16 August, 2009

عـ ـهـ ـد




استيقظتْ سعيدة بلا سبب. أو أنّ السبب كان معروفًا على مستوى وعيها، وتمّ تجاهله وحسب. ربما لأنّه يدعو للرّثاء لو تأمّلته أكثر من ثانية زائدة. فضّلتْ أن تجعل السبب صوته الذي لامس أذنيها أوّل ما أفاقت. خاصّةً، أنّه متّهم بإسعادها في صباحات سابقة.
اغتسلت. وكأنها تغسل صباحها ذاتَه، وكأنّها بينما تمرر اللوف المغطاة برغوة صابون الاستحمام برائحة الورد النفاذة، على جسدها، بإصرار، تصمّم على تنظيف يومها الذي تستقبله. كي يبقى عبقًا قدر إمكانه !

* * * *

بينما تقف أمام المرآة. تضع لمسات رفيقة من أدوات ماكياجها. ترفع عن جسدها كلّ ما يثقله من ملابس. تتأمّله، الخطيئة التي لم تتعمّدها، والتي، لم تعُد نادمة عليها. تنظر إلى نفسِها بإعجاب. تفكّر. تحتاج إلى قليل من العمل فقط للوصول إلى شكل مثالي أكثر من ذلك. لكنْ. تحبّ نفسها أكثر. لأنّها جميلة.

* * * *

بينما تضع كريمًا مرطبًا على جسدها. تقبّل كتفيها، الأيسر، ثم الأيمن، ثم تقبّل كفّها بامتنان، وتقول بصوت حنون: أعدك أن أهتمّ بك. وأحبّك. وألا أسمح لأحد أن يهينك أبدًا، ولا أن يقترب منك إلا شخص يحبّك. أعدك


No comments: