عندما تنكسر الثقة ..
عندما نعبث مرّة مع الشيطان .. ونقول لأنفسنا أنها ستكون مرّة فقط .. نكون قد أخطأنا وأسأنا فهم الشيطان !
لأنه لا يرضى بالمباريات ذات الجولة الواحدة ..
الشيطان يحبّ الصولات والجولات .. يحبّ أن يأخذك معه .. وحبذا لو انتصر في النهاية.. حينها ستكون اللعبة قد انتهت بـ ' إخراج' شيطاني بحت!
استيقظت (كوني) صباحًا .. دخلت المطبخ لتعدّ الإفطار لزوجها (إدوارد) وابنهما الجميل ذي الثمان سنوات (تشارلي)..
ودعتهما للباب وكانت العاصفة قوية جدا في الخارج .. قال لها زوجها أنه ربما يجدر بها ألا تخرج اليوم .. وقال تشارلي شيئا عن القبعة السخيفة التي يرتديها ولا يحبها..
وخرج الجميع..
ارتدت ملابسها وخرجت لابتياع بعض الحاجيات ..
لكن العاصفة كانت أقوى منها..
في طريقها للعودة كانت العاصفة على أشدّها .. لم تجد سيارة أجرة تقلّها .. تعثرت وسقطت على الأرض مرة .. كان الهواء يحركها لا إراديًا حتى سقطت على الأرض مصطدمة بـ (بول) لتوقع كتبه التي كان يمسكها على الأرض..
ساعدا بعضهما على النهوض .. رأى جرح ركبتها الناتج عن تعثرها الأول .. عرض عليها أن يجلب لها ضمادات من منزله .. فقد كان قريبا جدا.. أو أن تصعد معه .. صعدت.
منزله مكدّس بالكتب.. كان يتاجر فيها .. أهداها كتابًا قبل أن تخرج.
في اليوم الثاني هاتفته – وليتها ما فعلت – وذهبت لمقابلته .
وهنا بدأت لعبة الشيطان.
واستمرّت اللعبة .. غزل وخروج ومشاعر متأججة ودماء جديدة .. شـَعَـر زوجها بالأمر .. لكنّه كان يكّذب نفسه .. ذات مرة حدث بينه وبين مساعده مشكلة بشأن ولاء الأخير .. فطرده .. لكنه تفوّه بشيء ما عن عائلة الأول .. وكان قد رأى زوجته مع حبيبها من قبل مرة.
بعدها أوكل الزوج لأحد معارفه المؤتمنين أن يراقب زوجته..
وأخبرها أنه مسافر لشيكاغو لمدّة يوم..
ارتدت أبهى ما لديها وخرجت لتقابل حبيبها .. لكنها هذه المرة كانت ملاحَقَة وتم تصويرها معه في عدة مواقف ..
وفي اليوم التالي بينما تقود سيارتها ذاهبة لمقابلته .. وجدته يجري مع امرأة أخرى وهو يغازلها.. أوقفت سيارتها كيفما اتفق ودخلت خلفهما المكتبة المجاورة.. كانا قد وقفا في ركن يتبادلان القبلات والضحك المبتذل ..
دخلت إليهما وضربته بكل قوة ومرارة .. أخذها من يدها وأقنعها بينما يصعدان لمنزله أنها مجرّد صديقة.. ولم يتركها حتى لعب الشيطان لعبته للمرة الأخيرة.
بينما ينظر من النافذة رأى زوجها أسفل الشارع .. ساعدها لتخرج من الشارع الخلفي .. وذهب ليفتح الباب لزوجها !
تحدثا ..
وشربا الفودكا ..
وأخذ الزوج يمشي في أرجاء المنزل .. وجد الهديّة التي أهداها لزوجته منذ سنوات .. قد أُهدِيَت لهذا الحقير .. بكى رغمًا عنه .. زاغت عيناه فلم يعد يرى بوضوح.. أخذ يهذي .. وقف مترنحًا وضرب رأس الخائن بأقصى قوته بوساطة تلك الهديّة ..
وسقط مضرجًا في دمائه ..
أفاقته الصدمة .. وكردّ فعل غريزي قام بأقصى سرعته وإرادته لينظّف ما جنته يداه .. قام بغسل الدماء على الأرض وجلب قطعة سجادة متوسطة الحجم مستطيلة وضع عليها الجثة والكتب التي لوثها الدم وقام بلّفها ثم ربَطَها ..
ونزل ..
لكنه نسي أن يأخذ الورقة التي تحوي عليها اسم زوجته ورقم هاتف المنزل..
ذهب إلى منزله واغتسل سريعًا ورمى جوربه في سلة المهملات .. ثم انطلق ليحضر حفل ابنه المسرحيّ ..
زوجته وهو .. يتبادلان النظرات الـ .. لا أستطيع وصفها .. تلك التي تحوي كلّ الكلمات .. ولا تنطق .. تقول كل العبارات .. ولا تسمع لها صدى.تلك النظرات الأكبر من أيّ كلمات.
في الصباح ذهب ورمى بالجثة في مقلب للقمامة على حدود المدينة ..
