إحساس بشع أن يكون لديك كلام كثير داخل رأسك لكنّك لا تستطيع أن تكتب شيئًا، تظنّ أن كل الكلام قد قيل من قبل، ماذا سأقول أجدد مما قيل؟ لن أجيء بغير ما ملئت به الصحف والمجلات والمدونات حتى !
طالما تمنيتُ أن أعيش في العصر الأموي، العباسي، أو حتى في عصور ما قبل الميلاد، لم أرغب أبدًا أن أجيء متأخرة كل هذا الوقت لأقول كلامًا معادًا وأسمع أشياء بشعة وأعيش في هكذا غابة. تخشى فيها الأنثى على نفسها من القريب قبل الغريب. من القريب التحكم ومن الغريب انتهاك الكرامة ووأد ما تبقّى لها من براءة. كيف أننّا رغم كلّ ادّعاء التطوّر والحضارة، لم نصل بعد لأسرار أنفسنا ولم نحسن التعامل مع أنفسنا ولا مع بعضنا بعد. كيف ندّعي الحضارة ونحن لا نستطيع التخلّص من العرق في الصيف؟ وندّعي تقدم صناعة العطور وأدوات التنظيف؟ أم أننا كالبدو الذين فجأة فتحوا أعينهم ليجدوا أنفسهم على أرائك وثيرة وأشياء راقية لكنّهم لا يعرفون كيفية استعمالها؟ لم نتخلص من كل التلوث الفكري والمادي رغم كل هذا التطور؟ كيف ندّعي الحضارة ونحن بعد أسرى لما سيقوله علينا الآخرون؟ نسبح بحمدهم ونلهج بذكرهم ولا نستطيع فعل شيء نريده نحن ؟ وكأننا جميعًا بأقنعة مجبرون على ارتدائها طيلة بقائنا أحياء لا نخلعها إلا عند الموت، لماذا لا نعيش فقط كما نحن؟ لا كما يُراد لنا أن نكون؟
كيف ندّعيها ونحن بعد لم نستطع - كما تقول أحلام مستغانمي- صناعة كبسولة ضد الشوق إلى من نحبّ تحوي صوته أو رائحته أو ملمسه؟ لن أؤمن بالحضارة حتى يصبح كلّ إنسان سعيدًا حقًا، آمنًا حقًا، ناجحًا حقًا.
لماذا خلق الله كل هذه الأضداد؟ كي نقول نحن، بضدّها تتميّز الأشياء ! ما الأجمل؟ أن تعيش مع شخص يختلف عنك تمامًا في كلّ شيء، تحترمه ويحترمك، يوجد بينكما لغة حوار وتفاهم ورقيّ في المعاملة، أم يكون هناك حبًا من أحد طرفي العلاقة، طرف يبذل نفسه ويبذل الغالي في سبيل من يعيش في عالم آخر؟ ربما باذلا نفسه كطرف أحادي في علاقة أخرى ! بدون تفكير ستختار الحلّ الأوّل. لكنْ هناك سؤال عليك أن تطرحه أولا، ما طبيعة هذه العلاقة؟ أن تعيش مع شخص ما، وأن يعيش فيك شخص ما، شيئان مختلفان تمام الاختلاف.
ما سأقوله تاليًا ليس بجديد، طقوس الدراسة العاديّة والاستعداد للامتحانات، والتي قيلت قبلي مئات، ربّما آلاف المرّات، الكثير من الأفكار العاجزة عن التحرر بسبب الوقت، وربما بسبب التكاسل، فها أنا أكتب وكان يمكنني استغلال الوقت للكتابة في أحدها، لكنني لم أفعل. اختاروا لنا الاثنين والخميس، كي يجعلوا الامتحان صيامًا مستحبًا عن كل ما نحب ! وامتهانًا واجبًا. أرجو أن يكون الأخير.
هناك شخص ما مصاب بالشيزوفرينيا على الأقل، يصرّ على محاولة استفزازي من خلال الرسائل القصيرة، فبعد وصلة من الطبطبة و"أنتِ جميلة جدًا ومحترمة" إلى " أنا أحبك كأختي ولا أريد أن أتزوجك" إلى " حسنًا أنا أريد أن أتزوجك ولن تجدي من هو أحسن منّي" وأخيرًا وصلة بأقذع السباب عندما طلبتُ منه بتهذيب أن يذهب للجحيم !
ربما يمرّ علينا الكثيرون من المرضى، وربّما لا، إن لم يكن في حياتك مرضى من قبل فلتحمد الله على ذلك، فإنّهم كالسوس الذي يحتاج إلى مبيد حشري، شيء كريه وحسب. لا أحتاج أن أعرف من هو. لكنني متأكدة أنه أحد المرضى، بالشيزوفرينيا على الأقل، الذين قابلتهم في حياتي.
وفقط ليس هناك جواب
life is too short too short to live in anger
can't stand these negative vibes
life is too short too short to live with danger
please help me god to survive
in my dreams god is talking to me
in my dreams i am down on my knees
in my dreams i am begging you please
let my soul rest in peace