لطالما - عكس السواد الأعظم من الطـلـبة - أحبـبـْتُ مادتي "التعبير" والـ"أدب والنصوص" .. رغم أنني كنتُ أكره كمية الحـفـظ التي لا يمكنك أن تعبّر عنها بفهمك في مادة النصوص.. إلا أنني كنتُ أستمتع بدراستها .. خاصّة أن المعلمات فيها كنّ جيّدات
ولم يكن يحلو لي قراءة بقيّة النصوص وحفظ ما ليس علينا من الشِّعر إلا أيام الامتحانات ! كنتُ أحفظها وبسرعة
غريبة .. على ما أظنّ أنه تطبيق للقاعدة الشهيرة 'كل ممنوع مرغوب' لا أكثر
!
لم أعرف أبدًا سبب ذلك .. لكنه حدث .. أما مادة التعبير .. فمنذ الصفوف الابتدائية وكتاباتي مختلفة عن رفيقاتي، أذكـر موضوعًا أعجب المعلمة درجة أن جعلتني أقرأه على الطالبات وأنا في الصف الخامس الابتدائي .. أذكر أن الموضوع كان يتحدث عن سفينة نوح عليه السلام مرورًا باستخدام الخشب والشجر .. لا أذكر تمامًا فحوى الموضوع لكنني أذكر تمامًا أنني كنتُ أحبّ الكتابة كثيرًا ... واللماضة الأدبية أكثر.. وكنتُ أحبّ الاستشهاد بما لم ندرسه .. وكنتُ دومًا ما أجد شيئًا لأتفلسف به!
فقط أكره عدم ضبط علامات الترقيم هنا ! .. فليس من المعقول كتابة علامات التعجب مسبقًا قبل أن أقوم بفعل التعجّب نفسه ! ولن أقوم بتنقيح ما كتبتُ .. هذه ليست متعة أبدًا أثناء الكتابة.. الأسهل بالنسبة للقارئ أن يقوم بترميز صفحته من اليمين لليسار ! الأمر كمن يقول لطاهٍ عاشق للطهي فجأة أثناء انهماكه في عمله .. لقد أنقصت كذا .. أو لم تفعل كذا .. المهم أن تكون النتيجة جيّدة .. فهمتم قصدي؟
اسألوا الطاهي إذن
!
بـدأ الـعـدّ الـتـنـازلـي؟ نـعـم فـعـل .. امتحاني الأول يوم الاثنين القادم ... مادتين من أبشع المواد التي قد تحضر امتحانهما يومًا .. رغم أنني لم أحضر الامتحان بعد .. وأرجو أن يكون جيّدًا وأن يمرّ على خير .. إلا أن دراسة هذه المادة غريبة جدًا .. في الدول المتقدّمة هناك ملخّص صغير بأهم القوانين والنظريات التي قد تستخدمها في أثناء حلّك .. أما نحن فالأسهل أن "نحفظها" عِوضًا عن تكليف الحكومة بضعة أوراق .. ليس المهم أن تعرف كيف تستخدمها .. المهم أن تـلفظها وحسب .!
هناك تعبير واقعي ودقيق ... ذكره أحد الدكاترة الأعزاء ومنذها ونحن نتداوله بيننا،" انتو بـ تـ طـ ر شـ و ا في الامتحانات ".. هذا ما يفعله الطلبة في مصر .. أستمعُ لمدرّس أخي يقول له بمنتهى الثقة .. مادمت حافظ القانون والنتيجة المفروض ضمنت الدرجة .. هل من الجدير بالذكر أنها مادة الهندسة؟
مش حتفرق كثير
!
هذا بالضبط هو التعبير المناسب .. وهذا ما نقوم بفعله تمامًا هذه الأيّام .. نقوم بابتلاع قدر ما نستطيع من المعلومات كي نـطـ ... في الامتحان
!
كم أكون مرتاحة نفسيًا في الامتحان الذي لا يختبر ذاكرتي بقدر ما يختبر ذكائي، فالأول أخشى أن أنسى فيه شيئًا فتطير معه البقيّة حيث لا أستطيع التحليق .. بينما الآخر يقبع بين يديك .. إذا فهمت قواعد اللعبة ستستطيع بسهولة أن تكسب المباراة .. أمّا حفظ القوانين فللمعلّق وليس للّاعب .. لكنه هنا للّاعب :( وللّاعب فقط -ذلك الطالب المسكين- في أحد الامتحانات السابقة صدمنا الدكتور بامتحان مختلف تمامًا عن امتحاناته طوال عدة أعوام سابقة، أذكر أننا كنّا نتدرّب مع المعيد على حلّ أسئلة الامتحانات السابقة في السكاشن، فلمّا دخلتُ اللجنة ورأيتُ الأسئلة كدت أموت من الضحك وأنا أتذكّر ما فعلناه وما بذلناه من جهد .. انقسم النّاس يومها .. فريق ميّت من الضحك، كان الأسلوب مجنونًا، لكنّه ذلك الجنون المحبّب، لن يفهمني أبدًا إلا من يفكّر بطريقتي هذه.. فريق آخر منهار بالبكاء .. وفريق أخير خرج فورًا بعدما رأى الامتحان .. يحضرني الآن وبشدّة تشبيه من لم يجد الوعاء وقد قام بتجهيز نفسه تمامًا لـكي يـــ ..
لقد حذرتكم .. وقلتُ أنّ على مرهفي الحسّ الامتناع عن هذا البوست
!
فليذهبوا الآن فما زلنا في نفس السيرة!
أذكر أننا أولّما درسنا موضوع الــ
functions
في البرمجة، الــ
methods
بلغة أكثر رقيًّا
كان الدكتور يـقول كلّ مرة، الـ (*) دي حـ(**) إيه ؟ وكان يقولها بالعربي تبعها "حترجّع" إيه؟
*function
**return
وكانــت المحاضرات كـلها "تــ .. " ولا مؤاخذة! .. ربما أقوم بغسيل هذه التدوينة لاحقًا وتشحيمها !.. إن زكمت أنفي! وأعتذر مؤخرًا لمن حدثت له أيّة تقلصات شعورية .. أكره أن أكون بهذا السوء..لكني أحتاج فعلا لفضفضة مثل هذه .. ربما بعد انتهاء الامتحانات أقوم بنقع المكان كلّه في مطهّر ومنظّف
ولهذا نقوم بالتعبير عن هذا الفعل بألفاظ برمجية * حتى لا نقول ألفاظ غير لائقة، وجاري البحث عن لفظ مناسب في الدوت نــت
*.. pop .. printf..cout !
مش كان زماني كتبت مذكرات د. كوثر، أفيد وأكثر نظافة؟
سؤال أخير .. من الذي ألغى مادة التعبير في الكلية؟ وماذا لو كتبتُ للدكتور قصيدة في ورقة الإجابة؟