23 October, 2010

الصلاة المسروقة - 1

كثيرًا كنتُ أتساءل، بعد أن تحوّل فعل الصلاة بالنسبة لي إلى حركات مؤداة على وجه الوجوب، عن المغزى الحقيقي وراءها، مللتُ الإجابات الجاهزة "صلة بين العبد وربّه" فالكثير من الأشياء تصلني بربّي أكثر مما تصلني به صلاتي، أنا أتصّل بربّي بمعاملة خلقه، وبصبري على أذاهم، وبمعاونة محتاج سهّلتُ له قضاء احتياجه. القرءان يصلني بربّي، التأمل في خلق ربي يصلني بربّي. أما الصلاة فحركات جاهزة أؤديها بتكاسل فظيع كي أضمن أنني لن أحترق في جهنّم فيما بعد !
وكأنني أرشو كتّاب أعمالي، وأغافلهم بصلاة لا أقبلها أنا لو كانت تؤدى إليّ، ولا أرضى أن أقوم بها أمام أحد، لأنّها لا تصحّ أن تُمارَس في العلن، لأنّها سيئة المنظر كامرأة لم تغسل أو تمشط شعرها ووجهها لأيام.
وكنت أرجو أن أجد إجابة لتساؤلاتي. لماذا يا ربّ تريدني أن أصلّي؟


وجاءتني الإجابة في كتاب. أخرجتني من الظلمات إلى النور،وقالت لي السبب الحقيقي للصلاة. والذي ربّما ترونه ساذجًا، أو سخيفًا. لكنّه كان سببًا كافيًا لأجرّب، وأتذوق طعمًا آخر لم أتذوقه من قبل.
وإنْ كانتِ المرأة تتخلص من الدم الفاسد شهريًا بالطمث، فإنّ الرجل والمرأة كلاهما يتخلصّان من الهواء الفاسد يوميًا بالصلاة.
انس للحظة كل ما تعلمته سابقًا من معان تقفز للذهن عند ذكر لفظ "الصلاة"، الفظها كأنّك تقولها لأول مرة في حياتك، وفكّر بها كأنك للتو عرفت اللغة وعليك أن تخترع معنى للكلمات، وإيّاك أن تقيم الصلاة قبل أن تصل للإجابة بنفسِك.


إن الدخول في الصلاة الإسلامية، ليس دخولا في غيبوبة، بل خروجًا متعمدًا من جميع حالات السهو والشرود، قوامه اليقظة الكاملة، التي يحققها المصلي، بالانتباه إلى انتظام أنفاسه، وتحديد مسارها لحظة بلحظة، وهي تجربة تتميز بإحكام السيطرة على العقل والجسم، وتهيئ للمصلي حالة نادرة من الطمأنينة، لا تلبث أن تحيل صلاته إلى متعة في حد ذاتها، وتعيده إليها مرة بعد مرة.


أداء هذه الحركات، يحتاج بالضرورة إلى إغلاق العينين، لأن قدرة المخ على تنظيم التنفس، تتوقف أساسًا على تعطيل جميع الحواس بقدر الإمكان. فالمصلي لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يرى، لكنه ليس غائبًا عن الوعي، وليس منجذبًا إلى عالم مجهول، بل حاضرًا مستيقظًا في هذا العالم ينظر إليه بعين ثاقبة، ويطيل إليه النظر، حتى يرى موضع الشعرة الفاصل بين الفجر والغسق.


إن المصلي المسلم لا ينجذب مثل الدرويش، ولا يرسل عقله إلى "المجهول". وليس هو المواطن المغمض العينين الذي يدخل الصلاة لكي يغيب في عالم غائب، لأنّ الصلاة الإسلامية نفسها لا يمكن أداؤها إلا بشروط اليقظة الكاملة.


