09 March, 2009

هل قلت يوم المرأة؟

أحبّ كوني امرأة. أستمتع بالوقوف فترات أمام المرآة أو قضاء ساعات في صالون التجميل. فأنا لا أعاني عقدة ذنب إذا استبدلت ساعتَي قراءة بمشوار عند «زارا» أو «مانغو». لا أشعر بأن مستوى ذكائي قد انخفض أو أن قدرتي على الكتابة قد تقلّصت.
أحبّ كوني امرأة. أضحك حين يشتمني أحد السائقين على الطريق أو يصرخ بصوت غاضب «إخت اللي عطاكي دفتر السواقة». الأمر لا يعيقني من القيادة براحتي ولا يلغي المتعة التي أشعر بها في كل مرة أجلس وراء المقود وأرفع صوت الموسيقى.
أحبّ كوني امرأة. أجلس مع صديقاتي في جلسة نميمة ـــــ صحية وضرورية طبعاً لكل نساء الأرض ـــــ نتحدّث عن هذا وذاك وعن مغامرات ليست بالضرورة حقيقية لكنها تزوّدنا بقدر من الثقة بالنفس يصعب على أي مأساة سلبها.
أحب كوني امرأة. لا أجد مانعاً بالتصرف كالرجال حين يحتاج الأمر ذلك، أو بالصراخ في وجه أحدهم بطريقة تتخطى أنوثتي بمراحل إذا ما غضبت أو استفززت أو أهنت. الأمر طبيعي وبديهي. جدتي تقول داخل كل امرأة رجل مخفي.
أحب كوني امرأة. أتظاهر بالضعف حين أريد أن أكسب حناناً، وأثور على من يعاملني بطريقة دونية بسبب هذا الضعف نفسه. إنها عقد النساء التي لن يتمكن أي رجل من فهمها ولو بعد ألف عام. إنه مزيج من الهرمونات النسائية والعقد النفسية المستعصية.
أحب كوني امرأة. أقارع أبي في السياسة وأقسم أنني سأنزل ورقة حمراء في صندوق الاقتراع وليذهب النائب فلان وعلاقات العائلة إلى الجحيم. فتشعر أمي فجأة باستقلاليتها وتهدد أبي بأنها هي أيضاً ستختار المرشّح الأنسب «لخدمة المتن».
أحب كوني امرأة. لا أحب يوم المرأة العالمي (وهل باقي أيام العالم أيام رجالية؟) ولا أحبّ عبارة «المساواة» أو «الكوتا النسائية» أو «حقوق المرأة»، وتغضبني التظاهرات النسائية أو المؤسسات والجمعيات التي «تعنى بشؤون المرأة» والمناهضة للعنف.
وما سبق ليس لمناسبة الثامن من آذار أو يوم المرأة بل سببه الأول والأخير هو أنني امرأة... وأحبّ ذلك.


بقلم: ليال حداد