لم تكن نتيجتي متوقعة ولا جيّدة، لكنني سأتخرّج في النهاية، ليس من المهمّ أنني سأتأخر شهرين أو ثلاثة لأداء امتحان الدور الصيفي في مادة لا لزوم لها من الأساس .. الفورتران FORTRAN .. لغة برمجة منقرضة لأجل حلّ مسائل رياضية بحتة، لا أدري لماذا ندرسها في قسم الإحصاء والكمبيوتر، لم أسمع أبدًا بأحد يعمل بها سوى باحثوا الرياضة الذين يحتاجون لحلّ المسائل الرياضية وخلال الدراسات العليا فالأبحاث- إن وجدت- فقط.. لكننا لن نحتاجها.. كم أكره الروتين والنظام التعليمي هنا.. إحدى الأساتذة ناقشت رسالة الدكتوراة وحصلت عليها لكن لأن البيروقراطية لابد أن تأخذ مجراها فإنّها تقوم بدور الأستاذ المساعد والأستاذ معًا ! حتى تنتهي "إجراءات الأوراق" بشكلها المملّ !
أيّ احترام للعلم والمعلّم هذا ؟
كانت لديّ أحلام.. اكتشفتُ أنّها لا تنتمي لهذا الوطنْ.. لكنني بخير طالما لديّ القدرة على الكتابة والحبّ، بقطع النظر - على رأي الطاهر وطّار- عن أن كتاباتي لنفسي بالأساس، وحبّي لم يتعدّ حدود قلبي في الأصل، وأمنيات غير بريئة لا تتعدى قصاصات أوراقي وحدود كلماتي.. تساؤلات عن الذي سيخطف قبلتي الأولى، كيف سيكون طعمها؟ هل سأكون جريئة أم خائفة مترددة خشية الاتّهام بما أنا منه بريئة؟ فأنا ذات تربية شرقية بلا فخر.. وأنفض عن رأسي هذه الاتهامات.. وأتّهم نفسي بأنني لو كنت أذاكر أكثر قليلا لما شُغِل رأسي بهذه التفاهات ! هل تفكّر الفتيات في هذه الأشياء التافهة ؟
تبًّا .. إنهنّ يردن ذَكَرًا وحسب ! وكلّما سمعتهن شعرت بالغثيان حقيقة لا مجازًا..
تقول صديقتي بغيظ : كللللللللللهم زي بعض .. من عمّي فلان اللي في أمريكا، لابن أختي الصغير اللي في الكافولة!
وأضحك بتهكّم وأقول: لأنّ النساء كلهنّ اللاتي قمن بتربيتهم لهنّ نفس المخّ يا عزيزتي، طبيعي جدًا أن يكونوا "زي بعض"..مش فولة وانشقت نصّين، إلا دي انشقت أنصاص بعدد أولاد آدم الذكور منذ بدء الخليقة ! رغم أنني واثقة من وجود المختلفين، ربما لم أقابلهم سوى في الكتب فقط ! ما علينا
شخصية عزيزة عليّ، متزوجة، قالت تنصحني ألا أكون واضحة، ألا أكون كالكتاب المفتوح، لأن الرجل لا يحب أن تكوني له واضحة فيعرف ماذا تريدين الآن، كيف تشعرين في اللحظة الآنية، ماذا تحبين، يحب أن تفاجئيه دائمًا، أن تكوني على غير ما يتوقع دائمًا..
ربما أتذكّر كلامها قبل أن أتهوّر.. أو ربما كل ما يحدث يمنعني من التهوّر، دومًا أحب تمثيّل الزواج بحفرة يقف الناس أمامها طابورًا، يدعون لبعضهم بعضًا بالوقوع فيها، ويتسابقون، ويعتبرون الأشطر هو الذي يقع أوّلا .. ثم يبكون في النهاية.
