لابدّ أن أعثر على طريقة، أرشو بها سكرتيرتك الفرنسية شديدة التكتُّم، كي تبوح لي بقائمة مواعيدك، بأسرار رزنامتك وتواريخ أسفارك. لابدّ أن أغوي يوماً بوابك البرتغالي دائم الفضول، عساه يشي لي بأيام قدومك، بوضعك الصحي، وبهيأة مَن يأتون لزيارتك.
لابد أن أشتري ثرثرة شغالتك الفلبينية، لتشكو لي عاداتك في غيابي.. كم استهلكت من مناشف؟ وهل عن ابتهاج عاطفي، كعادتك، اقتنيت طقماً جديداً من أفخم الشراشف؟ وهل تشي بك صباحاً مباهج السهر، وبقايا نبيذ فرنسيٍّ فاخر على طاولة صالونك؟
لابد أن أُبرم صفقة تجسُّس مع ساعتك السويسرية، المفرطة في الدقة، عساها تقدم لي تقريراً عن عدد الدقائق، التي تنشغل فيها عني، والمرّات التي تلقي نظرة عليها، مستعجلاً موعداً مع غيري. لابد أن استجوب أحذيتك الإيطالية فائقة الاستعلاء، كي تعترف لي تحت التهديد بالعناوين التي تقصدها عندما لا أكون معك، والمشاوير التي تأخذك إليها لتلتقي سواي.
لابد لهاتفك الياباني، أن ينضم إلى فريق جواسيسي، أن يغدو عميلاً لي يختبئ في جيبك، أن يرنَّ لي كلما طلبت رقماً غير رقمي، أن يزوّدني بصور يلتقطها، حيث تتوقف نظراتك. ثمّ.. لو فشلتُ في شراء ذمّة حاجاتك، وطاقم خدَمك.. وسائقيك.. وسكرتيراتك.. ولم أجد، من بين مَن سبق أن اشتريتهم قبلي، مَن يقبل أن يبيعني أسرارك، سأشي بك إلى وكالة الاستخبارات الأميركية، لكونك رجلاً طاعناً في الإرهاب العاطفي، لم يحِد يوماً عن “القاعدة”، التي تُجيز للعاشق خطف طائرة، للوصول في الوقت إلى موعد.
سأُلفّق لك ما يكفي من التُّهم، إلى حدّ إقناعهم بإلغاء جميع رحلاتك، وتصوير مفكرة تليفوناتك، وحجز مفاتيح بيوتك، وجواز سفرك الأخضر.
عندها فقط، يمكنني اقتيادك إلى أحد معسكرات الاعتقال العاطفي، وعقد جلسة لفضّ النزاع مع قلبك العربي، الذي عند كلّ نقطة تفتيش عاطفي، يمتطي صهوة غضبه، ويشهر سيف غيرته، ويهمُّ بقتلي... قبل أن يُحاكمني.
خاص:
أيُّها القديس فالنتاين.. يا شفيع المحبين والعشاق.. تجد هنا نسخة عن قائمة بطلبات عاشقة عربية، لا حول ولا قوة لها، في مواجهة العولمة العاطفية.
كلِّي ثقة بمعجزاتك.
أحلام مستغانمي
* * * *
طلـة ملك
لابد أن أشتري ثرثرة شغالتك الفلبينية، لتشكو لي عاداتك في غيابي.. كم استهلكت من مناشف؟ وهل عن ابتهاج عاطفي، كعادتك، اقتنيت طقماً جديداً من أفخم الشراشف؟ وهل تشي بك صباحاً مباهج السهر، وبقايا نبيذ فرنسيٍّ فاخر على طاولة صالونك؟
لابد أن أُبرم صفقة تجسُّس مع ساعتك السويسرية، المفرطة في الدقة، عساها تقدم لي تقريراً عن عدد الدقائق، التي تنشغل فيها عني، والمرّات التي تلقي نظرة عليها، مستعجلاً موعداً مع غيري. لابد أن استجوب أحذيتك الإيطالية فائقة الاستعلاء، كي تعترف لي تحت التهديد بالعناوين التي تقصدها عندما لا أكون معك، والمشاوير التي تأخذك إليها لتلتقي سواي.
لابد لهاتفك الياباني، أن ينضم إلى فريق جواسيسي، أن يغدو عميلاً لي يختبئ في جيبك، أن يرنَّ لي كلما طلبت رقماً غير رقمي، أن يزوّدني بصور يلتقطها، حيث تتوقف نظراتك. ثمّ.. لو فشلتُ في شراء ذمّة حاجاتك، وطاقم خدَمك.. وسائقيك.. وسكرتيراتك.. ولم أجد، من بين مَن سبق أن اشتريتهم قبلي، مَن يقبل أن يبيعني أسرارك، سأشي بك إلى وكالة الاستخبارات الأميركية، لكونك رجلاً طاعناً في الإرهاب العاطفي، لم يحِد يوماً عن “القاعدة”، التي تُجيز للعاشق خطف طائرة، للوصول في الوقت إلى موعد.
سأُلفّق لك ما يكفي من التُّهم، إلى حدّ إقناعهم بإلغاء جميع رحلاتك، وتصوير مفكرة تليفوناتك، وحجز مفاتيح بيوتك، وجواز سفرك الأخضر.
عندها فقط، يمكنني اقتيادك إلى أحد معسكرات الاعتقال العاطفي، وعقد جلسة لفضّ النزاع مع قلبك العربي، الذي عند كلّ نقطة تفتيش عاطفي، يمتطي صهوة غضبه، ويشهر سيف غيرته، ويهمُّ بقتلي... قبل أن يُحاكمني.
خاص:
أيُّها القديس فالنتاين.. يا شفيع المحبين والعشاق.. تجد هنا نسخة عن قائمة بطلبات عاشقة عربية، لا حول ولا قوة لها، في مواجهة العولمة العاطفية.
كلِّي ثقة بمعجزاتك.
أحلام مستغانمي
* * * *
طلـة ملك
3 comments:
جاااااااااااامدة
لو قدرت أوصل للقصة كاملة حقراها
ميدو
دا مقال من مقالات أحلام مستغانمي، مش قصة
لها 3 روايات على الترتيب:
ذاكرة الجسد
فوضى الحواس
عابر سرير
لو حبيت تقرأ لها :)
تحياتي
Post a Comment