سأنفيك اليوم خارج حدود مسامّي، وأشقّ بيننا مسافة بحـر فقابلني عند منتصف القصيدة الأخيرة، كي تستعيد أشياءَكـ: قلب كان ينبض لي، وعقل راق له أن يفكّر بك كثيرًا. وشعور بالأمن كنت ألتذ به جوارك، وبعض ضحكاتي الصافية معك.
قابلني عندما ينتصف الزمان بين الرغبة والمنع. ويرقص الوقت على جراح نسيناها ولمّا تتركنا بعد، لا أدري من سأعشق إن فقدتك. ربما أخلقُ آخر يشبهك يسكنني للأبد. لا أدري من سأسأل إن فقدتُك. ربّما أتخيّل أنني أسألك وأجسّد طيفك ليجيبني. ربما يعشقني أحدهم فأجعله أنت.
ربما أحتفظ برسالتك الأخيرة، تلك التي تنازلت فيها عن قوانين صمتك وأرسلتها، كي أقرأها كلما اشتدّ وجعي، حتى الكلمة "وداع" ليست تحتوي حروفًا متشابكة، وكأنّها تعبّر فعليًا عن استحالة أدنى معاني اللقاء، حتى اللغة تئنّ من وجع تطبيقها، ولا تقوى على مخالفة الواقع، وما يحدث بعيدًا عن الكتب، والافتراض.
تراني سأقوى؟ سأستطيع أن أعيش حياتي كاملةً دون التفكير بك، ولا التساؤل عن الذي تفعله الآن، هل تعمل؟ هل تجلس ويدك تحتوي كتفها بينما تشاهدان التلفاز؟ أم أنّها تلوذ بذراعيك طلبًا لدفء لا أجده؟
لا أدري عنك، دائمًا يتصرف بنو جنسك بما يذهلنا نحن النساء. أو لنقل، بما لا نتصوره، لا أدري شيئًا عنك، لأكون صادقة معك. فقط أحببتك من وجهة نظري، ورسمت لك صورة جميلة، كنت تؤكدها من بعيد. لكنني لم أعرف قط إن بادلتني يومًا هذه المشاعر. ولن أعرف. ولن أكذب لأقول أنني لا أريد أن أعرف. بالطبع أريد أن أعرف بشدّة. لكن. ما فائدة المعرفة المريرة؟ أفضّل الجهل على معرفة تقود للمرارة وحسب. الجهالة تجعلك أسيرًا لاحتمالات عديدة، بينما تصفعك المعرفة بما لا تريد مواجهته، بما ظللت تخشاه طيلة حياتك القصيرة، الطويلة الأحداث.
قريبًا جدًا.. اليوم – ربما- سأنفيك خارج حدود مدني، سأقوم بتطهير مملكتي عرقيًا مما سواي، سيبقى القليل جدًا، إن ظلّ هناك مواطنون لم يختلطوا بك، سأشنّ حربًا شعواء على من – حتى- قد يكون- يُضْمِر لك الولاء. لن أسمح بخيانات قلبية أخرى. فقد سئمتُ باكرًا جدًا، بأي حق حصر الشاعر السأم فيمن يجاوز الثمانين؟ كم يمتلك صبرًا لا أطيقه. ولا أتصوّر كيف طاقه هو!
قريبًا.. ربما غدًا، سأنفيك خارج حدود عقلي، ولن أجيب اتصالاتي بك، ولن أردّ على رسائلي إليك، وسأتجاهل أيّ بادرة شوق تظهر في الأفق قبل أن تكتمل، سأعتقلها قبل أن تتهور وتصل إليك.
قريبًا.. لا أدري متى. هل تساعدني كي أعرف؟
ابريل 2009
4 comments:
الحقيقة سعيد بتواجدي الأول هنا بين إبداعاتك وبعض اقتباساتك القيمة والجميلة
الحقيقة لم ارجع عن مدونتك الا وقد كنت قرأت كل من
حيم
لافائدة
سكة سفر
لااريد أن أعرف
زواج على الطريقة الغربية
هي -- هو
كن صديقي
عزازيل
ضيق
هل يسهم الرجل في فقدان المرأة أنوثتها
أنا وأنتَ
هي وأنا
مطلوب عاشقة عربية
وأخص بالذكر نصك الرائع الموازي مع مقتطفات من رواية عزازيل
تدوينتك الأخيرة
وداع
لا أخفي اعجابي بصلب الموضوع لديكِ والذي لم يهرب من بين أدواتك عند كتابتها ولكنها بحق أقول انها رائعة في صدقها الشديد
تحياتي
حسن أرابيسك
أشكرك ردّك الذي أسعدني بحق
:)
أى امرأة تحب ترى حبيبها كامل الأوصاف .. فان توقفت عن حبه .. اكتشفت ان ميزته الوحيدة .. هى انها كانت تحبه
تحياتى
إن توقفت عن حبه؟
ولا إن تزوجته؟
:D
Post a Comment