23 December, 2011

كثير ظَنّ



"يا أيّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظَنِّ، إنَّ بعض الظنِّ إثم – الحجرات:12"


يـا أيّها الذين آمنوا بالله خالقًا للنفوس، وحده عارفًا خفاياها، بالعقل الذي يجعلك تعرف بداهة اختلاف الظروف والأنواء والنوايا، بالعِلْم الحديث؛ وأنَّ الظنون - والسيء منها بالتحديد - يُشْغِل الإنسان عن الكثير من الانتفاع الذي قد يمكن تحصيله بدلا من تبنّي ظنون ليست لها صحّة، ويدفعه للانحباس في عالَم من صُنْعِ خيالِه- والذي يصبح خيالا مريضًا مؤذيًا إن استفحلت به مساحات الظَنّ-؛ أيها المؤمنون بأنَّ للإنسان قلب، أريحوا قلوبكم من الظنون السيئة، اقطعوا بعض الظن باللامبالاة، أو بالتساؤل، أو بالفضول الإيجابي الذي يدفع للمعرفة الحقيقية، واجتنبوا كثيره.


"كثيرًا من الظن" وليس كلّ الظنّ، لأنه كما أنّ بعض الظنّ إثم، فإنّ بعضه صحّي ومطلوب، لكن ذلك الظن الصحي مطلوبٌ تجاهه رد فعل صحّي، كالتحقق منه، لأنّ المعرفة نور، والمعرفة ليست فقط أن تعرف المعلومة، بل أن تتعرف على أبعادها.


أمّا الظنون التي لا يمكن التحقق منها، فليس لها إلا حلّ من اثنين، إمّا أن تستسلم لها فتكون تعسًا، مع نفسك، ومع الأشخاص الواقعين تحت ظنّك؛ أو تتخطاها وتترك أسبابها فتكون حرًا.

No comments: