22 August, 2010

سنّة الحياة

ليه العيال هم اللي المفروض يجلبوا السعادة للمرء؟
لا تقل لي: سنة الحياة!
مفيش حاجة اسمها سنّة الحياة!
معلش يعني!



سنن الكون هي الأشياء التي ليس للإنسان يد فيها. دوران الأرض حول نفسِها وحول الشمس، حدوث الليل والنهار هي سنن كونية لا يختلف عليها اثنان. يمكن مجازًا أن نقول أنّ حصولها "سنّة الحياة!" بمعنى أنّ الحياة بمعناها التي نعرفها ستختلف تمامًا لو أنّ أحد هذه الأشياء اختلف، أو اختلّ. بينما الخِلفَة مش سنة حياة!
إلا لو كانت الحياة بالنسبة لمن يتحدث هي ذلك الكون الضيّق، الذي لا يتعدى زوج وأطفال فقط! فتكون هذه "سنة الحياة" بالنسبة إليه، لأنّ نظرته لا تتعدى ذلك! لا يعرف معنى الكون كما خلقه الله! وإنما يعرف كون الحياة بزاوية ضيّقة للغاية!

هل هي عادة إذن؟
لا أدري.

ربما هو احتياج لأحد ما نلقّنه من البدء أشياء نريد له أن يتعلّمها منا نحن. وكأننا نمنحه – بالإضافة لأموالنا كي لا تذهب لغرباء!- إكسيرنا الخاصّ للنجاة من الدنيا المتعبة، خلاصة حكمتنا وعصارة أفكارنا، ناسين، أو متناسين أننا من جئنا بهم في المقام الأوّل!

هل هو شيء نفعله لأنه من الصعب إجادة الأشياء التي تحتاج لدراسة؟ الزواج والإنجاب لا يحتاجان لدراسة! يكفي أن تولد ذكرًا أو أنثى، وأن تنمو باطّراد الزمن، ويمكنك شغل منصب مدير تنفيذي ورئيس مجلس إدارة مرة واحدة!



العجيب أنّ هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي تمنح البهجة نتركها تمرّ دون أن نعيشها، نظنّ أن الأشياء الكبيرة فقط عليها أن تمنحنا السعادة الأكبر. لكنّ هذا لا يحدث. وفي كلّ مرة نظنّ أن يوم خطبة صديقتنا الصدوق، زواج صديق، أو وقوعنا في الحبّ لأول مرة سيكون شيئًا كبيرًا، أو أي شيء "كبير" بفهومنا سيكون يومًا "مميزًا" و"لا نتخيله" يجيء هذا اليوم ليصفعنا بسخرية قائلا: هع! يا لكم من بلهاء! أيّة طعم كنتم تريدون أن تتذوقوا؟


مؤخرًا مررتُ بتجربة روحية مميزة جدًا. تعلّمتُ كيف يمكن لنا أن نشعر بالسعادة الحقيقية من أشياء صغيرة نمرّ بها/تمرّ بنا. عليك فقط أنْ تكون مستعدًا لذلك. لا يمكنك أنْ تنتظر أنْ يُسعِدك الآخرون أبدًا! ولو أنّ بعضهم يُرسَل إليك من وقتٍ لآخر لأجل أن يطرق نوافذك، ويأخذ بيديك إلى مكان ساحر. ويتركك. فلا تنشغل عن روعة المكان بأنْ تنظر للخلف. وتضيّع تلك الفرصة، لأنّها لن تتكرر!



ما الرابط بين بداية المقال ونهايته؟

ربما.."بعض الموسيقى والكلمات الملحنّة جيّدًا قد يكون كلّ ما تحتاج إليه حاليًا" !ـ
: )

13 comments:

الكلمة نور said...

حب الاطفال والتعلق بهم لانهم يجلبون السعادة
سنة كونية وهذا امر مؤكد
لانه لا ضمان لاستمرار الحياة لو كان الامر غير ذلك فمن سيحب تلك القطعة اللحمية الحمراء التى لا تجيد الا امرين
التبرز والبكاء
من كان سيحميهم ويدفع عنهم ويضمن لهم حياة ويكون مستعد فى مقابلها ان يفقد حياته ذاتها؟
هذه سنة لو لم توجد فى كل الكائنات الحية لم استمرت الحياة
يتساوى فى ذلك انثى النمر وحمامة الحوت الابيض
تحياتى

77Math. said...

