يارب.. بودّي أن أصاب بداء التركيز المَرَضي، كإحدى صديقاتي، عندما كنّا نعمل في إحدى البرامج معًا، أوّل ما نفتح الجهاز، أو أثناء انشغالنا بمشكلة ما، أجد عيني اتجهت نحو علامة التقاط الجهاز لشبكة انترنت في الأنحاء، بينما هي تصرخ بي، كي نكمل ما نفعله في البرنامج، تخبرني أنّها تجلس أحيانًا ست ساعات متواصلة للدراسة في المنزل، لا تقطعها إلا لتلبية نداءات الطبيعة، وأنظر إليها وأتعجّب، وتتعجب هي منّي جدًا أيضًا..
أنا لا أذكر أنني أكملت ساعة متواصلة، لابد من شيء ما، أيّ شيء، نسكافيه، شاي، أكل، انترنت، كتابة، قراءة، أيّ شيء على الإطلاق قد يخطر، أو لا يخطر على بال .. حتى أيام الامتحانات، فيما عدا أنني أبقى في مكاني، لكنني أذهب بعيدًا بالكتابة والرسم على الورق، ثم أقطع لنفسي عهدًا بالتركيز، فأقوم لأعمل شيئًا أتناوله على وعد "بالتركيز بقى" لأن ليس لي حجة بعد ذلك !
بودّي أن أصاب بداء التركيز المَرَضي، الذي يجعلني أبقى مدة طويلة للدراسة فحسب، أتمنى كثيرًا لو أن الدراسة لا تحتاج إلى حفظ، لو أنها تحتاج فقط للقراءة وحسب، سأقرأ كما تشاؤون لكن بدون تكرار، خصوصًا في الأشياء الـ"بايخة" !
وحينما أتذكر أنّ العلم الذي في الصدور لا في الأوراق هو العلم الحقيقي، أتمنى لو أنني كالإمام الشافعي، كان يغطّي الصفحة المقابلة في الكتاب وهو يقرأ الصفحة الأخرى كي لا تأتي عينه عليها فيحفظها رغمًا عنه !!
أتساءل كيف وصلوا لهذه المرحلة، كيف استطاعوا ؟
هل حقًا هي المعاصي-كما يقول وكيع-؟ لاحظتُ أن معلّمات درسن لي سابقًا في معهد للدراسات الإسلامية بمكّة أنّهنّ يمتلكن ذاكرات عجيبة كنت أحسدهنّ عليها بحق، وأتمنى أن أصاب بها ولو خطأ ! فهل هي المعاصي ؟
ما بال غير المسلمين إذن يتفوقون ويحفظون جيًدا؟
سؤال ما برح يطرقني بين حين وآخر نابشًا آلام الماضي وأيام الامتحانات المريرة، والتي يكون فيها الطالب ذليلا كأقصى ما يكون، يتمنى أن ينجح أو يتفوق، أو "يعدّي" بسلام وحسب !
لا أريد أن أصل لمرحلة الخوف من حفظ الأشياء بمجرد النظر إليها، ولا حتى بمجرد قراءتها مرة واحدة، لكنني أريد فقط ألا تخونني ذاكرتي حين أحتاج لاسترجاع معلومة ما، كي لا يصبح حديثي كله: لا أذكر من القائل شيئا عن هذا الأمر لكن معناه بالتقريب كذا !
هذا لا يصلح أبدًا :(
إحدى صديقات دراستي الثانوية، والتي كانت تحتلّ دائمًا المراكز الأولى على الصف، إن لم يكن على المدرسة كاملة، بعد دخولها كلية الطب، تذوقت طعم الرسوب، للمرة الأولى في حياتها، تخبرني أنّ أيام التفوق قد ولّت، وتسألني بمرارة، هل تذكرين فلانة- على نفسها- التي كانت تهتم بأنصاف الدرجات؟ أصبحت الآن تعيد سنة كاملة..
الدراسة في الجامعة مختلفة تمامًا - بالنسبة لي- عن الدراسة في المدارس، كنتُ متفوقة دائمًا في المدرسة ولم تقل نسبتي المئوية عن الخمسة وتسعين بالمائة أبدًا، بل كانت هذه أسوأ ما حدث لي، لكنني في الجامعة، كنت كلّ سنة بحال.. رغم أنني لم أجرّب شعور إعادة سنة كاملة- أعلم جيدًا أنه ليس جيدًا بحال- لكنني حملتُ معي موادًا من سنة سابقة، كان أجمل ما حدث لي في العام السابق، حيث كان هناك تقدير عام، وكنت الأولى - بالحظ وحده - على طلبة القسم الخاص بي فقط، لا الفرقة كلها .. وها أنا الآن مسجلة في الدور الصيفي، وأرجو من الله ألا يحدث ما أخشاه، وهو أن أعيد سنة رابعة، وأكسر آمالا معلّقة عليّ
الـخـبـر نفس الخبر،
ما طرأ علم جديد،
نفس همّي والسهر،
ومواجع فيني تزيد
7 comments:
:)
انضموا انضموا!!!
ربنا يوفقك يا ستي
نعمتان مغبون " محسود " عليهما الناس . الفراغ والجدة . الفرااااغ هو السبب مش المعاصى . لو بالك رايق وفاضى هتحشيه بالمعلومات اللى انتى عايزاها . انما احنا اصلا دماغنا بتصفر من التفكير فى 100 حاجة فى وقت واحد يبقى هنركز ازاى ؟؟
مش كانوا الصحة والفراغ ؟
طيب الفراغ نعمة ليه بقى هو السبب في النسيان (عدم التحصيل)؟
يعني نعمة سبب في نقمة :-s
ما عليك .. أنا بتساءل بس
هو فعلا الجملة الأخيرة هي السبب..
عجبني تعبير الدماغ اللي بتصفّر، على كدا صفارة دماغي فرقعت من زمان
تحياتي للجميع
فى ناس بتركز شوية صغيرين لكن بتحصل فيهم كتير .. وفى ناس بتقعد على المذاكرة اليوم بطوله ومابتحصلش نص اللى النوع الأول حصله فى نص ساعة
تحياتى وربنا يوفقك
ما قصدتش كدة قصدت ان الفراغ " روقان البال " هو السبب فى التحصيل . يعنى لما الواحد يكون باله رايق يقدر يحصل اكتر .اما الحديث فله اكثر من رواية ودى اللى ذكرت فى صحيح مسلم .
أسوور
شكلي من الناس دي، مع إني أحيانا بحس إني لا حصلت واحدة مذاكرة، ولا حصلت واحدة مش مذاكرة !
تحياتي لك
هاني
شكرًا للتصحيح، أيوة متفقة معك :)
Post a Comment