فقط لو أكون بهذه اللباقة في الدراسة بدلا من سفسطتي الكلامية التي لا نهاية لها هذه.. بعد انتهائي من الثانوية العامّة بمجموع مرتفع، كتبتُ كلية الآداب كرغبة أولى، كنت أريد قسم اللغة الانجليزية، كنت – ومازلت- أعشق اللغات والترجمة وأردت دومًا التخصص فيهما- درجة أنني كنت أحتفظ بكتب عربية كي أترجمها فيها بعد !- لكنني فوجئتُ بهم في مكتب التنسيق يخبرونني أنه من الممكن ألا أُقبَل في هذا القسم، وعليّ أن أسأل في كليّة الآداب عن هذا الأمر، نظرًا لأنني لم أدرس لغة أجنبية ثانية، لا فرنسية ولا ألمانية ولا يحزنون، ربما درست يحزنون هذه لاحقًا !
المهم.. أنني لم أسأل في كليّة الآداب، لم أشأ أن أترك شيئًا للحظ، أو لنقل أنني لم أثق في حكومتنا الموقرة، فربما يقولون نعم ووقت الجد لا يوافقون، أو يقولون لا من البدء .. فوجدت أن الأضمن أن أعدّل رغباتي وكنتُ عكس السواد الأعظم من الذين دخلوا كليّة العلوم بكامل إرادتهم الحرّة .. أردتها بشدّة.
وحصل اللي حصل .. ووقعت في غرامها ! راهنتني إحدى صديقاتي على أنني سأكرهها، وكانت تسألني كل عدة أشهر في سنتي الأولى، وأخبرها أنها مازالت خاسرة في رهانها .. وحتى الآن، هي الخاسرة في رهانها !
لكنني لا أدري متى سأراها لآخذ منها حقّي.. ! لست متعجلة على أيّة حال .. فالرهان سيكون مضاعفًا حينها ..
7 comments:
هذه الأمنيات تشبه أمنياتي كثيرا
والتقيت فتيات مختلفات ولكن منهن من لا تصرّح ومنهن من غيّرت رأيها -على الرّغم من كونها منفتحه ومتحررّه نسبيا- وذلك بسبب الرجال المحترمين مما دعاها إلى أن تعرّفهم لي بأن سين صاد عين كلهم واجهة لنفس الرّجل!!!
ما زال هناك من يدرس الفورتران؟ لم أسمع بهذه اللغه المنقرضه منذ 8 سنوات!!!
أحببت هذا البوست جدا؛ أحسستك فيه قريبة مني؛ هذه طلقات يا عزيزتي وليس نصف طلقة أبدا
اصبري؛ فلا يحدث لإنسان ما يستحقه بل ما يشبهه- أحلام مستغماني
أدمعتِني سامحكِ الله
لا أدري علامَ فلا شيء مما قلتِ مؤثر !ربما الطلقات التي لم تقتلنا حتى الآن؟
تحياتي لك :)
ربما وصلك إحساسي فتأثرت!!!
أو هكذا أحسبها!!
تعرفي إن كان قصدي بنصف طلقة أنها نتيجة نصف السنة فقط!
ستصبح طلقة كاملة في نهاية العام..
أتمنى أن تقتلني حينها .. لا أحب أنصاف الأشياء رغم غرقي فيها !
آه هلأ فهمت:)
أنا كنت فاكرها شيء مثل رصاصه من القلب أو شيء من هذا القبيل
أما بالنسبه لأنصاف الحلول؛ أتوقع صعب حد يطلع من أنصاف الحلول ولا أنت شو رأيك؟
حاليا ؟
أيوة صعب جدًا .. نحن أمّة أنصاف الحلول حاليًا !
كان في بوست قرأته زمان .. يتحدث عن هذا الأمر ربما أبحث عنه لاحقًا وأنشره
تحياتي
كان فيه شعار غبى كانوا بيعلقوة على ابواب المعسكرات
بيقول الطلقه او الضربه باين
التى لا تقتلك تقويك
كنت ساعتها بقول الطلقه التى لا تقتلك تعذبك كثيييييييييييييراااااا
Post a Comment