يمكنك أن تعرف كيف يفكّر الشعب المصري من
متابعة تصرفّات الناس حيال الإشارة الالكترونية الجديدة. بدلا من التغيير اليدوي
الذي كان يقوم به شرطي المرور، أصبحت الإشارة مبرمجة على دقيقة مثلا، تظهر بعدٍّ
تنازلي للون الأخضر إيذانا بالعبور، ثم يتغيّر اللون ويبدأ العدّ التنازلي لدقيقة
أخرى.
الملاحظة ستعرفها عندما تكون الإشارة حمراء، ولا يوجد أيّة سيارات أخرى في الشارع المقابل، لأنّه لا يوجد مجسّات تنبئ بوجود سيارات على مسافات مقاربة من عدمه – كما في الدول المتقدمة – فينقسم الناس على أنفسهم؛ قسمٌ يعبر الطريق متجاهلا الإشارة الحمراء، وقسمٌ آخر يقف مصرًا على احترام احمرار الإشارة ويرفض العبور أبدًا حتى ينقلب اللون لصالحه! ويحدث أحيانًا بعض التجهم والإشارات باليد والاستنكار باللسان من بعض الأطراف للآخرين على اختلافهم، فالملتزمون يذمّون الآخرين ويتهمونهم بعدم الانصياع للنظام أو القوانين أبدًا، وأنّهم فوضويون، والذين يعبرون يتحججون بأنّه لا أحد في الطريق المقابل ولا داع لإضاعة الوقت!
الملاحظة ستعرفها عندما تكون الإشارة حمراء، ولا يوجد أيّة سيارات أخرى في الشارع المقابل، لأنّه لا يوجد مجسّات تنبئ بوجود سيارات على مسافات مقاربة من عدمه – كما في الدول المتقدمة – فينقسم الناس على أنفسهم؛ قسمٌ يعبر الطريق متجاهلا الإشارة الحمراء، وقسمٌ آخر يقف مصرًا على احترام احمرار الإشارة ويرفض العبور أبدًا حتى ينقلب اللون لصالحه! ويحدث أحيانًا بعض التجهم والإشارات باليد والاستنكار باللسان من بعض الأطراف للآخرين على اختلافهم، فالملتزمون يذمّون الآخرين ويتهمونهم بعدم الانصياع للنظام أو القوانين أبدًا، وأنّهم فوضويون، والذين يعبرون يتحججون بأنّه لا أحد في الطريق المقابل ولا داع لإضاعة الوقت!
هناك فئة أخرى لم أذكرها، وهي الفئة التي
تسبب الحوادث غالبًا. من المفترض أنّه كانت الإشارة خضراء ولديك خمسة ثوان مثلا
متبقية والطريق مزدحم، عليك أن تقف تمامًا، هذه الفئة لا تفهم ذلك، بل تستمر في
المرور حتى لو كانت ثانية واحدة، فيأتي صفٌ آخر خلفها يسمح لنفسه بالمرور، وهكذا
تضيع عدّة ثوان من الشارع المقابل بسبب تبلّد البعض وعدم احترامهم للنظام!
أقول لأختي: إذا أردتِ مشاهدة الصواريخ في
مصر فراقبي إشارة مرور الكترونية تتحول من الأخضر إلى الأحمر!
ثمّ، يبدو أنّ الحكومة لاحظت ذلك، فجعلت
وميضًا ينير ويطفئ عندما يكون العد التنازلي للإشارة الخضراء مساويًا للثانية
الثالثة .. حتى يقف القادم تمامًا، لكن لا حياة لمن تنادي.
هذه باختصار شديد أنواع المصريين، هناك من
لا يحترم النظام لأنّه "منقول قصًا ولصقًا" لكنّه لا يتعدّى على
الآخرين، وهناك من يحترم النظام لدرجة أنّه يضيع وقته ووقت غيره لأجل نظام منقول
بشكل خاطئ، المقلّدون دون تفكير؛ ثمّ الفئة الأخيرة، التي لا تحترم الناس على
الإطلاق، ولا ترى سوى مصلحتها وحدها، ولا تدرك أصلا معنى النظام والانضباط. وهي
الفئة اللي عايزة الحرق!