16 July, 2010

العلم نور


نرددها كثيرًا دون أن نعيها. يقولها الأطفال والكِبار. لكنّ القليل فقط هم من يبحثون عن العلم ويريدون فعلا أن يعرفوا أكثر. السواد الأعظم ينتظر أن تجيئه المعرفة بفرصة ما لا يسببها إجهاد البحث أو تعب الاشتياق لمعرفة الحقيقة. أو يراها عبئًا لا جدوى لحمله طالما بإمكاننا ذلك!. كان لديّ صديقة في المرحلة الثانوية ترفض معرفة أي معلومة دينية بحجّة:"لأنني عرفت فسيكون عليّ التنفيذ، بينما أنا هكذا لا أعرف". يعني كانت تخشى من إثم ارتكاب عكس ما تعلم، فاختارت أن تجهل كلّ ذلك. ربما كانت طفلة خائفة وحسب.

سلمى هلالي في موقعها تزيح الكثير من الأغطية عن أشياء كنا نعرفها بداهة منذ زمن من خلال مقالاتها، وتتحدث عن كتب ثرية فعلا. هنا جانب من أهمّ ما لفت نظري فيما قرأت حتى الآن.

* * *

1. الفرق بين الكافر والجاهل

نقول كافر على كلّ من يخالفنا الاعتقاد، الديني تحديدًا، دون أن نفتح المعجم العربي على كلمة "كَفَر" لنعرف معنى آخر واحد لهذه الكلمة، والتي تعني أيضًا: زارع، وكفّر، والتي تعني غطى أو ستر.

هناك فرق كبير بين من عرف الحقيقة ثم أنكرها، وبين من لم يعرفها بعد ويتأكد من أنها هي الحقيقة.

* * *

2. ناقصات عقل ودين.. إن شئن!

هذه الحديث بالذات من جوامع الكلم و من أروع ما قاله رسول الله لنقاط الضعف في كل من طبيعة الذكر و الأنثى

* * *

3. أنا "أنا" إذن أنا موجود

عندما لا تكون على طبيعتك بسبب تواجدك مع أشخاص يتصرفون بأسلوب معين ولا تستطيع إلا أن تكون واحدًا آخر طالما وجدت معهم أنت تفقد جزءًا منك، أنت غير موجود تمامًا، عندما يطلب منك المجتمع أن تكون شخصًا آخر طيلة حياتك، فسوف تموت دون أن توجد!
وحده من يصرّ على وجودِه يوجَد.

* * *
4. أثر العرف في فهم النصوص

الذين يرفضون حاليا بعض النصوص القاطعة الثبوت أو يؤولونها تأويلات لا تتناسب و اللغة العربية و لا مقاصد التشريع و يلوون أعناق النصوص لأنها لا تتناسب و رؤياهم الحالية عن المرأة لا يختلفون كثيرا عن كثيرين سبقوهم أولوها تأويلات غريبة عجيبة و أنكروا بعض النصوص لأنها لم تتفق مع ما يرونه من ضرورة التضييق على المرأة... الأمر سيان (و طرفي التناسب يلتقيان) إذ كلاهما يأتي للنص بأفكار مسبقة يريد استخراج ما يثبتها بأي طريقة بدل أن يعمل على التفكير بالنص نفسه و تدبره و دراسته ابتداء و الاستخراج منه... يعني أنهم يجعلون النص تابعا لفكرتهم لا العكس...

* * *

يمكنك أن تخسر الأشخاص لأنهم يختلفون معك في طريقة التفكير، هم لا يستطيعون أن يتقبلوا طريقة تفكيرك، حتى لو لم يتعد ما تقوله مجرد الكلام، يمكنك أن تخسر أصدقاءك بسبب تفكيرك ومهما حاولت أن تقنعهم أنّه مجرد"كلام" وأنّ الفعل شيء آخر، فإن البعض يعتبر أنّ الكلام هو أول خطوات الفعل.

هذا ما قاله بوضوح أبو بكر في كتابه، وضرب لذلك مثلا برجل يكره العنصرية، ويتحدث مع أصدقائه عن نبذها ومحاربتها بشتى الوسائل، بينما عندما تقع ابنته في حب رجل أسود فإنه تثور ثائرته ويرفض عقله تقبّل هذه الحقيقة. لأنّ الأمر تعدّى الأفكار إلى الفعل الملموس. هنا لم تتحول الأفكار لأفعال قطّ. لأن الاعتقاد المترسخ في ذهنه كان أقوى من أيّ كلام.
ليت الناس يفهمون ذلك. ويعرفون أنّه لا حدود للتفكير، لا حدود للعقل البشري بالنسبة للبشر. كل الاختراعات الثورية تمّت عندما بدأ البشر فعلا تحويل الكلام إلى فعل.

هناك فرق كبير بين أفكارك ومعتقداتك.

مثلا أنت لو كنتَ مسؤولا عن طفل. ولم تخبره بالممنوعات التي عليه أن يتجنبها، فإنّ الإمكانيات المتاحة لا محدودة بالنسبة له. سوف يفعل أيّ شيء. أيّ شيء على الإطلاق - بالنسبة لطريقة رؤيته للأشياء !-

بينما هناك الكثير جدًا من الأشياء التي يستحيل له أن يصل إليها وأنت تعرفها جيدًا كشخص ناضج مسؤول عنه، تعرف أنّه لن يحاول البحث في الدرج العالي عنه، تعرف أنه لن يحاول أن يفتح باب الفرن لأنه لم يرك يومًا تفعل ذلك، ولن يطال علبة الكبريت لأنك أخفيتها بعيدًا، لن يقوم بتشغيل غسالة الصحون ولا الملابس لأنّك فصلت القابس، ولن يطلب رقم هاتف أحد بعينه ليقول له أنّك تحدثت عنه في غيابه!

ربما يقوم باللعب في المياه، وقلب الطعام، تكسير الأشياء وإخراج جميع ما بداخل الدواليب، ربما يحاول فتح باب المنزل للخروج واكتشاف العالَم. وقد يفعل ذلك لو كان أكبر قليلا.

نحن كبشر خلق الله لنا عقولا، لا يمكن أن يكون قد خلقها لنا ثم يجرّم علينا أن نفكّر بها ولو وصل بنا تفكيرنا إلى ما يصل. طالما نحن لم نقم بتحويل أفكارنا هذه إلى أفعال أو نقوم بتحريض أحد على تحويلها إلى أفعال. أعتقد أنّ ما نفعله هو استعمال لهذه الأداة لا أكثر.
ـ

2 comments:

هوندا said...

حلوة قوى ياإيمى وأسلوبها جميل جداً وتحليلاتها منطقية :))

Anonymous said...

الدال على الخير كفاعله

عجبتني الكتابات دي اوي

اختيار موفق

تحياتي