14 March, 2008

حـــــكـــــايـــة



أعدّت فنجانين من القهوة، كما هي عادتها قبل أن تبدأ الحَكِي..
نظرنا للأولاد بينما يلعبون في الغرفة المجاورة..
جلستْ وفي يدها فنجانها..
وبدأت..
******
كنا نلتقي أيضًا في كافتريا بجوار المدرسة، دومًا يعزمني على نفس المشروب بنفس السعر الزهيد وفي نفس المكان..ثم نذهب لنكمل حديثنا خلف شجرة كبيرة بجوار بيتنا، نتبادل كلمات الحبّ المراهقة، كانت وردة الحب لديّ تنفتح لرحيق التجربة الجديدة، أعود للمنزل لاهثة من روعة المشاعر التي كانت تختلج صدري وتنتشر في أنحاء جسدي كالمخدّر فلا أشعـر بالواقع ..
لا أرى أبي يضرب أمّي، ولا أسمع أختي وهي تحدث حبيبها في الهاتف، ولا إخواني وهم يلعبون في ساحة المنزل بصوت عال يخرق الآذان..
حتى جاء اليوم الذي تقدّم فيه لأبي
ولأننا في قرية صغيرة، عرف أبي أنني كنت أعرفه من قبل..ولأن أبي لم يكن أبدًا سوى ابن القرية، فقد رفض حبيبي بشدّة..
ومنعني من الذهاب للمدرسة
وهكذا أمضيت أيامي في المنزل حتى بلغت العشرين، ولكن علاقتي بحبيبي لم تنقطع، ورؤيتي له لم تنته بانتهاء دراستي..
تقدّم حبيبي مرات أُخَر، لكن أبي كان ضابطًا سابقًا بالجيش، ولم تلن عريكته أبدًا..
حتى جاء ذلك اليوم..
جاءتني أمي "منشكحة!" وقالت "في عريس جاي يشوفك كمان أسبوع حضري حالك"..ولأنني تعبت..ويئست..
لأنني كنتُ ضعيفة..يائسة من فراق لا ينتهي..وافقتُ..وكنت في داخلي أقرّ بالموافقة قبل حتى أن أراه...وفي اليوم الموعود، رأيته...في البدء ظننتُ أنه والد العريس وأن العريس يعمل في الخليج، اتضح لي أن العريس هو الذي يعمل في الخليج وهو ذاته الجالس أمامي ذاك..
وأنني أصغر من أكبر أبنائه..!
وذهبت للخليج..
لأنسى..
وأبدأ من جديد..
لأدفن حبّي..
لأقبر الحب المستحيل وأتلو عليه صلاتي..
لكن أيًا من هذا لم يحدث..
تزوجتُ..وهاهم أولادي أمامكِ..تزوجتُ للمرة الثانية على قلبي..كانت المرة الأولى زواجًا روحيا أبديًا.
ولم أنسَ حبّي..
مازلتُ أحمله في جنباتي..
وأنظر لروحي المعذبة البعيدة..التي تزوجت زواجًا ثانيًا أيضّا ..
لكن..
من قال أن زواجنا الأول مات ؟
زواجنا الأول لم ولن يموت..
فالزواج الروحي لا يموت.

تمت.

3 comments:

Unknown said...

قصة للأسف ممكن تكون واقعية تدل على عدم تحمل المسؤلية وعدم وضوح الهدف
كل واحد مع نفسه
أين كان الأب عندما كانت ابنته تخرج وتقابل صديقها
لم يتذكر دوره كأب تجاه أولاده إلا بعد أن حدث ما حدث؟؟؟؟
وماذا كانت النتيجة ؟ كل فرد فى الأسرة يفكر فى نفسه فقط ولا يهتم بما يحدث حوله
وتلك الفتاة تتزوج وتظلم من تزوجته )وما زنبه سوى أنه تقدم للزواج منها) ووجود الأولاد لم يغير منها شئ مازالت غارقة فى زكرياتها وأحلامها بعيدا فى عالمها الخاص
فى اعتقداى إنها إنسانة خااااااااااائنة
ختنت فى البداية ثقة أبوها ثم خانت زوجها بتعلقها بغيره حتى إن كان فى قلبها فقط فى النهاية فقد خانت أمومتها

إن كانت هذه القصة خيالية فهى من أسوأ ما رأيت وإن كانت حقيقية فى تعبر عن واقعنا المرير - أنا ومن بعدى الطوفان.

M. Amin said...

!

77Math. said...

nour

شكرا على مرورك وتعليقك..

فعلا القصة ذات معنى بشع، أطرافها كان الله في عونهم

لكنها تحدث دوما..
:(

تحياتي لك

al azif

مرحبا بك
كفيت ووفيت بردك :-D
شكرا لتعليقك