وعاد للمنزل قبل أن تستيقظ زوجته ..
بعد عدة أيام جاءت الشرطة تسأل الزوجة عدّة أسئلة إبّان إبلاغ أهل (بول) عن اختفائه..
عندما ذهبت للمغسلة لاستعادة بعض الملابس وتسليم بعضها .. وجدتِ الظرف الذي يحتوي صورها وصديقها في جيب معطف زوجها..
صُعِقَت .. ولم تنتبه لصديقتها التي كانت تحدثها ..
عَرِفَتْ أنه يعرف..
وجاءت الشرطة مرة أخرى .. وأخبروهما أن (بول) قُتِل ووجدت جثته .. لكنّ الزوجة أنكرت أنها تعرفه معرفة وثيقة واستغربت حتى وجود رقم هاتفها لديه .. ذكرت أن معرفتهما كانت سطحيّة جدًا..
وكانت المواجهة .. أو المواجعة .. في المساء .. حينما اعترف أنه لم يشأ قتله قدر ما أراد أن يقتلها ..
بـكـيـا ..
لكنهما قررا .. دون كلام .. أن يتماسكا من أجل ابنهما ..
بعد ذلك بيومين .. دخل الزوج ليجد زوجته تقوم بإحراق الصور في المدفأة .. اتكأ بجوارها وقال: سأسلّم نفسي..نظرت له وقالت: لا .. والتصقت به لتقول: سنتجاوز الأمر ..معًا .. ولن يعرف أحد.
ذات مرة .. وهما عائدان من حفل خيري .. قالت الزوجة .. لنبِع كل الأشياء هنا ونذهب للمكسيك .. نعيش على الشاطئ .. نصطاد السمك ونبقى هناك للأبد .. وعندما نكبر في السن .. يمكننا أن نبحر ..
قال لها زوجها: نعم. فكرة رائعة.
وضمّها إليه.
- النهاية -
5 comments:
الفيلم دة بكرهه وبحبه فى نفس الوقت
أجمل مشهد فيه على الاطلاق من وجهة نظري كان قبل النهاية بحاجة بسيطة .. لما (كوني) تتخيل سيناريو تاني للأحداث لو كانت ركبت التاكسي عالطول بعدما قعدت على السلم تشوف جرح ركبتها .. هتجري على التاكسي وتحيي الشاب (بول) ممتنة من بعيد وتكمل الطريق للتاكسي .. وهيسيبك المخرج (ادريان لاين) تكملي سيناريو الأحداث التاني كما يحلو لكِ .. والجملة اللي هتردد فى عقلك بآسي "ماكنتي عملتي كدة من الأول يا كوني"
ليس أجمل مشهد - ما ذكرت - بقدر ماهو أجمل معنى يريد الفيلم إيصاله ..
فعلا الفيلم أثّر فيّ كثيرًا .. لا أذكر هكذافيلم أثّر في بعد فيلم
Deja Vu
هناك الكثير من المشاهد التي لامستني .. كثير من النظرات المتبادلة اخترقتني .. شعرت أنها حقيقية
باختصار الفيلم يستحق أن يشاهد
شكرا لمرورك الجميل :)
نسيت أن أقول ..
أن الحبّ الذي بين كوني وإدوارد أبهرني
توقعتُ أن ينفصلا .. يختلفا .. يقتل أحدهما الآخر
لكن ..
يتماسكا ؟ ذلك آخر ما توقعته .. أبهرني وأعجبني
وجهة نظرك فى تماسكهما جميلة بس على الرغم من عدم واقعية استمرار حبهم لكن يمكن عشان الفيلم يكمل الرسالة الجميلة اللي اتكلمنا عنها فى التعليقين اللي فاتوا .. بمعني احذروا نداءات الشيطان إلي طريقه .. وعليكم بالغفران ان سلكتم دربه .... الرسالة الأولي كانت احذروا خطوات الشيطان المتتالية .. لكن التتمة كانت فى الواقع .. أن كتير من البشر إن لم يكن كلهم بيسلكوا درب الشيطان وبيمشوا وراه فى خطواته (سواء لفترة مؤقتة أو طول عمرهم) .. فكانت النهاية بأنهم يغفروا لبعض ويغفروا لأنفسهم عشان يقدروا يرجعوا تاني من درب الشيطان .
النقاش معاكي ممتع للغاية
رسالة الغفران !
نعم .. هذه ترجمة مناسبة للفيلم .. أيضًا يمكن القول أن الحبّ الحقيقي يصمد أمام أيّ ظروف .. خصوصًا أن الزوجة كوني كانت نادمة أشدّ الندم وكانت تعلم جيّدًا أنها سارت في طريق الخطأ .. وأن هناك زوجًا محبا وفيّا لا يستحق ما تفعله.
لاحظ أنها تابت عن فعلتها وقطعت علاقتها بذلك الشخص..وإن كان ذلك متأخرًا - لأنه كان بعد مقتل الرجل-
لكني أعجِبتُ بالنهاية
سعدتُ بمتابعتك :)
Post a Comment