضوع مالوش علاقة بالجنس خالص، هو بيحاول يلاقي مبرر، وبما ان الست دايما مدانة، ده اساسي يعني في كل حاجة، في بيتها: ماهو انت مقصرة في البيت عشان بتشتغلي، لو مش بتشتغل ما انت عمالة تتخني وجالك تخلف من القعدة في البيت
مع جوزها: ماهو بص برة عشان انت مش واخدة بالك من نفسك..أو..انت قاعدة ليل نهار قدام المراية وعند الكوافير؟ فين اهتمامك ببيتك وولادك يا هانم؟
في الشارع: ما تشوفي انت لابسة ايه ( في كل الاحوال احنا عايزينكوا والنبي تلفوا على دواليبنا وتقولوا لنا بالظبط انتوا عايزينا نلبس ايه عشان نخلص)
في الشغل: ماهو انت عشان البيت والعيال مقصرة في شغلك...انتوا مالكوا ومال الشغل
ولو شاطرة: ما انتوا السبب في بطالة الشباب عشان بتشتغلوا وواخدين مكانهم
المهم احنا غلطانين وخلاص
صح، احنا غلطانين فعلا، احنا غلطانين عشان مش بنعرف نربي رجالة يتحملوا المسئولية ويواجهوا بدل ما يستوطوا لهم حيطة عشان يميلوا عليها
اللي عنده مشكلة بطالة، يا اما هو مش عايز يشتغل (وده احتمال ضعيف) يا اما الحكومة مش عايزة تشغله وتبقى مشكلته مع الحكومة، لو راجل يواجه الحكومة او يتلط ويسكت
اللي بيتذل ويقبل الذل من غير ما يدور على حقه من اللي ظلمه ويتجدعن كده زي الشباب الجدعان (القليلين) اللي بيواجهوا الحكومة، واللي بالمناسبة برضه مش عارفين يتجوزوا، واللي بالمناسبة ولا واحد فيهم بيتحرش باي حد، واللي بالمناسبة هم اللي بيعملوا حملات ضد التحرش
اللي مش زيهم يروح يندفن بدل ما يفرغ غلبه في اعراض الناس في الشارع
مين قال ان نهى رشدي انتصرت للستات؟
بالعكس...دي احرجتنا كلنا، عشان هي الوحيدة اللي قامت بواجبها
اه، ماهو بما اننا كلنا غلطانين دايما، وبما ان بعض المدونين مصممين يصوروه على انه صراع بين الرجالة والستات ولا كأن دي اعراض ناس، ولا كأن ان اللي في الشارع دي لها اب وللا اخ وللا مالهاش ده كله لها رب، فبص يا كابتن انت وهو، احنا ربنا خلقنا في الدنيا دي عشان نربيكوا، مين اللي رباك يا بابا؟ ماما مش كده؟ طيب
اللي الست الوالدة عرفت تربيه وتطلعه راجل محترم، كتر خيرها كفتنا مجهود اننا نربيهولها
اللي تغلط فينا فعلينا اننا نصلح غلطتها ونربي لها ابنها اللي ناقص تربية، ونعلمه ازاي يبقى راجل
وسيبنا بقى من جمعية المرأة المتوحشة وخلينا في التراث المصري: ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه والظاهر اننا مضطرين كمان نربي ونعود اللي ماشيين في الشارع حيث ان الستات هم اللي مقصرين في التربية
مش الستات دايما غلطانين والرجالة معذورين؟
مش الست شغلتها تربي العيال؟
ماشي يا قناوي يابني....يبقى احنا ربنا خلقنا عشان اللي امه ما علمتوش الصح من الغلط احنا نعلمهوله بما انه متبرمج على انه ما يتعلموش غير من واحدة ست، اذا ما كانتش امه يبقى اي واحدة بقى.
كخ..كخ يا بابا...عيب يا ولد
اذا كان فيه ناس معتبرين ان نهى رشدي قاسية، وناس تانية معتبرة انها: لولا انها متعلمة ومن فئة اجتماعية معينة ما كانتش عرفت تحبسه

طيب تعالوا بقى نشوف اللي مش متعلمة ومش من فئة اجتماعية معينة بتعمل ايه؟ واحدة اعرفها كانت راكبة اتوبيس (هي بنت بلد وتعليمها على قدها وبتشتغل وشقيانة)، راح واحد وقف وراها، الناس كانت شايفة وماحدش اتكلم على اساس انها اكيد مبسوطة مثلا! قامت البنت سابته يخلص عشان ما تضايقهوش (قلب الام بقى)، وبما انها محجبة ولابسة عباية، راحت بحركة سريعة شادة دبوس الطرحة من راسها في نفس الوقت اللي التفت له فيه وراحت....احم...شغل خيالك...بس خيال يكون شبه جلادياتور او بريف هارت او لقاء مع مصاص دماء.
المهم يعني دي كانت اخر مرة بالنوسبة لهذوها الصخص، وبما انه كان محروم من الجواز غصب عنه يا قلب امه، فهي قررت انه يبقى محروم من الجواز بخاطره عشان ما يحزنش على روحه تاني (قلب الام بقى)
الغريب ان البنت بتقول لي انه طول ما كان واقف وراها ماحدش اتدخل واول ما اعملت الدبوس اعمالا الاتوبيس كله اتدخل عشان يخلصه من ايدها، بس هم مين، البت تقريبا وزنها اربعين كيلو بس الغل اداها قوة خمسين حصان
ها؟
عموما هو معروف ان الامهات من بنات البلد تربيتهم بتبقى شديدة شوية عن تربية الامهات من البنات اللي من "طبقة معينة"
وبما ان نسبة لا بأس بها من الذكور في مصر لسة بيحملوا التكوين النفسي الطفولي: والله مش انا ده هو يا ميث...ماهو اللي زقني الاول يا ميث عشان كده خزقت له عينه....مش قثدي...عااااااا
اذن فما حدش بيكبر على امه بقى....والام اللي بتربي مش اللي بتخلف
لو تخيلنا طابور طويل كل واحد بيضرب اللي قدامه بالقفا، لو واحد في نص الطابور بدل ما يضرب اللي قدامه التفت وضرب اللي ضربه اتجاه الضرب ح يتغير
وللا ايه؟


23 October, 2008

نــقــاب



زادت جدًا ظاهرة النقاب في الكليّة، سواء اللواتي يلتحقن بالكليّة منتقبات أوالفتيات اللواتي يقمن بتغطية وجوههنّ فجأة !

بين ليلة وضحاها .. أسمع : فلانة اتْنَقَّبِتْ

طيب جميل .. ليه بقى ؟ كذا مرة سألت هكذا نماذج: ليه اتنقّبتِ ؟ تنظر لي بذهول واستغراب عـجـيـبـيـن، وكأنني أسبّها مثلا ! ثم تكرر نفس السؤال مرة أخرى لي

المهم .. أنني أفهم حالما أرى هذه النظرة أنّ نقابها لم يكن لقناعة شخصيّة منها .. لأن المقتنع بشيء سيعرض وجهة نظره ببساطة دونما مشكلة، ودون أن يُسَبّب السؤال عن ذلك مشكلة، خصوصًا أن الحوار لا ينتهي عند هذا الحدّ، فلم أستطع أن أصل لوجهة نظر مقنعة من أي واحدة فيهنّ .. وأنا لا أسألهنّ كي أقتنع بالفعل ذاته .. بل لأسمع سببها في تغطية وجهها..بعضُ الفتيات أشعر من كلامي معهنّ أن لديهنّ شعورًا عميقًا بأنهنّ خطيئة وعار يجب أن يُخبّأ قدر الإمكان، وأنّها مذنبة لكونها موجودة !!

وهناك ظاهرة أخرى مشهورة جدًا .. أن تسمع هذين الخَبَرَيْن على التوالي، أو بالتوازي.. "فلانة اتخطبت"،"فلانة اتنقبت" ... سواء بهذا الترتيب أو بالعكس .. درجة أن زميلتنا المسيحيّة سألتني: هو لازم ؟

تعدّدت الأسباب والنقاب واحد !