وجهات نظر!

77Math. said...

بالمناسبة، علميًا، الوصف الذي ذكرته يسمّى غريزة، تمامًا كغريزة البقاء لدى الفرد الواحد.

أما كون ذلك يجلب السعادة، فهذا ما قصدته بـ: وجهات نظر!

تحياتي

الكلمة نور said...

هى اذا غريزة الانصياع لها تماما ينتج سعادة مطلقة بلا اى اثار جانبية
مضرة

77Math. said...

دا بالضبط اللي بقول عنه وجهات نظر !

احمد سعيد said...

ممكن تسميها عادة
واحنا ( خصوصا المصريين ) بنحب نشى فى الركاب دايما

بمعنى

لو فيه مكان ما , الناس كلها بتسعى اليه
شركه مثلا او مؤسسه
والمكان دة بنروح له بطريقين مختلفين

واحد قصير
والتانى اطول شويه

لو جينا فى يوم وبطلنا نمشى فى الشارع القصير ومشينا كلنا فى الشارع الطويل

يوم ورا التانى باقى الناس هتقلدنا من غير ما تسال ليه

احنا كمصريين منعرفش كلمه ( ليه ؟ ) دى

لاااااااااازم الشاب يتجوز ويخلف
مش مهم ظروفه وحشه احواله ملخبطه

لازم يتجوز ويخلف عيال ميعرفش يراعيهم ولا يصرف عليهم ولا حتى يربيهم

مينفعش يستنى
مينفعش يصبر شويه

لازم كدة

ولو سالتى واحد او واحدة
ليه ؟
يبص نفس النظرة البلهاء المشتركه ويرد ويقول
سنه الحياة
:)

----
فلا تنشغل عن روعة المكان بأنْ تنظر للخلف. وتضيّع تلك الفرصة، لأنّها لن تتكرر!

طب واللى عندة مرض من نوع غريب
مرض انه فى احلى لحظات السعادة يبص للخلف وينتقى اسوأ لحظات الماضى علشان يتامل فيها
او يشغل نفسه بانه بفكر فى ان لحظه السعادة دى لازم هتنتهى

الكائن دة

يعمل ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

77Math. said...

دا متهيألي بقى خايف يبقى مبسوط باللي معاه.
بيبص للي وراه عشان يكسر لحظات السعادة من جذورها، متبنيًا نظرية أنه لا يوجد سعادة أصلا.

متهيألي دي من الآثار الجانبية للتجارب المؤلمة.

يعمل إيه بقى؟

يعتبر السعادة دوا مرّ وياخده للآخر !!

هوندا said...

يبدو ان الوحى عاد بقوة ;)

الحقيقة انا اتفق معك فى ان دى سنة الكون من وجهة نظرهم هم ، انا والدتى كانت تقولى ع الجواز هو الى سنة الحياة
:D
وبعد ماتجوزت وشفت لهفة الناس على الخلفة والأفلام الى بتحصل عن تأخر الحمل حسيت ان فعلاً ان فراغ العقول هو الى بيحسس الشخص ان مفيش حاجة فى حياته بدون أطفال ! وإن فى حاجة ناقصة ، مفيش بنت متتمناش تكون أم ومش هتحس بده غير بشكل لاإرادى بعد الزواج وبعدها بفترة تحتلف من بنت لأخرى ، لكن لو ربنا قدر ميكنش فى أولاد هنموت نفسنا مثلاً؟؟
وليه نوقف استمتاعنا بحياتنا لحد ماييجوا اساساً؟

صفا حرك said...

انتظري رداً على الموضوع عندي في المدونة .. :)

77Math. said...

هوندا.. الحمد لله بجد
:D
متفقة معك تمامًا.



صفا..

بانتظارك :)

احمد سعيد said...

يعتبر السعادة دوا مر وياخدة للاخر
هههههههههههههههههههههههههههههه


بس ليه خايف يبقى مبسوط
الطبيعى ان الانسان يحب يكون مبسوط

ايه اللى يخليه العكس ؟؟؟؟

77Math. said...

ماهو انت اللي بتقول !!!!

"مرض انه فى احلى لحظات السعادة يبص للخلف وينتقى اسوأ لحظات الماضى علشان يتامل فيها
او يشغل نفسه بانه بفكر فى ان لحظه السعادة دى لازم هتنتهى
"

كدا أنت بترجعنا للأول !

احمد سعيد said...

مرض غير منطقى بالمرة