ُنقل عن كاتب غير معروف: " أدركت أقوامًا كان الرجل لايلقى أخاه شهرًا أو شهرين، فإذا لقيه لم يزده على: كيف أنت وكيف الحال؟ ولو سأله شطر ماله لأعطاه.ثم أدركت أقوامًا لو كان أحدهم لا يلقى أخاه يومًا سأله عن الدجاجة في البيت ولو سأله حبّة من ماله لمنعه !"كتاب أبي حيان التوحيدي"الصداقة والصديق.
ولصعوبة الحصول على أصدقاء صنّف "الخلّ الوفيّ" من ضمن المستحيلات التي لا يحلمنّ أحد بتحقيقها..
قد تتحدث مع صديق وقت "زنقة" فيخرجك- دون حتى أن يدري- مما تشعر..بتعليق لا يلقي له بالا، لكنه يأتي في صميم ما تعاني
فيمسّ شيئًا فيك، يخفف عنك ما ألمّ بك
بعض الأناس في حياتنا قد يكون مجرّد وجودهم وجهًا من تلك الوجوه القليلة للحياة التي تجعلك تستطيع الصمود ومواجهة القادم،
بعض الأصدقاء تتألم حقًا حين يغيبون عن ساحتك اليومية، تفتقد تلك التعليقات التي تُشعِركَ بأنّك لستَ وحدك في هذا العالم، هناك من ينظر للزاوية التي تنظر إليها، هناك من مرّ من هنا ويفهم تمامًا ماذا تقول
مع مرور الزمن تتحول تلك المرارة إلى ذكرى كلما توغّلتَ في تفاصيلها آلمتك، مع الوقت قد تطحنك الحياة وتنسى لبرهة أنك في حاجة إليهم، لكن ركنًا في ذاكرتك يأبى إلا أن يتذكرهم ويفتقد تأثيرهم عليك، وكلّما اختليت بنفسك وجدتَ ظلال الأيام الخوالي تلوح أمامك..فتتعجب، كيف يتبدل الحال في غمضة عين وتنقلب حقائق ظننتَها كحقائق جاليليو؟ لا تتغير؟
كان قدري أن أفترق عن أصدقائي بمجرّد أن نصبح كذلك ! صديقات الدراسة والشقاوة القديمة، فقط قمنا بتجميع بعض الذكرى لتزيد من حسرتنا في البعد...لا أكاد أراهنّ إلا لمامًا كل عدّة سنوات، وبعضهن لم أرهن منذ زمن طويل..طويل جدًا، رغم أن الذكرى قد تبدو كالأمس في حدوثها..ولا يمكن لأي وسائل اتصال أن تسدّ ذلك الفراغ الذي يحدث فجأة..من تزوجت، من سافرت.. مؤخرًا رحل واحد آخر..فقط أرجو ألا أفقد المزيد..وأن أسمع الخير دومًا عنهم جميعًا
No comments:
Post a Comment