تقول لي قريبتي -2 ثانوي- أنّ مُدَرِّسة في المدرسة تقول لهم أن النقاب فرضٌ .. ذهِلْتُ

المعلمة غطت وجهها بعد تعيينها، أخبرتُها أن المعلمة مخطئة وأنّ النقاب رأي من ضمن رأيين، وأنّه ليس الرأي الراجح بين جمهور الفقهاء، ومما زاد الطين بلّة .. أن المعلمة - الغير فاضلة- تكذب على الطالبات لتثبت رأيها

لم تكتفِ بمجرد إبداء رأي خاطئ، وهو ما يُعْتَبَر في حقّها خطيئة لأنّ الطالبات سيأخذن ما تقول بمحمل الجدّ، خصوصًا أنهنّ - إلا من رحم ربي- لن يذهبن ويبحثن في الأمر أويسألن من هو أعلم منهنّ ..

بل ستظهر إشاعة جديدة .. تنتقل عبر الفضاء البَشَري وربما أنا أو أنت نسمع نتيجتها ذات يوم: بيقولوا النقاب فرض !!!

و(بيقولوا) دي حكاية تانية خااااااالص، تيجي في وقتها !

في المنهج الدراسي السعودي، قاموا بمناظرة ظريفة في أحد مواد الدّين، بين الفئة التي تؤيد إظهار الوجه والكّفين، والفئة التي ترى أنّ النقاب فرض، وأُدرِجَتْ أدلة كل فئة، وكان الهدف إثبات أن النقاب فرض ودحض الرأي الآخر.. لا عجب فهذا توجّه الدولة .. !

المهم .. أنّهم أدرجوا أدلة الطرف الأول .. التي من ضمنها موقف الرسول عليه السلام مع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها
"عن عائشة رضي الله عنها ، أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها وقال : يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلح أن يري منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه ."

ما قالت عنه المدرسّة - الغير فاضلة- أن القصة غير صحيحة، و"معقول أبو بكر حيخلي بنته تنزل الشارع كدا؟"

بغض النظر عن اللغة المستخدمة ، فما بين القوسين بالنص كما ذكرت لي قريبتي.. فهذا يُظْهِر أنها جاهلة أيضًا !! لا كاذبة فقط !!

كان من الممكن - كأضعف الإيمان - أن تفعل كما فعل المتشددون للنقاب وتذكر أدلتهم!

يارب رُحْمَاك من أمثال هؤلاء..

أنا لا أؤيد أبدًا أن تقوم بتدريسي منقبة، أيًا كانت المادة وأيًا كان المكان، المبدأ نفْسُهُ مرفوض، وأتمنى أن يشترطوا إبداء الوجه لكل من تقوم بمهنة التدريس في المدارس أو الجامعات، زميلاتي المنقبات في الجامعة عندما أسلّم عليهنّ لا أعرف إلى أين أتطلّع وأشعر أنني أريد إنهاء الموقف بسرعة ! خاصّة لو أنّ العينان مختفيتان أيضًا !!

بعض زميلاتي أطلب منهن خلع نظارة الشمس وأنا أتحدث معهنّ .. وكلما كان الحديثُ أكثر حميمية أو أهمية كان الطَلَبُ أجدى، فما بالي بمن عليها أن توصل إليّ معلومات، عليّ أن أثق بها وأتحاور معها وأناقشها وأنا لا أراها !! لم تثق هي بي في الأساس وتظهر لي وجهها فكيف أثق بها؟ كيف أعرفها؟كيف أميّزها ؟

ألم تكن الغاية من الحجاب أن تتميز الحرائر عن غيرهنّ فلا يُؤذَيْن؟ فهل ما نراه اليوم تمييزًا لهنّ؟ أم زيادة في الإنكار؟ خاصّة أنني لم أجد فتاة منقبة اجتماعية سوى مع مثيلاتها، ولا إيجابية، باختصار هنّ مجتمع منغلق على ذاته رافض لأي دخيلة فاسقة تُظْهِر وجهها للرجال الأجانب!


يكفي هذا حتى الآن

21 October, 2008

نهى .. مثال للحقّ الذي نريد

صدمة أكبر حتى من صدمتى مما حصل، صدمة من جهل الناس، حسيت إنهم لا رجالة ولا متدينين، ناس بتهرج، فيه حالة تهريج جماعى، ناس على استعداد "يقفوا يتخانقوا ويزعقوا على جنيه مع سواق تاكسى، لكن مش علشان واحدة اتعرضت للإهانة والإذلال، أنا شفت ناس وقتها بيحقروا من اللى حصل، المضحك أننى قابلت بالصدفة محامياً فى النقطة، بدلا من أن يساعدنى، قال لى "فى بنت تعمل كده فى نفسها؟"


هكذا ردّت نُهى على سؤالها عن انطباعها تجاه الناس التي مرّوا بها في القِسم أو الشارع عند ذهابها لرفع قضية على الرجل الذي تحرّش بها جنسيًا ..


قرأتُ الإشارة للخبر عند نوارة ولم أستطع أن أنتظر لأكتب عن فرحتي بنهى وبالعقوبة التي سيقضيها ذلك الحيوان في السجن، 3 سنوات هي أقلّ ما يمكن أن يستحق من رأى لنفسه حق انتهاك حُرْمة جسد حُرّ


أحيّيكِ يا نهى .. وأهنئكِ -ونفسي وكل بنت- بالحُكْم


أمس وأنا أجيب على استطلاع الرأي الخاص بيوم ليلى، قلتُ كيف يمكن أن أنْصُر فتاة تتعرض للتحرّش أمامي؟


جاءتني اليوم الإجابة في الكليّة، أقل حاجة ممكن تتعمل، أحد الشباب كان متابعًا لـإحدى الفتيات بصريًا بشكل وَقِح جدًا، أخذتُ أنظر إليه - بالصدفة قامت صديقتي بنفس فِعْلَتِي- ، ولما اختفت البنت عن مجال بصره المريض، نَظَر إلينا ورأى نظرتنا الـ ....... ، فأخَذَ نفْسَه وذهب بعيدًا، طيب بتعمل كدا ليه من الأول مادمت عارف انك عملت حاجة غلط؟

17 October, 2008

تشبيه بليغ آخر



كإصبعها تماما
أسحب منها أنفاسًا
بعدد خيباتي
وحيرتي..
ويا للتشابه !
لا يمكن إشعال الأمس ثانيةً إذا ولّى

حياتي كذلك مضرّة
بالصحة!

لكنني لم أكتب ذلك على غشاء قلبي
ولا بطن أمي قبل أن تلدني،
أصابتني ' صيرورتي فيها' بانحباس المشاعر،
وإسهال فلسفي يكفي
كي يجتنبـ- ني أيّ أحد
!

16 October, 2008

إنعاش !

تشبيه بليغ


كزهرة صبّار بين البراري؛
أنا،

كدمعةٍ انْسَلّتْ رغمًا عني؛
رغم محاولاتِ الصَّبر والتجلد؛
رغم كل الحولِيَاتِ التي
تدعو،
لا... بل تجذب بقوة
لهاويةِ الخواء المجنون؛
كاليراع بلا مداد؛
أنا.

كـبَـسْـمَـةٍ في سرادقَ للعزاء..
كـقهقهةٍ للصَّمتِ في حفلاتِ المساء..
رغم مقاومة الألم،
ورغم جرحٍ غائر
لا يندملْ؛
لا يستمرْ؛

أنطلق
روحًا حُرَّة
في سماواتِ الأبَدِيَّة

15 October, 2008

هات مرارتك نفقعها لك

سكشن اليونكس

قالت: هو بصراحة سواء أنا كتبت الأوامر commands‏ على السبورة ونقلتوها أو اشتغلنا عملي على الأجهزة، أنا شايفة إنها مش حتفرق !

وأضافت
:
أنا كنت ناوية النهاردة أشرح سكشن كامل بس الدكتور عايز يتعبكم، قال لي خليهم يشتغلوا بإيديهم
!




لأ حتفرق يا أستاذتي، ممكن أحفظ كل الأوامر أكثر من اسمي ! وأظل أرددها كالببغاء وأنا لا أعرف أين/ كيف أنفذها على الجهاز وتكون فضيحة عندها لو اضطررت للتعامل مع الأمر ! كلامك يدل على طريقة تفكيرك ومنهجيتك في التدريس. والدكتور مش عايز يتعبنا، كل مافي الأمر أنه يريد أن يخرج طلبة بتفهم وتشتغل، طلبة مش بيفكروا زي حضرتك -مع عدم احترامي!-

14 October, 2008

فوضى خلّاقة للحواس



كانت جُمَلُهُ تقتصر على كلمات قاطعة للشك, ترواح بين "طبعا" و"حتما" و"دوما" و"قطعا".

وبإحدى هذه الكلمات, بدأت قصّتهما منذ سنة. تماماً كما بإحداهنّ انتهت منذ شهرين

تذكر أنّه يومها, قطع المكالمة فجأة, بإحدى هذه الكلمات المقصلة, وأنها بقيت للحظات معلّقة إلى خيط الهاتف, لا تفهم ماذا حدث.

اكتشفت بعد ذلك, أنه لم يكن بإمكانها أن تغير شيئا. فتلك الكلمات ما كانت لغته فحسب. بل كانت أيضا فلسفته في الحياة, حيث تحدث الأشياء بتسلسل قدريّ ثابت, كما في دورة الكائنات, وحيث نذهب "طوعاً" إلى قدرنا, لنكرر "حتماً" بذلك المقدار الهائل من الغباء أو من التذاكي, ما كان لا بدّ "قطعاً" أن يحدث. لأنه "دوماً" ومنذ الأزل قد حدث, معتقدين "طبعاً" أنّنا نحن الذين نصنع أقدارنا!

كيف لنا أن نعرف, وسط تلك الثنائيات المضادّة في الحياة, التي تتجاذبنا بين الولادة والموت.. والفرح والحزن.. والانتصارات والهزائم.. والآمال والخيبات.. والحب والكراهية.. والوفاء والخيانات.. أننا لا نختار شيئا مما يصيبنا.

وأنّا في مدّنا وجزرنا, وطلوعنا وخسوفنا, محكومون بتسلسل دوريّ للقدر. تفصلنا عن دوراته وتقلّباته الكبرى, مسافة شعره.

كيف لنا أن ننجو من سطوة ذلك القانون الكونيّ المعقّد الذي تحكم تقلباته الكبيرة, تفاصيل جدّ صغيرة, تعادل أصغر ما في اللغة من كلمات, كتلك الكلمات الصغرى التي يتغير بها مجرى حياة!

يوم سمعت منه هذا الكلام, لم تحاول أن تتعّمق في فهمه. فقد كان ذلك في زمن جميل اسمه "بدءًا".

ولذا كم كان يلزمها من الوقت لتدرك أنهما أكملا دورة الحب, وأنه بسبب أمر صغير لم تدركه بعد, قد دخلا الفصل الأخير من قصة, وصلت "قطعاً" إلى نهايتها!

عندما ينطفئ العشق, نفقد دائمًا شيئاَ منّا. ونرفض أن يكون هذا قد حصل. ولذا فإنّ القطيعة في العشق فنّ, من الواضح أنّه كان يتعمّد تجنّب الاستعانة به, لتخفيف ألم الفقدان.

تذكر الآن ذلك اليوم الذي قالت له فيه "أريد لنا فراقاً جميلاً.."

ولكنه أجاب بسخرية مستترة "وهل ثمة فراق جميل؟".

أحيانا كان يبدو لها طاغية يلهو بمقصلة اللغة.

كان رجلاً مأخوذاً بالكلمات القاطعة, والمواقف الحاسمة.

وكانت هي امرأة تجلس على أرجوحة "ربما".

فكيف للّغة أن تسعهما معاً؟

هو لم يقل سوى "كيف أنت؟" وهي قبل اليوم لم تكن تتوقع أن يربكها الجواب عن سؤال كهذا.

وإذ بها تكتشف كم هي رهيبة الأسئلة البديهية في بساطتها, تلك التي نجيب عنها دون تفكير كل يوم, غرباء لا يعنيهم أمرنا في النهاية, ولا يعنينا أن يصدقوا جوابا لا يقل نفاقا عن سؤالهم.

