30 May, 2008

ســــــرد

رح طقّ .. رح جِـنّ - بتعطيش الجيم! - .. هذا هو شعوري الحالي ، وهاتان الكلمتان تعبّران فعليًا عن حالتي الحالية

فشلتُ منذ أمس في إيجاد تعريف للـ "سعادة" أو أن الواحد يكون مبسوط - غير إنه يأكل آيس كريم! -.. الامتحانات على وشك الانتهاء.. وأفكّر .. سيمضي الوقت على قراءة الروايات على الكمبيوتر .. وربما أكمل كتاب أنيس منصور "وداعًا أيها الملل" لأنه أعجبني جدًا .. من قبل كنتُ إن أعجبتُ بكتاب لا أدع شيئًا يفرّق بيني وبين إنهائه .. الآن ، كم من كتب مؤجلة كليًا أو جزئيًا

إذن أنا الآن أقوم بعمل مفيد .. وهو الدراسة، ماليس مضمونًا أن يستمرّ بهذا الاهتمام والحرص في العطلة ..!
كيف بداويك وأنا بدّي مين يداويني
لا الطبّ العـربي اتـعـلمته
ولا الطب الصيني
!
كيف بدي كون لجروحك
دوا وطبيب
وأنا يللي فيني مكفّيني

عادةً أحاول أن أخفف من ذنوبي يوم الجمعة ! أحاول ارتكاب أقلّ قدر ممكن من الـ " شِـمـالـيّـات !" أحاول كل جمعة الاستماع إلى القرءان وقراءة سورة الكهف .. لكنني اليوم بالكاد قرأت سورة الكهف ما بين "خبط ورقع" قبلها .. وها أنا أستمع لـ "خبط ورقع" تاني! وليس لي رغبة في عمل أيّ شيء سوى أن أكتب هنا حتى تنفكّ عقدة السّحر.. هل يمكن أن يكون السبب أني مستيقظة منذ منتصف ليل أمس؟ ربما لكنه ليس السبب الحقيقي .. رغم أنني مستعدة للنوم يومين متواصلين منذ اللحظة .. إلا أنني لا أشعر أنها تلك الرغبة القاتـلـة

قبيل العصر شاهدتُ جزءًا من حلقة أوبرا وينفري، استضافت رجلا انتحرت زوجته بسبب الاكتئاب .. رغم أنه لم يشخّص أبدًا أن لديها اكتئاب بل " الـشـقـيقـة" -ومعروف أن الشقيقة صداع على حد علمي ليس له علاج ناجع ونهائي .. وأنه نوع بشع إن لم يكن أبشع أنواع الصداع .. - وكان العلاج قائمًا أساسًا على علاج الشقيقة .. لكنّها ذات مساء وهو جالس معها في غرفتهما أرادته أن يخرج فطلبت منه أن يجلب لها كولا .. ولما عاد وجدها تسحب مسدسًا من خزانة السرير وتطلقه في فمها !

الزوج يبدو كالبناء المتماسك الذي إن مرّ عصفور على مسافة ميل أعلاه انهار ! صِعِب عليّ كثير .. صورتها متفائلة كثيرًا، وهو مصرّ - وهو أدرى- أنها ليست هي .. قال : أنه يسامحها .. استوقفتني العبارة .. واستوقفت أوبرا بعد ذلك وتساءلت فقال لأنني أعلم أنها ليست هي من فعل ذلك .. وأنها اختارت - تحت تأثير حالتها هذه- حلا دائمًا لمشكلة مؤقتة
.............
ذَكَر أنه في صباح اليوم التالي جمع الأطفال السـتّ - ثلاثة أبناءهما وثلاثة أبناءها- وكان هناك استشاريّ وواعظ وأخبروا الأطفال أن والدتهم انـتـحـرت
...............................

واحدة أخرى كانت ضيفة، زوجها كان كلّ ساعة وأخرى يقول أنه سينتحر .. وأنه يصف أدقّ تفاصيل ذلك .. درجة أنها كانت تخبئ ما كان يقوم بذكره في التفاصيل خشية أن "يتجنّ ويعملها الراجل!" .. - لا أدري لماذا قارنت بتهكّم في ثانية مابينه ومابين الذي يقول لزوجته كل ساعة وأخرى أنه سيتزوج عليها! أعتقد أنها ساعتها تتمنى أن تقتله بنفسها أو أنه ينتحر أرحم -ضحكة تهكمية!--.. رفض الزوج الذهاب للعلاج .. فأخذوه بالقوة .. قالت أنهم " اختطفوه" كي يذهب للـعلاج .. وأنه مكث شهرين في مشفى نفسّي عولج فيها بالصدمات الكهربية للمخّ
- ECT-
وذكروا في تقرير سريع كيف أن كيمياء المخّ تتغيّر فعلا بسبب الاكتئاب والآثار الناتجة عنه تكون "مـَرَضيّة" .. لأنّ مادتين من المواد التي تسبب تغير المزاج والتفاعل مع الحياة نفسها يقل إفرازها في الجسم بشكل خطير وهذه الجلسات تقوم بإعادة الاتزان لكيمياء المخ بإعادة إفراز هذه المواد بشكل متوازن، هذا العلاج لا يتمّ إلا في حالات الاكتئاب المتوسطّة - الشديدة .. المهمّ أن الزوج تحسّن بعد شهرين ونصف قضاهما في المشفى وكان موجودًا في البرنامج .. لاحظتُ أن نطقه ثقيل قليلًا، لكنني أرجعتُ ذلك لقلّة ما قال .. لأن زوجته كانت المتحدث الرئيس في القصّة لذلك لا أدري إن كان من بقايا أعراض المرض .. أجمل ما في الأمر أنّهما ألّفا كتابًا عليه صورة رقيقة لـهمـا

أعتقد أن كلّ من يعطس في أمريكا يقوم بتأليف كتاب عن كيفية الوقاية من العطس واختيار الـمنديل المناسب وكيف تدير وجهك كي لا تتسبب بعدوى لـشـريكـك .. كل مقابلة لأوبرا أو غيرها من البرامج اليوميّة .. لا تكاد تخلو من كتاب على الأقل .. ولأناس عاديّون يكتبون تجارب حياتهم

عـقـبـال كـتـابـي يـارب .. أهو أكون عملت حاجة مفيدة قبل ما أموت

No comments: