الحُب: هو إرادة البقاء مع شخص ما بعد مشاهدة جوانبه المظلمة !
لا تحدثني عن الأحاسيس والمشاعر – على أهمّيتِها – وإنما حدثني عنك عندما تغضب وتثور، هل تكسر الأشياء وتتلفظ بما لا يمكن احتماله؟ هل تغفل عن كل ما تعرف جيّدًا أنّه يغضب الطرف الآخر وتضرب عرض الحائط كلّ مشاعره التي يُمكِن أن تصاب إصابات خطيرة لا يمكن شفاؤها؟
هل تأتي على إصاباته الماضية وتزيل كل أشرطتها اللاصقة لتعرّيها وتسكب عليها ماء مغليًا بلا رحمة؟ هل تغرس سكّينًا حادّة في أماكن من روحه أخذك في جولةٍ إليها ذات بوح؟ هل تستغلّ ما قاله ذات ضعف لتهاجمه به الآن ظانًا أنّك بذلك ذا قوّة؟
هل تؤمن بداخلك أنّك أفضل منه؟ وأنّه لا يستحقّك؟
هل يخالطك شعور بأنّك تتنازل ببقائك معه؟ وأنّ هناك أفضل ممن يستحقونك وتستحقّهم؟
مهما قلتَ عن لا إراديّة نوباتك الغاضبة وصعوبة التحكّم في تصرّفاتك وقت انفعالك، هناك جزء في عقلك وأنت تصرخ وتحطّم الأشياء، لو أنّك استمعتَ إليه فستتراجع فورًا، الجزء الذي يقول لك أنّ ما أنت على وشك فعله خلال الجزء من الثانية الآنية سيكون من أسباب الندم، والألم. وأنّه يجدر بك ألا تتهوّر أكثر، لو أنصتنا لهذا الجزء من الثانية فإننا سنستمع لصوت العقل قائلا أنّ عليك الاكتفاء بما فكّرت فيه، لا تنتقل لمرحلة التنفيذ لهدم ما بُنِي.
لكنّنا – وككلّ الطغاة – نرمي هذه النواة الصادقة بالرصاص، نتمادى فيما نفعله لإشباع الرغبة الشيطانية في التدمير، حتى لو كان الهدف الواقع عليه فعل التدمير هو نحن شخصيًا أو أقرب النّاس إلينا.
ما هي جوانبك المظلمة إذن؟
هناك جوانب يراها من يسكنون معك، أسرتك التي نشأت معها، رأو منك ما لم يره أصحابك الذين رأوك يوميًا في ميادين الدراسة أو العمل، هناك جوانب لم يطّلع عليها أحد، جوانبك المظلمة التي تتعلّق بأفكارك التي لم تتخلّق مضغة بعد، والتي تعرفها وتهرب من التفكير بها كثيرًا، بعضها تفكّر به قليلا أو كثيرًا لكنّك لا تستطيع تخصيبها أبدًا، بعضها الآخر، الأقلّ، قد تُسِرّ به للمقّربين.
من يقرر من يتحمل ماذا؟ المواقف وحدها تفعل! لا يمكنك أن تعرف أبدًا حدود احتمال أحد مالم تدفعه للحافة، ما قد أحتمله أنا قد يكون لشخص آخر أسوأ الكوابيس، ما قد يثير جنوني وينهي علاقتي بك قد لا يعني شيئًا على الإطلاق لغيري. هل للأمر علاقة بشعرة معاوية التي يرخيها حين يشدّ من أمامه، ويشدّها حين يرخي؟ أما من موقف تتمزق فيه الشعرة تمامًا على أشلاء علاقة ما؟
الضغط النفسي هو كلمة السر؟ أم أنّ كلمات السرّ في العلاقات بين البشر، وعدم الفهم بالتلميح الذي يمكنه أن يؤدي إلى انفجار لا يمكن التنبؤ بخسائره إلا بعد وقوعه فعلا؟
No comments:
Post a Comment