ولكن مع آخرين, كم يلزمنا من الذكاء, لنخفي باللغة جرحنا؟

بعض الأسئلة استدراج لشماتة, وعلامة الاستفهام فيها, ضحكة إعجاز, حتّى عندما تأتي في صوت دافئ كان يوما صوت من أحببنا.

"كيف أنتِ؟"

صيغة كاذبة لسؤال آخر. وعلينا في هذه الحالات, أن لا نخطئ في إعرابها.

فالمبتدأ هنا, ليس الذي نتوقعه. إنه ضمير مستتر للتحدي, تقديره "كيف أنت من دوني أنا؟"

أما الخبر.. فكل مذاهب الحب تتفق عليه.

من الأسهل علينا تقبل موت من نحب. على تقبل فكرة فقدانه, واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا.

ذلك أن في الموت تساويا في الفقدان, نجد فيه عزاءنا.

كانت تفاضل بين جواب وآخر, عندما تنّبهت إلى أن جلستهما قد أصبحت فجأة معركة عاطفية صامتة. تدار بأسلحة لغوية منتقاة بعناية فائقة.

وإذ بالطاولة المربعة التي تفصلهما, تصبح رقعة شطرنج, اختار فيها كل واحد لونه ومكانه. واضعا أمامه جيشا.. وأحصنة وقلاعا من ألغام الصمت, استعدادا للمنازلة.

أجابته بنيّة المباغتة:

- الحمد لله..

الأديان نفسها, التي تحثنا على الصدق, تمنحنا تعابير فضفاضة بحيث يمكن أن نحملها أكثر من معنى. أوليست اللغة أداة ارتياب؟

أضافت بزهو من يكتسح المربع الأول:

- وأنت؟

ها هي تتقدم نحو مساحة شكه, وتجرده من حصانه الأول. فهو لم يتعود أن يراها تضع الإيمان برنسا لغويا على كتفيها.

ظلت عيناها تتابعانه.

هل سيخلع معطفه أخيراً, ويقول إنه مشتاق إليها. وأنه لم يحدث أن نسيها يوماً؟

أم تراه سيرفع قبعة ذلك المعطف, ويجيبها بجواب يزيدها برداً؟

أي حجر شطرنج تراه سيلعب, هو الذي يبدو غارقا في تفكير مفاجئ, وكأنه يلعب قدره في كلمة؟

تذكرت وهي تتأمله, ما قاله كاسباروف, الرجل الذي هزم كل من جلس مقابلا له أمام طاولة شطرنج.

قال: "إن النقلات التي نصنعها في أذهاننا أثناء اللعب, ثم نصرف النظر عنها. تشكل جزءا من اللعبة, تماما كتلك التي ننجزها على الرقعة".

لذ تمنت لو أنها أدركت من صمته, بين أي جواب وجواب تراه يفاضل. فتلك الجمل التي يصرف القول عنها, تشكل جزءا من جوابه.

غير أنه أصلح من جلسته فقط. وأخذ الحجر الذي لم تتوقعه.

وقال دون أن يتوقف عن التدخين.

- أنا مطابق لك.

ثم أضاف بعد شيء من الصمت.

- تماماً..

هو لم يقل شيئا عدا أنه استعمل إحدى كلماته "القاطعة" بصيغة مختلفة هذه المرة. فانقطع بينهما التحدي.

وهي لم تفهم. فعلا.. لم تفهم كيف أن صمتا بين كلمتين أحدث بها هذا الأثر, ولا كيف استطاع أن يسرب إليها الرغبة دون جهد واضح, عدا جهد نظرة كسلى, تسلقت ثوبها الأسود, مشعلة حيث مرت فتيلة الشهوة.

بكلمة, كانت يده تعيد الذكرى إلى مكانها. وكأنه, بقفا كلمة, دفع بكل ما كان أمامهما أرضا. ونظف الطاولة من كل تلك الخلافات الصغيرة التي باعتهما.

هي تعرف أن الحب لا يتقن التفكير. والأخطر أنه لا يملك ذاكرة.

إنه لا يستفيد من حماقاته السابقة, ولا من تلك الخيبات الصغيرة التي صنعت يوما جرحه الكبير.

وبرغم ذلك, غفرت له كل شيء.

"قطعا" كانت سعيدة, بهزيمتها التي أصبح لها مذاق متأخر للنصر.

سعادته "حتما" بنصر سريع, في نزال مرتجل, خاضه دون أن يخلع "تماما" معطفه!




أحـلام مـسـتـغـانـمــي
فوضى الحواس

13 October, 2008

الـعـلم لا يُكَيّل بالبتنجان

بـــل بالـــكـوســــا

سـحـابـة صـيـف



منذ البداية…….

شعرت أن لقاء نا محض سحابة..!

وأن حلم الصيف في عينيك

رغم روعته وحرقته

دعابة…!!

2

منذ البداية…….

أيقنت أنك لست لي

وليس يجدي فيك أن…تبكي الحروف

فمنطق الأشياء….

والمعقول……

والمألوف…..

ألا نلتقي

ان سلطان الفوارق بيننا

أقوى من دوار الشوق….

أو حمى الصبابة..!!

3

منذ البداية……..

أدركت أنك مستحيل……

مقبل بالحب

بينما عمري يستوفي ذهابه

أدركت أيضا أني بدونك

لا أساوي غير بوح….

يوشك الصمت اغتصابه

4

منذ البداية……

أحسست أنك لحظة حبلى

بأحلامي…..

وشجوي …..

على وقع الكآبة..!!

يا حبيبة عمري المهجور

صدقت ما شئت الأماني الكاذبات

وعدوت منذ وعيت….

خلف الأغنيات

وجدت نفسي أحتسي..

من الليالي بردها….

ومن العشق سرابه

……………..!

……………..!

ليتني لم أقرأ يوما….

أي حرف عن محب بات يستحلي عذابه

ليتني لم أعد يوما…..

خلف شيطان الكتابة..!!

5

أقر…..

وبكل ما أوتيت من وعيي

أني أحبك للابد

وأقر….

أني أضيع للأبد

وعزائي……

أن حبا مثل حبك

هو أسمى من شهوة تمضي بعيدا

تتلاشى……

في مزاريب الجسد

6

أقر …..

مرة أخرى وأخرى

أنك غصت عميقا….

في العروق الظامئة

ونزعت عني ………

قشرة الزهد المعتق

والرتابة

غمرتني عطشا مديدا

لارتواءات الإجابة…!!

7

ربما تظنين…..

أن هذا الكهل يلهو

ويمثل كل أدوار التصابي

ربما تظنين…..

أني أستعيد الأمس

وأشتهي فيك شبابي

لن تدركي أبدا…….

من أنت بالنسبة لي

ولن تحسي……….

ما كان منك……

وما بي…!!

انك قدري…وحزني….وعذابي

أنك وطني الذي…….

مازلت أستجديه من فرط

اغترابي

8

أراك…….

تتلذذين برؤيتي بين يديك عاشقا

تفخرين بأن الشاعر الغجري

من رعاياك الأول…!!

ترغبين صدى الوجيب

وطوافي اليومي ……

ما شاء الأجل

9

هل تعلمين…….

أني أعشق كل شيء فيك رغمي

وأضعف….

دون قصد في حديث ضم اسمك…؟!

هل تعلمين…..

أني بت أخشى من قدوم الموت

حتى لا يكون في مماتي ……

موتك!!

10

أقولها….

كيفما شئت…أحبك

أحبك عندما تتقبلين….

أن تزين وجهك الدري قبلة

أحبك أكثر عندما تتنزلين إلى مداري

بضع ساعات وليلة

أحبك ……

رغم عاقبة الجنون والانتحار

لعلني… في عالم أخلقه لنفسي

يخلو من منطق الأشياء…..

والمعقول……..

والمألوف……..

أستطيع السير فوق الماء

أستطيع إعادة الروح لما فات

وإيقاظ الحروف……

لعلني… في زمان القهر والأوثان….

أحظى كما حظي" بن عبس" في الروايات….

بعبلة…!!


توفيق الحاج