08 October, 2009

حان لهذا القلب أن ينسحب




أخذنا موعداً
في حيّ نتعرّف عليه لأوّل مرّة
جلسنا حول طاولة مستطيلة
لأوّل مرّة
ألقينا نظرة على قائمة الأطباق
ونظرة على قائمة المشروبات
ودون أن نُلقي نظرة على بعضنا
طلبنا بدل الشاي شيئاً من النسيان
وكطبق أساسي كثيراً من الكذب.


وضعنا قليلاً من الثلج في كأس حُبنا
وضعنا قليلاً من التهذيب في كلماتنا
وضعنا جنوننا في جيوبنا
وشوقنا في حقيبة يدنا
لبسنا البدلة التي ليست لها ذكرى
وعلّقنا الماضي مع معطفنا على المشجب
فمرَّ الحبُّ بمحاذاتنا من دون أن يتعرّف علينا


تحدثنا في الأشياء التي لا تعنينا
تحدّثنا كثيراً في كل شيء وفي اللاّشيء
تناقشنا في السياسة والأدب
وفي الحرّية والدِّين.. وفي الأنظمة العربيّة
اختلفنا في أُمور لا تعنينا
ثمّ اتفقنا على أمور لا تعنينا
فهل كان مهماً أن نتفق على كلِّ شيء
نحنُ الذين لم نتناقش قبل اليوم في شيء
يوم كان الحبُّ مَذهَبَنَا الوحيد الْمُشترك؟


اختلفنا بتطرُّف
لنُثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل
عن بعضنا
تناقشنا بصوتٍ عالٍ
حتى نُغطِّي على صمت قلبنا
الذي عوّدناه على الهَمْس
نظرنا إلى ساعتنا كثيراً
نسينا أنْ ننظر إلى بعضنا بعض الشيء
اعتذرنـــــا
لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير
ثـمَّ عُدنــا وجاملنا بعضنا البعض
بوقت إضافيٍّ للكذب.


لم نعد واحداً.. صرنا اثنين
على طرف طاولة مستطيلة كنّا مُتقابلين
عندما استدار الجرح
أصبحنا نتجنّب الطاولات المستديرة.
"الحبُّ أن يتجاور اثنان لينظرا في الاتجاه نفسه
... لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضها البعض"


تسرد عليّ همومك الواحد تلو الآخر
أفهم أنني ما عدتُ همّك الأوّل
أُحدّثك عن مشاريعي
تفهم أنّك غادرت مُفكّرتي
تقول إنك ذهبت إلى ذلك المطعم الذي...
لا أسألك مع مَن
أقول إنني سأُسافر قريباً
لا تسألني إلى أين


فليكـــن..
كان الحبّ غائباً عن عشائنا الأخير
نــــاب عنــه الكـــذب
تحوّل إلى نــادل يُلبِّي طلباتنا على عَجَل
كي نُغادر المكان بعطب أقل
في ذلك المساء
كانت وجبة الحبّ باردة مثل حسائنا
مالحة كمذاق دمعنا
والذكرى كانت مشروباً مُحرّماً
نرتشفه بين الحين والآخر.. خطأً


عندما تُرفع طاولة الحبّ
كم يبدو الجلوس أمامها أمراً سخيفاً
وكم يبدو العشّاق أغبياء
فلِمَ البقاء
كثير علينا كل هذا الكَذب
ارفع طاولتك أيّها الحبّ حان لهذا القلب أن ينسحب

أحلام مستغانمي

05 October, 2009

في استقبال الشتاء

لما الشتا
يرمى بحمله ع الكتاف
نبدأ نخاف
و ندارى حلمينا الخفاف
لينبتوا هاجس هلع
و امسك ف قلبى لينخلع
و يلبى لضياعنا الندا
ف لحظة شتا

--------

خوفك و صمتك
و ارتعاشات السؤال
ف حضن برد الاجوبه

باصص بعينك ع الدفا
وخايف تقرب
لـ الشمس
تلسعك بلسانها
و تغيظك
(انذار الدفا ... كداااااااااااااااب)

ده علشان كمان نجيب م الاخر

سايقه عليك اللى يقدر عليك
لا خلاص مش سايقاه
اوجعنا كمان


سـهـر

01 October, 2009

شيء




شعور بشع بالرغبة في تدمير العالم.. أنا أضمر.. حرفيًا ومجازيًا. حرفيًا هو شيء جيّد جدًا.. لطالما وددتُ أن أصبح نحيفة جدًا.. لاشيء سوى العظام المغطى باللحم.. مجازيًا هو شيء بشع، لأنّه يقتل الروح، أن تحاول لملمة أشيائك المبعثرة هنا وهناك.. ليس الأمر بهذه السهولة. وفي كلّ مرة تظنّ أنّها المرة الأخيرة تصفعك الحياة ببرود وتمضي وتتركك في احتضارك.. أنت وشأنك.. فلتمت أو لتعش.. لن ينتبه أحد. لأنّ لا يهتمّ أحد.