أريد قول أشياء لا يُمْكِنُ قولها، وفِعْلَ أشياءَ لا يَصِحُّ فعلُها، أريدُ وقتًا لا أملِكه بينما أمْلِكُ بعضَ دقائق لا أعرف ماذا أفعل بها، أنفقها على الأشياء التي لا أريدها لأنّ ما أريده يحتاجُ وقتًا أطول.
أريد أنْ أرحل إلى الصومال لأنسى ما أريد قولَه، ويصبح ما أريد فعلَه بلا جدوى أمام ما سأراه هناك. حيث يتضاءل الطموح أمام بَشَر كأشباه العظام؛ أو بقايا عظام تتحرَّك بصعوبة وكأنَّها عرائس متحركة سئمَتْ موتها فقتلت صاحبها لتجرِّب الحياة.
أريدُ؛ ولا أجِدُ.. والإرادة فعلٌ صِحِيٌّ - كما يقول أخصائيو علم النفس- وبخاصَّةٍ عندما لا يجد المرء ما يريد!
*
حينما تتضاءل الرغبة في الحياة، تصبح الحياة أجمل. ستعرف أنَّ ما تريد قوله سيكون بلا معنى فور أن يتمّ قوله، – ماذا بعد؟– سيفقد ما تريد فعله طعمه إن فعلتَه فعلا – وبعدين؟– ، هكذا فقط تستطيع العيش بسعادة بعد أنْ تضع كلّ أمنياتك في صندوقٍ في سقف روحِك؛ لعلَّ أحدهم يدخل هناك ويفتحه ويرى ما تريد قوله فيقرأه دون أن تُضطَّر لقوله، ويعرف ما تريد فعلَه فيساعدك لتحقق أمنيتِك دون أنْ تسأل!
حينما تتضاءل الرغبة في الحياة، يصبح البَشَر أكثر تفاهة، تراهم كيف يختلفون على ما اتفقوا على تسميته بمباهج الحياة، ولا تستطيع أن ترى وجهًا واحدًا للبهجة، تحاول تعديل عويناتك مرارًا، تحاول استعارة عويناتهم، بلا جدوى. أنت غبيّ ولن تفهم، وعليك أن تتقبل قدرك.
حينما يتضاءل التشبث بالحياة، يصبح للأصدقاء معنى وجوديّ أعمق من أن تصفه الكلمات؛ وجودهم هو الشيء الوحيد الملموس في حياتك اللا مُثْبَتَة.. ما يثبت أنَّك عبرتَ من هنا يومًا إلا صديقٌ شَهِدَ حضورك؟
*
يقول وديع سعادة: "بالتحام الأحرف تلتحم الضلوع أيضًا. فضلوع الناس ليست سوى أحرف، تنتظر من يلحمها لكي تصير شخصًا يمشي."
فيا أيُّها الـ"حاء" وَ"الباء" التحما كي يولَدَ حُبِّي.
لأنَّني لا أريد أنْ أكمِلَ الخامسة والعشرين بلا حبيب.
فحين تتضاءل الرغبة في الحياة؛ تزداد الرَّغبة في الحبيب الذي تتمنَّى أنْ تَفنَى في وجودِه.
2 comments:
لماذا تتضائل الرغبة فى الحياة ؟
وهل أصلاً توجد حياة أخرى كى نستبدلها بهذه الحياة ؟
هى وهم ينتظرنا ..فنحن مثل أناء زجاجى ينكسر مرة واحدة ولن يعود ابدا كما كان
أنتهى كما أنتهى مليارات غيرة ويصبح ذرات يمشي عليها مخلوقات غيرنا
تصالحى مع نفسك و احبيها ..لا أحد يستحق أن نعطى له انفسنا فداء
لماذا تذهبين للصومال ؟
كى ترين كيف بشاعة المسلمين ؟
كيف انهم سبب مجاعة الصومال وهم يتقاتلون ..منذ فجر التاريخ وهم يتقاتلون و يسفكون الدماء
:
كونى بخير
لازال الحياه فيها الكثير يستحق
النقص الحاد في العدل هنا يؤكد لي أنّه ثمة مكان آخر للتوازن.
Post a Comment