25 July, 2008

أنــا و حـبيـبي


حبيبي

وأنا

كحروف الهجاء

بعيدان بُعْدَ الألف والياء

إن بدأنا بالألف!

قريبان قرب النفس والروح

إن بدأنا العدّ

من نهاية الأبجدية..!

* * *

أنا

وحبيبي

كحبوب الرمال

قريبان جدًا..

في لحظةٍ ما..

وفي أخرى ..

كأقرب من لمح البصر..

يكون كلٌّ منا في صحراء مختلفة..

بفعل الرياح..

بفعل الشتاء..

بفعل الحياة..

* * *

حبيبي

كغيمةٍ حزينة

تسافر وحدها

في السماء..

وأنا..

طفلٌ يبكي دون أن يعرف

أنه مشتاق لأن يعرف سرّ المطر..

* * *

حبيبي وأنا..

كأغنية..

هو اللحن الذي لا غنى عنه لحياتي..

وأنا كالعود الذي يحتضنه ليبدع ذلك اللحن..

مهما فقدنا..

وافتقدنا..

ولو انكسر العود..

أو ضاع الوتر..

سيظلّ اللحن متردّدًا

في القلب للأبد..

* * *

أنا كطائر تائه..

فَقَد التوجّه..

أنا..

كطائر وحيد

ابتعد عن السرب..

ليبحث عن روحه المفقودة..

فجُرِح..

ولم يَصِلْ..

ولم يُتَوَصّلْ إليه بعد..

* * *

حبيبي

كالهواء..

لا نراه..

لكننا نعلم يقينًا أنه موجود..

كالظلّ..

لا تمتدّ إليه يد..

لكنه يحمي الجميع..

* * *

وأنا وحبيبي

كعلبة ألوان.. مبعثرة..

من حبّنا الأبيض

أشرقت كلّ الألوان..

* * *

والآن..

قد صار حُلُمًا بعيد المنال

صار حبًّا محالا

وضربًا من ضروب الخيال..

* * *

قد صار حديثًا غريبًا

طويلا

مملّا

عن الغربة..

غربة الروح

غربة الجسد

غربة العين

وأنا..

أنا وحبيبي

كحبات المطر..

تهطل متفرقة..

وتختلف..

لكنها في نهاية الرحلة

تلتقي..

وتتعانق..

وتنسى كل ما حدث في السماء..

ففي الأرض نحن غرباء..

ولابدّ أن نتوحّد

حتى موعد العودة السرمديّة

لفوق..!

* * *

حبيبي وأنا

حكاية من حكايا شهرزاد

قد لا تعجب الأمير

فيقـتُل الأميرة..

وتموت الحكايا من قبل أن تكتمل..

ويستمرّ القَدَر

لتولد حكاية جديدة..

* * *

No comments: