19 February, 2009

كلاكيت مرة تانية

في الموضوع السابق حكيتُ، لكنني لم أتعرض لسبب المشكلة، هل هو الكبت أم التربية؟

برأيي، ليس حرمانًا ولا كبتًا، السبب في التربية

التربية والتعليم أولا وعاشرًا

عندما يكبر الطفل وكل شيء عنده بهذا الشأن عيب وممنوع الاقتراب منه، ولايكون هناك أيّ حوار سويّ بينه وبين من هم أكبر منه سنًا من القائمين على تربيته، ويجد أنه لكي يعرف أقل شيء عن جسده فإن عليه إما أن يبحث خفية أويعرف من أصدقائه - الذين عرفوا من أصدقائهم أو من وقوعهم تحت تجارب اغتصبوا فيها من قبل من هم أكبر منهم سنًا- فإن الأمر يتعدى كونه حرمان أو كبت، لأنّ التطور الطبيعي للأسباب يضعهما في آخر القائمة، فلا يصل الشاب لهذه المرحلة إلا بسبب سوء التربية والفهم الخاطئ لنفسه وللجنس الآخر، ماذا تنتظر من شباب ما بين من يـتفوّه بعبارات معلبّة جاهزة للتصدير لكنها للأسف منتهية الصلاحية، يقول بكل ثقة: المرأة أمّي وأختي وزوجتي وابنتي و و و و ثم تجده يعاملها معاملة البهائم؟ لأنّه يرى أنّهن قصّر وليس من حقهنّ التصرف دون إذنه؟ فتكون عباراته شرق، وتصرفاته غرب ؟

وما بين آخر يقول أنه يحترمها عقلا وجسدًا وأنها إنسان مثله تمامًا، لكنّها عبارات أيضا جاهزة مغلفة لا يقولها إلا لكي ينالا حريتهما المزعومة، ثمّ ينتهي به الأمر لأن يستدعي حنينه الأوّل، وتربيته الأولى؟

ماذا تنتظر عندما لا تفاتح الأم ابنتها أو الأب ابنه بشأن تثقيفه جسديًا وجنسيًا قبل أن يعرف وحده من مصدر غيرهما؟ وغالبًا إن لم يكن الأهل المصدر الأول للمعلومة فلن تكون هناك ثقة بالأساس لتكون في أي مرحلة أخرى ..

ماذا تنتظر من أهل يرون أن الجنس عيب بينما قنوات التلفاز تضجّ به ليل نهار ؟ كيف يقول لنا الأهل أنه عيب وهناك من يتحدثون عنه على الهواء مباشرة؟

عندما نقنع الأطفال ومنذ صغرهم على أنّ الجنس ليس عيبًا وإنما " أشياء تحدث في وقتها " وبشروطها وبحسب سنّ الطفل ودرجة استيعابه، وعندما لا تكثر النميمة أمام الطفل بهذا الشأن لن نجده في المستقبل يتحدث على زميله وزميلته، لأنه ما فعل ذلك إلا لأنه نشأ في بيت | مجتمع كلّهم يفعل ذلك !

لماذا يكون معظم فشل الشباب من الجنسين في ليلة الزفاف في العالم العربي؟ لم نسمع من قبل بهذه المشكلة في الغرب، لأن الحديث في هذا الأمر بين العائلة الواحدة طبيعي جدًا، كأنهم يتحدثون في الفنّ أو السياسة.. لذلك لا يمثّل الأمر رعبًا كما هو الحال لدينا.

وعلى العكس نجد أن أغلب النكات ورسائل الجانك ميل تتحدث بهذا الشأن، أي أنه عيب جهارًا فقط مسموح همسًا !

الحل: ليس أن تدرس جميع الأمهات الطب، لكن أن يتعلمن ممن يفعلن ذلك ولا يكون أقصى غاياتها أن تسرّح شعر طفلها وتجعله يرتدي ملابس مهندمة وأنيقة كي يكون جميلا

وصل الشباب الآن لمرحلة انعدام شخصية تمامًا، درجة أنّ واحدة مؤخرًا تحكي لي: بيقولوا كذا، وكانت أخبرتني قبلا أن الخبر قيل لها شخصيًا، فلما سألتها: مش كنتِ موجودة وقال لك بنفسه؟ قالت أيوة، قلت لها: طيب ليه بتقولي بيقولوا؟
قالت : غصب عني !

لأن " بيقولوا" تمنح صكّ ثقة مطلق، بيقولوا عيب، قد تفقد كلماتك مصداقيتها لو حكيتها بنفسك، لكنّك لو نسبتها للمجموع فإنّك صادق وربّ الكعبة ! هكذا تربى جيل كامل على ما "يقولون" .. ولا عزاء لأحد


"آراؤنا معظمها باطلة ، وليس هناك وقت لمراجعتها ، وإن كان هناك وقت، فليس هناك جهد لمخالفة العامّة"
أسامة غريب


5 comments:

احمد سعيد said...

صراحه لا ادرى بما اعلق
فكلامك لا يحتاج الى تعليق
فما هو الا مجرد جزء من الواقع الاليم

كنت افكر منذ زمن طويل فى محاوله الاصلاح
الا انى ادركت انى فى زمن الهزائم
واصبحت المهمه التى هى مجرد الدفاع عن الخط الاخير
وهو نفسى وعقلى وتفكيرى
مجرد هذا
قد اصبح شىء فى منتهى الصعوبه

اعناك الله وايانا
على هذا البلاء

احمد سعيد said...

على فكرة
افتحى الايميل
هتلاقى كتاب مصر ليست امى

ابن المليونير said...

اخر بوست فى مدونتى هو النتيجة المأساوية لما ذكرتى حضرتك فى البوست دة

هانى زينهم said...

بصى هو اجمالا الانسان عموما بيمر بمراحل معينة بتبقى قاعدة عند كل الناس . اولا المراهقة اللى بيبقى التفكير فيها فى الحاجات دى على اشده وبعدين الجواز وساعتها الواحد بيستعجب ازاى كان شاغل دماغه بالكلام الفاضى ده وبعدين الخلفة وساعتها الواحد اصلا مخه بيلسع وما بيفكرش فى حاجة اصلا الا انه ينام وخخخخخخخخخخ وتصبحوا على خير !!

77Math. said...

هاني

ضحكني ردك بجد :D

بس أنا قصدي حتى المتجوزين والمخلفين لما يشوفوا اتنين من الزملاء على طول بيرجعوا للمراهقة ويذهب تفكيرهم لشيء واحد فقط !!

بغض النظر عن إذا كانوا بيصبحوا على خير ولا عندهم أرق، والست المتجوزة هي أول واحدة بتفضل تتكلم وتدخل لمرحلة جديدة من النميمة مع المتزوجات

الموضوع ممممممملللللللللللللل


لا أجد ردودًا أخرى ..

تحياتي لكل من يترك رأيًا

:)