وأترككم مع المقال كاملًا:


ثمة نوعان من الرياضة، أحدهما حرفة تقوم على زيادة حجم العضلات، لتوفير مزيد من قوة الدفع. وهي حرفة قديمة، أثبتت قدرتها على كسب المال والشهرة في كل العصور. لكنها ليست رياضة للجسد، بل نشاطا حرفيا على حسابه، لا يلبث أن يقود إلى التقاعد المبكر .
النوع الثاني من الرياضة لا يهدف إلى زيادة حجم العضلات، بل يهدف إلى إنعاش الجسم ككل، بتمرير كميات متزايدة من الهواء، عن طريق التنفس العميق. وهو أسلوب فعال جدا، يستطيع أن يضمن صحة الجسم والعقل، إلى مراحل متقدمة من العمر، وقد عرفه العرب في لغتهم الحديثة باسم ( اليوغا ) لكن كلمة اليوغا معناها بالعربي ( الصلاة).
فالتنفس العميق شرط يتطلب تحقيقه، أن تنتظم الأنفاس عينها في فترات محددة، ومحسوبة بالثواني، وهو مطلب يبدو هينًا، ولا علاقة له بالدين لكنه في الواقع مطلب كبير جدا، وشرط أساسي في أداة الصلاة.
مصدر هذا الارتباط، أن الأنفاس لا تنتظم أبدا، إلا إذا تخلى المخ عن جميع مشاغله الحياتية، وفرغ نفسه لتنظيم مرورها، لحظة بلحظة، في نسق دقيق، قادر على توجيه تيار الهواء بضغط متساو، في زمن متساو، من أسفل البطن إلى أعلى الصدر، وهي فترة من الانتباه الشديد، يقضيها المصلي ماثلا أمام سر الحياة الخارق، يشهد ميلاده المتجدد بين الأنفاس، ويرى الحي يخرج من الميت رأي العين.
دون انتظام الأنفاس، لا ينتبه المخ، ولا يستطيع المصلي أن يمنع عقله من الشرود ولا تصبح الصلاة مقابلة كاملة مع الله، لهذا السبب ، يقول القرآن عن الصلاة "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" البقرة :45
فالخشوع لا يتحقق بتمثيل دور الخاشع، وليس هو إغلاق العينين والتظاهر بالغياب عن العالم، ولا يمكن الدخول فيه عنوة بافتعال الهلوسة، كما يزعم الدراويش وليس ثمة سبيل واحد إليه سوى انتظام الانفاس؛ لأن الخشوع ليس حالة انجذاب إلى عالم آخر بل حالة يقظة في هذا العالم، تتطلب أن يخشع الجسد أولا، وتنتظم دقات القلب، لكي يتحقق السكون المطلوب للعقل الخاشع وإذا كان انتظام الأنفاس قد سقط الآن من بين شروط الصلاة الاسلامية فإن حركات هذه الصلاة نفسها، من التكبير الى السلام، شاهد في حد ذاتها، على أنها أوضاع موجهة أصلا لتنظيم التنفس.
فرفع اليدين للتكبير في أول الصلاة حركة موجهة لإفساح تجويف الصدر، أمام تيار الهواء خلال الشهيق، وهي افتتاحية الوضع الأول في الباب الذي تعرفه اليوغا تحت اسم (تادازانا) أي وضع النخلة.
والوقوف في الصلاة، وضع يتيح الضغط بجدار المعدة على تيار الهواء، لتمريره إل أعلى الصدر، وتعرفه اليوغا تحت اسم (سامس هيتي) التي تعني وضع الوقوف.
والانحناء للركوع وضع ينقل ضغط الهواء، من الصدر إلى جانبي الجسم، من أربع زوايا تختلف بمقدار اختلاف المسافة بين اليدين وبين القدمين، وتعرفه اليوغا تحت اسم (يوتانازانا) أي الركوع .
والسجود على الأرض، وضع يتيح تمرير الضغط إلى منطقة الظهر والكتفين، وله بابان في اليوغا، أحدهما سجود مواجهة الأرض، مثل الصلاة الإسلامية، والآخر سجود في مواجهة السماء، وهو الباب المعروف بـ (ابانزانا).
والجلوس بثني القدمين إلى الوراء، وضع تعرفه اليوغا باسم ( اللوتس المبسط)، وهو وضع يلائم جميع الأعمار، مهمته أن يحرر الساقين من وزن الجسم، ويتيح للمصلي وقتًا طويلا نسبيًا، لأداء صيغة التشهد.
