كــفــتة

مع أن الـكـفـتـة شيء ثمين ودومًا يأتي ذكرها مع الكباب كوجبة محترمة و"فخمة" ..لكنها ليست إطلاقًا ما أعنيه بعنوان الموضوع..

كفتة التي أعنيها أعلاه مصطلح من مصطلحاتي أنا وأعز صديقاتي .. والذي طغى على لغتنا اليومية ..

يمكنكم أن تفهموا معناه .. عندما أقول لكم أننا كثيرًا ما ننظر للحياة بمنظور أنها .. كفتة كبيرة .. !

مرّة أخرى، الحياة كفتة كبيرة لا تعني أنها تحتاج لقطعة كباب كي نحصل على سعادة حقيقية .. على العكس تمامًا .. معناها أنها غير مهمّة على الإطلاق ..

تأتي تصرفاتنا بناء على هذا الأساس .. تصرفات كفتة هي الأخرى ..!

مثلا ..

عندما يثير غضبك شيئًا ما .. وفجأة .. تقف مع نفسك لتقول: الأمر برمّته ‘كفتة’ ثم ترمي الغضب خلف ظهرك.. وتتعامل مع الأمر ذاته كأي شيء آخر ..

عندما أغضب من صديقتي لموقف ما.. ونتحدث في الأمر .. تجدني بعد فترة صمت فجأة قلتُ لها .. الموضوع كله كفتة أصلا وما يستاهل .. !

صحيح أنها من اخترعت الكلمة .. أو بالأصح .. هي من اخترع الكلمة لتحمل هذا المعنى تحديدًا وهذا الاستعمال ذو الدلالة اللامباليّة .. لكنني أصبحتُ - ربما - أستخدمه أكثر منها !

رُفض قبولي للتدريب الصيفي في أحد فروع نيوهرايزن، بحجّة أنني لستُ من أهل البلد، ولستُ طالبة في إحدى جامعاته!

كنتُ أظنّ أن نيوهرايزن مركز " عالمي " لكنّ الأمر برمّته كان "كفتة" !

وللمصادفة فإن تدريبي جاء في نيوهرايزن الاسكندرية تبعًا للكليّة .. !

بعد أن أعْلِمنا بجدول التدريب الصيفي، وذهب بالفعل بعض الطلبة لشركة كبيرة ولها أكثر من فرع، لم يُسمَح لهم بالدخول من قِبَل الأمن، ورجعوا بخّفي حُنين ..

كان الموضوع كفتة؟ أرجو ألا يكون كذلك .. ليس لأجل الطلبة فقط، لكن لأجل ألا تختلّ ثقتنا برموز كالشركات أو دكاترتنا الأفاضل..

كثير من الأشياء الـ"كفتة" التي تحدث في حياتنا اليومية .. بل إنّ حياتنا كلها "كفتة" كبيرة ..

ولا تحتاج إلى كباب..

ولا إلى شوكة..

لأنها كفتة ليست للاستهلاك الآدمي !