لحواء دومًا ما يؤلمها قبل اكتمال بهجتها؛ عليها أن تنزف كي تصبح امرأة كاملة؛ ثم تتحمل آلام الافتضاض ضريبة اتصالها بمن تحبّ؛ وأخيرًا؛ احتمال آلام الحمل، وعذاب الولادة؛ إذا أرادت أن تصبح أمّا.
ويبدو الألم في كلّ مرة أكبر كثيرًا مما تتوقع حواء؛ تقول: أردتُ البهجة؛ فتقول الحياة: وليس لكِ سوى الألم.
حتى الصّديق؛ ما بينَ من يبتعد كلّما اقتربَتْ خشية أن تكون باحثةً عن ارتباط أبديّ؛ وما بين مقتربٍ يريد ما لا تريد هي.
ولا تترك الحياة لها فرصةً لتختار حياةً ترضاها لنفسِها؛ بل مسارًا إجباريًا إن أرادت أن تتّقي الشبهات وسوء السّمعة. وطريقٌ مرسومٌ سلفًا إن أرادت مباركة الجميع؛ أحياءً وأمواتًا.
مسكينةٌ حواء؛
كلّما حاولت تكسير القيود خارجًا نسيت قيودًا خلقتها لها الطبيعة لا يمكن منها فكاكًا. فأقصى ما تستطيعه هو الالتفاف والانتظار والتحمّل، وفي معظم الوقت، الانكسار والاستسلام والاكتفاء بالحلم.
No comments:
Post a Comment