والسلام في نهاية الصلاة، وضع يتيح نقل الضغط إلى أعلى نقطة في العمود الفقري، ويشد عضلات الرقبة، وهو وضع له أبواب متعددة في اليوغا، ينسب معظمها إلى معلم يدعى (ماتسياندرا).
إن حركات الصلاة الإسلامية، ليست رموزًا، بل أوضاعا يتخذها المصلي، لتمرير ضغط الهواء في جميع أنحاء جسده، بتوقيت الشهيق والزفير، في نسق محدد.
هذا التوقيت يحتاج إلى آله قياس دقيقة قادرة على حسابه بالثواني خلال أربع مراحل متداخلة:
المرحلة الأولى: تبدأ بالشهيق خلال الأنف، من أسفل البطن إلى أعلى الصدر، لمدة تتراوح بين 8 ثوان، و12 ثانية.
المرحلة الثانية: تبدأ بضغط الهواء من البطن وكتمه في تجويف الصدر ، لمدة تتراوح بين 4 ثوان، و60 ثانية.
المرحلة الثالثة: تبدأ بالزفير خلال الأنف، من أعلى الصدر إلى أسفل البطن لمدة تترواح بين 12 ثانية، و16 ثانية.
المرحلة الرابعة: تبدأ بالامتناع عن التنفس، وحفظ الجسد مفرغًا من الهواء، لمدة تتراوح بين 4 ثوان، و60 ثانية .
توقيت هذه المراحل، يتم في اليوغا بأن يعمد المصلي إلى العد بالأرقام، أو بتمرير حبات السبحة، لكنه يتم في الصلاة الإسلامية بقراءة القرآن، وهو اختلاف يتعدى طريقة قياس الوقت، إلى معنى الصلاة نفسها فالأرقام وحبات السبحة، لاتخاطب المصلي، ولا تستطيع بالتالي أن تقتحم وحدته، مما يجعل جلسة اليوغا تبدو مملة وطويلة بالنسبة للمبدتئين، أما قراءة آيات القرآن فإنها تحيل الصلاة الإسلامية إلى جلسة مبهجة مع صوت مؤنس جدًا.
فالمصلي المسلم، لا يشغل عقله بتوقيت التنفس لأنّ قراءة الآيات المتساوية، تعطيه زمنًا متساويًا من دون حاجة إلى العد. إنه لا يحسب الزمن بالأرقام بل بالكلمات ويكسب بذلك رفيقًا مؤنسًا في لحظة وحدته الحقيقة.
عند مدخل الصلاة يكبر المصلي رافعًا يديه، لإفساح تجويف الصدر ويبدأ الشهيق والزفير مع كلمتي (الله اكبر) وهما كلمتان ذاتا مخرجين مختلفين تغطيان فترة تمتد سحب الهواء مع كلمة (الله) إلى نهاية الزفير مع كلمة ( أكبر) ويتراوح زمنها بين 8 ثوان و32 ثانية أو أكثر، طبقًا لجهد المصلي، ومستوى تدربه.
ومن هذا المدخل، يواصل المصلي تنظيم أنفاسه وحساب زمنها بقراءة آيات، أو سور كاملة، من القرآن، حسب خطته في التنفس، فسورة الكوثر طولها ثلاث آيات وزمن تلاوتها 15 ثانية، لكن صورة البقرة طولها 286 آية، وقد يزيد زمن قراءتها عن نصف ساعة. بالإضافة إلى ذلك، جاء القرآن كله مقسمًا إلى آيات يمكن البدء بها من أي موقع مما يتيح للمصلي أن يدخل في جميع أبواب التنفس البسيطة والمركبة دون حاجة إلى العدّ.
في المرحلة الثانية، ينقل المصلي ضغط الهواء إلى جانبي الجسم، بإحناء الجذع إلى الأمام، ثم يستقيم رافعًا يديه، وينحني بجذعه إلى الوراء، مستكملا دورة الشهيق والزفير. وهي فترة تطول أو تقصر، لكنها لا تتكرر، لأن الصلاة لا تعتمد على تكرار الحركة مثل التمارين السويدية، بل تعتمد على إطالة زمن الحركة، وتطويع العضلات للاحتفاظ بوضع واحد أطول وقت ممكن. ولهذا السبب فإن المصلي لا يلهث ولا يلحق به الإعياء، كما يحدث لمن يؤدي التمارين السويدية، رغم أن عضلاته تتلقي في الواقع ضغطًا مساويًا.
في المرحلة الثالثة، يدخل المصلي في وضع السجود الذي يتيح تمرير الضغط إلى الظهر والكتفين، برفع القدمين عن الأرض، ويسند الجسم باليدين وأعلى الجبهة. وهو الوضع الوحيد الذي يسمح بإيصال ضغط الهواء إلى العمود الفقري ويحرر الساقين من وزن الجسم، ويطيل زمن السجود، بقدر ما يشاء المصلي، دون جهد عضلي مرهق.


في المرحلة الرابعة، يجلس المصلي على عقبيه، في وضع اللوتس المبسط، لكي يحرك إصبعه بالتشهد. وهي حركة تهدف إلى تركيز الانتباه في بؤرة صغيرة محددة، واستثارة المخ لاكتشاف صدى هذه الحركة الخافتة في الجسم بأسره.


في آخر الصلاة، يستدير المصلي بعنقه، دون بقية جسده خلال مدة تغطي قوله (السلام عليكم ورحمة الله)، وتنتهي بوصول الذقن إلى خط متواز مع الكتف، والاحتفاظ بهذا الوضع، لبعض الوقت، مرة على اليمين، ومرة على اليسار.


أداء هذه الحركات، يحتاج بالضرورة إلى إغلاق العينين، لأن قدرة المخ على تنظيم التنفس، تتوقف أساسًا على تعطيل جميع الحواس بقدر الإمكان. فالمصلي لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يرى، لكنه ليس غائبًا عن الوعي، وليس منجذبًا إلى عالم مجهول، بل حاضرًا مستيقظًا في هذا العالم ينظر إليه بعين ثاقبة، ويطيل إليه النظر، حتى يرى موضع الشعرة الفاصل بين الفجر والغسق.
إن المصلي المسلم لا ينجذب مثل الدرويش، ولا يرسل عقله إلى "المجهول". وليس هو المواطن المغمض العينين الذي يدخل الصلاة لكي يغيب في عالم غائب، لأنّ الصلاة الإسلامية نفسها لا يمكن أداؤها إلا بشروط اليقظة الكاملة. وهي شروط حددها القرآن نصًّا، وبالتفصيل:
الأول: شرط الانتباه، لان شرود العقل علامة على فساد الصلاة "فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون" الماعون :4،5
الثاني: شرط النشاط، لأن كسل الجسد علامة على التظاهر بالدين من باب النفاق. "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" النساء:142. وفي التوبة :54 "ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى".
الثالث: شرط الوقوف في وضع الانتباه الكامل "وقوموا لله قانتين" البقرة : 238، فالقنوت هو إحكام الشد والسيطرة، ومنها كلمة "سقاء قنيت" أي لا يسيل منه الماء.
إن الدخول في الصلاة الإسلامية، ليس دخولا في غيبوبة، بل خروجًا متعمدًا من جميع حالات السهو والشرود، قوامه اليقظة الكاملة، التي يحققها المصلي، بالانتباه إلى انتظام أنفاسه، وتحديد مسارها لحظة بلحظة، وهي تجربة تتميز بإحكام السيطرة على العقل والجسم، وتهيئ للمصلي حالة نادرة من الطمأنينة، لا تلبث أن تحيل صلاته إلى متعة في حد ذاتها، وتعيده إليها مرة بعد مرة.
دون التنفس المنتظم، تصبح الصلاة غيابًا متعمدًا في عالم مسحور. فالمصلي الذي لا يسيطر على أنفاسه، لا يستطيع أن يمنع عقله من الشرود، وليس بوسعه أن يحقق هذا الهدف المستحيل، إلا بقدر ما يستطيع أن يهرب من ظله. إنه يغمض عينيه، ويجرب حظه في تركيز انتباهه، خلال صلاة صعبة، يقضيها في صراع مرهق مع عقل مشوش، يفاجئه من كل موقع ويشغله بكل فكرة طارئة ماعدا فكرة الصلاة. وهي حالة من الوهن العقلي الشديد، يفقد المخ خلالها سيطرته على الجهاز العصبي، ويتحول إلى مركز استقبال مروع يتلقي جميع الإشارات الصحيحة والوهمية، ويختزن أفكارًا مزورة دون أن يدري. وفي ظروف هذا "الخشوع" القسري، يتحول المخ إلى سلاح موجه لقتل المصلي . فيقوده علنًا إلى "عالم مجهول"، ويقنعه علنًا بأن "يغيب فيه". وهي جنازة كاملة بجميع طقوسها، لكن المصلي لا يكتشف أبدًا أن مخه قد دفنه حيًا.
لهذا السبب ، اختار القرآن أن يقول في الآية 4 من الماعون "فويل للمصلين".
فالعقل الغائب، لا يدرى الفكرة الحاضرة، ولا يستطيع أن يفهم الدين إلا في إطار عالمه المغيب. إنه لا يقف عند واقع الحي الذي يتنفس بل يجتازه إلى عالم "ما وراء الواقع"، ويدخل في "المجهول" متعمدًا أن يخلق لنفسه "منطقًا" خرافيًا مفضوحًا، يقوم علنًا على إنكار المنطق، وقد تكفل هذا العقل المسحور، بتفسير الدين تفسيرًا سحريًا، فغيبه علنا وراء "حجب الغيب" ودفنه حيا، بأن جعل الدين هو شكل الدين. إن الصلاة الإسلامية هي أشهر جنازة في عالم هذا العقل الغائب.


فالفقه الإسلامي لا يدخر وسعًا في شرح معاني الصلاة الدقيقة والخفية لكنه لا يرى معناها الظاهر للعين المجردة. وقد أجمع الفقهاء على أن حركات الصلاة منقولة مباشرة عن رسول الله شخصيًّا، لكنهم لم يكتشفوا أبدًا، لماذا اختار الرسول عليه الصلاة والسلام، هذه الحركات دون سواها، مما دعاهم إلى تفسيرها تفسيرًا بلاغيًّا بحتًا. فالوقوف في الصلاة هو (المثول بين يدي الله). والسجود هو (إبداء الخضوع له). وقراءة آيات القرآن (سنة مباركة). وهي تفسيرات بلاغية بحتة، لا تقول شيئًا علميًّا،مهما أطالت في الشرح، لأنها تقوم على فهم سحري لفكرة الصلاة.
والواقع أنّ الفقه الإسلامي. الذي يسمي نفسه "علمًا". لم يشهد طوال تاريخه تجربة علمية واحدة، لاختبار علاقة الخشوع بطريقة التنفس، واستكشاف المعني الكامن وراء حركات الصلاة. وهي تجربة، كان من شأنها أن تقود المصلي المسلم إلى موضوع الكنز.
فالصلاة الإسلامية هدية كبيرة من المعلم الكبير. إنها ليست طقوسًا كهنوتية بل نشاطًا دينيّا بقوم به الجسم والعقل معا، طبق خطة مدروسة علميّا، للمثول أمام سر الحياة الخارق وجهًا لوجه. وهي خطة معروضة للتجربة في عالم الناس الأحياء، وقادرة على إثبات صحتها بشهادة علنية منهم. واذا شاء الفقه أن يتكلم ذات مرة بلغة العلم، فلابد من أن يعيد صياغة مناهجه الفصيحة، ويعود من عالمه الغائب لكي يربط جسره الذي انقطع مع الواقع، ويسلم للناس صلاتهم المسروقة.


من كتاب: الإسلام في الأسر؛ لكاتبه الليبي: الصادق النيهوم

1 comment:

هوندا said...

حلو قوى ياإيمان عارفة انا مبعرفش اركز فى الصلاة الا اما اغمض عينى
:D